الأحد، 25 سبتمبر 2011

من أيدي قذرة لأيدي مرتعشة.. يا مصر لا تحزني !!

من أيدي قذرة لأيدي مرتعشة.. يا مصر لا تحزني !!
نزداد يقيناً يوماً بعد يوم منذ ثورة 25 يناير كم كان قدر الفساد الذي عشناه خلال ثلاثين عاماً لا يحكمنا فيع أيادي قذرة فقط ، بل وقلوب سوداء عفنة وعقول شيطانية مدمرة عن عمد ومخربة لبلد ولشعب بأكمله ..
ولكن هل نقبل أن يُكتب علينا أن نختار ما بين الأَمَرَّين .. ما بين حكومة سابقة فاسدة قذرة وبين حكومة جديدة لم يتفق مجلس وزرائها على تسميتها حتى الآن ما بين حكومة تسيير أعمال وحكومة دائمة وحكومة إنقاذ قومي أو وطني ..
واتفق الشعب أن أَطْلَقَ عليها الأيدي المرتعشة .. إلى أن فاجئنا د/ علي الغتيت "أستاذ القانون الدولي " وكبير مستشاري رئيس الوزراء بوصف جديد للحكومة وهو حكومة غير مسبوقة ، حكومة التجارب .. نعم قال ذلك في حديثه ببرنامج العاشرة مساءاً ..
ولم يكتف بذلك فهو يبرر أخطاء الحكومة بأنها ليست لديها الخبرة الكافية لإدارة بلد مثل مصر في ظروف ثورة مثل هذه الثورة .. ويرى أن ذلك شيء عادي ومتوقع وعلينا أن نتفهم الظروف وعلى الإعلام والصحفيين أن يتحلوا بروح الحكمة فيما يكتبون وينشرون .. هذه هي حكمة كبير مستشاري رئيس الوزراء الذي من المفترض أن يستقي منها رئيس الوزراء!!
الحكمة أن تُعلن وتَجهر أنكم تقومون بالتجارب .. التجارب في مصير ومقدرات بلد .. والتجربة طبعاً معرضة للخطأ .. ونتيجة هذا الخطأ الذي من الممكن أن يكون خطأ فادح يؤدي إلى هلاك اقتصاد مصر أو إحباط شعب بأكمله على أقل تقدير .. أهذا شيء عادي ؟!
ثم بعد ذلك ننادي ونطالب هذا الشعب المسكين الصبور أن يتحلى بالصبر وأن يعمل لتدور عجلة الإنتاج وأن عليه أن يتمسك بالأمل،أي أمل؟! هذه خيبة أمل يا حكومة..
- خيبة أمل .. أن يقبل رئيس الوزراء استقالة د / يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء ثم يرفضها المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، خيبة أمل أن لا ندري مَن مِن حقه أن يقبل الإستقالة ..
- خيبة أمل .. أن يُعلن د/ علي الغتيت ود/ السمان المستشار الإعلامي أن د/ عصام شرف هو الذي طلب مجموعة الاستشاريين الدائمين له في سابقه لم تحدث من قبل وهو نفسه الذي يعلن إلغاء مجلس الاستشاريين الدائم بعد تضارب الاختصاصات بين الاستشاريين ود / يحيى الجمل ..
- خيبة أمل .. أن لم يمضِ أيام على مناقشة الموازنة العامة للدولة والتي انتهجت سياسة الاقتراض .. وضيعت الوقت في طلب القروض والتسول من الدول وفضيحة مصر اقتصادياً وموافقة رئيس الوزراء على ذلك في حديثه مع نجيب ساويرس حول تمويل المشروعات الكبيرة بأنه لا خوف من مسألة التمويل طالما كانت المشروعات مضمونة العائد ، ثم يفاجئنا وزير المالية بعد عرض الموازنة على المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي رفض مبدأ الاقتراض نهائياً والاعتماد على الموارد الذاتية لسد عجز الموازنة .
تحية واجبة للمجلس الأعلى
- خيبة أمل .. أن يطلع علينا كل يوم مسئول بتصريح يشيد باقتصادنا وآخر يكاد يُعلن إفلاسنا ..
- خيبة أمل .. أن يُعلن وزير الإسكان تيسيرات للمتعاملين مع جهاز التعمير ويُعفى من فوائد الأقساط المستحقة البالغة 30 مليون جنيه ويؤجل سداد أقساط تصل 2.3 مليار جنيه والقرار يشمل ويساوي ما بين جميع المساحات والأنشطة طبعاً بما في ذلك الشركات التي لها قطع بآلاف الأفدنة حتى 30 ديسمبر 2011 !! ولا يدري من أين يُؤَمِّن تنفيذ توصيل المرافق العامة للأراضي لكي يتسلمها أصحابها كي يبنوا بيوتهم الصغيرة التي ستتطلب تشغيل العمالة بجميع أنواعها ثم بعد ذلك يطالبونا بالعمل والإنتاج .. واتضح ذلك عند افتتاح رئيس الوزراء تسليم 2500 وحدة سكنية بمدينة 6 أكتوبر في احتجاجات الأهالي الذين تعددت شكواهم ما بين نقص المرافق والأمن وعدم اكتمال تشطيب نصف الوحدات ..
- خيبة أمل .. أن نشعر أن رئيس الوزراء لا يستطيع التوفيق ولا تحديد المسئوليات والمهام بين نائبه وكبير المستشارين .. فكيف يستطيع التنسيق بين الوزارات وتحديد الرؤية الواضحة التي يجب عليها أن تنقل مصر من عهد القمع والفقر والفساد إلى عهد الحرية والعدالة الاجتماعية الذي نادت به الثورة والتي حملته على أكتافها ..
- خيبة أمل أن لا يكون مشروع مصر القومي الآن هو عودة الأمن للشارع المصري ..
- خيبة أمل .. أن يظن مجلس الوزراء أنه حقق إنجازاً عظيماً بأن يتبنى بنك الأفكار الذي أتوقع الآن أنه في طريقه للإلغاء .. فالمشكلة ليست في الأفكار ولكن يجب أن يُدْرِك مجلس الوزراء وعلى رأسهم د/ عصام شرف أنه يجب أن نعرف كيف ندير أمور بلدنا وأن ننهض بها في ظل إمكانياتنا المحدودة والمتاحة حتى لا يدفع ثمن ذلك الأجيال القادمة ..
وكفانا تجارب وخيبة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق