الاثنين، 19 ديسمبر 2011

مبادرة .. اللي عنده دم يِوَقَّفْ الدم

http://www.almogaz.com/politics/news/2011/12/19/120247

كيف يؤمن شباب الثورة أن المجلس العسكري الذي يدعي أنه حمى الثورة ويدَّعي أنه قدم مبارك للمحاكمة ( بعد الضغط الشعبي ) يوجه الاتهامات الآن لشباب الثورة ويحجر على حرية الرأي لمن مع الثورة وضده ثم يفسح المجال لأصوات أبناء مبارك وآسفين يا ريس علناً وجهاراً يؤيدون متهم مسجون سقط بنظامه بالكامل بحجة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته و كأن هناك احتمال بعودته بعد براءته , فعلى أي أساس يصدق شباب الثورة  أن هناك خطوات جادة وليست مماطلة وتسويف على أقل تقدير أدت إلى شعور بالتواطؤ من المجلس ودفع الشعب لكره الثورة وتشجيع الثورة المضادة ؟

جاءني رسالة من صديق على الفيس بوك كالتالي : لابد وأن نكون مجموعة من الشرفاء لتكوين رأي لوقف النزف .. ويطلب مني إذا كان لك رأي في ذلك أرجو أن تشاركنا .. وسألته نزيف الدم الآن بمجلس الوزراء أم نزيف الدم للنهاية ؟ فأخبرني نزيف الدم بمجلس الوزراء .. ولكنني لم أفكر كثيراً  وكتبت له التالي : سأشاركك ولكن من يسمع للشرفاء في مصر وهم كُثر فهم ليس على السطح لأنهم راغبي سلطة .. وهذا رأيي : -

-         الوضع الحالي أو المشكلة الحالية أو أي أزمة لابد لكي تحلها أن تواجهها وليس أن نتجنبها ونبتعد عنها ونهملها ..

-         ولما كان هذا متأخراً الآن فهو سيكون أكثر تأخر وتعقيداً غداً ..

-         ببساطة شديدة لكل فعل رد فعل .. لا يمكن أن نترك ونهمل الفعل ونقلل منه وحين نقسو عليه أحياناً نوصفه بالخطأ ونصف رد الفعل بالبلطجي والهمجي والغير مسئول ..
-         كما نسمع دائماً ويتكرر في نفس المشاهد ..
لنأتي لخطوات الحل :
1-    الوقف الفوري للعنف .. ومن سيبدأ بالتوقف ؟! المنطق يقول هو الطرف الأقوى والمفترض أن يكون الطرف الحكيم ليس الغبي ولا الأعند .
2-   الحوار .. والحوار المعلن والمستمر مع شباب الثورة الأصليين ولو كان في الميدان نفسه وباستبعاد كل صور النخبة التي قفزت على الثورة ..
3-   اختيار الشخص المناسب ( وهذه أهم خطوة ) .. فهل يوجد في المجلس الأعلى من هو على استعداد ليقوم بذلك أو حتى رئيس الوزراء نفسه .. أليس هؤلاء في عداد القادة .. أليس ذلك من مهام القادة أن ينزلوا الميدان أم يتواروا خلف الجدران ؟! فمن لديه الشجاعة من هؤلاء لمواجهة الشباب والتحاور معهم فليتقدم ..
وكفايانا حكم لمصر طيلة عشرة أشهر من خلال الرسائل والفيديوهات فلا ادري لماذا تعطلت عندهم لغة الكلام كما غنى عبد الوهاب وفضلوا غناء عبد الحليم : (سكت الكلام واتكلمت البندقية) .
4-   تقديم بادرة حسن النية .. لكي نستعيد الثقة المفقودة إذا استبعدنا ( سوء النية من قبل ) فلابد أن يكون لدى الشخص الصلاحية الكاملة والمسئولية الكاملة عن كل ما يدور في الحوار .. وأن يكون لديه ثقافة ليس فقط الاعتذار بل الاعتراف بالخطأ والفشل لكي يمتص غضب الغاضبين ويهدي من روع المكلومين والمقهورين ..
5-    استبعاد كلمة سوف ومراعاة تفهم الفارق الزمني بينه وبينهم فلا داعي أن يكون المحاور معهم لواء في السبعينات من عمره فلماذا لا يفوضوا ضابط شاب عن المجلس له صلاحيات ..
 (مع تقديرنا جميعا للأعمار ولكن في مكانه المناسب)
6-   هناك مشاكل رئيسية أدت إلى ذلك الاحتقان المتزايد يوماً بعد يوم أصاب الشباب والشعب بريبة لهم حق فيها .. وإذا ما عولجت تلك المشاكل من شأنها أن تؤدي إلى استقرار كبير منها :
-         سرعة تقديم المتهمين في القتل والإصابات بوعد واضح وصريح ..
-         وضح حل نهائي سريع وعادل لأسر الشهداء والمصابين فلا يجوز أبداً بعد عشرة أشهر أن نتحدث مع المصابين ومع أسر الشهداء وتخبرهم أنه سوف ندرس وسوف نجتمع وسوف نكون لجنة وسوف ننشئ مراكز تجارية .. ونطلب منهم أن يتحملوا أنين جروحهم لسنوات قادمة .
-         الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين بالكامل وإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين .
-         تحقيق مبدأ الحد الأدنى والأقصى للأجور فالأمر لا يحتاج شهور كما رأينا مُضِي عشرة أشهر ولا تحقق شيء ..
7-   الكف عن التصريحات المستفزة من قبل أعضاء المجلس العسكري وتكليف شخص واحد بعينه للحديث عنه إذا تطلب الأمر حتى يكون مساءل ولا نسمع بعد ذلك أنه لا يعبر عن المجلس العسكري ..
8-   بالنسبة لرحيل المجلس العسكري : ما لا يدرك كله لا يترك كله .. وكما يتساءل البعض من يدير مصر إذا رحل الآن .. ويفضلوا الانتظار إلى الانتهاء من الانتخابات وإصدار الدستور .. وانتخابات الرئاسة ..
 أقول لهم لننتهز و نستثمر فكرة إنشاء المجلس الاستشاري ونقوم بدمجه مع المجلس العسكري في صورة مجلس انتقالي مع تخفيض عدد أعضاء المجلس العسكري ليكونوا فقط مسئولين عن الأمن القومي الداخلي والخارجي ..
ما العيب في ذلك ولو شاءوا لسموه المجلس المدني العسكري .. وأتمنى أن نرقى بتفكيرنا ولا نختلف هل العسكري يسبق أم المدني .. مش ناقصين ..
أقول للمجلس الأعلى لنكن على درجة عالية من الحكمة ولتتذكر ما نلته من احترام وحب جميع الشعب في بداية الثورة فلنفكر في حب مصر وأن يكون شعارنا جميعا مصر كلها إيد واحدة .
أخيراً إذا لم يحدث ذلك كله في الأيام القليلة القادمة وقبل الوصول إلى 25/ يناير / 2012 فسوف يؤدي بمصر إلى نكسة أكبر بكثير من هزيمة 67 ..هل لابد أن ننتظر لنرى ثم نفكر مرة أخرى ماذا نفعل؟؟
عاشت مصر وشعبها حرة مستقلة .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق