رابط المقال بصحيفة الموجز الاليكترونية :http://almogaz.com/news/opinion/2012/11/10/569919
لا أعتقد أن أحداً من المسلمين يكره تطبيق الشريعة ولكن في نظرك من الذي سيطبقها
إذا كان كل من ينادي بها لهم مذاهبهم المختلفة وبالتالي أحكامهم المختلفة ؟ هل
سيطبقها الأزهر أم محاكم شرعية أم الإخوان أم السلفيين أم جماعة أنصار السنة
المحمدية أم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أم جماعة التبليغ أم الدعوة والإرشاد ؟؟
ليس فقط من يطبقها بل أيضاً من نتبع من المذاهب الأربعة بما فيها من اختلافات ، هل
نحتاج إلى أن نجمع بين جميع المذاهب ؟ أم سنتبع مذهب واحد ؟ و إذا ما تبعنا مذهب
ما فهل يكون ذلك جائز شرعاً أن تفرض الدولة المذهب الذي تراه على جمهور
المسلمين بمصر ؟ ولا يكون من حق للمسلم أن يتبع المذهب الذي يراه ، خاصة أنه
حسب ما تعلمناه من شيوخنا الأفاضل بالأزهر من قبل إذا تضاربت الفتاوى أو اختلفت
تجاه مسألة ما فللسائل أن يأخذ بما هو أقرب له وأنفع !!
إذا كنا نعلم أن تحريم الخمر جاء تدريجياً ، ألا يستدعي ذلك أولاً أن نهيئ المجتمع
لذلك وفي نفس الوقت نهيئ من سيقوم بإصدار الأحكام من قضاة ومستشارين ووكلاء
نيابة ونتأكد أنهم أصبحوا قادرين على هذا العمل ؟
إذا كنا أمضينا كل هذه الفترة لصياغة دستور مازلنا مختلفين في أولى مواده ما بين
كلمة مبادئ وأحكام فكم سنمضي من وقت لإصدار التشريعات ؟ ودعنا نسأل
المعترضين على وضع كلمة (المبادئ ) ما حكم من لا ترتدي الحجاب في أحكام
الشريعة ؟ هل سيتم فرض الحجاب إجباراً ؟ وهل سيتم جلد من ترتدي الجينز كما
حدث في السودان ؟ ومن سيقوم بتتبع هؤلاء وملاحقتهم وإيقافهم ؟
السادة الكرام يا من تدعون أن كل من يعارض تطبيق الشريعة هو شارب خمر
وزاني وفاجر وهناك من يصفهم بالحثالة القذرة التي يجب التخلص منها ، هل ترون
أن تلك الألفاظ حلالاً وشرعاً ؟ وأن ذلك يشجعهم على تطبيقها وعلى ثقتهم فيمن ينادي بها ؟
السادة حماة الشريعة ، لماذا حصرتم الظن بهم في هذا الوصف وليس تخوف من
كيفية التطبيق نفسه !! هل نسيتم وأنتم تصفوهم ولن أدعي أنكم تسبوهم (حسب فهمكم
وقناعاتكم) الآية الكريمة قال تعالى :
" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا
مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " (11)سورة الحجرات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق