السبت، 5 مايو 2012

حتى لا يفرح فينا ولاد العم

رابط المقال على صحيفة الموجز الاليكترونية : http://www.almogaz.com/opinion/news/2012/05/5/264671

للأسف خطر بخيالي الآن صورة  المخلوع  في عيد ميلاده الرابع والثمانين متكئا في سريره مبتسما ملوحا للعالم هؤلاء من صدقتم مطالبهم بالديمقراطيه ، مضى على ثورتهم أكثر من عام ولا يستطيعون أن يتفقوا ، هاهي الفوضى التي حذرتهم منها .. 


من يصر على تشويه الثورة ؟؟ المشهد يتكرر بنفس الأطراف ونفس النص والإخراج ونفس الأداء ولا أحد يحاول أن يغير أو يتغير.. أيام الثورة كان جميع العالم يشيد بشباب مصر الأبطال ، ويشيد بثورة  مصر السلمية  وشبابها وكم أذهلت وأذهلوا العالم  والجميع يعترف أنه ظلمهم  ، الآن للأسف تحول المشهد منذ عام وما حدث في 18 يوم من وحدة  وهدف واحد  إلى لهاث على تقسيم الأدوار ، كل منهم  كون ائتلاف وأنشأ الصفحات فرأينا مئات الائتلافات والصفحات والحركات وأصبح الكل يدعي أنه حامي حمى الثورة  والمتحدث الوحيد بإسمها  وهو الذي لا يخطئ والذي يجب أن نستمع إليه و نقول له آمين وهم  جميعهم  بذلك قد نجحوا  بتفوق فيما لم تفعله الثورة المضادة من تشتيت وتمزق للكلمة ووحدة الصف ولم يتفقوا بقدر ما إختلفوا فاجاءت مليونيات هزيلة ضعيفة خسروا وخسرت الثورة أكثر بكثير مما كان يتمناه أو يتوقعه أعداءها.

المشكلة في ذهن البعض أنك لن تكون وطني ولا ثورجي إن لم تؤيد المظاهرات والمليونيات على طول الخط ولا تنقدها ولا تناقشها .. لن تكون وطني ولا ثورجي إلا إذا سببت وشتمت ولعنت المجلس العسكري وإلا فأنت تداهنه ، وأنت خائن وعميل .
هم للأسف بهذه الصورة وما حدث في تلك المظاهرات أول من يشوه الثورة ويزيد من إحباط الشعب المصري ويزيد كذلك من تأييدهم للمجلس العسكري ..
كنت أتمنى أن يذهب شيخ الأزهر نفسه على رأس وفد إلى المجلس العسكري ليفهمه وليقنعه وليفقهه مذا تعني حرمة الدم ، ماذا يعني مسلم يقتل ويصيب اخيه المسلم ، ماذا يعني سفك الدماء ، وأعتقد أن شيخ الازهر وهو العالم الجليل لن ينسى إذا ذهب أن يخبره معنى كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته لكنه لم ولن يذهب !! 

نعم أخطاء المجلس العسكري كبيرة ومسئوليتهم  واضحة عن سقوط أي قتلى أو مصابين بصرف النظر إذا كان لهم دور أم لا ولكنهم على الأقل هم القائمين على حكم البلاد ومن مسئوليتهم تأمين سلامة وحياة أي مصري كان من خلال أجهزتهم الأمنية العديدة ..
 تعامل المجلس العسكري بالقوة في فض الإعتصام  أمام وزارة الدفاع ربما هناك من يؤيده ويؤيد عدم إستفزاز قوات من الجيش لأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي .. وقد حذر المجلس من ذلك في بيانه بعدم الإقتراب من وزارة الدفاع ، لكن أيضا لا نستطيع أن نغفل أن تلك القوة وذلك التحذير لم نجدهما في إلقاء القبض على البلطجية مما يعيدنا ثانية مرة أخرى من هو الطرف الثالث ومن يحركه ومن يحميه ؟؟ وعلى المجلس العسكري أن يجيب .فليس من المعقول أن نتخيل أن هؤلاء البلطجية متطوعين بالسيوف والسنج والأسلحة الخرطوشية حبا في مصر و خوفا عليها ..
ماذا إستفدنا من هذه الجمعة الرابعة .. وماذا إستفادت مصر والثورة ؟؟ لم نستفد شئ .. كلها كانت عبارة عن إستعراض عضلات من بعض القوى صاحبة المصلحة مباشرة من الطلبات التي أعلنوها .. فجأة إكتشفوا أن لجنة الإنتخابات غير نزيهه وفجأة إكتشفوا أن المادة 28 غير دستورية  وفجأة إكتشفوا أن الإنتخابات الرئاسية تحت حكم العسكر لن تكون  عادلة ..



نست تلك القوى أنها قسمت الشعب من قبل في إستفتاء 19 مارس إلى مسلمين وكفار  وإكتشفوا فجأة أنهم أول من دعا إلى الهزيمة في غزوة الصناديق ، برغم كل ذلك مازالوا هم المؤمنين وما دونهم الكفار ، منذ ذلك اليوم توالت الإنقسامات ،فأفسحت المجال لأصوات كثير ما كنا لنسمعها لو لم ننقسم فظهر أبناء وأرامل مبارك وما لحقهما بعد ذلك كثير ، حتى أنسانا ما كنا ندعوهم بالمتحولين والمتلونين ، فجاءت النتائج والحصاد مزيدا من الدم والقتل والإصابات و إنتاب البعض خوفا من الأيام القادمة ، لا أظن أن ذلك كله في مصلحة الثورة والبلد .

باقي من الزمن أيام معدودة أتمنى أن نعمل فيها على جني القليل مما بقى من الثورة بتوجيه ذلك المجهود وتلك الطاقات في خلق  الوعي اللازم لجموع الشعب وتوعيتهم كيف يختاروا رئيس جديد و كيف نتجنب ونرصد أى محاولات لتزوير أو شراء أصوات   

فلماذا لا نصبر أقل من شهر واحد ولا نقدم  مصلحة مصر حتى لو كانت في وجود العسكر ، أم تفضلون إختلاق الذرائع والحجج لكي تؤجل الإنتخابات ونعود خطوات طويلة للوراء و نحصد مزيدا من القتلى والمصابين .. وحتى لا يفرح فينا ولاد العم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق