صباح الخيرات ياجوجل،
مؤكد أنك تعلم أني قضيت وقتا ممتعا على محرك البحث على موقعكم الكريم، لكي أتطلع على
معنى "نيلة" وهي كلمة اشتهرت بها الفنانة الكوميدية الراحلة "ماري
منيب" كانت ترددها دائما في أفلامها قائلة: "جاتك نيلة"، ونشأنا
منذ الطفولة نفهم معناها من السياق، أي
المصيبة، وأضحك كثيرا حين أجد البعض من المتعلمين يكتبونها على صفحاتهم بالفيس
بوك؛ "ياتكم نيلة/ داتكم نيلة". وأندهش هل لم يسمعوا من ماري منيب،
النطق الصحيح للدعوة بالتمنى للغير بالمصيبة؟!
وفي الشارع، أضاف لها المواطن المصري المبدع دائما، فظهرت الدعوة هكذا؛ "نيلة زرقة وستين نيلة"، وكنت أسأل لماذا زرقاء وليس سوداء مثلا؟!، وهل لا تكفي نيلة واحدة؟ ولماذا ستين وليس خمسين؟ ولكني فوجئت أن العدد ليس منحصرا في رجل الشارع، بل تلفظ به أيضا السيد اللواء/ السيد نصر محافظ كفر الشيخ إجابة على سؤال مذيع له عن رسالة يوجهها إلى الذين لم يشاركوا في الانتخابات الرئاسية، فرد قائلا: "اقعدوا في بيوتكم وشوفوا اللى يطبطب على قفاكم من ورا، جتكم ستين نيلة".
وشعرت بدهشة سرعان مازالت حين نظرت لنصف الكوب المليان لأنه الحمدلله نطقها صحيحة.
طبعا قالها بعد مابذل كل ما في استطاعته من تحفيز المواطنين للمشاركة، فقد وفر الكراسي لكبار السن، والمشروبات للشباب، لذلك كانت نبرة صوته مليئة بالدهشة والاستياء، وفي بحثي عن معنى "نيلة" وجدت أنها صبغة تستخرج من نبات النيل، وهذا إن دل على شىء، فإنما يدل أن المصريين لم يتفوهوا بنيلة زرقة اعتباطا، بل على أساس علمي واضح، ولم أجد على موقعكم ما يفيدني بتحديد العدد ستين، ولكنى ربطت بين استخدامه أيضا عند العامة حين يقولون، ولاد ستين كلب، وطبعا ياجوجل أنت تفهم جدا ماذا يعني أن يكون أحدهم ابنا لستين كلب؟ ويتضح هنا أيضا مدى البلاغة في السب، وهذا دليل واضح على رقي راسخ في الجينات المصرية وتأثرها الشديد بجمال اللغة وعذوبتها وعدم انحدارهم لشتيمة سوقية كالتي نسمعها في الأفلام الهابطة.
حين قرأت التعليقات على خبر محافظ كفر الشيخ، توقفت عند تعليق أحدهم الذي كان فيه نوع من التشفي الواضح، كتب: "لم يعجبكم الحوافز التى قدمها محافظ القليوبية، فسلط الله عليكم محافظ كفر الشيخ يدعو عليكم، بعدما اعتقدتم سوء أن تقديمه لعدد 22 عمرة بنظام القرعة بين الناخبين هو نوع من الرشوة الانتخابية، وليس نوع من التحفيز".
الناس
عندنا ياجوجل، لا يعجبهم العجب، لا أعرف لماذا فقدوا الثقة في المسئولين؟ لماذا لا
ينظرون للأمر أنه نوع من المساعدة والتشجيع كمن يحفز ابنه مثلا على حفظ القرآن
وغسيل الأسنان قبل النوم؟!وفي الشارع، أضاف لها المواطن المصري المبدع دائما، فظهرت الدعوة هكذا؛ "نيلة زرقة وستين نيلة"، وكنت أسأل لماذا زرقاء وليس سوداء مثلا؟!، وهل لا تكفي نيلة واحدة؟ ولماذا ستين وليس خمسين؟ ولكني فوجئت أن العدد ليس منحصرا في رجل الشارع، بل تلفظ به أيضا السيد اللواء/ السيد نصر محافظ كفر الشيخ إجابة على سؤال مذيع له عن رسالة يوجهها إلى الذين لم يشاركوا في الانتخابات الرئاسية، فرد قائلا: "اقعدوا في بيوتكم وشوفوا اللى يطبطب على قفاكم من ورا، جتكم ستين نيلة".
وشعرت بدهشة سرعان مازالت حين نظرت لنصف الكوب المليان لأنه الحمدلله نطقها صحيحة.
طبعا قالها بعد مابذل كل ما في استطاعته من تحفيز المواطنين للمشاركة، فقد وفر الكراسي لكبار السن، والمشروبات للشباب، لذلك كانت نبرة صوته مليئة بالدهشة والاستياء، وفي بحثي عن معنى "نيلة" وجدت أنها صبغة تستخرج من نبات النيل، وهذا إن دل على شىء، فإنما يدل أن المصريين لم يتفوهوا بنيلة زرقة اعتباطا، بل على أساس علمي واضح، ولم أجد على موقعكم ما يفيدني بتحديد العدد ستين، ولكنى ربطت بين استخدامه أيضا عند العامة حين يقولون، ولاد ستين كلب، وطبعا ياجوجل أنت تفهم جدا ماذا يعني أن يكون أحدهم ابنا لستين كلب؟ ويتضح هنا أيضا مدى البلاغة في السب، وهذا دليل واضح على رقي راسخ في الجينات المصرية وتأثرها الشديد بجمال اللغة وعذوبتها وعدم انحدارهم لشتيمة سوقية كالتي نسمعها في الأفلام الهابطة.
حين قرأت التعليقات على خبر محافظ كفر الشيخ، توقفت عند تعليق أحدهم الذي كان فيه نوع من التشفي الواضح، كتب: "لم يعجبكم الحوافز التى قدمها محافظ القليوبية، فسلط الله عليكم محافظ كفر الشيخ يدعو عليكم، بعدما اعتقدتم سوء أن تقديمه لعدد 22 عمرة بنظام القرعة بين الناخبين هو نوع من الرشوة الانتخابية، وليس نوع من التحفيز".
هل معنى وجود محافظ مرتشي كمحافظ المنوفية السابق، هشام عبدالباسط، يفقدنا الثقة في نوايا المحافظين ونشكك في كل تصرفاتهم؟! لدرجة أن نظن أيضا في تصريح محافظ البحيرة حين قالت أنها ستكافىء القرى الأكثر تصويتا بحل مشاكل المياه والصرف الصحي لها؟! لماذا لا نفترض حسن النية وأنها حاولت واجتهدت؟! فإن أصابت فلها أجران، وإن أخطأت فلها أجر كما علمنا أصحاب العمائم، والله أعلم!! لماذا لا نسامح ونصبرعلى البلاء؟!
لماذا يتشفى البعض بضعف إقبال الشباب برغم ما أنفقناه من ملايين على مؤتمرات؟
لماذا لم تشفع كل تلك الإنجازات والمشاريع مع العازفين عن المشاركة الانتخابية؟
لماذا لم يقبل جميع المصريين على المشاركة برغم كل هذا الحشد؟
لماذا وصلنا إلى هذه الدرجة من اللامبالاة؟
هل إعلام الإخوان أثر على حبهم للبلد وخوفهم عليها؟
هل معاناتهم مع الحياة اليومية هي السبب؟
هل فقدوا أي رؤية للمستقبل؟
أم أننا نتعامل بأسلوب المنفلة مع جيل يدير حياته باللمس ؟
29 مارس 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق