السبت، 26 فبراير 2011

رسالة إلى شباب 25 يناير ( لماذا أحمد شفيق ؟) الجمعة 25/2/2011



لقد تم تفجير الثورة في ثمانية عشر يوماً وأزالت الثورة جيل من الفساد فاق أي فساد رأته مصرعلى مر مراحلها الاستعمارية .. فساد تراكم تربى ونما على مر ثلاثين عاماً مثل الأورام السرطانية التي بدأت ونمت ثم انتشرت في باقي أعضاء الجسم مما أصبح من المستحيل علاجه فربما أثناء استئصاله نقضي على حياة المريض نهائياً ..
لذلك كان القرار صعباً وكان هذا بتوفيق وإرادة الله فوق كل شيء لذا يجب علينا أن نعلم الآن أن العملية نجحت والحمد لله .. ولكن المريض مازال في مرحلة العناية المركزة .. ويجب أن لا نستعجل الشفاء التام واستعادة العافية في غضون أيام لا تصل إلى الأسبوعين ..
لقد قال شباب الثورة الذين استضافتهم بعض القنوات أننا لا نمثل الثورة بالكامل بل نتحدث عن أنفسنا ولكننا نمثل إحدى الكيانات المشاركة في الثورة .. فماذا تحدثوا ..
- طالبتم بالتغيير وكنتم موفقين بالله أن حباكم بنظام غبي أعماه الله وصرف عقله فكانت ردوده هي الحافز الأكبر لثباتكم وارتفاع سقف شعاراتكم حتى وصلتم إلى إسقاط النظام بعد " معركة الجمل " التي كانت الورقة الخاسرة الغبية التي ألقى بها النظام ليجتمع فئات الشعب جميعاً مع أهداف الثورة ويخرجون جميعاً ينادوا بإسقاط النظام والتنحي .. وقد كان ..
- وهنا لا ننسى دور الجيش العظيم الذي لا يمكن لعاقل مصري أن لا يراهن عليه وأنه له القوة الغالبة والورقة الرابحة ولكن أيضاً  لابد أن نفهم أن للجيش أسلوبه الخاص في تناول المشاكل .. فمابالنا بثورة شعب ..
لقد طلبتم إسقاط النظام وقد كان .. وكان الشعب معكم .. مواطنين عاديين .. مثقفين .. وقبل كل ذلك الجيش كان مع الثورة .. ولم يمضي سوى أسبوعين الآن من التنحي .. ورأينا أعوان النظام تتساقط بدءاً من التحفظ على الأموال ونهاية بهم في السجون ومازال هناك كل يوم أسماء جديدة معروفة وغير معروفة متوقعة وغير متوقعة ..
فلماذا الاصرار على سقوط حكومة شفيق .. وإذا أخذنا بمنطق أنه معين من النظام البائد .. فوزير الدفاع " القائد الأعلى للقوات المسلحة" وهو الحاكم لمصر الآن أيضاً معين من النظام البائد وغالبية المحافظين كذلك ورؤساء الجامعات وحتى مديري المدارس !! فهل نبدأ بتنحية النظام ونتفرغ كل جمعة لتنحية المحافظين ثم .. ثم .. أعتقد أن ذلك في غير صالحكم .. لنكون أكثر ذكاءاً وأقول أكثر ذكاءاً وتركيزاً.. فلقد طالبتم بتغيير وتنحي النظام بهدف أكبر وهومصر أكثر حرية وعدالة اجتماعية .. وقد بدأ الحساب للمفسدين .. فلنستمر ونركز جهودنا وطلباتنا لرئيس الوزراء ونغير خطتنا ونسير معه في نفس الاتجاه ونقول له نحن معك ونصدقك لكن أين أقطاب النظام لماذا مازال يوجد أسماء لم يتم الاقتراب منها والحديث عنها والتحفظ على أموالها أو منعها من السفر .. هذا سوف يكون التحدي لرئيس الوزراء الذي يستطيع من خلاله إثبات أنه مع أو ضد الثورة وأنه يقدر أو لا يقدر على المشاركة في حكم البلاد .. أتمنى أن تركزوا جهودكم في طلباتكم حتى لا تفقد الثورة قوتها ومغزاها ولا تختزلوها كل يوم في إسقاط رمز من الرموز.. لابد من هدف أكبر من ذلك .. لابد من سرعة التحقيقات والأحكام لكي يتم مصادرة تلك الأموال المنهوبة والتأكد من عودتها وتوظيفها بما يخدم الاقتصادي المصري ليس لرفاهية الشعب بل تخفيف الضغط على كاهل الفقراء ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق