الأربعاء، 18 يناير 2012

المجلس العسكري لم يخدعنا !!

http://www.almogaz.com/opinion/news/2012/01/18/156688
http://c4wr.com/blog/?p=9883
من قال أن المجلس العسكري لم يخدعنا ؟! من قالها فهو مخطئ ! المجلس العسكري نعم قتلنا ، سحلنا ، فقأ عيوننا ، هتك عرضنا ، لكنه لم يخدعنا ، فقد كان واضح من البداية  ،  المجلس العسكري منذ البداية قال أنه حمى الثورة .. ونحن صدقنا الكلام ولكننا لم نسأله حماها مِنْ مَنْ ؟! ..
 هل حماها من الشرطة التي انسحبت أم حماها من الجمال والبغال في معركة الحمير التي مرت أمامه ، طبعاً كلَّا وألف كلَّا ..
حماها من البلطجية ؟ لم يكن ظهروا بعد بالميدان .. حماها من ثورة الفلول المضادة ، حتى الآن الإجابة (لا) .. ربما حماها من الحرس الجمهوري للمخلوع ؟! حتى لا يقع ضحايا أكثر مما وقع بأيدي الشرطة نقول ربما .. هو لم يحمها إلا من نفسه !! هو حماها لأنه لم يتدخل في الميدان وترك الشعب ليحسم الأمر بنفسه مع رئيسه ..
نعم رفع يده عن الميدان لكي تَرْجَح كفة الثورة ، هنا أيضاً لن نقف لنسأل أنفسنا حينها على الأقل لماذا فعل ذلك ؟! هل كان يؤمن بالثورة ومبادئها أم أنه أدرك أنها الفرصة الوحيدة للتخلص من شيطان مبارك الصغير الذي لم يكن المجلس العسكري بأي حال ليقبل رئيساً للقوات المسلحة يصطفون أمامه ليؤدوا  له التحية العسكرية .. أي كانوا مضطرين .. كما يقول المشير طنطاوي ( أن القوات المسلحة اضطرت لخوض غمار السياسة من أجل حماية مصر من أعداء الوطن والشعب ) وهنا لابد أن نؤكد أنه ليس لنا علاقة بالقوات المسلحة .ربما أيضا لم نسأله لأننا أدركنا أن الثورة في حاجة إلى قوة تنقذها و تحميها بعدما أنطلق المساجين وبدأ مسلسل رعب الإعلام بالمنازل فخفنا ان يتراجع حماسهم ، فسلمنا أنفسنا لهم .  
 نحن توهمنا بعد التنحي أن يقوم المجلس العسكري بحملة تطهير واسعة تشمل رأس النظام كل النظام من الرأس للقدم .. في جميع الهيئات والوزارات يقيل ويعين ويرفع الستار عن كل فساد ، يطهر القضاء والداخلية والأزهر والإعلام  فخرجنا هلَّلْنا وغنَّينا له ورقصنا على دبابته وتعانقنا وتصَوَّرنا مع جنوده وقدمنا لهم الورود كمن لو كانوا الفاتحين المحررين مصر من الاستعمار أو العائدين من خط النار ولم يَدُر بِخُلْدِنا يوماً أنهم أنفسهم سيلقون بنا يوماً جثثاً في الزبالة ..
بدأنا نفوق للمرة الأولى حين طالبنا بإقالة أحمد شفيق وكان المجلس العسكري " ذكي " بعكس ما يعتقد البعض واستجاب ثم غفونا مرة أخرى وخدعنا نفسنا أو أغمضنا أعيننا حين جلس المخلوع في منتجعه بشرم الشيخ " ملك مُتَوَّج " وكأن شيء لم يحدث يقابل من يشاء ويُلقي ببيان للإذاعات ووصلت البجاحة أن نسمع مداخلة زكريا عزمي على قناة الحياة يقول أنه ما زال يمارس مهام وظيفته بتكليف من المجلس العسكري ونقرأ على المصري اليوم حديث فتحي سرور ، يبرئ نفسه ،  فأفقنا مرة أخرى وعاد الوعي إلينا وبدأت المليونيات لمحاكمة المخلوع بعد شهرين من التنحي ، لا نعلم ماذا تمَّ في تلك المدة التي أغفلنا فيها ولهوا بنا بعرض خاص سريع  ومنظم ومدروس بعناية حلقات استدعاء أركان النظام في كل يوم حلقة حتى لا نمل ولا نفقد الإثارة ، ولم يكتفوا بذلك بل تنوع اللهو في أحاديث ومناقشات الدستور قبل أم بعد والانتخابات الرئاسية قبل أم بعد وبدأت ائتلافات شباب الثورة تتزايد وتزايدت معها الاختلافات ، ولم ندر عمداً أم سهواً أم غفلة أن هناك من بدأوا يصنعون الطرف الثالث ويشكلون قصة الأصابع المندسة من فلول النظام وإعلام مفلول .
لقد صدق المجلس العسكري حين كان يؤكد أنه سيسلم السلطة إلى سلطة مدنية لم نتذكر أننا خُدِعنا من قبل ونسينا ما حدث بعد الاستفتاء على تعديل بعض مواد الدستور  ؟! لذلك وجدنا أنفسنا ننساق إلى غزوة الصناديق فرحين أننا لأول مرة نمارس انتخابات نزيهة فخورين أن الجماهير تدلي بصوتها لمن تريد ، بل من لم يكن أمام الكثير منهم  خيارات  ، كأنه الانتخاب الإجباري ، فاضطروا أن يمارسوا انتخابات .
لم نسأل المجلس العسكري عن وعده أنه لن تقوم أحزاب ذات مرجعية دينية ، فقد تنازلنا ولنقل مرة أخرى تغافلنا فلا يجب أن نلوم المجلس العسكري بل نلوم أنفسنا ، حتى نستطيع أن نسأل المجلس العسكري في ذكرى الثورة كل ما نريد .
لم يخدعنا المجلس العسكري ، لكني أتساءل هل حاك الطرف الثالث خطته ليلوث الجيش بدم الثوار ووسوس لهم بالخروج الآمن ليسري بعد ذلك هذا الخروج على المخلوع وينزل الستار..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق