الخميس، 31 مارس 2011

صديقان على النقيض - جدة -31/3/2011

http://www.almasryalyoum.com/node/381153
http://gate.ahram.org.eg/User/Topicsm/1551.aspx
من المدهش أن يكون لك صديقان أحدهما يحب السادات على طول الخط والآخر ناصري على طول الخط لا يلتقيان .. ربما لا يلتقيان إلا عندي فأحاول دائماً الوصول لنقطة وسط بينهم لكني قليل ما أنجح في ذلك ..
فالناصري يرى دائماً أن مشكلة العرب وفلسطين تفاقمت وازدادت بمعاهدة السلام التي أبرمها السادات !! وإذا سألته وما هو اعتقادك فيما كان يجب أن يتم  فلا تجد إجابة .. ولكن يصر أن السلام مرفوضٌ مرفوض .. بينما صديقي الساداتي فله رأي آخر لم أسمعه من قبل .. فهو يتبنى أنه لا يستطيع أحد أن يعلم ماذا كان يخطط له السادات إذا أعطاه الله العمر .. فربما يكون هناك ترتيب آخر كان ينوي له ؟! ويستشهد على ذلك أن السادات كان رجل المفاجآت وأنه لم يكن ليفصح لأحد عما يدور بذهنه مهما كانت درجة قربه ..ثم يزيد .. وماذا كنت تتوقع لو لم تتم عملية السلام .. هل كنت تتوقع وضع لمصر اقتصادياً أفضل من ذلك ؟! يتعجب ويبتسم ..
وبعد أن قامت الثورة كنت وصديقي نتناقش .. كان موقف الناصري مفاجئ .. كان يرى أنه يجب أن يقبل الثوار بوعد الرئيس السابق بعدم الترشيح ورفضه للتوريث وإقالة الحكومة وتعديل مواد الدستور والاكتفاء بذلك خوفاً على مصر واقتصاد مصر ويردد نفس عبارات النظام من خسائر للسياحة وخلافه .. بينما صديقي الساداتي ( كما يحلو له أن يناديه الأول ) كان يرد عليه بأن خسائر مصر من بضعة مليارات خلال أيام لا تُعد شيئاً مما نُهب بأيدي النظام وأعوانه .. ويكفي أن مصر ستوقف نزف اقتصادها .. فلا تقلق من بضعة مليارات تسببها الثورة.. فالمريض لابد أن ينزف جزءاً من دمه أثناء إنقاذه بعملية جراحية .. مازال النقاش يدور بينهم الآن كلما التقيا عندي .. ولكن النقاش اليوم كان على رموز الفساد التي ما زالت حرة طليقة .. كان صديقي الساداتي يرى أن هناك خطأ ما ؟! أو أن هناك ضغوطاً ما على المجلس الأعلى والوزارة وإلا فما يعني ذلك ؟! ولكن صديقي الناصري يرى أن المجلس لا يمكن أن يقوم بالتحقيق في كل شيء لكل رموز النظام دفعة واحدة وأيضاً لابد أن يحتاط ويقدم الأدلة الكافية قبل أن يقدم أحدهم  للتحقيق .. فليس من السهل أن يُقدَّم أحد ويثبت براءته مثلاً ويؤكد دائماً لننتظر ونرى .. وربما كان هذا التباطؤ من المحاكمة والتحقيقات نوع من الضغوط على رموز الفساد التي تم حبسها ليدلُ بمزيد من الأدلة على شخوص أخرى مثلاً ؟! ربما يكون هناك حرج من تقديم الرئيس السابق للقوات المسلحة للمحاكمة لكن لن يكون هناك أبدأ تواطؤ أو ضغوط .. وربما يفسر ذلك الخطى السريعة لانتخابات الرئيس ليتولى هو تلك الأمور .. حتى في طلب إعادة التحقيق في مقتل السادات فصديقي الناصري لا يجد أي مؤامرة ولكن صديقي الساداتي سأله سؤال واحد ؟ شهادة اللواء الفولي تقول أنه كان يقف على يسار المنصة مع ضابط آخر وفي يمين المنصة يقف أيضاً حراسة واستكمل شهادته  : (1) بمفاجأة توقف السيارة أمام المنصة وظن بادئ الأمر بعطل السيارة ..(2) نزول خالد الإسلامبولي منها وكان يردد كلمات بصوت عالي فظن أيضاً في بادئ الأمر أنه متوجه للرئيس بشكوى مثلاً .. (3) ثم أدخل يده في قميصه وأخرج القنبلة الأولى ورماها .. (4) ثم يستكمل ويستكمل .. السؤال لماذا لم يتم التعامل معه من أي من الحراسات ؟! سواء حراسة المنصة من اليمين أو اليسار أو خلف المنصة ؟! أو متى تستشعر حراسة الرئيس بالخطر الذي يهدد الرئيس ؟! ولم يذكر حتى أنه تم إطلاق رصاصة  .. هل لم يكن يحمل سلاح هو ولا زميله ؟! إذا كان في شهادته أن سكرتير الرئيس ألقى نفسه على الرئيس وتلقى العديد من الطلقات .. فماذا يكون حال حراسة الرئيس هل نزعت منهم الأسلحة قبل دخول المنصة ؟!
 ولم يجد صديقي الناصري رداً سوى أن يقول .. الله أعلم ولكي أنهي الحديث قلت لهما لا خلاف أن كلاكما وطني شريف ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق