الثلاثاء، 12 فبراير 2019

صديقي العزيز جوجل(15)



كنت أسمع الكبار وأنا طفل صغير وهم يرددون أن "الحب أعمى"، وقد بحثت عن أصل تلك العبارة على موقعك ولم أجد لها أي أثر لقائلها ويبدو أنه مثل جرى على ألسنة العامة من الناس، وحين كبرت قليلا وما كدت أفهم المعنى، حتى سمعتهم مرة أخرى يرددون "الغرض مرض"، وتعلم أني قد بحثت للمرة الثانية عن تلك العبارة على موقعك ويبدو أنه أيضا مثل جرى على ألسنة العامة.
وربما لذلك السبب قالوا أيضا في الأمثال"القرد في عين أمه غزال".
وحين أحببت القراءة وكلما نهلت منها أكثر، اتضح لي مفهوم الأمثال بصورة أرحب كثيرا، وقد وجدت رابطا غليظا بين الأمثال الثلاثة السابقة، فالحب غرض يصيب صاحبه بالعمى المرضي ويمنعه من رؤية ما يراه المبصرون الذين لا ناقة لهم ولا غرض.
ولم يبتعد الأدب عن معاني الأمثال، تأمل معي صديقي العزيز جوجل ما خطه نجيب محفوظ في روايته أولاد حارتنا،  "يبدو أن كل واحد منا يود أن يلوذ بالسلامة، ولا يهدد السلامة مثل طلبها بأي ثمن".
مؤكد من وجود غرض لمن يود أن يلوذ بسلامته، إما خوفا من البطش به، أو من أذى كحرمانه من ترقية أو حافز، فيجنح للصمت وغض البصر، وربما يلجأ أحيانا إلى المداهنة والنفاق، أو يلجأ إلى التسذج لوالجهل ليعفي نفسه من المسئولية، ولا يدري أنه حين تقع الواقعة قد يجد نفسه في أول صفوف المتضررين.
ويقول العقاد في كتابه التفكير فريضة اسلامية، "لا خير للأفراد في عيشة يقف فيها خير الفرد و شره عند بابه ولا يحسب فيها حساب شركائه في بيئته .
وأعتقد لهذا السبب يندهش البعض لإهتمام بعض البشر بالشأن العام، ويتساءل هؤلاء البعض  لماذا تهتم بأحوال الأطباء أو المدرسين؟ فأنت لا تنتمي لا إلى هؤلاء ولا هؤلاء، وربما لن ينتبهوا إلا حين يزور ملك الموت أجسادهم .
وهؤلاء صديقي العزيز جوجل من المحتمل جدا أنهم سمعوا عن جحا حين قال النار بعيدة عن داري ولم يولول إلا حين دخلت داره ومست ثيابه، سمعوا وضحكوا وقهقوا، ثم ما لبثوا أن عادوا لسيرتهم الأولى كما وصفهم القرآن (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ).
ولهذا السبب صديقي العزيز لن ولم أنتم لحزب أو جماعة أو اتحاد أو نقابة أو أي كيان ما يقيد حريتي ويوجه أفكاري ويزرع في نفسي أغراض خاصة تتحول لمرض ينهش عقلي وجسدي.
9 ديسمبر 2018م
#صديقي_العزيز_جوجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق