لأول
مرة أذكر اسم ( وائل غنيم) ، ترددت أن أكتب اسمه ولكني وجدت نفسي مضطر والسبب كَمّ
الدهشة التي أصابتني من ردود الأفعال على صفحات الفيس بوك بسبب عودة ظهوره وتصريحاته،
بصرف النظر عن اختلاف و صحة التصريحات المتداولة و مهما كان نوعها أو لِنَقُل خطورتها،
فعقلي لا يقبل أبداً أن نَصِف تلك التصريحات أو شخص وائل غنيم بأنه يملك كل تلك القوة
في تحريك الشارع المصري، وقبل أن أستكمل كلامي ، لو حضرتك ممن يستمع للإعلامي المناضل
أحمد موسى، و الأخ الإعلامي الوطنى عبدالرحيم علي ، و أمثالهما ، فلا بأس ولكن لو كنت
مقتنع بما يَبُثُّوه من أخبار فربما لن نتقابل معاً في أي نقطة سوياً ، فمن العيب والإهانة
أن نضع شعب مصر رهن إشارة لتصريح من وائل غنيم
أو البرادعي ، نعم وائل غنيم كان له دور في خروج الناس في 25 يناير ولكن أتحدى إذا
كان هو نفسه أو أي شخص شريك معه كانا يتوقعان هذا التفاعل بهذا العدد، وأتحدى أيَّاً
منهما إِن كان يتوقع خلع مبارك، ولعل من كان متابع جيداً في تلك الأيام يعلم أنه كان
ممكن أن ينتهي الوضع بإقالة حبيب العادلي وحكومة أحمد نظيف وتعديل المادة 76 ، 77 وما
كان مبارك ليسقط لولا الأسباب التالية :
1- انضمام
جميع الحركات في مصر .
2- انضمام
جماعة الإخوان و قدرتهم على الحشد في جميع المحافظات بشكل منظم وفي وقت واحد مما شل
حركة الشرطة في قدرتها على المواجهة في أكثر
من جبهة .
3- لعلنا
نتذكر أيضاً أنه تم الإعلان قبل الخروج يوم 25 يناير بفترة طويلة كانت كافية لكي تمتص
الحكومة ما حدث وتقطع عليهم الطريق بقرارات استباقية تخمد من حالة الغضب ولكن كالمعتاد
تعاملت الحكومة والأجهزة الأمنية بنوع من الاستهتار والتعالي وطمأنت مبارك بأن الوضع
مسيطر عليه تماماً .
4- اكتفت
الشرطة بتنفيذ الخطط الأمنية في المواجهة بالتفريق والضرب مما أدى إلى انفجار حالة
الغضب والإستياء الدفين من الجميع تجاه النظام و دفع من لم ينزل بعد إلى النزول .
5- نقطة
أخيرة ومهمة جداً هي غباء مبارك و نظامه وبطء اتخاذ القرار كان سبب رئيسي، وباقي التفاصيل
عشناها جميعاً .
نعود
لقصة وائل غنيم ، اختفى ظهور وائل غنيم تدريجياً
بعد فوز مرسي، إلى أن بدا اختفاؤه نهائياً بعد 30 يونيو، فأين هي قوته هو ومن معه لكي
يحركوا الشارع ضد 30 يونيو ؟ و أين هم أتباعه وأتباع البرادعي الذين تعولون عليهم بأنهم
عملاء وخونة ؟
كم عدد
من تتهمونهم بالخيانة والعمالة ولماذا لم يحركوا الشارع ضد 30 يونيو كما حركوه من قبل
في 25 يناير كما تدعون بأنها كانت محاولة منهم لإسقاط مصر ؟!!
مصر
لن تسقط بإذن الله بسبب هؤلاء ، ولكن الخطر الشديد الذي أخشاه على مصر
هو بث
الجهل، بث الخوف، الشعب خرج الشارع مرتين،
الأولى بسبب الظلم والفساد الذي استشرى في كل مكان، والثانية كانت بسبب الإقصاء والتكفير
وفرض الرأي، الشعب الآن نضج بما فيه الكفاية ولن يخرج مرة أخرى إلا إذا تكرر ذلك، لماذا تقلقكم
"جملة الثورة مستمرة " ؟! لماذا تفهمون كلمة الثورة بأنها إسقاط للدولة ؟!
لنتفق أنها كذلك في مفهوم البعض و لنتفق أن هناك فعلاً خونة و هناك مؤامرات تحاك لنا
من كل العالم لثورة تأتي على الأخضر واليابس في مصر، إذن فلنفسد عليهم نواياهم، و نردد
نحن أيضاً شعار " الثورة مستمرة " بطريقتنا، نثور على الفساد في كل
الوزارات والمصالح، ونشير إليه ونعلن عنه ونفضح الفاسدين، نحتاج ثورة في التعليم وثورة
في الصحة وثورة في الإقتصاد والصناعة والزراعة، ثورة في الأزهر، لن ينقذ مصر أن نردد كل يوم " تحيا مصر "
والدود ينخر فيها، ولن يدعم السيسي أن نعلن كل يوم حبنا له و ننشر صوره و نترك
الفساد يلتف من حوله ..
أما عن الغد المدعو " 28 نوفمبر " فلست قلقاً أبداً بل ربما متفائل أن جهاز الفرز في مصر ما زال يعمل ويقوم بفصل الشوائب ..
استعيدوا حالة الشعور بالرضا التى عاشها الشارع بعد رحيل الإخوان، لا تجعلوا الإستياء يتسرب إلى نفوسكم ، انسوا وائل غنيم وغيره ولا تلتفتوا لهم كثيراً ، فإذا كان هو وغيره يريدون الهدم ، فجدير بنا إذا أردنا البناء أن نكتشف من شبابنا من يقدر عليه ونمنحه الفرصة ..
أما عن الغد المدعو " 28 نوفمبر " فلست قلقاً أبداً بل ربما متفائل أن جهاز الفرز في مصر ما زال يعمل ويقوم بفصل الشوائب ..
استعيدوا حالة الشعور بالرضا التى عاشها الشارع بعد رحيل الإخوان، لا تجعلوا الإستياء يتسرب إلى نفوسكم ، انسوا وائل غنيم وغيره ولا تلتفتوا لهم كثيراً ، فإذا كان هو وغيره يريدون الهدم ، فجدير بنا إذا أردنا البناء أن نكتشف من شبابنا من يقدر عليه ونمنحه الفرصة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق