السبت، 23 نوفمبر 2013

نسيج وطني مسرطن ..

رابط المقال عى صحيفة الموجز الاليكترونية : http://almogaz.com/news/opinion/2013/11/23/1198863
الدم
سايل في الشوارع و الحزن عشش في البيوت ، ولا نملك غير عبارة أصبحنا نرددها  يومياً : ( الله يرحمهم ويصبر أهلهم ). .
للأسف حدث ما توقعته ولا زلت أسأل : هل سننتظر الحكومة المستحية  أن تتطور التفجيرات وتصل إلى الشوارع والمولات والمناطق المزدحمة ومواقف المواصلات ؟!!
هل
ترويج عودة الدولة البوليسية أرعب الحكومة والداخلية و منعها من القيام بحملة اعتقالات موسعة ؟!
هل تعلم الدولة أن  اغتيالات ضباط الداخلية والجيش ليس المقصود به انتقاماً فقط ، بقدر ما هو محاولة فاشلة وغبية لكسر الروح المعنوية والنفسية وطبعاً القتالية ..
كثير منا هاجم وانتقد عمر سليمان بل تهكمنا عليه حين تحدث أيام يناير عن الأجندات الخارجية ، ولكن للأسف فإن كراهيتنا لنظام مبارك ، جعلتنا لا نصدق حينها تصريحاته  التي اتضح حقيقتها الآن ، ولا مجال هنا لسرد أحاديثه مرة أخرى وعليكم أن تسمعوها جيداً ، ولا عيب أبداً أن نراجع أنفسنا كثيراً ..
ولكن لكي نكون منصفين فإن اعتراضي على ما قاله عمر سليمان هو أين كانت الدولة بأجهزتها الأمنية والمخابراتية من ذلك كله و حتى الآن ما زلت أسال أين الدولة ؟!
الارهاب
محتمل في كل وقت أن تتعرض له أي دولة ، ومصر تعرضت له سواء أيام مبارك أو أيام مرسي ، و باختلاف الأسباب يختلف أيضاً نوع التعامل معه ، أيام مبارك كان الإرهاب يستهدف السياح الأجانب تحديداً لكي تنهار السياحة و تخسر مصر دخل كبير منها ، بالإضافة إلى خلق حالة رعب وبطالة بين الشعب المصري فيتأثر الإقتصاد المصري ..
ولأن الإرهاب لا تقوم به أفراد بل تنظيمات دولية عصابية تقودها وتمولها في أغلب الأحيان أجهزة مخابرات دولية لتغيير أنظمة ، أو تهديد للحاكم كنوع من ممارسة الضغوط لتغيير سياسات ، أو الحصول على تأييد أو دعم من تلك الدول المستهدفة ، بمعنى أنه نوع من البلطجة الدولية ..

وحتى نكون منصفين مرة أخرى أيضاً ، علينا أن نتذكر أن مصر شجعت هؤلاء الجهاديين حين كانت مصلحة أمريكا محاربة الاتحاد السوفيتي من خلال  أفغانستان ، مصر كدولة شجعت على الإرهاب وشاركت فيه و الآن يجني أولادها  نصيب ما زرعته ..
 العمليات الإرهابية  حاليا
 حجمها أكبر بكثير من أي عمليات تمت من قبل إذا ما قارناها بالمدة الزمنية ، والمستهدف منها  ( الجيس والشرطة ) ، فلابد أن نجزم أنه له علاقة بمرسي والإخوان ، فهل نسينا تهديدات رابعة و الإفراج عن المعتقلين و جلب الآلاف منهم الى سيناء  ؟؟ ولعلنا نتذكر مقولة صفوت حجازي عن مد سوريا بالأسلحة ، ذكرت كل ما سبق  لكي أسأل أصدقاءنا البرادعاوية ، قد أتفق معهم أن البرادعي حذر من النتيجة الحالية لكن هل بعدما رأينا النتيجة فعلاً كان من الممكن أن نمد أيدينا لهم بالتفاوض وهم يضمرون لمصر كل هذا العداء ويستحلون دم الجنود والضباط ويرون أنهم مرتدون ؟
هل مازال هناك من يرى أنهم فصيل مصري و جزء من نسيج المجتمع والكلام المحفوظ الماسخ ؟ الجاسوس يعمل في خفاء وعلى المخابرات أن تكتشفه ، أما هؤلاء الذين يظهرون العداوة والبغضاء ويمارسون القتل فماذا تنتظر أجهزتنا الأمنية للقبض على كل من ينتمي إلى هذه العصابة ؟
هم فعلاً نسيج وطني ولكنه نسيج مُسرطن ومُتَلَيِّف ولا يحتاج سوى مشرط جراح ماهر ، و كما كنت على يقين من رحيلهم فأنا على يقين من استئصال كل البؤر المتليفة والمسرطنة و أراه حتمي و واجب على من يحب مصر ..

أتفق مع من يتحدث أن الفكر لا يهزمه إلا الفكر المضاد ، لكن هذا  حين يكون الفكر لم يَتَعدَ التطرف في إبداء الرأي ،  أما حين يتعدى حيز التنفيذ بالقتل فهل استمر في  تبني طريق الفكرة المضادة فقط ؟
هم يمارسون القتل ونحن نمارس الفكر والحوار ؟؟
أعتقد على الدولة
 أن تسير في الاتجاهين ، الأمن يؤدي دوره  و يتعامل مع العنف وأصحاب الفكر لهم دورهم أيضاً . .
الحل الآن كما أجبت صديقي البرادعاوي : ما تقوم به الدولة الآن بالضبط مثل لعبة الشطرنج ، النقل ( إجباري ) ، والطرف الارهابي هو من يدير اللعبة للأسف حتى الآن ، لو الدولة فعلاً تحولت إلى دولة بوليسية لما رأيت أحداً في الشارع بدقون .. على من بدأ العنف أن يتوقف عنه ..
السؤال للحكومة المُستحية : فيها حاجة لما تعمل عقوبة أشغال شاقة مؤبدة لحيازة السلاح بدون ترخيص ؟ وعقوبة الإعدام لتجارة السلاح أو تهريبه ؟! ..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق