عاش القذافي مُصراً على أنه عبقري عصره وأوانه فأمتعنا بمواقف على درجة عالية من الكوميديا .. لقد نجح فعلاً أن يكون ليس مثاراً للجدل
للعالم كله ولكن مثالاً ومثاراً للسخرية .. وسخرية العرب وحكامها قبل الغرب .. وكأن القدر أصر على ألا يحرمنا من مواقف كوميدية حتى في مقتله ..
وبقراءة متأنية للبيان أطلب وأسأل السيد الدكتور / عصام شرف أن يشرح لنا الكلمات السابقة التي بين الأقواس ويفصح لنا عن مكانها من الإعراب في ثورة مصر ، فلم يجد الشعب فيك ما قدمته من تطلعات ولا تقديم صفحات ولا تأكيد وحرص ولا إدارة لمرحلة انتقالية ولا إقامة لنظام ديموقراطي حر ولا تلبية لطموحات شعب لتحقيق أهداف ثورته تتفق مع التضحيات .. وجُلَّ ما يضحك أو كما يُقال بلغة السينما ال ( Master Scene ) وعلشان نجيب من الآخر ونظهر على حقيقتنا .. أسلوب الشحاتة الراقي الذي يطلبه من ليبيا .. ( مساندة الأشقاء في ليبيا في جهود إعادة إعمار البلاد ) يعني الله يخليكم سفَّروا العمال المصريين بأقصى سرعة علشان الوضع سيء في مصر ..
وكان لابد من شوية نفاق ومسح جوخ ( حتى تعود ليبيا لتتبوأ مكانتها ) على الساحتين الإقليمية والدولية .. بالله عليكم وبدون تهكم .. هل كان لليبيا أي مكانة من قبل ؟! على أي ساحة ؟! ..
حين نتخيل الوضع بمصر من مظاهرات وإضرابات في جميع المحافظات واعتراضات على جميع المستويات وصلت لإضراب المحامين على اعتراض قانون السلطة القضائية ونجد مجلس الوزراء يجتمع ليصدر هذا البيان الركيك والكوميدي هل هذا ما نسميه : هَم يبكي وهَم يضحك .
وحين يجتمع مرة أخرى ويُقر أن يوم 25 يناير أجازة مدفوعة الأجر وهي من قبل كذلك ..
إن لم يتعظ المسئولون بنهاية القذافي المهينة فربما يتعظون بالآية الكريمة - قال تعالى : " وليخشَ الذين لو تركوا من خلفهم ذريةً ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً " سورة النساء آية 9.
قال تعالى : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالِم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " سورة التوبة آية 105.
وأذكرهم بالحديث الشريف : عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت ) ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق