قال المهندس حسب الله الكفراوى، وزير الإسكان الأسبق، إن حلم التنمية فى سيناء «مات» مع وفاة الرئيس الراحل أنور السادات، وأوضح أن القدر لو كان أمهله حتى تسلم الأرض، لكانت مصر فى مصاف الدول المتقدمة
وشدد «الكفراوى»، في حواره لـ«المصري اليوم»، على أنه ليس هناك من هم أكثر وطنية من أهل سيناء، وأن الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، لا يصلح إلا للجلوس فى بيته فقط، بعد أن أثبت أنه فاشل كوزير ري ورئيس وزراء.. وإلى نص الحوار:
■ كان لديك حلم مشترك مع الرئيس السابق أنور السادات فى تعمير سيناء؟
- بدأ الحلم بينى وبين الرئيس الراحل أنور السادات بعد الحرب مباشرة وكان الحلم كبيراً وكنت أحب السادات لأنه رجل وطنى فعلاً ومخلص لوطنه كما أنه بلدياتى، وأنا كنت رئيس جهاز التعمير فى منطقة القناة، بعد حرب 73 ولم نكن استلمنا كل الأرض وقتها وكنا نعمل فى مناطق الإسماعيلية وبورسعيد والسويس والقرى التابعة لها وكان كلما يذهب إلى موقع يجدنى هناك.
وكان هدفه الأول هو إعادة المهجرين من أهالى سيناء والقناة عام 77 وأوكل لى المهمة واستطعت أن أنهيها قبل المدة المقررة، وأراد أن يكافئنى فعيننى محافظاً لدمياط رغماً عنى لأنى كنت أعتز بمهنتى كمهندس.
أما البداية الفعلية للبدء فى عمل مشاريع التنمية فى المنطقة فتمت عندما ذهب السادات فى زيارة إلى أمريكا، وسأله وقتها الرئيس «فورد»: لماذا تعيشون فى المنطقة الضيقة وتتركون كل مساحة مصر؟ فقال لى وقتها إنه شعر بالحرج ولم يستطع الرد فعاد ولديه قرار بوضع خطة لتعمير الوادى والمناطق الجديدة.
وبعد أن عاد من رحلته استدعانى، ودخلت فوجدت ممدوح سالم يبتسم لى وأنا غير مدرك لما يريد وقالوا لى إن الرئيس قرر أن أكون نائباً للوزير لشؤون التعمير، واعتبرت وقتها أنى فعلت خطأ ولذلك قرر إبعادى عن منصبى.
ووقتها كان وزير التعمير «حسن محمد حسن»، وأعطانى مكتباً كان للوزير وأوصى بأن تكون كل طلباتى مجابة، وأوكل لى مهمة دراسة كيفية تنمية الدلتا وإقامة مدن جديدة، وكان قد قرر أننى سأتولى الوزارة خلفاً للوزير بعد عام كمدة تدريب، وليس كما يحدث الآن حيث يأتى الوزير فى غير الاختصاص من «بيتهم» على الوزارة.
■ ما أول المشاريع التى أراد السادات تنفيذها؟
- كان لديه حلم توطين 4 ملايين مواطن فى سيناء وتعمير القطاع الأوسط، وراعينا فى تصميم القرى أن تكون المنازل مناسبة للطابع البدوى وأن تكون مدناً دفاعية فى الوقت نفسه، أى أن يكون المنزل مصمماً بحيث يكون أسفله مخبأ للأسلحة والسيدات والأطفال فى حال أى وقوع هجوم، وهو الذى فعلناه بالفعل فى بئر العبد وبالوظة وبعض القرى الأخرى.
والسادات كان يعلم كيف يلاعب إسرائيل، وأذكر وقت إنشاء ميناء العريش كان له فكر عسكرى أيضاً، وقال لي إنه سيعقد مؤتمراً صحفياً لي وخلاله سوف يطالبني الصيادون بإنشاء ميناء للصيد، حتى لا نستفز إسرائيل فى وقت كانت تحتاج مصر فيه للاستقرار، والميناء الذى تقف عليه مراكب الصيد ممكن أن تقف عليه القطع الحربية، فهو كان يعلم ماذا يفعل وكيف ينفذه.
وبالفعل أنشانا الميناء وبعده ميناء الطور بسهولة كما قمنا بعمل 1100 كيلو طرق فى وقت لم يكن هناك مدق واحد فى سيناء حتى نستطيع توصيل المناطق ببعضها. بالإضافة إلى المشاريع الأخرى مثل سهل القاع وتنمية القطاع الأوسط من سيناء ومشروع شرق العريش.
■ ما رأيك فى تعامل الرئيس محمد مرسى مع ملف سيناء والوعود والخطط التى وضعها فى مشروع النهضة؟
- مرسى وجماعته ليس لديهم رؤية لمصر كلها وليس لسيناء فقط، وجهاز تعمير سيناء أنا الذى أنشأته منذ الثمانينيات وما يطلق عليه جهاز تنمية سيناء بشكله الحالى لم يفعل أى شىء، فالموضوع ليس فكرة أجهزة لكن القضية تحتاج إلى قرار وإرادة سياسية، فالمشاريع والخطط موجودة بالفعل ولكن لم ينفذ منها أى شىء للأسف.
■ ما رأيك فى وضع سيناء أمنياً وهل يصلح معه الحديث عن التنمية وإعادة التعمير خاصة مع الحديث عن توغل أصابع حماس واستمرار عمل الأنفاق؟
- إذا أردت حل لغز التعمير فى سيناء فعليك الإجابة عن سؤال «من هاجم أقسام الشرطة وقت الثورة فى وقت واحد؟»، فحماس هى التى خططت لكل ذلك وأصابعها موجودة فى سيناء، وأذكر أن يوم تعيين أحمد ياسين رئيساً لحماس فى عهد حسنى مبارك وجدته يضحك فى إحدى المرات ويقول لى هل رأيت ماذا فعل الفلسطينيون؟ وقال لى: إسرائيل تريد تدمير منظمة التحرير وتفكها لتكون فصائل تنشغل فى بعض، وعينوا شخصاً يدعى أحمد يس رئيساً جديداً لفصيل اسمه حماس، وإسرائيل هى من جندته واختارته لضرب فلسطين وهو كلام معروف فى كل الأجهزة.
وأنا قلت على الإخوان قبل ذلك «ربنا يهديهم أو ياخدهم» فمصر كبيرة وهى أصل الإنسانية ونحن الذين اخترعنا العلوم، فهل يصح أن نصل إلى هذه الحالة بسبب مجموعة من المتخلفين، وضربت قبل ذلك مثلاً بحذاء مجدى يعقوب وقلت إنه بألف لحية من الذين يحكمونا فمن الأفيد ومن الذى يستحق دعوات المصريين.
■ ما رأيك فى مشروع حظر التملك فى سيناء فى المنطقة الحدودية.. وهل أثيرت القصة فى عهد السادات؟
- عندما قدمت مشاريعى للتنمية فى منطقة القناة كنت اقترحت بيع متر الأرض فى المدن الجديدة بـ14 جنيهاً، ففاجأني السادات بقراره ببيع متر الأرض بـ 50 قرشاً وكنت وقتها فى حالة غضب لأن الدولة ستتكبد خسائر كبيرة خاصة مع زيادة عدد الراغبين فى الحجز والذى وصل إلى 11 مليوناً، ولكن عندما ناقشته أعطانى درساً حقيقياً فى الوطنية وقال لى بالنص «الأرض ملك المصريين لماذا أتاجر عليهم لأنه حقهم».
وأضاف «ولادى فى سيناء لو لم يكن لهم انتماء للأرض لماذا يضحون بروحهم من أجلها وإن لم تكن ملكهم انت بتنفذ مشروع دولة يا كفراوى وهناك وزير مالية مسؤول عن الميزانية» وكان وجهة نظره أن المواطن المصرى إذا لم تكن له قطعة أرض يعمل بها وأخرى يعيش فيها وأخرى يدفن بها لن يكون لديه ولاء أو انتماء للبلد.
■ ما التصور الذى وضعه بخصوص التملك في المنطقة الحدودية؟
- أذكر أن نفس غضب المواطنين من تملك الأرض فى سيناء، اشتعل فى عهد السادات وثار الأهالى وقتها، وعلم السادات بالأمر وطلب منى أن أضع تصوراً وأعرضه عليه فى إطار اعطائهم الحق فى التملك، وعرضت أن يكون الشرط الوحيد للتملك هو أن يكون مصرياً أباً عن جد هو وزوجته، وخرج القرار بتلك الكيفية بالإضافة إلى شرط عدم البيع لشخص غير مصرى بحيث إنها توصل لأولاده المصريين بالكامل.
■ ماذا عن الشريط الحدودى «الخمسة كيلو» والمنطقة «ج» تحديداً؟
- كان التصور وقتها أن يكون متاحاً في كل المناطق، لكن أنا مع القوات المسلحة فى الجزء الخاص بالحدود فى ظل الظروف الراهنة، ولو أن الشخص يعيش فى المنطقة فلا مانع من تملكه ولكن بشرط ألا تنتقل إلى أى شخص آخر أو أن يبيعها، ولو باع يكون قرر التنازل عن الملكية، وأنا أعلم أن القوات المسلحة تريد أن تأخذ احتياطات معينة ولكن يمكن أن تناقش تلك الاحتياطات ومدى جدواها.
■ قلت إن التنمية توقفت بفعل فاعل وخيرات سيناء نهبها رجال مبارك هل تعتقد أن الأمر سيتكرر مع رجال أعمال الإخوان؟
- رجال مبارك استولوا على خير سيناء بالكامل ومصر كلها اتحلبت لصالحهم وهم متصلون بـ«مبارك»، وبالمناسبة عام 2004 كتبت خطاباً لحسنى مبارك شرحت له الوضع وتوقعت انفجاراً شعبياً ولكنه لم يستمع.
والآن هناك مخطط قطري، في ظل حكم الإخوان المسلمين، للاستيلاء على القناة، وسيناء والقناة شىء واحد، كما أن المخطط الإسرائيلى واضح والخريطة فى الكنيست من النيل للفرات، وهم لا يخفون شيئاً وتساعدهم فى ذلك حماس.
■ ما رأيك فى تصريحات مهدى عاكف وما سماه أهالى سيناء حملات تشويه السمعة؟
- ليس هناك مدني زار سيناء ويعرفها من أقصاها إلى أقصاها مثلى، وليس هناك من هو أكثر وطنية منهم ولهم بطولات.
وليس لأنهم ولدوا فى منطقة حساسة أن يكون ذلك لعنة تطاردهم، فهم كانوا دليلي فى كل دراسات التعمير التى تمت، وليس هناك من أكثر وطنية منهم.
■ هل تستطيع الحكومة الحالية تنمية المنطقة؟
- هشام قنديل لا يصلح إلا الجلوس فى منزل بيتهم فقط، وقد كان فاشلاً كوزير رى فكيف يستطيع النجاح كرئيس وزراء، وهل يكون لفاشل لمجرد أنه تزوج «ابن خالة فلانة» أن يتحكم فى مصير مصر.
وأنا موجوع على سيناء وخايف على أولادي وأحفادي ويبدو أنني سأموت بحسرتى على المشاريع التى بذلت فيها عمرى، ولم أخف من رئيس ولا غيره أثناء تخطيطى لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق