الاثنين، 3 مايو 2010

نزوة - قصة قصيرة - جدة - 1993


 لقوة ما بي من عنادٍ وتحدٍ لم أكن أتوقع أن أضعف هكذا أمامها، وأهرع إليها بمجرد أن أراها وأتشبث بها كطفل بثدي أمه .. أحياناً كثيرة أحاسب نفسي وأصدر قراري بالابتعاد عنها .. وأراهن نفسي مُطَمْئِنَها أنها نزوة لا أكثر وسيأتي يوم وأنساها .. وفعلاً  أكاد أنساها وأسخر من نفسي حين ذلك .. خاصة حين أتذكر نفسي أيام بطولاتي الرياضية .. وكعادتها تأتي ثانية بصحبة صديق صامتة لا تتكلم .. يلح عليَّ لن تنساها .. لن تستطيع .. لكني أرفض وأرفض وهو يضحك ويؤكد ..
تطاردني حيثما ذهبت .. في الشارع .. في المكتب .. في حفلة .. في المحال .. تتشكل أمامي وتتلون برداءات مختلفة .. لكني أعرفها جيداً .. في كل مرة لم تيأس .. تمنيت كم ألقنها درساً لن تنساه ..ولتعرف أني أستطيع الاستغناء عنها، وما كانت علاقتي بها سوى لحظة تحدي أمام صديق، بأنها لن تؤثر على لياقتي البدنية التي في الحقيقة لم يبقَ منها شيء !!
لذا حين رأيتها لم يبدُ علي شيء .. اصطحبتها وأنا أختلس النظرات حولي كي لا يراني أحد .. صعدت درج السلم .. وسرعان ما كنت وهي وحدنا وجهاً لوجه .. وما زالت كعادتها صامتة .. بريقها يجذبني ورائحتها تثيرني .. تشجيني .. فجأة .. فكرت لو أطبقت عليها بكلتا يدي، وقذفت بها من أعلى دور .. لكن سرعان ما تحركت أناملي على ردائها الأبيض الذهبي .. ثم استدرتها أمامي .. وصعدت لأعلى بأناملي .. فحللت قيوده .. ونزعت برفق ذلك الغطاء الصغير بالأعلى .. ومددت يدي برفق .. أتحسس رداءها الأبيض الناعم الرشيق .. نفس الفكرة عادت تراودني لو أني أقطع جسدها .. ولكني وجدت نفسي أنزعها برفق من ذلك الرداء الضيق .. ولم أشعرسوى أني أعتصرها بفمي وأحرقها بأنفاسي وهي مستسلمة راضية ..كأنها تخبرني أني لن أنساها .. دمعت عيناي وأصابني الصداع .. فألقيت بها بعيداً عني .. ثم حملتها بين يدي .. وقذفت بها من النافذة وعدت لقراءة كتابي .. من حين لحين أشعر برائحتها بجانبي فتؤلمني ..

هناك تعليق واحد: