الأربعاء، 1 فبراير 2012

رواية : لحظة ضعف الرئيس و المشير

http://www.almogaz.com/opinion/news/2012/02/1/173821

http://www.misrna.com/newsdetails-22925-15.html

كنت أعتقد أن مصطفى بكري هو فقط المنوط به التحدث عن كواليس مؤسسة الرئاسة وما دار فيها ، وبينها وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة مرورا بموقف المشير من الأزمة وموقفه مع المخلوع ، لكن يشاء الله وهو الذي يحي العظام وهي رميم ، أن يبعث لنا بخلق جديد .. ليكشف لنا عن وجهه الحقيقي والجانب الخفي من حياته التي لا نعلمها ودوره كرئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون وعلاقته المتأصلة والمحورية في صناعة الحدث مع الأجهزة الحكومية السيادية .
لمسنا ذلك في هيئة كتاب عبد اللطيف المناوي عن الرئيس مبارك وكنت أتمنى أن يسميه رواية :
 ( لحظة ضعف بين الرئيس والمشير ) ..
بالطبع لا يكتب كاتب ما بدون أن لا يكون له هدف ورسالة يرغب في إيصالها ولن تكون الرسالة مفيدة إلا إذا كانت في وقتها المناسب ..
تزامن الإفصاح وتداول أخبار الكتاب في الوقت الذي ينادى به الميدان بالتنديد لحكم العسكر وإسقاط المشير ، في الوقت الذي هدأت بعض الأقلام الصحفية ونادت بالمسامحة وعدم التخوين وتصيد الأخطاء وأن الجميع بشر وليسوا ملائكة وأنهم جميعاً معرضين أن يخطئوا ، في الوقت الذي ما زالت تتزايد فيه الأصوات ناجحة بالتحذير من مخططات والتقسيم ، وأن هناك أعداء يتربصون بمصر ، في الوقت الذي تتسرب فيه معلومات بنية المشير ترك وتسليم السلطة قبل الميعاد بشهر في الوقت الذي يتم فيه إقالة اللواء / إسماعيل عثمان من مجلس القيادة ، فجاء كتاب المناوي ليضغط على الجانب العاطفي لدى البعض ، وماذا لديه غير ذلك ألم يذكر بنفسه أنه اقترح أيضاً الخطاب العاطفي للمخلوع .
فيصور لنا مشاهد الحزن والبكاء لزوجة المخلوع سوزان ثابت وكأنه يكتب سيناريو فيلم مستخدماً الأفعال : أجهشت البكاء ،فانبطحت أرض القصر ، فانهارت عند الرحيل ، فصرخت في الحراس ،وذلك في تتابع متصل ، حتى نبكي وتسيل دموعنا، ونندم على ما فعلنا .
ولم يفته أن يحسن ويبرز عفاف العائلة ، حين يذكر أن الحراس تفاجئوا لعدم وجود حقائب مجوهرات وملابس ، بئس ظننا السوء بهم .. شيء سخيف ..
ثم يسلط الضوء ، ويسرد لنا ، كم كان مبارك مكتئباً ضعيفاً مريضاً في غرفة صغيرة بنافذة واحدة فقط ،مع زوجته الوفية التي ترفض أن تتركه و لم تغادر الغرفة .
 ولكنه نسى أن يذكر لنا لون الستارة والإضاءة هل كانت داخلية أم خارجية حتى نعيش المشهد كاملاً ..
وربما يكتشف  عبد اللطيف المناوي أنه كاتب رواية ماهر بالصدفة ، فلم يفُتْهُ أيضاً استخدام عنصر التشويق والإثارة والحركة في آن واحد ، من تداعي الأحداث في الميدان والغباء في مؤسسة الرئاسة كما وصفها أيضاً بالبطء الشديد ،  ليحتدم الأمر ويتفاقم الوضع وتظهر الحبكة الفنية ، ثم كالأفلام العربية ينهي الكاتب الرواية في 37 ثانية ،فيصور لنا في أحد المشاهد مبارك المخلوع وهو يرضخ بعد ضغط الجيش والمشير بترك السلطة والتنحي والرحيل ( بأمان ) لشرم الشيخ ( حتى ) حتى لا تنفجر الأوضاع في البلاد ويتم كتابة خطاب التنحي في 37 ثانية ، وتستسلم الزوجة والأبناء للقرار فجأة على أن يلحقوا به في اليوم التالي ،  في مشهد داخلي ليلي ..
ثم يأتي المشهد النهائي ، المخلوع في تراس فيلا بشرم الشيخ يرتدي روب صوفي أزرق يجوب الطرقة بالتراس متأملاً  البحر وتلاطم الأمواج أمامه ، يحمل (آمناً كما وعده المشير ) الهاتف اللاسلكي يتصل بوزير دفاعه ، مُخبراً إياه وهو متجهماً : قررت أن أفوض المسئولية كاملة لك وللجيش ، أنت صاحب السلطة الآن (تنقسم شاشة العرض ويظهر عليها الوزير ) الوزير يقف مندهشاً ترتسم على وجهه علامات الحزن والحيرة ناظرا لأقرانه بالمجلس قائلا: سنجد وسيلة أخرى ثم يحدث نفسه  وهو يهز رأسه ويخبط  بيده على طاولته ، لابد أن أرد الجميل ، فيرد مبارك بإصرار وهو مازال شاخصا ببصره ناحية البحر  : لا هذا قراري وتحدثت مع عمر سليمان ، رتبوا كيفية إعلان هذا النبأ . خلي بالك من نفسك يا حسين ..
(نسى كاتب السيناريو والحوار ما ذكره وصوره من قبل من مشاهد ضغط المشير وكتاب خطاب التنحي وتصويره في مقر المجلس الأعلى في وجود المشير وعمر سليمان )..
-         تنزل تِتْرات النهاية ويخرج الجمهور من السينما ويتفرقون  إلى ميدان التحرير وميدان العباسية والى مجلس الشعب ويختفي الكثير لا نعلم أين ذهبوا .
ويترك الكاتب النهاية مفتوحة لروايته الثانية ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق