http://c4wr.com/blog/?p=8843
انتشرت فتاوي تحريم تهنئة المسلمين للأقباط
في أعيادهم ، ففي الوقت الذي نحاول فيه درء الفتنة الطائفية نجد كل يوم من يحاولون زعزعتها ظناً منهم أنهم يلتزمون بتعاليم الدين و يحاولون
جاهدين أن لا يقع المسلمون في معصية .
هل يجوز فقط أن تسافر إليهم وتقيم في بلادهم
وتعمل لديهم أو تنهل من علمهم ؟؟
هل يجوز أن تذهب إليهم للعلاج وتستورد منهم
كل ما يوفر رفاهيتك بداية من السيارة ومرورا بهاتفك و حتى القلم الذي تكتب
به أوالغترة التي تلبسها .؟؟
هل يجوز أيضا أن تطلب منهم القروض بفوائد
وتقبل منهم المنح بدون مقابل أما التهنئة فهي معصية لا يغفرها لك الرب ولا تضاهيها
معصية فهم خلقهم الله ليكونوا سخرة لنا و نتفرغ نحن للخلافات و المذاهب .. أهذا هو ما يدعوا إليه ديننا الحنيف ؟؟
ألم يحلل لنا ديننا التزواج منهم ؟؟ فهل نتزوج منهم ولا نهنئ تلك
الزوجات بعيدهن ؟؟ أليست تلك التهنئة من باب المودة والرحمة ؟؟
حين أوصانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن الجار لم يسمي لنا أو
يعرف لنا الجار ، فلم يذكر الجار المسلم ولا الجار المؤمن !! فقط ذكر عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع "
وعن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما قالا
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه
سيورثه ))
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" إنَّكم لن تَسَعوا الناسَ بأموالكم ، ولكن
يسعهم منكم بسطُ الوجه ،
وحُسنُ الخُلُق "
عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ
قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" ... ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
؛ فليكرِم جارَهُ "
قال ابن حجر- رحمه الله-: «واسم الجار يشمل
المسلم والكافر، والعابد والفاسق، والصديق والعدو، والغريب والبلدي، والنافع والضار،
والقريب والأجنبي، والأقرب داراً والأبعد، وله مراتب بعضها أعلى من بعض فأعلاها من
اجتمعت فيه الصفات الأول كلها[ وهو الجار المسلم العابد الصديق النافع القريب الأقرب
داراً] ثم أكثرها وهلم جرا إلى الواحد وعكسه».
قال الغزالي- رحمه الله-: «وجملة حق الجار
أن يبدأه بالسلام ولا يطيل معه الكلام، ولا يكثر عن حاله السؤال، ويعوده في المرض،
ويعزيه في المصيبة، ويقوم معه في العزاء، ويهنئه في الفرح، ويظهر الشركة في السرور
معه، ويصفح عن زلاته، ولا يتطلع من السطح إلى عوراته، ولا يضايقه في وضع الجذع على
جداره، ولا في مصب الماء في ميزابه، ولا في مطرح التراب في فنائه، ولا يضيق طرقه إلى
الدار، ولا يتبعه النظر فيما يحمله إلى داره، ويستر ما ينكشف له من عوراته، وينعشه
من صرعته إذا نابته نائبة، ولا يغفل عن ملاحظة داره عند غيبته، ولا يسمع عليه كلاماً،
ويغض بصره عن حرمته، ولا يديم النظر إلى خادمته، ويتلطف بولده في كلمته، ويرشده إلى
ما يجهله من أمر دينه ودنياه»(38).
وسوء المجاورة من أمارات الساعة، كما قال
عبد الله بن عمرو بن العاص: قال رسول الله – صلى الله علي وسلم: "لا تقوم الساعة
حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة"(36) .
وإلى من ظن أن الدين إنما هو صلاةٌ وزكاةٌ،
صيامٌ وحجٌ، وتغافل عن شمولية الدين للأخلاق والعبادات، والعقائد والمعاملات، وأن الدين
يتناول جميع مظاهر الحياة، نجد النبي- صلى الله عليه وسلم- يذكر أن امرأةً دخلت النار
بإيذائها لجيرانها، مع كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، فعن أبي هريرة قال: قال رجل: يا
رسول الله إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها؟
قال: "هي في النار" قال: يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها
وصلاتها وإنها تصدق بالأتوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها بلسانها قال: "هي في الجنة"
( الاتوار : الآنية ـ الأقط : نوع من
طعام البادية )
كنت أتمنى ان يفتونا هؤلاء المفتيون في
حال بلادنا وحال حكامنا الفاسدون والمفسدون ، كنت أتمنى منهم أن يشرحوا لنا ما حكم
المؤمن الذي يبيت وجاره جائعا ، فما بالنا بنصف المسلمين جوعى ،،
أقول لهؤلاء المفتيون لا يوجد حديث
واحد عن رسول الله يفيد بحرمة تهنئة الأقباط ولا يوجد نص قرآني واحد يفيد بذلك أيضاً
، وقد يرد البعض ببعض الآيات و يقومون بتفسيرها ، و أقول لهم لقد أختلفتم في تفسير
كثير من الآيات مما أدْعى أن يكون ذلك من باب الاجتهاد ولا ضرر عليكم في ذلك أن
ذكرتم في نهاية فتواكم الاجتهادات الأخرى ثم قلتم والله أعلم ،،
كنت أتمنى ان يكون للأزهر دور في تلك
الفتاوي ويرد عليها وبقوة ويحد من انتشار تلك الفتاوى كل يوم ويكون له الصلاحية
والمرجعية الوحيدة في مصر التي تختص بشؤؤن الدين ولا يسمح لأي كائن من كان أن
يتحدث في الدين بدون أن يسمح له ويقر بذلك الأزهر لكن للأسف فقد يأخذ ذلك وقت طويل
حتى يستعيد الأزهر مكانته ودوره الذي تخلى عنه سواء كان مجبرا أو مكرها ولا أتمنى ان
يكون غير عابئً ، فالأزهر( في تقديري) هو المسئول الأول عما حدث و يحدث في مصر من
ضياع وتشتت للهوية الإسلامية .. والله أعلم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق