http://www.almogaz.com/opinion/news/2011/12/18/119917
كنت أنتظر هذا اليوم منذ أشهر " الشعب يريد إسقاط المجلس " المرة الأولى منذ أن طالب الثوار بالتحرير برحيل أحمد شفيق .. لم أكن سعيداً برحيل أحمد شفيق ، ليس لقناعتي به ولكن لثقتي أنه ليس محور الأحداث ، أحمد شفيق خرج في الحلقة عن المألوف واعترف وصرح أن اختيار بعض الوزراء ليس من سلطاته .. فكان لابد أن يسقط .. ( وما زلت على قناعة أن سقوطه في حلقة ON TV كان مدبراً للمجيء بحَمَلٍ مستكين وديع لا يهش ولا ينش ولا يتحدث كثيراً ) ..
وجاء الحَمل الوديع ومنذ رؤيتي له أول مرة بالتحرير ومعه د/ محمد
البلتاجي يحركه يمنةً ويسرة ، أدركت أنه شخص ضعيف انقيادي وليس قيادي .. هذه كانت
المرة الأولى التي انتظرت فيها أن يقول الثوار للمجلس العسكري ارحل .. المرة
الثانية توقعتها عند المطالبة برحيل د/ يحيى الجمل .. هؤلاء كلهم ارتضوا أن يكونوا
دُمى وبيادق في رقعة المجلس العسكري .. وكان مازال داخلنا جرعة خوف من المجابهة
والمعارضة بالمطالبة برحيل المجلس فهو على رأس النظام .. إذاً فهو المسئول وليس
الوزارة ونائبها ولكننا لم نستطع وكان المجلس يريح الثوار وكأنه يجد كل مرة كبش
فداء ليمتص غضب الشارع ويكسب ثقته .. حتى جاءت المطالبات بالمحاكمات لرموز الفساد
بداية من المخلوع ومروراً بزكريا وصفوت وسرور وأشكالهم ..
حتى جاءت المطالبة برحيل عصام شرف .. ولكن لم يستجاب لذلك وفي نفس
الوقت كان المجلس يكرس كل جهده في محاربة من مع الثورة وإفساح المجال لكل من هو ضد
الثورة فرأينا انتشار أعمال البلطجة والبلطجية ورأينا التعمد الواضح في عدم وجود امن (بعكس ما نراه الآن من
عود خبيث شرس للأمن المركزي وبقوة في ميدان التحرير)ولم يكتفوا بذلك فخلقوا ائتلافات
شباب ثورة تابعين لهم ودسوها بين شباب الثورة الأصليين ثم قاموا بتكييل الاتهامات
للجماعات والناشطين بالتمويل .
رأينا إحكام القبضة على الإعلام من قنوات فضائية وإعلاميين والأمثلة
كثيرة وواضحة ..
رأينا فجأة اعتصام وإضراب لأفراد الأمن بالداخلية في جميع المحافظات ،
فمن المحرك ؟! ما الإجراء ؟! لا
شئ.........
ازدياد عدد الأجندات ضد الثورة في قنوات خايبة ومن مذيعين فاشلين و
ضيوف شواذ ومأجورين لكن الحقيقة يمتازوا جميعا بغباء منقطع النظير ..
رأينا استفتاء على تعديلات مواد الدستور ثم وثيقة مبادئ (العار)فوق
الدستورية .
كان كم هائل من التصرفات الغبية فلا أحد يستطيع أن يذكر للمجلس ولا
الوزارة أية حسنة طوال أكثر من تسعة أشهر حلمت فيها مصر حلم كاذب ..
لكني للإنصاف عندي لهم حسنات وحسنات كبيرة ،،وهي غباؤهم الشديد والذي
ليس له مثيل ورهانهم الفاشل على الشعب المصري
و استخفافهم بنا برسائل سخيفة لا ترقى أبدا لمستوى الحدث..
حسنتهم أنه لم يلغوا ميدان التحرير وإهمالهم للمصابين والشهداء
وحمايتهم للقتلة والمتهمين ،، والحسنة الأكبر أنهم أجبرونا على التخلص من أخر جرعة
قهر وظلم وخوف زرعها فينا النظام البائد على مدار 30 سنة ..فهنيئا لمصر و المصريين
تحررهم الحقيقي ، فلم يعد هناك من مستحيل أمامنا ولم يعد هناك شئ نتراجع أمامه
ونقف خائفين منه بعدما فقئوا أعيننا وقتلوا أولادنا ونهبوا بلدنا.
وليعلم الجميع في الداخل والخارج من الأصدقاء والأعداء أن مصر ملك
للشرفاء فقط من أبنائها وليعلم الرئيس والحكومة القادمين أن الكلمة فقط للشعب وليس
غيره ..
فليرحلوا الآن بهدوء وأمان أو يقتلونا جميعا بالخراطيش واللفافات وغاز
الميثان وليعلموا أنه قد فات الأوان على الوعود والاجتماعات وإصدار قانون الغدر
والانتخابات ولن يعد يفيد صندوق رعاية المصابين والشهداء ولن تُبَرِّد قلوب الأمهات
تحية الفنجري العسكرية .. فلقد عدنا إلى الميدان.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق