مصريات من زمن فات | ترام القاهرة والركاب في الهواء الطلق -- القاهرة 1942
..........................
يوم 12 أغسطس 1896 شق قطار الترام شوارع االقاهرة لأول مرة بما يعد "حدا فاصلا في تاريخ المجتمع القاهري" الذي انتقل من البداوة الى الحضارة. حيث كان الحمار وسيلة التنقل فبل الترام ..
قبل الترام لم يكن ساكن حي العباسية شرقي القاهرة لم يكن يفكر في الذهاب الى حي مصر القديمة الا لامر مهم "وقلما يفعل ذلك" وكان التلميذ الذي لا يجد مدرسة في الحي الذي يقيم فيه "ينصرف في الغالب عن الدراسة" الى أن ظهر الترام فأمكن التلميذ الذي لا يجد مدرسة في حيه أن يلتحق بمدرسة في حي اخر.
وينقل عن صحيفة المقطم في اليوم التالي للافتتاح الرسمي تسجيلها لحضور أهل العاصمة " مشهدا قلما شهد مثله أهالي المشرق... أن تجري مركبات كبيرة تقل المئات من الناس.. بقوة تتولد على شواطئ "نهر" النيل من احتراق الفحم وادارة الحديد أمام المغناطيس ثم تجري على أسلاك منصوبة في الهواء والقضبان ممدودة في الارض فتدير عجلات المركبات... هذا هو الترامواي الكهربائي" الذي كانت أجرة ركوبه ستة مليمات للدرجة الاولى وأربعة مليمات للدرجة الثانية.
وقالت الصحيفة أيضا ان الشركة عينت 400 عامل مصري في المشروع الجديد كما نشرت الصحف اعلانات تغري بشراء قطع أراض "على مسافة أمتار من خط الترامواي" الذي رفع أسعار الاراضي والمنازل.
مجلس النظار "الوزراء" صادق عام 1894 على منح امتياز لشركة بلجيكية بانشاء ثمانية خطوط للترام في القاهرة تبدأ كلها من ميدان العتبة الخضراء بوسط القاهرة وفي العاشرة من صباح أول أغسطس اب 1896 أجرت الشركة //حفلة تجريبية" لتسيير أول قطار واصطف الالوف على الجانبين "ليشاهدوا أول مركبة سارت في العاصمة بقوة الكهرباء والاولاد يركضون وراءها مئات وهم يصرخون.. العفريت. العفريت"
أما الاحتفال الرسمي بتسيير الترام فجرى يوم 12 أغسطس اذ أقامت الشركة زينة باهرة في ميدان العتبة وامتدت موائد الطعام والمرطبات.
من الجوانب الاجتماعية التي رصدتها جريدة ا"المنار" عام 1898 و "اللواء" عام 1904 : نشرت الاولى أن الالحاح على أن الترام من علامات الساعة سهل "ارتكاب الفواحش" ونشرت الثانية أن تركيز خطباء المساجد على الجنة والنار قطع الامل على النفوس "حتى ماتت... وخشيت الحرمان في دنياها مما قنطت به في اخرتها فاسترسلت في شهواتها خوف الغبن في الصفقتين."
ويسجل أيضا أن ظهور الترام أحدث ثورة عمرانية وغير نظرة الناس للمنازل فبعد أن كانوا يألفون سكنى الازقة والحواري تاقوا للسكنى في شوارع واسعة وفضلوا الاقامة بالقرب من الميادين وترتب على هذا التطور شروع شركة بلجيكية عام 1905 في انشاء حي جديد بواحات عين شمس أو هليوبوليس" ولكن الناس أطلقوا على هذا الحي اسم "مصر الجديدة" لان الاسم كان ثقيلا على الالسنة.
ومنها اختيار البارون امبان للضاحية الجديدة آن ذاك لبناء قصرة ذو الطراز الغريب القائم حتى الان ..
..........................
بتصرف من كتاب "ترام القاهرة" طبعة 1968 للمؤلف : محمد سيد كيلاني (لأمانة النقل والنشر)عن موقع مصريات من زمن فات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق