الثلاثاء، 26 يوليو 2011

الخميس، 7 يوليو 2011

إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة .. الموقر.. لقد سئمنا الرسالات .. شكراً

إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة .. الموقر.. لقد سئمنا الرسالات .. شكراً

لا أحد ينكر أو يختلف على الدور الهام والعظيم الذي قام به المجلس الأعلى متمثلا في قادة الجيش وجنوده منذ بداية رسالته رقم (1) والذي كانت لها الدور الكبير في طمأنة الشارع المصري وكأنها تقول للجميع بمصر وخارجها ، شعبها ومؤسساتها ، أعداءها وأصدقاءها ، الجيش مع مصر وشعبها .. فلا يمكن أن نغفل أو ننسى صورة فرحة الثوار بنزول الجيش إلى الميادين والشوارع ..وتألقت تلك الفرحة وعظمت حين ألقى اللواء / محسن الفنجري البيان رقم (3)..وكم كانت لتحيته العسكرية لشهداء الثورة الأثر البالغ العميق في نفوس شباب و شعب مصر ..كان لابد للمجلس أن يقف ويرصد ذلك , ويعي أن هناك فرق شاسع بين الرسالة الجماد المنشورة والرسالة الحية المقروءة صوتا وصورة ..لحماً ودماً ينبض ويعبر ..
يستطيع الكثير منا أن يَقص ويحكي بتأثر صورة حية رآها وسمعها وينقلها بنفس الشعور عند الإعادة ..بينما لا نستطيع أن نقص أو ننقل تأثرنا بكلمات قرأناها في كتاب مهما كانت انفعالات الكاتب ومفرداته ..
لذا فلا يمكن أبداً نقل شعور المجلس الأعلى وتضامنه مع الثورة والثوار من خلال رسائل مكتوبة ومنشورة على صفحات الفيس بوك ..مهما تعددت و احتوت الرسائل .. فلقد تعطلت حاسة السمع والبصر ..
أيها المجلس الموقر .. تعلمون علم اليقين أن الشعب كم يحب الجيش ويريد التواصل معه ولكن هل يمكن أن يستمر هذا الحب بالمراسلة من طرف واحد بنفس القدر والقوة ؟
لقد تضمنت بداية الرسالة (64) الآتي ( إيمانا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة باستمرار التواصل مع الشعب المصري العظيم ...) وتكرر ذلك في الرسالة التالية (65) , تكرر الإيمان بالتواصل ، التواصل ليس بالكلام ، التواصل ليس بالرسائل ، الحب ليس بالكلام ولا بالسكوت كما غنت وردة !! التواصل يكون بالظهور و بالتواجد ، ليس تواجد الدبابات والجنود في الشوارع والميادين ، التواصل والتواجد يكون مِن وبالقادة ، الثوار يريدون قائد يسمعون له يلهب حماسهم .. يَشعرون بالصدق في نبرات صوته وأنه منهم ومعهم ، يُشعرهم بأن بلدهم باقية وقوية ، يُشعرهم أنهم أنجزوا فعلا ما يستحقوا أن يخسروا من أجله أعينهم وأرواحهم ، يُذكرهم لقد طالبتم كذا وكذا ، وآمَنَّا بطلباتكم ووعدنا وحققنا كذا وكذا وكذا..لا أدري لماذا تم ترك هؤلاء الثوار يتيهون بينهم وبين بعضهم حتى تعددت الإئتلافات فتعددت الاختلافات ، لصالح من ؟؟ لا أدري ، والغريب أن الجميع تغنى أن مركب الثورة بلا ربان ، وكأنها ميزة !! أو زرع شيطاني .. وهناك من قال أنها ثورة بلا أب ..وكأنها ثورة بنت حرام ..
وتم التعمد إعلاميا لتهميش شباب على حساب شباب آخر، كان هذا خطأ كبير من المجلس الأعلى سواء كان مُتَعَمِّدَاً أو غير متنبه له ولخطورته ، وهذا ما يجب أن يتم تداركه الآن بحكمة وبهدوء .. لابد من وجود دور فاعل وهام لبعض من شباب الثورة الأساسيين الفاعلين ، إذا رغبنا في ديمُقراطية حقيقية ، ثم جاءت الرسالة (65) كلام جميل ، ولنحلل الرسالة ، فالرسالة تعيد وتكرر التواصل وكأنها بطريقة غير مقصودة تريد التأكيد على شيء غير موجود !! ثم تشخص ما حدث (خطة مدروسة ومنظمة لزعزعة أمن واستقرار مصر وفق خطة مدروسة ومنظمة يتم فيها استغلال دم شهداء الثورة بغرض إحداث الوقيعة بين الثورة و المؤسسة الأمنية في مصر لتحقيق هذه الأهداف ) ألا يستدعي ذلك أن نهمس على الأقل ولا نثور ونسأل المجلس الأعلى بعد أكثر من خمسة شهور ، أين هي خطط المجلس والحكومة والداخلية والمخابرات العامة لدرء ووأد هذه الخطط المدروسة والمنظمة التي استطاعت أن تَنْفُذ من خلال هذه الأجهزة كافة ؟! ألا نقسوا بعد ذلك على هؤلاء الشباب البائس الحائر والباحث عن الحقيقة حين نهيب بهم أن يحافظوا على الثورة كما يطالبهم د / عصام شرف؟! ونتساءل كيف يكون ذلك؟؟
-هل نطالب الشباب أن يعودوا إلى مقاهيهم ونطالب البنات أن يجلسوا أمام مراياهم يقلمن أظافرهن وهم يدندن (زي ما رحنا زي ماجينا ) ؟!.
- كيف نطلب من الشباب أن يحافظوا على الثورة ، ولم تُصْدِر الحكومة أي قرار رسمي للشهداء حتى أصدر المجلس الأعلى في رسالته (66 ) بعد خمسة أشهر من الثورة وبعد سقوط الجديد من الشهداء ، هل كان هذا قرار أمن قومي يحتاج لتدخل من المجلس الأعلى ؟؟
- كيف نطلب من الشباب الحفاظ على الثورة ولا نستطيع أن نوفر لشعب مصر العظيم الأمن لأهله وعرضه وماله ؟؟
- كيف نطلب من الشباب أن يحافظوا على الثورة ولم يتم تقديم أي فرد من النظام البائد للمحاكمة بتهمة الفساد السياسي وتفصيل القوانين ؟
- كيف نطلب من الشباب الحفاظ على الثورة ولا نستطيع تعديل قانون تعيين قيادات الجامعات بالانتخاب ؟
- كيف نطلب من الشباب الحفاظ على الثورة ولم نصدر قانون لانتخابات المحافظ والعمدة ، الذي ما زال معظمهم معين من قبل النظام البائد بمجرد مؤهلات الولاء والطاعة للنظام وتقديم التسهيلات أو التزويرات الممكنة وغير الممكنة فى الانتخابات ؟ كيف لا نبدأ بتدريب الشعب على ممارسة الانتخابات بدءاً من أسفل الهرم ، بالعمدة بالقرية ، مرورا بالمحافظ ؟ ثم فجأة نطالب الشعب نفسه لأول مرة أن يشارك بصوته في اختيار رئيس الجمهورية ، ونلوم التيارات الدينية على جميع أشكالها بالتأثير على هذه الشريحة من المصريين .
- كيف نطلب من الشباب الحفاظ على الثورة ولم نستطع أن نحل المجالس المحلية بعد أن تم حل مجلسي الشعب والشورى ، سوى بقرار من المحكمة ، وكأنه قرارأصعب من قرار تأميم القناة ؟!!!
- أيها المجلس الموقر ..تؤكدون ويؤكد رئيس الوزراء أن هناك من يريد زعزعة أمن مصر .. فمن هم ؟؟؟؟؟؟؟
- أيها المجلس الموقر ..أننا نؤمن جميعا أنكم قادرون على حماية مصر ودعمها سياسيا و اقتصاديا.. فقط نريدكم أن توظفوا جزءأ من فكركم العسكري وخططكم وإستراتيجياتكم وخبراتكم الاستطلاعية في الاتجاه المدني ..
- نريد أن نرى ونلمس دور التوجيه المعنوي في وقت السلم ، نريد أن نرى ونلمس متى يكون الحزم مع الخارجين عن القانون ؟
- نريد أن يكون لكم دائماً خطوة مسبوقة ولا ننتظر وقوع الفعل ثم نناقش كيف يكون رد الفعل .
- نريد أن يكون هناك خطة مدروسة ومنظمة لحماية وتأمين مصر حتى نقطع الطريق أمام أي وقيعة أو فتنة .
- نريد أن نرى مليونية في التحرير ومليونيات في المحافظات تحيي قرارات المجلس الأعلى وتهتف بحياته.
قبل 8 يوليو 2011 فلا وقت للتفكير ...
بقلم علاء الدين العبد