ترن في أّذني مقولة عادل إمام في مسرحية مدرسة المشاغبين وهو يقول : " وإحنا قاعدين " .. منتهى الاستخفاف والاستهزاء بالشعب المصري ما يحدث من المجلس الأعلى والحكومة معاً ..
هما الاثنان مسئولان مسئولية مباشرة تجاه كل ما يحدث فهما وحدهما الحاكمان لمصر الآن .. هما من اختارا أن يتحملا مسئولية البلد والشعب ..
احترت طويلاً لاختيار عنوان للمقال .. ماذا أسميه ؟!
(موقعة ماسبيرو) .. (غزوة ماسبيرو) .. (دعوة لجهاد الصليبيين) .. (طفح الكيل يا حكومة تايهة !!).. ( احذر ثورتك تعود إلى الوراء ).. (الفلول قادمون) ..(دعوة للتسامح والتصالح مع الجميع والعيش بسلام ) ..
وليعذرني الجميع على كل ما سبق .. ولكن ماذا تشعر حين تسمع التليفزيون المصري يناشد الشعب المصري ليساعدوا الجيش الذي يتم مهاجمته من الأقباط في ماسبيرو ؟؟! .. من هذا الغبي الذي أصدر هذا البيان ؟ ومن هذا المجرم الذي وافق عليه ؟ .. نعم إنها لجريمة يجب أن يحاسب عليها من أصدره ومن وافق عليه .. إنها دعوة مباشرة لفتنة طائفية يرعاها التليفزيون المصري الحكومي .. وإنها لجريمة في حق مصر أشد مما كان يُقال أيام ثورة 25 يناير .. شيء مؤلم ومستفز .. فهل نرى تحقيق في ذلك ؟ .. سواء كان بنية أو بدون قصد .. ( وكأنها دعوة لجهاد الصليبيين ) ..
يقول أ / إبراهيم عيسى في قناة التحرير أن على الحكومة أن تمشي بعدما فشلت فشلاً ذريعاً .. لأنها بذلك تسيء وتوسع الهوة بين المجلس الأعلى والشعب ويؤكد أنهم وطنيون ولا يشكك في وطنية أحد منهم ..
ولكني كنت أود أن أسأله : لماذا لا يقيلهم المجلس الأعلى ولماذا يحتفظ بهم ؟؟!! ألا تقول لهم : ( لقد طفح الكيل ) ..
ويؤكد ذلك ويتفق فيه المستشار أحمد مكي حين يقول : أؤكد أنه كلما طالت فترة بقاء المجلس في السلطة ، زادت الفجوة بينه وبين الشعب ..
وهذا ما يحدث الآن وما حدث فعلاً بشكل كبير في موقعة ماسبيرو ..من تشابك الجيش مع الأقباط .. الذي نتج عنه 39 قتيل من الطرفين ، 213 مصاب في يوم واحد .. هل اعتصام ماسبيرو كان الأول للأقباط ؟ طبعاً لا !! ألم يكن الاعتصام منذ عدة أيام ؟ .. نعم .. فماذا فعل رجال الحكومة الأشاوس ؟
من وضع الخطة لتفريق المعتصمين بهذه الصورة الكريهة ؟ .. ألم يكن من الأجدى والمقنع أن نجد شخص حكيم من المجلس الأعلى أو عصام شرف نفسه وينزل للأقباط ليشعروا بنوع من الرعاية والاهتمام ؟ .. إذا لم يكن لدينا فرد واحد يستطيع احتواء اعتصام مجموعة من الأقباط لمشكلة مهما كانت فهي صغيرة أمام مشاكل وطن كبير فهل سيكون عندهم المهارة والحُجة والحكمة في إدارة البلاد لمدة لا تقل عن سنة أخرى ؟! ..
منذ بدء التشابك ألا يتوقع حدوث قتلى ومصابين وحرائق ؟؟ لم أرى سيارات إسعاف ولا مطافئ .. فهل نحتاج إلى قرار سيادي للتحرك ؟ .. وهل سقط القتلى والمصابين دفعة واحدة ؟ .. ألم يكن هناك اتصال مع قيادات الجيش للانسحاب وتقليل الخسائر في الأرواح وضبط النفس كما يُصَرِّح وزير الإعلام وينادي بالمطالبة بضبط النفس بالإعلام ؟ ..
هل هذه الحكومة ستعالج الانفلات الأمني ؟!
هل هذه الحكومة ستعالج الوضع الاقتصادي ؟!
هل هذه الحكومة ستحل مشاكل التعليم والصحة ؟!
هل هذه الحكومة قادرة على معالجة مشاكل العشوائيات التي لم تظهر بعد على السطح ..
ماذا تشعر حين ترى مدرعة عسكرية تدهس المتظاهرين ؟ ألا يذكرك هذا المشهد بأحداث 28 يناير ؟؟ وماذا بعد ذلك ؟ لجنة تقص حقائق لمدة ثلاثة أشهر ومليونيات لمحاكمة قتلة الأقباط ؟ ومسلسل جديد للمحاكمات ( وإحنا قاعدين .. ) ؟؟!! ..
ماذا تشعر حين تسمع د / عصام شرف يصرح ويقول الآتي :
(1) أن إعمال القانون وتطبيقه على الجميع هو الحل الأمثل لمشاكل مصر ..
(2) أن أعداء ثورة 25 يناير هم المستفيدون من المواجهة بين الجيش والأقباط ..
كأنما فعلاً ( جاب التايهة ) أو كمن ( فسر الماء بعد الجهد بِالْأُمْبُو ) .. لمن توجه هذا الكلام ؟.. إذا كنت متيقن فعلاً من كلامك هذا فماذا فعلت حكومتك ؟.. ألا يدعونا ذلك أن نقول احذر ثورتك ترجع إلى الوراء !! ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق