الجمعة، 7 أكتوبر 2011

لابد أنك ظلمت أحداً !!


يروى أن صياداً كان لديه زوجة وعيال ، لم يرزقه الله بالصيد عدة أيام ، حتى بدأ الزاد ينفذ من البيت والأحوال تسوء ، وكان صابراً محتسباً ، وبدأ الجوع يسري في الأبناء ، والصياد يخرج كل يوم للبحر فلا يرجع بشيء ، وظل على هذا الحال لعدة أيام .
وذات يوم يئس من كثرة المحاولات ، فقرر أن يرمي الشبكة لآخر مرة ، وإن لم يظهر بها شيء فسيعود للمنزل ويكرر المحاولة في اليوم التالي ، فدعا الله ورمى الشبكة ، وعندما بدأ بسحبها أحس بثقلها ، فاستبشر خيراً وفرح ، وعندما أخرجها وجد بها سمكة كبيرة جداً لم ير مثلها في حياته .
_ ضاقت ولما استحكمت حلقاتها      فُرِجَت وكنت أظنها لا تُفرج
فأمسكها بيده ، وظل يسبح في الخيال ماذا سيفعل بهذه السمكة الكبيرة ؟
فأخذ يحث نفسه سأطعم أبنائي من هذه السمكة ، وسأحتفظ بجزء منها للوجبات الأخرى ، وسأتصدق بجزء منها على الجيران ، وسأبيع الجزء الباقي منها .
ولكن قطع عليه أحلامه صوت جنود الملك يطلبون منه إعطائهم السمكة لأن الملك أعجب بها . فلقد كان ماراً مع موكبه في هذه اللحظة بجانب الصياد ، ورأى السمكة وأُعجب بها فأمر جنوده بإحضارها .
رفض الصياد إعطائهم السمكة ، فهي رزقه وطعام أبنائه ، وطلب منهم دفع ثمنها أولاً ، إلا أنهم أخذوها منه بالقوة .
وفي القصر طلب الحاكم من الطباخ أن يجهز السمكة الكبيرة ليتناولها على العشاء . وبعد أيام أُصاب الملك داء الغرغرينة – وكان يُطلق عليه اسم الآكلة في ذلك الزمان- .
فاستدعى الأطباء وكشفوا عليه وأخبروه أن عليهم قطع أصبع رجله حتى لا ينتقل المرض لساقه ، فرفض الملك بشدة وأمر بالبحث عن دواء له .
وبعد مدة ، أمر بإحضار أطباء من خارج مدينته ، وعندما كشف الأطباء عليه ، أخبروه بوجوب بتر قدمه لأن المرض انتقل إليها ، ولكنه أيضاً عارض بشدة .
وبعد وقت ليس بالطويل ، كشف أطباء آخرون عليه مرة ثالثة ، فرأوا أن المرض قد وصل لركبته فألحوا على الملك ليوافق على قطع ساقه لكي لا ينتشر المرض أكثر ، فوافق الملك وفعلاً قُطِعت ساقه .
في هذه الأثناء حدثت اضطرابات في البلاد ، وبدأ الناس يتذمرون ، فاستغرب الناس من هذه الأحداث ! فأولها المرض وثانيها الاضطراب فاستدعى أحد حكماء المدينة وسأله عن رأيه فيما حدث ، فأجاب الحكيم : لايد أنك ظلمت أحداً ؟
أجاب الملك باستغراب : لكني لا أذكر أنني ظلمت أحداً من رعيتي ! فقال الحكيم : تذكر جيداً ، فلابد أن هذا نتيجة ظلمك لأحد .
فتذكر الملك السمكة الكبيرة والصياد وأمر الجنود بالبحث عن هذا الصياد وإحضاره على الفور .
فتوجه الجنود للشاطئ ، فوجدوا الصياد هناك ، فأحضروه للملك . خاطب الملك الصياد قائلاً : اصدقني القول ، ماذا فعلت عندما أخذت منك السمكة الكبيرة ؟
فتكلم الصياد بخوف : لم أفعل شيئاً .
فقال الملك : تكلم ولك الأمان .
فاطمأن قلب الصياد قليلاً وقال : توجهت إلى الله بالدعاء قائلاً : " اللهم لقد أراني قوته علي ، فأرني قوتك عليه " .
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً          فالظلم ترجع عُقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه            يدعو عليك وعين الله لم تنم


هذا لمجرد سمكة واحدة من مواطن واحد فقط   فما بالك بأراضٍ تغتصب ومليارات تُنهب وأمراض تنتشر على مدى الأجيال .. " إن بطشَ ربك لشديد " ..

هناك تعليق واحد:

  1. الحكم ايضا اسماك نصطادها من بحر الحياه بشبكه البصيره وهذه القصه لابد ان نتوقف عندها لنتأملها ثم نتأمل انفسنا لنرى هل هى على صواب ام تحتاج الى تقويم؟ حتى لاتقع فريسه فى يد الظلم فاقصى انواع الظلم هو ظلمك لنفسك شكرا لك اخى على القصه ...تحياتى

    ردحذف