أكد الدكتور فتحي سعد، محافظ الجيزة، أن العشوائيات تمثل خطرا أمنيا واقتصاديا واجتماعيا علي مصر، مشيرا إلي أن الحكومات المتعاقبة علي مدار الـ٥٠ عاما الماضية، تأخرت في إيجاد الحلول المناسبة لها، لافتا إلي أن التنفيذ كان يسبق التخطيط وهو ما أدي إلي تفشي ظاهرة العشوائيات، وقال سعد خلال ندوة «العشوائيات في مصر..
الخطر القائم والحل الدائم» التي نظمتها جمعية مؤسسات الأعمال للحفاظ علي البيئة: إن العشوائيات استهلكت ٤٠٠ ألف فدان من الأراضي الزراعية، علاوة علي أن قري مصر كلها عشوائيات، بسبب انعدام خدمات الصرف الصحي ومياه الشرب، وأضاف أن خدمات الصرف الصحي تحتاج إلي ٤٠ مليار جنيه، بينما تحتاج خدمات مياه الشرب إلي ٢٠ ملياراً في حين أن خدمات الكهرباء وصلت إلي أنحاء مصر بنسبة ٩٨%.
ووصف سعد عملية إعادة تطوير العشوائيات من خلال الإزالة الكاملة بأنها حل غير وارد حاليا، مشيرا إلي أن هذا الحل، وبالرغم من أنه غير عملي، فإنه نفذ بالفعل في بعض المناطق، وهو ما دعا المحافظة مؤخرا إلي تشكيل مجلس خاص لإدارة المناطق العشوائية لبحث الحلول العملية في التعامل مع العشوائيات، وقال: لقد اكتشفنا أن عشوائيات «ولاد علام» الموجودة بحي الدقي تحتاج وحدها إلي ٤٠٠ مليون جنيه لإزالتها بالكامل.
وفيما يتعلق بمطار إمبابة الذي كان الرئيس مبارك قد وعد بأن تصبح أرضه متنفسا لأهالي الجيزة، أوضح محافظ الجيزة أن الأجهزة المحلية بالمحافظة بدأت بالفعل في دراسة إمكانية استغلال الأرض طبقا لاحتياجات السكان، وأضاف: وجدنا أن المساحة لا تكفي لإنشاء ٤٠ مدرسة، وأن هذا الأمر يحتاج إلي دراسة وافية ثم طرحنا عدة بدائل،
بإمكانية بناء ٥ مدارس، وقررنا توزيع الخدمات علي أربع مناطق ليكون مجمل مساحة الحدائق ١٦٠ فدانا، جزء منها سيتم في منطقة أرض المطار والباقي في المنطقة المجاورة، وتم التخطيط بحيث تكون هناك محاور طولية وعرضية.
من جانبه، وصف المهندس ماجد جورج وزير البيئة العشوائيات في مصر بأنها من التحديات الرئيسية بعد أن أصبحت تمثل ٣٠% من المناطق السكنية في مصر، ووصل سكانها إلي ما يزيد علي ١٦ مليون مواطن وتنتشر في أكثر من ١١٠٠ منطقة علي مستوي المحافظات.
وقال جورج في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور عطوة حسين، رئيس فرع القاهرة الكبري بالوزارة إن المناطق العشوائية في محافظة القاهرة وحدها والمقامة علي أراضي الدولة، ٨١ منطقة علي مساحة ٢٦٨٠ فدان، يجري حاليا تطوير ٦٨ منطقة منها وبلغ حجم الإنفاقات عليها حوالي ٨٧٧ مليون جنيه، من خلال تنفيذ مشروعات الخدمات والمرافق الأساسية.
وأضاف أن تطوير المناطق العشوائية ليس مجرد تخطيط عمراني فقط بل يمتد ليشمل قطاعات التنمية الاقتصادية والبشرية مع حماية الموارد الطبيعية، وهو ما يتطلب برامج عمل متكاملة تتضمن إعداد مخططات عمرانية للمناطق القابلة للتطوير
وإزالة المناطق التي لا يمكن تطويرها مع إعادة استخدام الأراضي طبقا لاحتياجات السكان بكل منطقة وكذلك الحفاظ علي البيئة من خلال نقل وتطوير وتوفيق أوضاع الصناعات الملوثة وتوفير الخدمات البيئية مثل نظم الإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة والصرف الصحي والتشجير والتوعية البيئية وتحسين مستوي المعيشة بتلك المناطق.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق