الأربعاء، 6 أبريل 2011

اسألوا كبيرهم - جدة - 4/4/2011

http://www.almasryalyoum.com/node/388565

لم يؤمن سيدنا إبراهيم بدين آبائه وأجداده ولم يؤمن بتلك الأصنام فثار عليها وأعد العدة لتحطيمها ونجح في ذلك ..

ولكنه ترك لهم " كبيرهم " الصنم الأكبر .. وحين سألوه هل فعلت ذلك يا إبراهيم .. قال لهم " أسألوا كبيرهم " ألا تعتبروه إله تعبدونه وتلجئون إليه في الصعاب وتقدمون له القرابين ؟! إذن فاسألوه ..

تحضرني هذه القصة حين اقرأ في الصحف وأتابع قضايا الفساد التي بدأت منذ منتصف فبراير 2011 بعد التنحي .. بدأت سريعة نسبياً لما يحدث الآن وفي غضون أيام كان أحمد عز – جرانة – العادلي – المغربي – في سجن ليمان طره !! وتفاؤل الشعب بالحملة على الفساد وتداولت المواقع صورهم بالفيديو أثناء الترحيل ثم بالسجن وهناك من أسهب في شرح ووصف تغيير الملابس وقص الشعر.. ثم هدأ الوضع .. مزيد من التحقيقات معهم وتحديد جلسات محكمة .. وتأجيلات !! وانتظرنا .. وطالب شباب الثورة وتساءل الشعب هل انتهى الفساد ؟! كان هذا المشهد الأول ..

المشهد الثاني " العقدة في القصة " العادلي يطلب حضور مبارك ونظيف لسماع شهادتهم وللإدلاء بأقوالهم وكذلك فعل يوسف والي ميرزا – وزير الزراعة الأسبق والمسئول الأول عن سرطنة المحاصيل الزراعية والأطفال بمصر الذي تم التحقيق معه على واقعة بيع أرض توشكى للوليد بن طلال لكنه أيضاً يطلب استدعاء مبارك !!

المشهد الثالث الموازي والموازن .. أحمد عز وآخرون يعرضون المصالحة والعفو مقابل اثنين مليار جنيه !! وكأن قضاياهم لن يتم الحكم فيها بمخالفات وتجاوزات كسب غير مشروع واستيلاء على أراضي البلد خلال عشرات السنين بما لا يصل إلى هذا الرقم .. أي أنه يعد تنازل وتكرم منهم .. يقدموا اثنين مليار ويهنئون بالباقي .. وعلى مصر السلامة ..

المشهد قبل الأخير .. يبدو أنه بعد جهد جهيد تم اصدار استدعاء للرئيس المخلوع .. وحرس الرئيس يرفض استلام طلب الاستدعاء .. خذوا بالكم " حرس الرئيس " هنا نتوقف عن سرد الرواية والحبكة لنتساءل ونستفسر عن الآتي :

(1) لماذا تأخر طلب استدعاء الرئيس المخلوع كل هذه المدة .. ونتساءل ماذا يعني حديث رئيس الوزراء وكذلك التأكيد ببيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة .. " لا تستر على فاسد " ولا يوجد تدخل في تحقيقات النائب العام ..

(2) ما هو موضوع الاستدعاء للرئيس المخلوع ؟! هام جداً .. هل للإدلاء بشهادته وأقواله في اتهامات العادلي ووالي ميرزا أم بخصوص اتهامه شخصياً بقضايا الكسب غير المشروع ؟ أم لقضايا أحري ؟؟

(3) هل سيتم التحقيق معه في مقر النائب العام في القاهرة أم في شرم الشيخ ؟!.. ولو كان في شرم الشيخ هل سيتم في قصره بشرم الشيخ .. أم مقر النيابة بشرم الشيخ .. طبعاً تفرق كثير .. كثير ..

(4) ماذا لو تم إعلانه مرة أخرى وتم رفض الحرس لاستلام الإعلان ؟! هل سيستدعى بالقوة ويحدث صدام مع الحرس إذا رفض التحقيق ؟! وماذا يفيد التحقيق لو إفترضنا أنه تم ولم يقر بأي فساد ؟؟ وكيف يمكن لرئيس أن يتكسب بطريقة مشروعة حتى عشرات الملايين وليس المليارات ؟؟ أعتقد لا مجال لذلك ؟؟ الامر واضح ..

(5) إذا كان الجيش صرح من قبل عن شائعات سفر مبارك إلى تبوك بالسعودية للعلاج أن مبارك وأسرته بمصر بشرم الشيخ وأنه تحت الإقامة الجبرية .. فهل هذا الحرس مخصص لحراسته الشخصية كشخصية هامة أم لحراسة مواطن تحت التحقيقات ؟! طبعاً برفضه استلام إعلان الاستدعاء للتحقيقات يكون مازال يعمل كحرس جمهوري ..

(6) من أين يتم حتى الآن صرف رواتب هذا الحرس وطبعاً عدد كبير بالإضافة للخدم والحشم .. من أين يتم التصرف على المعيشة الملكية التي مازال ينعم بها وهو رئيس مخلوع لثورة 25 يناير 2011 التي أيدها الجيش ويقوم بالحفاظ عليها ويؤكد أن هناك نعم ثورة مضادة ؟!

(7) لقد قامت الدفعة الأولى من المتهمين بالفساد ( على رأي المهندس الكفراوي ) بمحاولة دفاع عن أنفسهم وتحدي للنائب العام والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بطلبهم استدعاء مبارك كأنهم يقولوا ( لو تقدروا تجيبوا كبيرهم هاتوه ) ..

(8) قبل وقت قليل من الاستدعاء كانت البرامج التليفزيونية هدأت من الأحاديث عن الفساد وتناول شخصيات تحكي عن أو تؤكد وتدلي بمعلوماتها عن رموز النظام .. وتزامن في الوقت نفسه أن ظهر على السطح السيد الدكتور فتحي سرور صاحب الجملة الشهيرة ( سيد قراره ) .. يتحدث في إحدى الصحف مدافعاً عن نفسه ويبرئ نفسه

( وله الحق الكامل في ذلك ) ثم فجأة نجد التحفظ على أمواله وعلى أموال صفوت الشريف وزكريا عزمي !!

(9) إديني عمر وارميني البحر .. فللأسف القضاء في مصر يذكرني بنكتة قديمة :( حين جاء محامي شاب خريج جديد لوالده بفرح ولهفة يخبره أن القضية الفلانية كسبتها النهاردة من أول جلسة فوجد والده حزين ولم يفرح بل أخبره : ليه عملت كده يا ابني دا القضية دي اللي صَرَفِت عليك إنت وإخواتك طول العمر ) ..

(10) ستستمر القضايا ولن تنتهي في الأجل القريب حتى يقضي الله أمره بوفاة أصحابها أو يأتي رئيس جديد لمصر لا يعرف المصالحة والمصارحة حتى لو أتى شيخ الأزهر والمفتي وتحدث عن سماحة الدين وعظمة العفو عند المقدرة , وإن الله غفورٌ رحيم ..فنذكره ونقول له : إن تبتم فلكم رؤوس أموالكم فهل يقبل هؤلاء أن يبقوا فقط على رؤوس أموالهم منذ ثلاثين عاماً ؟! ونضمن أن يتم ذلك ..

( ندعو الله أن لا تكون الأحكام برداً أو سلاماً عليهم )

فما حدث في ثلاثين عام لا يمكن أن ننساه ...





































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق