علاء الدين العبد
برغم أن معظمنا تعود اصوله العائلية الى الريف الا انه لم يعد في مصر وجود لكلمة ريف ، فالقرى دخلتها الكهرباء والمياه وبدلا أن تكون نعمة على الريف الا انها كانت أيضا نعمة و نقمة ، تحولت الى مدينة صغيرة عشوائية فيها أكشاك بيع الطيور والعيش و و رش النجارة والبوتيكات ينقصها فقط دور السينما حتى هذا الدور قامت به المقاهي بعض الوقت في زمن وجود الفيديو وانصرف الشباب وكثير من الكبار عن الزراعة التي كانت في الماضي تحتاج الى النوم المبكر والاستيقاظ المبكر و ارتفع فيها العمران الى خمسة ادوار واختفت حظائر المواشي من البيوت و اصبح الكل يرغب في لقب الاستاذ وزهد أن يكون فلاحا لاننا نظرنا اليهم نظرة دونية وتناولناهم دائما بالسخرية فهجروا الزراعة وساهم بشكل كبير سفر الكثير منهم الى العراق ورغبتهم في بناء منازل للزواج بتبوير الارض الزراعية ولا الوم عليهم بقدر ما الوم المسئولين الذين تغاضوا عن توفير حل لمشكلتهم في نفس الوقت الذي لم تكن فيه اسعار الاراضي في المدن الجديدة في متناول ايديهم بالاضافة ان الدولة لم توفر لهم فرص عمل او استثمار تناسبهم وتحفزهم للهجرة اليها فتناقصت الايدي العاملة والرقعة الزراعية فكانت هذه النتيجة ضياع الزراعة في مصر وضياع الامن الغذائي وانهيار الاقتصاد بسبب الاستيراد ، لا تخطيط تعليم يناسب الاسواق ولا تخطيط اقتصادي ولا تخطيط عمراني ولا تخطيط زراعي ، كله تخبط عشوائي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق