الأحد، 25 نوفمبر 2012

السيد الرئيس الوقت ليس في صالحك فهل تنام جيدا ؟؟

رابط المقال على صحيفة الموجز :http://almogaz.com/news/opinion/2012/11/25/596598

أن يجتمع الرئيس مع مساعديه ومستشاريه للمرة الثانية خلال 24 ساعة لاستعراض مستجدات المشهد الداخلي قد يبدو ذلك للبعض أنه شيء إيجابي ولكن يبدو لي أنه شيء محزن ومؤسف ومحبط وصادم ، فكيف لقرارات أو إعلان دستوري يصدر من رئيس لا يعلم ولا يدرك نبض الشارع المصري وردود فعله ؟ إذا لم يكن لديكم ذلك الحس وإذا لم يكن لديكم تلك الرؤية فكيف نثق بأي قرارات من هذا النوع التي لا تنم إلا عن درجة من التهور لا يمكن معها أبداً أن تبعث الأمل في الإصلاح كما تدعون وما أكثر القرارات التي صدرت وتراجعتم عنها ؟!
كيف نلوم المعارضين في الشارع المصري إذاً ؟ وكيف لا نصدق أن تلك القرارات لا تصدر من جماعة الإخوان وليس من الرئاسة حين نسمع أكثر من مساعد ومستشار للرئيس ينفي علاقته أو مشاركته أو اطلاعه على الإعلان الدستوري ؟! وقد بدأوا في الإستقالة الواحد تلو الآخر !!
المستشار أحمد مكي نفسه وهو وزير العدل ، أقر بسوء صياغة الإعلان الدستوري ويطالب الرئيس بتعديلها ولكنه حين تم سؤاله عن حقيقة مشاركته في هذا الإعلان الدستوري وصياغته وهل استشاره الرئيس أم لا ؟ اكتفى بالقول أن مصر كلها لديها أزمة في التشاور وأن التشاور يحتاج إلى وقت طويل .. ماذا تفهمون من هذا الكلام ؟! هم مازالوا يرون أن الشعب المصري ساذج وجاهل ويصرون على الاستخفاف بعقولنا ..
أيها الرئيس / الوقت ليس في صالحك أبداً وأنت وحدك تتحمل تبعات الموقف وأذكرك بأنك قلت لن تنام ولن يهدأ لك بال حتى يتم القصاص للشهداء والمصابين ، ممن  ستقتص للشهداء والمصابين الجدد بسبب إعلانك الدستوري ؟!
أيها الرئيس / أسألك هل تستطيع النوم  جيدا  ؟ وكيف تصلي الفجر وأنت تعلم أن المصريين يتساقطون بأيدي المصريين وليس بأيدي الصهاينة كما في غزة  وماذا تدعي ربك في مثل هذه الأحوال ؟!
أيها الرئيس / مهما يكن من أسباب لديك فهل تساوى نقطة دم مصري تُراق ستكون في رقبتك إلى يوم الدين ولن يسامحك أحد ولن يغفر لك الله ذنبك ولن تشفع صلاتك ولا دعاءك لها ..
أيها الرئيس / لقد كتبت من قبل  أنك فتحت أمامك جبهات عديدة لا تستطيع أن تصدها فهل ما زلت مصراً على الاستمرار في الإعلان الدستوري ؟!
أيها الرئيس / لقد وعدت أثناء انتخابات الرئاسة بوزارة ائتلاف وطني ولم تفعل ، ووعدت بإعادة تشكيل اللجنة التاسيسية للدستور ولم تفعل ، هل ما زلت تذكر ذلك ؟!
أيها الرئيس / هل تذكر حديثك عام 2005 في قناة الجزيرة بمناسبة وفاة أحد أعضاء الجماعة ( طارق غنام) حين قلت أن ما حدث يعد أسلوبا قمعيا تتبعه السلطة ضد المواطنين عندما يحاولون أن يعبروا عن أنفسهم وعن أرائهم بطريقة سلمية طبقا للدستور وقرأت المادة 54 من الدستور وأن ما حدث من أجهزة الأمن هو تعويق مسيرة شعبية جماهيرية عامة مطالبين بالإصلاح في إطار الدستور والقانون حتى نحصل على المطالب التي نريدها والتي يريدها الشعب المصري كله ) فماذا تسمي ما يحدث الآن ؟؟ هل كل هؤلاء بلطجية ومجرمون وخارجون عن القانون ؟؟
أيها الرئيس / لقد طلبت أن يثور الشعب ضدك إذا خالفت القوانين والدستور وها هو الشعب يثور ضدك ، فهل تراه  على شاشات التلفزيون وماذا تشعر ؟ وهل أعداد القتلى والمصابين والسحل والضرب والحرائق و الخراب لم تكفيك بعد لكي تتراجع عن إعلانك الدستوري ؟!
أيها الرئيس / العنف والعناد لن يؤدي إلا لمزيد من العنف أنصحك أن تراجع أحداث ال 18 يوم مع المخلوع وكيف كانت نتيجة بطء قراراته وكيف كان التصعيد في الشارع ؟
أيها الرئيس / نرفض تحصين القرارات ، نرفض تحصين اللجنة التأسيسية ، نرفض تحصيم مجلس الشورى ..
أيها الرئيس / شعب مصر ليس فقط هو من تجمع أمام قصر الاتحادية يسمع لخطبتك التي تؤكد فيها حسن نيتك ........
أيها الرئيس / لا يكفي لحكم الشعوب ولا لحكم دولة مثل مصر حسن النية والصلاة والدعاء ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق