الجمعة، 16 مايو 2014

حوار السيسي بالاهرام .. الجزء الأول .. للتوثيق .

السيسى يكشف لـ«الأهرام» عن الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابىbrالخـروج من دائرة الفقـر محور التركيز خـلال الأعـوام الأربعـة المقبلـةbrتأهيل الشباب فى كل المواقع والوزارات لقيادة الدولةbrتنفيذ مشروع ممر التنمية خلال 18 شهرا بدلا من 10 أعوام


السيسى يكشف لـ«الأهرام» عن الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابى
الخـروج من دائرة الفقـر محور التركيز خـلال الأعـوام الأربعـة المقبلـة
تأهيل الشباب فى كل المواقع والوزارات لقيادة الدولة
تنفيذ مشروع ممر التنمية خلال 18 شهرا بدلا من 10 أعوام
أجرى الحوار ـ محمد عبدالهادى علام :
19
5472
المشير السيسي خلال حواره مع رئيس تحرير الاهرام
فى إطلالة غير تقليدية للمرشح الرئاسى المشير عبد الفتاح السيسي، تحدث المرشح الأوفر حظا فى الانتخابات الرئاسية القادمة إلى «الأهرام» عن مشوار طويل من النشأة فى حى الجمالية إلى الالتحاق بالقوات المسلحة ثم صعوده فى سلم الترقى، وصولا إلى توليه حقيبة وزارة الدفاع فى توقيت بالغ الدقة بعد وصول جماعة الإخوان إلى السلطة فى عام كارثي، انتهى بخروج شعبى كبير ضد الرئيس السابق ومكتب الإرشاد فى 30 يونيو الماضى

وتوالت الأحداث وبدأت ملامح الصورة تتكشف أمام الرجل بأن ترشحه للرئاسة هو«استدعاء» من الشعب، فلم يعد أمامه مفر من التسليم بأن الشعبية الجارفة لها ثمن وهو ثقة قطاعات كبيرة من المصريين ومن الدول العربية الصديقة فى شخصه وفى قدرته على قيادة سفينة الوطن لانتشاله من شبح الفشل وتربص قوى الظلام به.. فى حواره يؤكد المرشح عبد الفتاح السيسى أن ما دفعه للترشح هو المصلحة الوطنية، وهى كانت الأمر الغالب وأن «مصلحة مصر وحمايتها هو ما دفعنى لاتخاذ خطوة الترشح للرئاسة». ويؤكد الرجل على ماسبق أن تحدث به بوضوح أن الموقف الاقتصادى ـ غير المستقر ـ مترد لن يتحمله المواطنون، مشيراً إلى أن «هناك تيارا يعمل ضد الدولة، كما أن هناك أجهزة مخابرات أجنبية فى الداخل تعمل ضد مصر». ويشير السيسى فى أكثر من موضع فى حواره إلى حتمية أن تعبر مصر من فقرها لأنه أكبر تحد يواجه استقرار الأمن والتطور ويقول إن «الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية هى مكاسب لن يستطيع أحد سلبها من الشعب المصرى مرة أخري»، ويؤكد أن «المناخ الحالى لابد أن يتطور حتى نعيش ديمقراطية حقيقية ونحن نتوجه تجاه هذا التطور». ويفصل المرشح الرئاسى رؤيته التى يقول أنها تقوم على مبدأ مهم وهو «البدء فى مشروع استعادة الدولة الحديثة وحديثى مع الناس كان يركز على طمأنة المواطنين لأن الجيش ليس قوة غاشمة». ويضع السيسى أمام الرأى العام حقائق واضحة بشأن الموقف الداخلى فيقول إنه لا يوجد لدينا وقت للمجاملة لأن حجم التحدى أكبر من أى تصور ، وحجم التحدى الموجود فى مصر سواء فى الداخل أو الخارج ضخم ولم يحدث من قبل، ولكنه يعود فى أكثر من موضع فى حواره للتأكيد على أن «المصريين عليهم أن يختاروا ما يشاءون وأنه لا يقبل أن يجبر المصريون على أحد بعينه» فيما يحاول ـ حسب قوله ـ أن يصل برسالته لجموع المصريين بأن الواقع الحالى صعب .. وفى سبيل هدفه يشير إلى حواراته الأخيرة مع جميع قطاعات المجتمع المصرى فى محاولة لتشكيل فهم حقيقى للواقع، واستدعاء المسئولية الوطنية لكل الناس لمواجهة هذه التحديات وإعادة استنهاض الهمم واستعادة ثقة المواطنين فى بعضهم البعض ويقول إنه لا يحب المزايدة ولا مخاطبة المواطنين من أجل المصلحة الشخصية حيث «المصلحة التى تجمعنا هى أن تستمر مصر وتعيش فى أفضل حالاتها». فى إطار المصلحة الوطنية، يعود المرشح عبد الفتاح السيسى لتأكيد محورية التنمية الاقتصادية، كاشفا أن العام الأول فى حال إنتخابه سوف يشهد ضخ من 3 إلى 4 مليارات جنيه فى كل محافظة لتأسيس بنية أساسية قوية تضع مصر على خريطة الاستثمار، ووضع بنية تحتية سليمة للقرى الأكثر فقرا يؤسس لها بنية تحتية قوية، وإدراج مناطق بعينها فى أولويات هذه الخطة مثل الصعيد وحلايب وشلاتين وسيناء والمنطقة الغربية، وتوجيه اهتمام أكبر لمحافظات الصعيد وممر التنمية وقناة السويس، ويشير السيسى إلى أن ممر التنمية سيتم تنفيذه على مدى عام ونصف العام على امتداد 1200 كيلو متر وهو المشروع المقدر لإقامته10 سنوات، بينما معدات العمل الخاصة بإطلاق مشروع ممر التنمية موجودة وجاهزة للبدء فى التنفيذ، وقال أن طريق ممر التنمية سيمتد من الاسكندرية إلى أسوان غرب النيل ثم تخرج منه محاور عرضية تصل إلى محافظات البحر الأحمر لإتاحة الفرصة لإقامة مشروعات مثل التعدين واستصلاح الأراضى والسياحة.. وبعد إستعراض لجوانب عديدة من الأفكار التى تصب فى مصلحة زيادة الإنتاج ورفع كفاءة جهاز الدولة وتحفيز المواطنين على استخدام الطاقة الذاتية الكامنة فى المجتمع فى سبيل ترشيد الاستهلاك وتنمية العمل الأهلى من خلال الإسهامات التى يقدمها الأغنياء من أجل الطبقات الفقيرة يقول السيسى «سيتم إطلاق مشروعات على الأرض خلال الأشهر المقبلة ستفاجئ المواطنين»، موضحا أن المهمة المباشرة خلال السنوات الأربع المقبلة هى الخروج من دائرة الفقر والمهمة الثانية هى الانطلاق نحو آفاق المستقبل الذى يستحقه المصريون على صبرهم وفقرهم..
باختصار يحدد السيسى فى حواره اليوم المهمات الملقاة على عاتقه فى الأشهر الأولى من حكمه وفى السنوات الأربع التى هى عمر الفترة الرئاسية والتى اجملها فى مهمة محاربة الفقر لدى قطاعات واسعة من الشعب وقيادة الشباب للمستقبل من خلال خطط واضحة .. فإلى نص الحوار:

- أولوياتنا فى الشهور الأولى من خطة التنمية ستكون مفاجأة للمواطنين
- سوف نعتمد على قوتنا الذاتية لتمويل المشروعات الجديدة

> نعلم أنك كنت ترفض خوض انتخابات رئاسة الجمهورية، وقلت إن شرف حماية البلاد,أعز عندك من شرف حكم مصر، وبعدها بشهور حينما ألحت الجماهير عليك للترشح,لم تغلق الباب وقلت: والله غالب على أمره, ثم أخيرا أعلنت يوم 26 مارس الماضى أنك تنوى الترشح. متى كانت اللحظة التى حسمت فيها قرارك بينك وبين نفسك قبل أن تعلنه؟

ـ السيسي: رأيى تشكل بناء على تقدير موقف يضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار. أما المصلحة الشخصية فكانت تقول إنى وزير دفاع والدستور يكفل لى بقائى فى منصبى 8 سنوات، لكنى أمام المصلحة الوطنية وفى ظل وجود وطن مهدد تنتفى المصلحة الشخصية.
وفى البداية حينما كنت أعتزم إعلان عدم نيتى الترشح، كان الموقف مختلفا، فقد تغير النظام، وتولى رئيس المحكمة الدستورية رئاسة البلاد، وكان التقدير أن رد الفعل سيكون التعامل مع الموقف بسلام، غير أن هذا لم يحدث، وكان القرار الحاسم لذلك التيار كما كانت قراراتهم دائما هى المجابهة.
لذلك وجدنا أنفسنا أمام تهديد داخلى من جانب تيار يريد هدم البلد، ولو هدمها فلن يستطيع هو أو غيره أن يمسك بها. فالدولة لها أذرع تمسك بها لكنها ظلت تتآكل وتضعف على مدى 40 عاما أو أكثر، وحالة الانفلات والضعف الأمنى أدت إلى إضعافها وتراجع قدراتها.



وتساءلت هل هناك قدرات لأحد على تولى المسئولية فى هذه المرحلة؟.. وإلى أى مدى سيتحمل الناس أعمال القتل والتخريب التى يمارسها التيار الذى يريد هدم الدولة؟.. إلى أى مدى سيتحمل الناس الموقف الأمنى غير المستقر والوضع الاقتصادى المتردي؟.. فضلا عن التهديدات الداخلية والخارجية, ووجود أجهزة مخابرات خارجية تعمل فى الداخل ضد الدولة.
ووجدت أن حماية مصر التى قلت إنها أعز عندى من حكم البلاد, تدفعنى للترشح,وإننى لن أكون مسئولا أخلاقيا ولا وطنيا ولا تاريخيا ولا دينيا أمام الله، لو لم أتصد للمشهد.
لهذا اتخذت قرارى بينى وبين نفسى يوم 27 يناير الماضي، وفى اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة, شرحت موقفي, وكان حديثى معهم إنسانيا، فطوال عمرى كنت أعيش معهم، وأظن أن لى رصيدا عندهم, وطرحت حجم التحديات، وتركوا لى حرية اتخاذ القرار, وكان قرارى هو خوض الانتخابات، لأن المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار, حتى لو كان الثمن فى المستقبل هو ضياع شعبيتي.

> من أول من فاتحته فى قرارك؟

ـ صديق عزيز وزميل عمر, دائما كان يضغط على فى هذا الاتجاه بعد قيام ثورة 30 يونيو، وكان يقول لى إن البلد لن يتحمل، تجارب مريرة أخري.

> الناس كانت تتصور أنه بمجرد انتهاء مهلة الأيام السبعة ونزولها إلى الشوارع والميادين بعشرات الملايين يوم 30 يونيو, أنه ستتم الاستجابة فورا لإرادة الشعب وإزاحة النظام، لكنك أعطيت الرئيس السابق محمد مرسى مهلة أخرى 48 ساعة.. لماذا؟

ـ نحن لم ننقض على السلطة. الانحياز للشعب شيء والانقضاض على السلطة شئ آخر. منذ يناير 2013 وأنا أنبه بكل شفافية من أجل المصلحة الوطنية. وكان الغرض من مهلة الـ7 أيام هو محاولة الوصول إلى حل يؤدى إلى إجراء استفتاء على رئاسته. وعندما نزل الشعب بالملايين، سجلنا نزوله، وشاهد التسجيلات، لكنه قال أن العدد لا يتجاوز 130 ألفا، وعندما قلت له: هل كل هذه الأعداد هو 130 ألفا فقط؟.. رد قائلا:ده فوتو شوب.
المهلة الثانية وهى مهلة الـ 48 ساعة، جاءت اتساقا مع ضميرى الوطنى والإنساني,وقلت إنها مهلة لإنقاذ ماء وجهه. وظللت أحاول معه حتى الساعة الرابعة عصر يوم 3 يوليو، ولو كان قبل إجراء الاستفتاء على استمراره أو عدم استمراره، كانت هناك فرصة للحل.
 لكن الشعب بعد خروجه يوم 30 يونيو لم يكن ليقبل الاستفتاء, وكانت المطالب قد تجاوزت هذه الخطوة.
كانت هناك فرصة لو وافق بأن نقنع الجماهير بإجراء استفتاء خلال شهر مثلا, لكنه رفض، ولو كان متأكدا أنه سينجح فى الاستفتاء لكان وافق، لكنه كان يدرك أن حتى من انتخبوه من الناس الغلابة تخلوا عنه.

> كيف ترى التحدى الأكبر أمامك, لو قدر لك أن تحوز ثقة الشعب؟

ـ التحدى الأكبر, أن مصر لابد أن تعبر حالة العوز وتخرج من فقرها, فالفقر هو المعول الذى هدم مؤسسات الدولة.
أنا لا أنام, الناس تسأل: لماذا هو مهموم؟.. همى هو القضاء على الجهل والفقر, من أجل استعادة الدولة الحديثة. فالدولة المصرية الحديثة بدأت فى عهد محمد علي, ثم توقفت وسقطت. وعادت من جديد فى عهد عبدالناصر وسقط المشروع عام 1967، وما نراه الآن هو آثار وامتداد ماجرى عام 1967. أريد إقامة ركائز  للدولة الحديثة وهى الركائز التى وئدت، فأول خطة خمسية (1962 / 1967) كانت هى آخر خطة حقيقية.
خطابى ليس هو خطاب العواطف, وعندما كنت أقول للناس: أنتم نور عنينا, كنت أعنيها وأقصد أن هذه القوة الضخمة وهى الجيش المصرى لن تكون أبدا ضدكم.
علينا أن نعيش الواقع, ويجب أن يكون الضمير الوطنى حاضرا فى التشجيع والمجابهة.

- ترشيد الإنفاق الحكومى من خلال الاستغلال الأمثل لأصول الدولة
- تهيئة مناخ الاستثمار والتغلب على العقبات الإدارية مع اعتماد تقسيم إدارىوعمرانى جديد
- تهيئة المواطن لبرلمان مستعد لمواجهة التحديات الحالية

> هناك من يقول إن حديثك ليس حديث مرشحين للانتخابات؟

ـ لا وقت للمجاملة, حجم التحدى أكبر مما نتصور وهو غير مسبوق فى تاريخ الدولة المصرية. من حق الناخبين أن يقولوا: لا. وأنا لا أقبل على المصريين أن يقودهم نحو اختيارهم أحد, ولا يشرفنى أن يقودهم أحد لذلك.
الديمقراطية الحقيقية أن أتحدث كلاما حقيقيا وصريحا.. هل تريدون أن تبقوا معى على صراحتى.
أنا أتحدث مع إعلاميين وصحفيين ومسئولين وخبراء, أحاول تشكيل فهم حقيقى للواقع المصري, وأستدعى المسئولية الوطنية لدى كل الناس. لماذا أفعل هذا ولمصلحة من؟.. أنه لمصلحة الوطن. ولو قدرت أخدم بلدى بأى شيء, فسوف أخدمه بعمري. ولست ممن يقولون: «يا أنا.. يا بلاش».. من يريد أن يتقدم فليتقدم.

> بالتعبير العسكري.. ماهو المهمة المباشرة التى تريد انجازها, خلال السنوات الأربع للرئاسة, إذا فزت بثقة الشعب؟

ـ المهمة المباشرة هى الخروج بملايين الفقراء من دائرة الفقر. ثم تأتى بعد ذلك المهمة الرئيسية فى بناء الدولة الحديثة, وهى الانطلاق نحو آفاق المستقبل الذى يستحقه المصريون على صبرهم إزاء الفقر والعوز.
وهذه المهمة لابد أن نجهز لها أبناءنا للمستقبل ونعد قيادات حقيقية لقيادة البلاد والدولة المصرية, وأنا سأكون سعيدا بهم, وأقول إن الدولة المصرية يجب ألا تكون مبنية على كتف شخص واحد, إذا مات تروح فى «داهية».

> نأتى للبرنامج الانتخابي.. تحدثت عن بعض ملامحه فى لقاءات تليفزيونية.. لكنك لم تعرضه بالتفصيل؟

ـ هنا يقف المشير السيسى من مجلسه, ويحضر حقيبته الخاصة, ويخرج منها 3 مجلدات كبري, أضخمها يحمل عنوان «الأمل المصرى»، ويقلب المشير السيسى أمامنا فى صفحات المجلدات التى تتضمن رؤيته الكاملة للنهوض بالبلاد فى مختلف المجالات، والمشروعات التى ينوى تنفيذها بالتفاصيل والتوقيتات الزمنية والمواقع ونستشعر معه أن الإعلان عن بعضها قبل أوان التنفيذ ربما يضر ولا يفيد فى ظل ظروف أمنية معقدة.
ثم يقول المشير السيسي: كل من تتخيلون من خبراء مصريين سواء من المقيمين فى الداخل أو الخارج جلست معهم فى نقاش حقيقى مطول، نطالع أبحاثا ودراسات عن واقع مصر ومستقبلها.

> ونسأل: ما هى أولويات المشروعات فى البرنامج؟

 ـ يقول: البنية الأساسية. فالهدف هو توسعة خارطة مصر العمرانية التى تبلغ مساحتها 7% من إجمالى مساحة البلاد. وسوف نزيد هذه الخارطة بنسبة كبيرة خلال عامين.
 ويضيف المشير السيسى قائلا: على سبيل المثال سيتم إنشاء ما بين 4 إلى 5 آلاف كيلو متر من الطرق لتحقيق الربط وسهولة الاتصال والحركة بين مناطق البلاد.
أيضا ستتم إضافة 10 آلاف ميجاوات من الطاقة الشمسية من خلال إقامة 3 محطات كبرى فى جنوب هضبة الفيوم وشرق العوينات وأسوان، وقد أظهرت الدراسات أن أرض مصر كلها تسمح لعمل 9 ساعات يومياً من الطاقة الشمسية.
سيتم تخصيص ما بين 3 و4 مليارات جنيه لكل محافظة فى العام الأول لتطوير البنية الأساسية ووضع مصر على خريطة الاستثمار، مع الاهتمام بمحافظات الصعيد وسيناء ومطروح ومنطقة حلايب وشلاتين.
بالنسبة لمياه الري.. أمامنا بدائل منها ترشيد استخدام المياه عن طريق تطوير نظم الرى للمساحة المزروعة، لتوفير 10 مليارات متر مكعب من المياه من أجل استخدامها فى الاستصلاح.
أما عن الزراعة.. فهناك مشروع لإقامة مصانع زراعية، عبارة عن صوبة متعددة المستويات تقام على 3 طوابق فوق الفدان الواحد، وهذا الفدان بهذه الطريقة يستهلك 10% فقط مما يستهلكه الفدان الذى يروى بالنظام العادي، ويحقق 8 أمثال إنتاجية الفدان فى الأرض القديمة ويوفر فرص عمل من 8 إلى 12 فرصة ويمكن زراعته بالخضراوات والفواكه والنباتات الطبية، لتزرع الأرض القديمة بالذرة والأرز والقمح.
هناك أيضا أفكار كثيرة لترشيد الإنفاق مثل عدم استخدام 20% من السيارات يوما واحدا فى الأسبوع وهذا معناه خفض استهلاك الوقود 20%. كذلك أفكار عن حسن إدارة أصول الدولة.
هناك مشروع ضخم لتطوير أسطول نقل البضائع والسلع لتجنب فقد ما نسبته 20 إلى 25% من المنتجات بسبب ظروف التعبئة والنقل، ومشروع ضخم آخر لتربية الماشية لتوفير اللحوم والألبان بأسعار رخيصة وثالث لتوفير السلع الغذائية فى المجمعات الاستهلاكية لضرب الغلاء والجشع.
أما المشروعات القومية الكبرى فهى ممر التنمية.. ومحور قناة السويس.. وتنمية سيناء، وكذلك وصل غرب النيل بشرقه والوصول بمحافظات الصعيد إلى البحر الأحمر.
ومشروع ممر التنمية يشمل إنشاء طريق بطول 1200 كيلو متر، ومثل هذا الطريق ينشأ فى 10 سنوات، كم تتصور أن يستغرق من الوقت بأسلوبي؟..
لن يستغرق أكثر من 18 شهراً.

> أين موقع الفقراء والمهمشين فى برنامجك، خاصة أن الهدف الرئيسى الذى حددته هو الخروج بالملايين من دائرة الفقر خلال عامين؟

ـ على المدى العاجل سنقيم أسواقا موازية ومجتمعات استهلاكية لتوفير الخضر والفاكهة والسلع الغذائية للناس الغلابة بأسعار معقولة، سنتصدى بحسم لمشكلة العشوائيات، لكن إنهاء المشكلة يتطلب سنوات لرفع مستواها من حيث الخدمات والمرافق، أيضا سندخل المياه والكهرباء إلى القرى المحرومة خلال عامين، وسنراجع أيضا المواقف الحالية للضمان الاجتماعي، وسيجد الفقير تحسنا فى الخدمات المقدمة له ولأبنائه فى الصحة والتعليم.
ويصمت المشير السيسى قليلا.. ثم يقول بتأثر: نسبة الفقر عالية جدا. ماحدش أنصف الغلابة ولا أعطاهم حقوقهم, الغلابة هم الذين يعانون من البطالة والغلاء وتدنى المرتبات وسوء حالة الخدمات والإسكان.
نحن سنعمل بجد من أجل مواطنينا الغلابة. سأضخ فى شرايين الاقتصاد فى مدة زمنية بسيطة حجما من الأموال يعطى لهؤلاء فرصة العمل والكسب والعيش, جنبا إلى جنب مع جهود ضبط الأسعار وتحسين الخدمات.
لكن كل هذا هو حلول جزئية, أما الحل الجذرى لمشكلة الفقر, فهو التنمية المستدامة وتأسيس مشروع وطنى عملاق يحقق عائدا هائلا للمصريين.. وهذا مانريد تحقيقه.
ويضيف المشير السيسى قائلا: غير ذلك هناك مشروعات سيفاجأ بها الناس, بدأ العمل بها حينما كنت قائدا عاما للقوات المسلحة, مثل الطريق الدائرى الإقليمى الذى يربط محافظات عديدة وسيصل بنهاية الشهر القادم إلى الفيوم وفى نهاية العام إلى الإسكندرية, كذلك طريق القاهرة بورسعيد الذى سيصبح 4 حارات بنهاية العام, ومحور روض الفرج وغيره.

> أين موقع الفلاح المصرى ومشاكله؟
 ـ مشاكل الفلاح المصرى يكمن حلها فى 4 عناصر:
أولا: إعادة النظر فى آليات بنك الائتمان الزراعى ليكون هدفه هو خدمة الفلاح ودعمه وليس العكس.
ثانيا: حل مشاكل البذور والأسمدة, لتوفير أفضل مستلزمات إنتاج له بأنسب الأسعار.
ثالثا: دعمه بالبحوث الزراعية لتطوير محاصيله وإنتاجيته.
رابعا: إيجاد آلية تسويق تساعده ليستفيد من كامل محصوله.

> السؤال.. من أين يأتى التمويل لكل هذه المشروعات ؟

ـ يبتسم المشير السيسى .. ويجيب: كما قلت من قبل.. التمويل الذاتى للمصريين,ومساعدات الأشقاء, والاستثمار العربى والأجنبي.
وبالنسبة لرجال الأعمال فى مصر, يعملون حسابا يشرفون عليه من أجل الإنفاق على المشروعات, وهذه ضرورة وطنية وامنية.. باختصار كله هيدفع.
ويضيف قائلا: عندما تحدثت عن الرفق والحنو كنت اقصد أن كل صاحب مال يجب أن يعرف أن الجرى وراء المال ستكون نتيجته الاضرار بالفقراء. لابد أن يراعى الناس الآخرين. ويمكن أحيانا أن تكون  قاسيا من اجل الرفق وما قصدته هو الرحمة بالفقراء.

> تحدثت عن محاربة الفساد وقلت إنه لا مكان عندك لفساد؟

ـ بحدة يقول السيسي: الفساد عدو حقيقى لي. حتى الفساد الأخلاقي. أنا لا أتعامل بأنصاف الأشياء. وأقول بوضوح لا مجال عندى لفساد أو مجاملة أو محاباة. هناك ثوابت فى شخصيتى لا تقبل المجاملة ولا تشجعها وإنما تجابهها.

> حينما تحدثت عن الديمقراطية.. البعض حاول أن يصور أنها قضية مؤجلة عندك.. كيف تنظر إلى قضية الحريات والديمقراطية؟

ـ السيسي: الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، مكاسب حققتها الجماهير فى ثورتين ولن يستطيع أحد أن ينتزعها من الشعب.
الديمقراطية فرضها الشعب، ولا يوجد أحد يحترم شعبه ويحب أبناء وطن يفكر فى أن يتدخل فيها أو ينتقص منها. نحن نمارس التجربة الديمقراطية، ومن مصلحتنا أن يكون هناك مناخ ديمقراطى حقيقي، ولابد من أن يتحسن المناخ الحالي، حتى نرى ممارسة حقيقية، هذا هو التطور الطبيعى من أجل إنضاج تجربتنا مثل الدول الكبرى والديمقراطيات العريقة.
وأقول إن الديمقراطية فى مصر ليست مهددة، وحجم الوعى الذى تشكل فى وجدان المصرى البسيط ارتفع للغاية، فالكل يتحدث فى السياسة، وهذا مؤشر على الوعى بأهمية المشاركة السياسية.
وأذكر أننى منذ 9 سنوات، أعددت ورقتى البحثية للحصول على درجة الزمالة بكلية الحرب العليا الأمريكية، وقلت فيها: إن الديمقراطية فى الشرق الأوسط تحتاج إلى محاربة الفقر والجهل، ورفع مستوى التعليم، وتغيير الخطاب الدينى والتركيز على دور الإعلام.
وبعد ثورة 25 يناير جاءتنى السفيرة الأمريكية آن باترسون فى مكتبى كمدير للمخابرات الحربية، وكانت قد قرأت الورقة وأبدت دهشتها من تحليلى للوضع المتوقع فى الشرق الأوسط.

> قلت إنك تهدف إلى إيجاد كوادر شبابية وقيادات شابة للمستقبل، كيف يمكن أن يتحقق ذلك؟

ـ ليس من طبيعتى المزايدة لكنى أقول بصدق إن شباب مصر بالنسبة لى هم طاقة الأمل للمستقبل. طاقة هائلة. هم النقاء والضمير الوطنى والهمة. وأقسم بالله هناك شباب كثير وطنى أتمنى أن يكونوا بجواري. أقول لهم: لا تعطوا ظهركم لبلدكم بعد كل ما فعلتموه من أجلها. بلدكم يحتاج إليكم، ولا يوجد أحد يحب وطنه لا يريد الشباب بجانبه.
سيكون الشباب النجباء القادرون بجوارى فى كل مواقع العمل. الشباب الأنقياء الشرفاء أصحاب الهمة.
وسأوفر للشباب التأهيل اللائق للمناصب القيادية، مثل إعداد باقة للدراسات فى كليات الدفاع الوطنى والاقتصاد والجامعة الأمريكية وغيرها. سنوفر باقة فكر وثقافة هائلة من خلال منظومة عمل تشارك فيها وزارات الشباب والإعلام والأوقاف والتعليم والآثار والثقافة.
وسنعد برنامجاً متكاملاً لشباب مصر فى المدن والقرى بالاستفادة من 4 آلاف مركز شباب، يمكن تحويلها إلى خلايا حية للنهوض بالرياضة والثقافة والمعرفة والوعى السياسي.
نحن لا نحتاج إلى إقامة منظمة موازية كمنظمة الشباب أو غيرها للقيام بهذا الدور، فالمجتمع لابد أن يتناغم مع محيطه، ولهذا سنرفع كفاءة مراكز الشباب ونعيد تأهيلها ويمكن تحقيق هذا من خلال تخصيص 5 ملايين جنيه لكل مركز.

غدا الجزء الثاني من الحوار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق