ترددت كثيرا قبل أن أكتب لكم رسالتي التاسعة، لأنك لم ترد على رسائلي السابقة، ومؤكد أنك تعلم أني ما لجأت للكتابة إليك مرة أخرى، إلا بسبب ما أعانيه على صفحات الفيس بوك من مشاركات وتعليقات لا أستطيع التفاعل مع معظمها، وقد وصلت لدرجة أني أعلم مسبقا الرد على تعليقاتي، لذلك أكتفي معظم الوقت بالمشاهدة، وأحيانا أردد في نفسي ما أود أن أقوله علنا، وهذا ما دفعني للكتابة إليك حتى أبوح لك بما يجول بعقلي وقلبي، ففي خلال هذا الأسبوع، لاحظت أن مشاعرنا وانفعالاتنا قد حظيت بقدرة عالية جدا تمكنها من التحول ما بين الفرح والحزن في دقائق معدودة، وأعتقد أن هذه الحالة لم تأت في يوم وليلة، يراها البعض أنها مهارة عالية ورسالة تحدي لأهل الشر أننا قادرون على ممارسة الحياة وتحدي الصعاب، حين نعلن التعبيرعن فرحتنا بنتيجة مباراة، وفي نفس الوقت إبداء حزننا على حادث إرهابي بتفجير سيارة مفخخة، ولا أخفي عليك أن كل ما أخشاه أن نصل إلى مرحلة من اللامبالاة لا نستطيع بعدها التمييز بين ماهو غث وسمين.
كنت أسخر يا جوجل من الهواجس التي يرددها البعض عن تقسيم المحروسة، وكنت أسخر أيضا من المرجوفين الذين يخشون من وقوع حرب أهلية في مصر، ولا يدركون طبيعة وعقيدة جيشنا الذي يتغنون به ليل نهار.
حين تصلك رسالتي تلك يا جوجل، نكون قد انتهينا من العرس الانتخابي، وحتى لا تحتار في فهم ما أقوله، فنحن في مصر المبهرة دائما، قد أطلقنا هذا الاسم على الانتخابات الرئاسية، ولم نكتف بهذا القدرمن الإبهار، فلم نعد نطلق لفظ" الخائن" على من يتجسس على الوطن كما كان الحال في أفلام صالح مرسي، لقد وسعنا دائرة التخوين واتخذ الكثير من أبناء وطننا الشرفاء على عاتقهم مهمة جهات البحث والتحري والنيابة والقضاء وجميع الجهات الأمنية والسيادية، وأضافوا تك التهمة إلى:
1- من ينتقد أداء الحكومة.
2- من لم ينشر ليلا نهارا صورة الشهداء.
3- من لم يلعن الإخوان وقطر وتركيا.
4- من لم يشارك في الانتخابات، وقد أضاف شيوخنا الأجلاء من أصحاب العمائم
تهمة الإثم الكبير.
عزيزي جوجل، كنت أحب أن أعرف منك، هل كل من شارك في الانتخابات وطني شريف لم يدخل جوفه ولا جوف أولاده طعام من حرام، فلم يرتش مرة واحدة، ولم يغش في تجارته مرة واحدة، ولم يتاجر في قوت الغلابة مرة واحدة، ولم يأكل حق يتيم مرة واحدة، ولم ينافق مديره مرة واحدة، ولم يتعد على الأرض الزراعية مرة واحدة، ولم يسرق تيار كهربائي، ولم يتأخر عن مواعيد عمله مرة واحدة، ولم يعبس فى وجوه المواطنين ويؤخر معاملاتهم مرة واحدة؟
هل تعلم يا جوجل أن كثيرا ممن شاركوا في العملية الانتخابية، قد حصروا غلاء الأسعار في ثلاثة أسباب هي:
1- جشع التجار. 2- ارتفاع أسعارالخامات عالميا. 3- ابتلاء من عند الله.
ويرون أن انتشار القمامة بالشوارع، سببه سلوك الناس.
ويرون أن الأداء السيء للموظفين بسبب قلة الضمير.
ومقتنعون أن الرئيس ليس له ذنب فى تدهور التعليم والصحة كما قال في حديثه مع ساندرا نشأت، وإن كان ليس له ذنب قبل توليه السلطة في 2014 ، فما الذي فعله خلال الأربع سنوات الماضية تجاههما؟
وإذا سلمنا بكل ما سبق من وجهة نظرهم، فما هي جدوى النزول والمشاركة، ولماذا ياجوجل نحصر فجأة الحديث عن الدور الايجابي للمواطن عند كل انتخابات، ثم نعيده إلى قواعده سالما ونضعه في الثلاجة للانتخابات القادمة؟ا
يرى معظمهم أن النزول هو رسالة لأهل الشرالذين يتآمرون علينا، ولا أفهم أبدا لماذا نهتم بمن يتآمر علينا، ولست مقتنع أبدا، أن هذه هي الرسالة التي يجب ان نرسلها لهم، وأن الرسالة الصحيحة، هي أن نثبت لهم أننا لسنا في حاجة إليهم، وأننا قادرون أن نبني مصر بالعلم الحديث، والاقتصاد القوي، ونشر الوعي والاهتمام بالثقافة والفنون، إذا كنت مخطىء ياجوجل أرجو أن تصحح لي مفاهيمي.
28 مارس 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق