الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

بطل عملية إيلات: عبدالناصر احتجز الملك حسين حتى تُفرج عنا مخابرات الأردن .


بطل عملية إيلات: عبدالناصر احتجز الملك حسين حتى تُفرج عنا مخابرات الأردن
•القوات الأردنية قررت التخلص منا ونفت خبر وجودنا عن المخابرات المصرية
•استقلت من الجيش عقب معاهدة السلام.. ورفضت العودة إلى القاهرة بعد اغتيال السادات
•السادات طلب منا الاستعداد لعملية فى حيفا فعرفنا أنه اتخذ قرار الحرب
•سيناء احتلها الإرهاب والجيش المصرى يعيد تطهيرها
•معركة إيلات نفذت على مرحلتين وتحركاتنا شملت الغردقة والإسكندرية والعراق والأردن
•شاركت فى 25 يناير ضد التوريث وفى 30 يونيو ضد الإخوان
•القوات المسلحة تحتاج السيسى الآن.. ومصر تحتاج شخصية لها خلفية عسكرية
فى غرفة مليئة بالذكريات فى منزله بمنطقة رشدى بالإسكندرية، والتى حوت العديد من صوره العسكرية وجوائز عن بطولاته الحربية، التقت «الشروق» المقاتل عمرو البتانونى، أحد الأبطال الذين نفذوا العملية إيلات، وكان حينها ملازما أول بالقوات البحرية.
تحدث البتانونى فى حواره مع «الشروق» عن سبب استقالته من الجيش بعد اتفاقية السلام، ورفضه العودة إلى مصر بعد اغتيال السادات، وموقفه من 25 يناير و30 يونيو، ورأيه فى حكم الإخوان وترشح الفريق السيسى لانتخابات الرئاسة.. وإلى نص الحوار
● البعض لا يعرف أن عملية إيلات جرت على مرحلتين.. صف لنا كيف تم الإعداد لها؟
ــ بداية العملية كانت هدفا مهما للقوات البحرية، فالولايات المتحدة الأمريكية أمدت إسرائيل فى أوائل عام 68 بناقلتين بحريتين هما «بيت شيفع»، التى كانت تحمل 7 مدرعات برمائية، و«بات يم» ناقلة الجنود، وشنت إسرائيل 3 عمليات على السواحل الشرقية لمصر بواسطة الناقلتين، منها ضرب منطقة الزعفرانة، لذا تقرر التخلص من الناقلتين بأى وسيلة، ووافق الرئيس الراحل جمال عبدالناصر على اقتراح لقائد القوات البحرية بتنفيذ أول عملية للضفادع البشرية فى العمق الإسرائيلى، لأن احتمالات الخسائر كانت كبيرة لو أقدمت القوات الجوية على ضرب الناقلتين.
بدأت الخطوات بالاستطلاع ومعرفة منطقة خروج الناقلتين، وتم تشكيل 3 مجموعات من الضفادع البشرية، كل مجموعة تضم فردين، وخرجت من ميناء العقبة الأردنى القريب من إيلات، وايضا شكلت مجموعتان خرجت من الغردقة وكنت أحد أفرادها، وكانت الخطة الأولى تقضى بأن تهاجم مجموعتا الغردقة الناقلتين إذا قامتا بالمبيت فى خليج نعمة، من خلال التحرك بلنش طوربيد ثم بعوامة للاقتراب من الناقلتين لتفجيرهما، أما الخطة الثانية فكانت ستنفذ إذا قامتا بالمبيت فى إيلات، ومن ثم تتعامل المجموعات الثلاث الموجودة فى العقبة، معهما، وهو ما حدث فألغيت مهمة الغردقة.
وخرجت مجموعات العقبة فى 16 نوفمبر 1969 بعوامة من العقبة حتى منتصف المسافة، ثم سبحت إلى ميناء إيلات، لكنها لم تتمكن من دخول الميناء الحربى فقامت بتلغيم سفينتين إسرائيليتين هما «هيدروما ودهاليا» وكانت تلك هى العملية الأولى التى استشهد فيها الرقيب فوزى البرقوقى، وقام زميله بسحب جثمانه حتى الشاطئ.
وبرغم أن هدف العملية الأساسى هو ضرب الناقلتين «بيت شيفع» و«بات يم» لم يتم إلا أن تلك العملية كانت ضربة أثارت ضجة فى صفوف العدو الذى أصدر تعليمات للناقلتين بعدم المبيت فى ميناء إيلات، وبعد هذه العملية شنت الناقلتان هجوما على جزيرة شدوان وأسر عدد من الرهائن واستولوا على ذخائر نقلوها بواسطة «بيت شيفع» لكن أثناء تفريغ الذخيرة انفجر بعضها وقتل نحو 60 جنديا إسرائيليا، وتوترت الأوضاع وقتها داخل إسرائيل، خوفا من هجومنا على الناقلتين لذا شددت الحراسة وأغلق الميناء بالشباك، وتحركت لانشات تضرب بعبوات ناسفة الضفادع البشرية، إضافة إلى تحليق هليكوبتر لإطلاق قنابل مضيئة للرؤية.
● بعد العملية الأولى.. كيف تم التجهيز لتدمير الناقلتين «بيت شيفع» و«بات يم»؟
ــ صدرت تعليمات للقوات البحرية بتنفيذ العملية قبل إصلاح العطب فى ناقلة «بيت شيفع»، وعلى الفور تشكلت مجموعتان الأولى بقيادتى، وكنت برتبة ملازم أول، ومعى الرقيب على أبوريشة، والثانية بقيادة الملازم أول رامى عبدالعزيز ومعه الرقيب محمد فتحى.
كانت نقطة انطلاقنا من الإسكندرية إلى العراق ومنها إلى العاصمة الأردنية عمان، حيث بتنا ليلة واحدة، لتجهيز المعدات وانتقلنا إلى ميناء العقبة واستقبلنا هناك ضابط أردنى، تطوع للعمل معنا دون علم سلطات بلاده، لضمان سرية العملية، كما أن المنطقة كانت مغلقة عسكريا، وكنا بحاجة لمعاونة هذا الضابط.
وبعد دخول المنطقة العسكرية الأردنية بدأنا فى التجهيز الأخير، وفى الثامنة والثلث مساء يوم 5 فبراير 1970، نزلنا الماء وغطسنا متحركين فى اتجاه الهدف، لكن فى منتصف المسافة اكتشف الرقيب محمد فتحى أن خزان الأكسجين الخاص به على وشك النفاد، واتخذنا قرارا فوريا بعودته إلى نقطة خروجنا من العقبة، وأكملنا المهمة وغطسنا لنحو 5.5 ميل بحرى، ومررنا من الشباك الساعة 12.20، هجم الملازم أول رامى عبدالعزيز بمفرده على ناقلة «بات يم»، بينما هاجمت مع الرقيب على أبوريشة، «بيت شيفع» وضبطنا التوقيت ليحدث الانفجار بعد ساعتين فقط، بدلا من 4 ساعات وفق ما كانت تنص عليه الخطة.
وفى الثانية صباح يوم 6 فبراير دوت الانفجارات فى إيلات، وسارعت القوات الإسرائيلية إلى تفقد المكان بحثا عن منفذى العملية، إلا اننا استطعنا بفضل الله الوصول بسلام لنقطة الإنزال بشاطئ الأردن.
● وكيف استقبلتكم القوات الأردنية بعد العودة إلى نقطة الإنزال؟
ــ كنا متفقين على إخبار القوات الأردنية بأننا ضفادع بشرية ألقتنا هليكوبتر قرب إيلات، وكان من المفترض أن تعود لالتقاطنا لكنها لم تفعل، وكانت لدينا توصية بتسليم أنفسنا لأشقائنا فى الأردن، لإعفائهم من حرج استخدام أراضيهم فى تنفيذ هجوم عسكرى دون علمها، لكن المفاجئ أن المخابرات الأردنية لم تأخذ بهذه الرواية وتعاملت معنا بجفاء لم نتوقعه من دولة عربية شقيقة، والأصعب أن القوات الأردنية احتجزتنا، وحين علمت السفارة المصرية فى عمان بالأمر، عن طريق الضابط الأردنى الذى تعاون معنا منذ البداية، أسرع لواء المخابرات المصرى إبراهيم الدخاخنى، بمخاطبة المخابرات الأردنية للإفراج عنا، لكن السلطات الأردنية أنكرت معرفتها بنا، ونفت وجود محتجزين مصريين لديها، مثل هذا الرد أشعر المخابرات المصرية بخطورة الموقف، فقد توقعت ان يتم الغدر بنا والتخلص منا، لإزالة أى شكوك حول مشاركة الأردن فى عملية ضرب إيلات.
● كيف تعاملت المخابرات المصرية إذن مع الموقف؟
ــ لحسن الحظ كان يعقد فى اليوم ذاته مؤتمر الملوك والرؤساء فى القاهرة، وعقب انعقاده أبلغ الفريق محمد فوزى الرئيس جمال عبدالناصر بالأمر، لذا أوقف عبدالناصر المؤتمر نصف ساعة للراحة، وطلب العاهل الأردنى الملك حسين، لاجتماع مغلق، وأبلغه أن هناك 4 أفراد من الضفادع المصرية محتجزين لدى المخابرات الأردنية، وقال له «ستظل ضيفا لدينا حتى يتم الإفراج عنهم ويعودوا لمصر»، وعلى الفور أصدر الملك حسين تعليماته بعودتنا فتغيرت المعاملة تماما بعد أن عانينا نحو 12 ساعة، ثم انتقلنا للقاهرة بسلام.
ثم كرمنا الرئيس عبدالناصر بوسام النجمة العسكرية، وهو أعلى وسام عسكرى حينها، وصنفت العملية كواحدة من أكبر عمليات الضفادع البشرية وأنجحها، بعدها توفى عبدالناصر، وعندما تسلم السادات الحكم وأجرى زيارة للقوات البحرية اجتمع برجال المهمات الخاصة وقام بترقيتنا استثنائيا من الملازم الأول إلى رتبة رائد وقالها مباشرة «المرة الجاية عايزكم فى حيفا» وكانت هذه الجملة دليلا واضحا على نية اتخاذه قرار الحرب.
● ماذا عن المهام التى نفذتها العمليات الخاصة فى حرب أكتوبر؟
ــ فى حرب أكتوبر نسفنا أكبر المواقع البترولية والحفارات البحرية ومنها «أبورديس» و«بلاعيم» وكانت هذه المنطقة تضم حفارات بترول إيطالية ضخمة تقوم بالعمل فى أكبر بئرين للبترول واستغلها العدو بعد النكسة لنقل البترول إلى إسرائيل، كما اننا قمنا بسد فتحات النابالم فى قناة السويس قبل الحرب مباشرة.
وأود الإشارة إلى أننى تخرجت فى الكلية البحرية عام 1966 وبعد النكسة التى كانت وجيعة فى قلب كل مصرى وللقوات المسلحة بشكل خاص، تطوع العديد فى القوات الخاصة، لشعورنا أن البلد تعرضت لمحنة كبيرة، وكان لابد من أن نتكاتف للخروج من الأزمة، وحصلت على فرق صاعقة وضفادع بشرية ومظلات، وقمنا بتدريبات شاقة للغاية، خاصة أن من تم قبولهم فى القوات الخاصة كانوا يتمتعون بصفات خاصة مثل الشجاعة وقوة الأعصاب والرغبة فى فداء الوطن، كما أنه بعد النكسة تم إعادة هيكلة القوات المسلحة، بالتدريب والتسليح والتنظيم وخطط العمليات الخاصة، ووقتها تولى الفريق محمد فوزى المسئولية، وعمل أولا على رفع الروح المفقودة بالتدريب.
● قدمت استقالتك بعد معاهدة السلام اعتراضا على بعض بنودها.. فما تفاصيل هذا الاعتراض؟
ــ كان أحد بنود المعاهدة إخلاء سيناء عسكريا، وكان هذا الشرط مجحفا من وجهة نظرى، وشعرت أننا نتنازل عن حقوقنا، بعد أن ضحى الكثير منا بأرواحهم، ولأن أى هدنة أو اتفاق سلام بعد المعارك هو إقامة منطقة سلام لمسافة 10 كيلو مترات بطول الحدود بين البلدين، لكننى رفضت موافقة الرئيس السادات على هذا الشرط وتقدمت باستقالتى للقوات المسلحة إلا أن قائد القوات البحرية رفضها، فلجأت لحقى الدستورى وقررت الترشح لمجلس الشعب، عن حزب الأحرار، الذى كان يترأسه وقتها مصطفى كامل مراد، وطبقا للقانون فإن الضباط لا يمكنهم الترشح للبرلمان إلا بعد تقديم استقالتهم، وهو ما فعلته، بعدها رشحنى اللواء محمود فهمى، القائد السابق للقوات البحرية، لبعثة فى نيجيريا فمكثت هناك وفى هذه الفترة تم اغتيال السادات.
ومثل اغتيال السادات صدمة قوية لى، فقد كان شخصية وطنية أخرج مصر من النكسة إلى النصر، واعتقدت وقتها أنه اغتيل من قبل الجيش، لذا قررت عدم العودة إلى مصر ورحلت إلى إسبانيا، لكن بعد عام ونصف العام اشتقت إلى مصر وشعرت أنه من الصعب الابتعاد عنها لذا عدت، وقررت الدخول فى استصلاح الأراضى وأنشأت مزرعة وبدأت العمل لتحديثها.
● عاصرت فترة حكم عبدالناصر والسادات ومبارك ومرسى.. ما رأيك فى تلك الفترات؟
ــ عبدالناصر رجل وطنى جدا ويمتاز بقوة شخصيته، لكنه كان مسئولا بشكل أو بآخر عن نكسة 1967، كما أن قرارات التأميم لم تكن منصفة، والسادات صاحب قرار الحرب بشجاعته الوطنية، لكنه اخطأ بمحاولته محاربة الشيوعيين من خلال إخراج الإخوان من السجون وتوسيع نفوذهم.
أما مبارك فقد كانت له إنجازات فى السنوات العشر الأولى من حكمه، إلى أن بدأت مرحلة الفساد، ثم مرحلة التوريث، التى كانت تدعمها سوزان مبارك، وهو ما جعل الأوضاع تسوء، فمصر ليست عزبة كى تورث، والجيش كان رافضا لخطة التوريث.
أما عن مرسى فسقط بسبب جماعته التى لا علاقة لها بتاريخ مصر، والتى لم تهتم سوى بتوسيع نفوذها وإدخال رجالها فى مختلف التخصصات دون النظر للكفاءات، لذا كان لابد من إسقاط محاولة التوغل تلك التى حدثت على حساب الشعب.
● ما رأيك فى انتفاضة الشعوب العربية الماضية وكيف ترى انعكاس ذلك على مستقبل الصراع العربى الإسرائيلى؟
ــ الانتفاضة التى بدأت فى تونس وانتقلت بعدها إلى مصر وليبيا وسوريا، وبلدان أخرى، تؤكد أن شعوبنا لاتزال قادرة على التحكم فى مصيرها، والوقوف ضد أى حاكم طاغية مهما كان نفوذه وقوته، وهذه الصحوة جعلت إسرائيل تتراجع عن مخططها الشيطانى بأن تكون رائدة المنطقة، أما عن الصراع العربى الإسرائيلى، فلكونى مقاتلا عسكريا لا تزال إسرائيل هى عدوى الأول، وأرى أن الصلح القائم بيننا الآن وقتى، لأن مطامعهم فى الدول العربية لم تنته.
● كيف ترى مصر فى 6 أكتوبر و25 يناير و30 يونيو؟
ــ ستظل مصر دائما وأبدا كما هى، وربما كانت فى فترة الحرب تواجه عدوا واحدا، هى إسرائيل، وقد كان هناك تكاتف من أبناء الوطن لمحاربته، أما الآن فهناك أعداء من الخارج والداخل، وللأسف هناك أشياء جميلة فى مصر فقدت رونقها ونحتاج صبرا لإصلاحها وإعادة هذا البريق.
وقد شاركت فى 25 يناير لإسقاط نظام مبارك، ورفض التوريث، لأن مصر تعرضت لانهيار على مستويات عدة من بينها تردى الحالة التعليمية وتفاقم الجهل، كما يعيش، للأسف، ما يقرب من 40 مليون مواطن فى أماكن عشوائية وفى أوضاع غير آدمية ولا أحد يشعر بهم، كما شاركت مع حملة تمرد، لأن الأخوان خانوا البلد.
● ماذا عن الوضع الآن فى سيناء؟
ــ للأسف سيناء عادت محتلة من جديد، وأصبحت تضم بؤر الإرهابيين، لكننى متفائل بما يحدث الآن من عملية تطهيرها، لأن مجموعتى 999 و777، وهما من الصاعقة والقوات الخاصة، تلعبان دورا حاسما فى القضاء على البؤر الإرهابية، وعلى الرغم من أن هناك مدنيين عزلا يموتون، وهذا أمر مؤسف للغاية، إلا أن تداعيات الحرب دائما ما تضم ضحايا.
● هل ترى انقساما الآن بين أبناء الوطن.. وهل شعرت بإحباط من الأحداث الأخيرة عقب 30 يونيو؟
ــ الشعب غير منقسم وفق ما يحاول البعض تصوير الأمر، لكن أصبحت هناك فروق، مثلا رفض غالبية الشعب لحكم الإخوان، والخروج ضدهم لا يعنى الانقسام لأنهم فئة، ورفضهم بإرادة شعبية أمر وارد، والأحزاب الكرتونية جميعها ساعدت على تلك الفروق.
أما عن خيبة الأمل من الأحداث الأخيرة، فالحمد لله لم يحدث ذلك، لأننى على يقين أن كل انتكاسة كبيرة يأتى بعدها فرج أكبر، مثلاُ إذا عدنا بالتاريخ فمصر كانت قد شهدت عقب نكسة 67 خيبة قوية.. كانت دولة على وشك الانهيار وبعدها حدثت معجزة هائلة وحدث نصر أكتوبر، فضلا عن أن الأجيال الحالية لديها وطنية عالية، وهؤلاء هم أمل مصر فى أن يخرج العملاق من داخل كل شاب مصرى.
● لماذا لم تشترك فى أى حزب سياسى بعد 25 يناير؟
ــ لأن الأحزاب جميعها كرتونية ولم أجد حزبا يمثلنى، رغم أن العديد منها عرضوا على المشاركة إلا أننى لم أجد حزبا أو تيارا سياسيا له قاعدة وقوة شعبية، مثلا جبهة الإنقاذ لم يكن لها دور فعال، وعلى الرغم من أنها ساعدت فى مرحلة ما، إلا أن كل عضو بها له حديثه وتصريحاته الخاصة المختلفة عن غيره، ما يدل على عدم توحد الجبهة، وما نفتقده الآن هو «التوحد».
● إلى أى حكم تميل المدنى أم العسكرى.. وهل هناك أسماء يمكن أن ترشحها للرئاسة؟
ــ أنا ضد تولى العسكريين للحكم، لأننا من المفترض أن نتطور إلى دولة ديمقراطية، مع هذا وبسبب الوضع الراهن، فإن الأمر يتطلب رئيسا ذا خلفية عسكرية، لأننا نعانى من حالة انفلات أمنى وأخلاقى ونظامى، ومما لا يقبل الجدل فيه هو أن الشخصية العسكرية أكثر تنظيما وصرامة ووطنية.
ومصر تحتاج إلى رئيس قريب من المواطنين البسطاء، يشعرهم بأنه جاء بهم ولأجلهم، فمن غير المنطقى أن نطالب هؤلاء بالانتماء دون أن نراعى أحوالهم.
وهناك شخصيات عظيمة قادرة على إعادة هيكلة مصر فى الفترة الحالية، من بينها الفريق مراد موافى مدير المخابرات السابق، وأيضا مصطفى حجازى المستشار السياسى لرئيس الجمهورية، أما الوجوه السابقة فجميعها لا تصلح.
● ماذا لو ترشح الفريق السيسى للرئاسة؟
ــ الأمر به ميزة وعيب، فأنا أرى أن وجوده فى وزارة الدفاع الآن أهم من الرئاسة، فالجيش بحاجة إليه، لكن الميزة فى حال ترشحه، أن عليه إجماع شعبى، كما أنه شخصية صارمة، وإذا لم ينص الدستور على أن نظام الحكم برلمانيا وقتها يستطيع الترشح.
● بعد مرور 40 عاما على نصر أكتوبر.. هل ترى أن كتب التاريخ أنصفتها؟
ــ بداية هذه مناسبة كى أطالب الشباب الوطنى بالعمل من أجل نهضة البلاد، ولا تطلب من مصر شيئا قبل أن تبادر بصناعة الوطن أما عن كتب التاريخ فللأسف تكتب من وجهة نظر كاتبيها وتوجهاتهم، وغيبت الكثير من الحقائق، ولم تعط لأشخاص قدرهم، وهذه سياسة يجب أن يعاد النظر فيها لأن كاتب التاريخ لابد أن يجرد نفسه من أى انتماء فكرى أو حزبى، وأن يكتب حقيقة التاريخ والواقع ومميزات وعيوب فترة حكم كل حاكم.
● وماذا عن السينما المصرية؟
ــ الأفلام الوطنية ربما أعطت فرصة للأجيال الجديدة للتعرف على قصص العمليات، لكنها للأسف لم تجسد الحقائق بواقعية، مثلا كانت هناك نقاط ضعف فى فيلم «الطريق إلى إيلات»، من بينها دمج عمليتى إيلات فى عملية واحدة، كما قال إن «بيت شيفع» و«بات يم» غرقتا فى 16 نوفمبر وهذا خطأ فادح، وكذلك صور أن أحد أفراد الضفادع البشرية أصيب ببرد فأحجم عن النزول للبحر، وهذا غير وارد فى الوحدات الخاصة، حيث يتدرب رجالها على مواجهة الجوع والعطش والمرض، كما أظهر الفيلم فتاة بمايوه للكشف عن الشباك فى ميناء إيلات، وهذا أمر غير تخصصى، كما أنه من المستحيلات أن يرفض أحد رجال القوات الخاصة النزول إلى البحر بسبب خوف أو غيره.
- See more at: http://almogaz.com/news/politics/2013/10/13/1140630#sthash.9UGiEyGC.dpuf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق