الأحد، 25 سبتمبر 2011

أيها المصريون .. خيرٌ من استأجرتم القوي الأمين ..

أيها المصريون .. خيرٌ من استأجرتم القوي الأمين ..
يتساءل الأستاذ / علي السيد في مقاله على المصري اليوم " إلى من سيسلمنا شرف " وكنت أود أن أسأله " مَنْ سلَّمنا أصلاً إلى شرف " .. فمن يَمْنَحْ يستطيع أن يَمْنَع .. فإذا كان شباب الثورة اجتمعوا على شرف " ولا أعتقد ذلك " لسبب بسيط أنه لم يَكُنْ معروف لهذه الدرجة التي يجتمع عليها الشباب ويذهبون إلى بيته ويختارونه كما ذهبوا إلى محمد علي باشا في الأزبكية .. مع الفارق الكبير فيما فعله كلاهما لمصر .. نعود إلى مَنْ اختار عصام شرف كرئيس لوزراء مصر .. من منحه تلك الأمانة وعلى أي أساس قبلها ؟! لقد قيل أنهم شباب الثورة وقد قال في الميدان إن لم أستطع أن ألبي طلبات الثورة سأعود إلى الميدان .. هو قَبِلَ الأمانة فهل كانَ أميناً عليها ؟! هل استطاعَ أن يجهر أنه لم يُحقق شيء للثورة ويُعلن اعتذاره ويرد الأمانة ويربأ بنفسه عن الشبهات ويدخل إلى ميدان التحرير بطلاً متوجاً على الرؤوس كما كان ؟؟!!
وإذا خالفني أحد الرأي فيما سبق أو خالفني د/عصام شرف نفسه ، فليجاوبني..
- لماذا خرج الثوار الذين حملّوُكَ الأمانة يوم 8 يوليو ؟
- لماذا أصدرت بيانك المُخَيِّب للآمال والمستفز للثوار والمُخزي والمُهين للثورة ؟؟
- لماذا تَضَمَّنَ بيانك على حد ظنك تلبية لبعض مطالب ثوار 8 يوليو ؟؟
هل كنت تؤمن فعلاً بالثورة ؟! هل ما زلت تؤمن فعلاً بها ؟!
من المفترض أن تكون إجابتك : نعم .. طبعاً .. وأسألك لماذا لم يكن هناك مبادرة تسبق 8 يوليو ؟ أتساءل ما كان شعورك تجاه خطابات الرئيس المخلوع التي كانت تقطرنا قطراً ؟ لكنها والحق لله حتى لا أبخس تلك الخطابات حقها كانت لها حسنة عظيمة .. نعم فقد استطاعت أن تزيد من جموع الشعب .. سبحان الله .. رُبَ ضارةٍ نافعة .. ولم ييأس الرئيس المخلوع ربما لم يُنصت لأحد أولم ينصحه أحد أو أغشى الله على بصره وعلى أبصار من حوله وطمس على قلوبهم حتى أصبحوا صماً بُكماً .. حتى كانت تلك الخطابات هي مفتاح سقوطه حيث تعالت الصيحات بعد كل خطاب .. الشعب يريد إسقاط النظام ثم الرئيس ..ليقضيَ الله أمراً كانَ مفعولا.. هل هذا ما تريده من ثورة 8 يوليو ؟ أن نبدأ من الصفر ومن أول السطر ؟!
-أتمنى من د/ عصام شرف أن يجلس أمام الشاشة ويُعيد سماع بيانه الهام لثوار 8 يوليو .. وأستحلفه شهادة بالله إن كان يؤمن بما قاله فليستمر ويتحمل مسئولية بلد بأكمله .. وإذا راوده شعور ولو ضعيف أنه غير مُقتنع بهذا البيان أن ينزل التحرير ..
-لا أدري ما الأهم مِنْ مصير بلد ؟ هل أصبح الحرج الشخصي أهم من البلد ؟ ..
-يقول الله تعالى : " إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبينَ أنْ يحملنها وأشفقنَ منها وحملها الإنسان إنهُ كانَ ظلوماً جهولاً " سورة الأحزاب 72 .
-يقول المفسرون جاء تعبير ظلوما أن الإنسان قصر بحق ما تحمله عن قصد وعمد .. و جهولا عن غير قصد بعدم الاهتمام بالأخذ بالأسباب والبحث في الأمور كما ينبغي ، لجهله بها ولذلك كانت جهولا مبالغة في الجهل بالأشياء ..فهل يا د/ عصام شرف أمانة وزراء مصر أمانة أم لا ؟؟ وهل كنت ظلوما أم جهولا بها ؟؟
- قال تعالى ( يا أبت أستأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ) سورة القصص 26... قالتها بنت شعيب لأبيها ..
يقول شيخ الإسلام بن تيمية .. ينبغي أن يُعرف الأصلح في كل منصب .. فللولاية ركنان أساسيان :
- القوة والأمانة ، ومن مظاهر القوة التي يحتاجها الحاكم أو( من ولى شئون الناس ) ليتسنى له الفصل في كثير من الأمور دون تردد وتهاون ..هو قوة الشخصية والقدرة على حل الأمور بجدية وحزم وسرعة على أن لا يترتب على ذلك ظلم لأي طرف وهذا يستدعى توافر الكفاءة والذكاء ، ومن مظاهر ضعف الحاكم هو البطء والملل في اتخاذ القرارات والتعامل مع المعطيات وهذا ما يتعارض مع الذكاء والكفاءة والقدرة ..وتلك القوة تختلف باختلاف المهمة المطلوبة .
- فالقوة في الحرب مثلا تتمثل في شجاعة القلب والبسالة في القتال .. بينما القوة في الحكم بين الناس تتمثل في العمل بالعدل بينهم والقدرة على تنفيذ الأحكام .
- فلماذا جاءت القوة قبل الأمانة ؟؟ فهناك القائد القوي غير الأمين غير الصالح ،، فقوته تظهر في الحرب وتعود على الناس والوطن بالنفع بينما يعود عدم صلاحه على نفسه ..أما القائد الصالح الضعيف ، فصلاحه يعود إليه وضعفه يعود على الناس والوطن ..
- إلى المجلس الأعلى .. إلى رئاسة الوزراء ..إلى كل مسئول في مصر .. إلى كل كاتب ومفكر وناشط .. إلى كل شباب الثورة .. إلى كل المصريين ..يقول الله تعالى (فلا تخشوا الناس واخشونِ ) سورة المائدة 44
- ولنتق الله في مصر وفي أنفسنا من أجل أولادنا وأحفادنا قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق