الخميس، 6 يونيو 2013

حوار طق حنك


رابط المقال على جريدة حديث العالم الاليكترونية : http://c4wr.com/61489/%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%B7%D9%82-%D8%AD%D9%86%D9%83%E2%80%8F-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%AF

مؤتمر الحوار الوطني فكرني بنكتة قديمة واحنا أطفال بتقول : ( طفل بيقول لأبوه : انت بتعمل إيه يا بابا ؟ رد أبوه : باكتب جواب لعمك ، الابن : هو إنت يا بابا بتعرف تكتب ؟ الاب : يعني عمك اللى بيعرف يقرا ) .. الأب هنا الرئاسة والعم هنا للأسف الشديد هو المعارضة أو بالأخص كل من حضر منهم متوهماً أنه يشارك في مؤتمر أمن قومي ..
أنقل إليكم نص  الحوار حتى الدقيقة ال49 ( كما ورد لفظيَّاً ) بدأ بكلمة  مرسي يعرفنا فيها أن هناك سد ، وهناك طبعا مالك للسد وهو الحكومة ، وطبعاً لابد يكون في مقاول ينفذ السد ، وطبعاً في مكتب استشاري يصمم ويشرف على المشروع ، كان ناقص يقولنا عدد العمال بالسد وكم يتقاضى الإستشاري وعدد المهندسين المشرفين بالموقع ، وتبعها بتقريريعرضه الأخ / خالد قزاز ، ويعقب على كل فقرة فيه الرئيس ، التقرير  يشرح ويفند مدى عيوب التصميم في السد و يتطرق للطرق التي يمكن بها معالجة تلك العيوب ، الرئيس كأنه حَنَّ إلى قاعة الدراسة ، وطبعاً لم يفته أن يشرح للحاضرين أنواع التربة الصخرية والرملية والجرانيتية ، وأن منطقة السد بها (نباتات) من الصعب إزالتها إزالة كاملة وسينتج عن ذلك مشاكل بالنسبة للثروة السمكية ، و كذلك تأَثٌّر صناعة الطوب ، وتدهور خصوبة  التربة الزراعية بالسودان ، وأن تأثير هذا السد لا يمثل الأثر المزعج على مصر ، ولم يفت الرئيس بالطبع أن يفدنا بعلمه الغزير أنَّ السد عبارة عن جدار خرساني كبير يقع ما بين جبلين ، ثم يعود ويتطرق لكيفية إدارة السد والشروط الواجب اتخاذها عند بناء السد  مثل التعهدات والإلتزام الكتابي من أثيوبيا بعدم الإضرار بمصالح دول المصب مصر والسودان وعلى أثيوبيا ألا تكتفي بما قدمت من دراسات بل يجب أن تقدم دراسات وافية لتقليل الأضرار والتعويض عنها بأشكال مختلفة ، وأخيراً  تشكيل لجنة ثلاثية فنية للإشراف على إنشاء و تشغيل السد بحيث لا يضر بدول المصب بشكل خاص ، هذا هو التقرير الفني  ( وكأنه أصبح واقع فعلي مسلم به ) .. !!
ينتهي التقرير .. ثم يعود  الأخ مرسي رئيس مصر هبة النيل الحديث مرة أخرى ، يلخص للحاضرين الموضوع بعيداً عن الناحية الفنية على حد تعبيره ، قائلاً : احنا عندنا ثلاث مراحل ..
- المرحلة الحالية هي اعداد الدراسات وكيفية التعامل معها ولابد أن يتفق فيها على الكلام اللى بيقوله خالد قزاز  دلوقتي بين الدول ..
- المرحلة الثانية هي مرحلة الانشاء والتخزين ، إذن الانشاء نفسه خلاص اتفقنا ايه الأصول والضوابط والقواعد الحاكمة والناس اتفقت إن ده مسألة من ناحية ماشية  والأثر البيئي هيتعالج إزاي ثم  الإنشاء نفسه وضمان أن الانشاء يطابق التصميم والتخزين وكيف يكون التخزين ، ومتى يكون التخزين ، ومدة التخزين ، فا دي مرحلة الإنشاء والتخزين .
- المرحلة التالية هي مرحلة الإدارة ، إدارة شأن السد بعد ذلك لضمان تحقيق وتنفيذ ما يتفق عليه في المرحلة الأولى ، بحيث أن إدارة شئون السد مايجيش مرة دولة السد مزنوقة في فلوس تولد كهربا زيادة فتفتح فتحات زيادة تغرق حاجة ، أو العكس ، مش لاقية حد يستورد الكهربا اللى هي عايزه تبيعها فتقفل التوربينات ، هما هيعملوا 16 توربين في كل ناحية 8 توربين ده التصور الأساسي بتاعهم ، هما عايزين " الهيد " يبقى عالي قوي ، هُوَّ كلام هوَّ طموحات قومية الناس بتقولها لبعضها ، فا دي التلات مراحل الأساسية ، فا احنا في المرحلة الأولى دلوقتي اللى هيتبني عليها ، فقبل أن يمضي في موضوع الإنشاء المشروع ككل لابد أن يتم التوافق بين الدول التلاتة في منظومة دولية أو افريقية مؤثرة يبقى كويس ف  ان الناس بتلتزم بما تتفق عليه ، هو عنده عيد  قومي كان عايز يعمل فيه حاجة ، لكن مازلنا في المرحلة قبل الاولانية ، هو يقول ما يشاء لكن احنا يجب علينا أن نتخذه من اجراءات لضمان عدم الضرر بنا بأي شكل من الأشكال وما أعلنه أمامي رئيس وزراء أثيوبيا أن مصر لن تضار ولو بكوب ماء واحد وهذا ما كرره مع رئيس الوزراء المصري في اليابان ..
ثم قاطعه أحد الحاضرين قائلا : تركيا قالت نفس الكلام لما جت تعمل سد أتاتورك النهارده سوريا والعراق بيصرخوا !!
فأجابه مرسي : احنا لازم نتفق ، ثم بادرت باكينام ببدء الحوار بالدور بداية من الكتاتني ..أكتفي بنقل مدة ال 49 دقيقة الأولى ..
فلم يعد مفيداً أن أنقل لكم  كل ما قيل بعد ذلك من الحاضرين  ، بل أستغرب كيف لهم أن يستمروا حتى نهاية الاجتماع ويناقشوا موضوع مقرر سلفاً من الرئاسة بقبوله وليس العمل على منعه !!
لم يعد عندي أدنى شك كما كتبت وقتها على صفحتي أن إذاعة الحوار كان متعمداً ، وإلا فليذهب الحاضرون للجحيم بعد ذلك إذا صدقوا أنه خطأ غير مقصود ولا يستحق معه استقالة كل من تسبب عنه أو لم يبدوا ندمهم على المشاركة ..
 نعم متعمدأ لكي يكشف لنا تورط الحاضرين بموافقتهم الضمنية على التقرير الذي قُدِّمَ لهم ولم يعترض أحداً عليه ، وأنه كان من الواجب أن يتم توزيع ذلك التقرير عليهم مسبقا قبل المشاركة ، و لكي يكشف لنا مدى ضعف رؤية المعارضة من ناحية و من ناحية أخرى رسالة من الإخوان إلى أثيوبيا بأن موقفهم الرسمي غير معارض بظنهم أن ذلك ربما يسهل مأمورية التفاوض معهم فيما بعد على ضمان عدم المساس بحصة مصر !! إذا لم تكن مقتنعاً بذلك ضحي فقط ببعض من وقتك واستمع بنفسك إلى الحوار كاملاً 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق