الأربعاء، 25 يناير 2012

زوجة الشهيد "طارق عبداللطيف" تكتب إليه: أعدك بألا أفـرط في غـد أفضل مت من أجله | الموجز

زوجة الشهيد "طارق عبداللطيف" تكتب إليه: أعدك بألا أفـرط في غـد أفضل مت من أجله | الموجز

زوجة الشهيد "طارق عبداللطيف" تكتب إليه: أعدك بألا أفـرط في غـد أفضل مت من أجله

Tue, 01/24/2012 - 21:23

http://www.almogaz.com/user/1/edit
رسالة من زوجة الشهيد "طارق عبد اللطيف".. الذي قرر المشاركة في جمعة الغضب.. فاختفى لمدة 40 يوما.. وتم العثور عليه في مشرحة زينهم مستشهدا برصاصة في الرقبة.

إلى زوجى وصديقى ورفيق طريقى

يكاد العام يمضى منذ رؤيتك آخر مرة، ومازلنا نبكى عند سماع اسمك، أو حكاية عابرة عنك.. أترى تحس بنا وتسمع ما نقول؟ أتحس بوجع والديك فى شيخوخة لا توصف إلا بباردة منذ رحيلك؟ أتحس بألم أخين فقد أصغر من فيهما فى لحظة غدر بلا سبب؟ أم يا ترى تحس بى وببناتك ونحن نكتم أوجاعنا خوفاً من البكاء أمام بعض؟ أتعرف أن ابنتك الكبرى لم تبك إلا مرة واحدة ولا تريد أن تبكيك ثانية كاتمة حزن أو غضب لا أحد يعلم ما بها؟ وابنة صغرى بدأت تفهم وتعى وتسأل أين أبى ومتى يعود؟ لا طالما اعتقدت أنه كلام أفلام أن تجد الأم نفسها فى حيرة من الرد على سؤال بسيط مثل هذا، لكن ها أنا أقف أمامها بإجابة لا تعيها ولا تكفى لسد حاجتها لوجودك.
ياترى تسمع وترى ما يحدث لبلد فديته بعمرك؟ أرأيت باقى شهداء العام؟ من قالوا عنهم أموات ماسبيرو وبلطجية محمد محمود ومندسين مجلس الوزراء؟ إنهم يأبون أن يلقبوهم بالشهداء، وكأنهم ينتظرون أسماء من بشر خائنين.. قل لهم إن الشهادة سواء.. وإن الله عادل سيرد لهم غيبتهم من بشر لا يرحمون.
أرأيت ما يحدث لبنات نزلن ليطالبن بحقك وحق من قتلوا غدراً؟ أهذا ما كنت تراه عندما أتاك ملك الموت، غداً قبيحاً تكره أن تعيشه؟ أم غداً أفضل لم يأت بعد؟ أياترى إن كنت عشت ورأيت كنت ستسكت؟ أم كانت نخوة تجرى بعروقك ستجبرك على الوقوف فى وجه ظالم جائر هاتك أعراض أطهر بنات فى بلد بات سنين هرمه مقلوباً؟ كل ما أفكر: ماذا لو لم تمت يوم 28 يناير؟ أتذكر أن الموت كان سيأتيك إما مدهوساً أو مخنوقاً أو حتى ترجع لنا مفقوء العين، فيزداد صبرى لعلمى أن المصير واحد والثواب واحد والألم لفقدانك واحد.
أيا ترى علمت أنه بعدما مر ما يقرب من عام لم نأت لك بثأر يهدئ نفوساً ويطيب خاطراً ويقنع بعدالة قائمة؟ أم يا ترى سمعت ورأيت قتلتك والمحرضين ينعمون وراء قضبان صورية، ومازالوا يبتسمون فى تكبر ويتلقون تحيات رسمية ومعاملة مميزة، مكافأة على قتلكم بدم بارد.. ألا يعلمون أن الظلم قاتل، وينكأ جراحاً لم ولن تندمل؟ ولكنى مازلت أثق بعدالة سماوية وبشباب لن يترك مكانه إلا إذا رأى حكماً عادلاً وتغييراً حقيقياً فتهدأ نفسى وتنتظر.
أكتب لك وعينى تدمع، ويطن فى أذنى لحن كنت تردده على مسامعى عن بلد نفديه بأرواحنا وجيش آمنت أنت به لحمايته. أمازلت عند إيمانك؟ أمازلت ترى غداً أفضل وجب علينا انتظاره؟ عهدتك صامتاً مفكراً متأنياً فى خطواتك، أيا ترى مازلت صامتاً؟ صمت تفكير فيما يحدث.. أم صمت حزن مما يحدث؟
انتظرنا أن نراك فى منام تبشرنا وتطمئننا، ولكنك جئت تطالبنا بألا نضيع ما بدأته، وأن نكمل ثورة حصدت من الأرواح ما يكفيها، ومصابين يعيشون بألم وأمل لإتمامها.
أعدك ألا أفرط فى غد أفضل مت من أجله، وقصاص عادل يرد لك حقك، وبلد آمنت بحمايته وتطهيره لتعيش فيه بناتك يتباهين بثورة مات فى سبيلها أبوهن.. وأعلم أنهم إن قتلوا رجال هذا البلد لنزلت نساؤه يطالبن بحقكم.. وأنا معهن.. فانتظرنى لآتى بحقك.. أو آتيك شهيدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق