الجمعة، 14 أكتوبر 2016

صديقي العزيز جوجل (3)


أكتب لك رسالتي الثالثة، وأعتذر عن تأخري هذه المرة، ولا أخفي عليك فرغبتي في الكتابة تضعف يوماً بعد يوم، وما أكاد أبدأ حتى أتوقف، فالأخبار في وطننا الحبيب متلاحقة بشكل لا يمكن الإلمام بكل خيوطها، ومهما حاولت أن أخلوَ بنفسي لكي أكتب عن موضوع محدد أجدني أعود لمتابعة الأخبار، هناك أحداث كثيرة وقعت في الأيام الماضية، داخلية وخارجية، وكما تعرفني لا أكتب عن السياسة الخارجية
ليس لعدم إلمامي بها ولكن لأن عندي يقين أن السياسة الخارجية من المفترض أن تدعم وتضيف للسياسة الداخلية وليس العكس، بشرط أن تكون السياسة الداخلية تسير بنهج صحيح وسليم يدفع بنا إلى الأمام، ولا يخفى عليك أيضاً بل من المؤكد أنك تعلم ذلك أكثر منى بحكم موقعك..
لم أكن أنوي أن أشغلك معي هذه المرة، بمشاكل وطني الحبيب وكنت أنوي أن أحدثك عن بعض الأفلام العربية القديمة التي شاهدتها هذا الأسبوع كمحاولة مني للهروب من كآبة الأخبار، وربما أحكي لك عنها قريباً، وما يشغلنى الآن أن الحال في الشارع المصري وصل إلى درجة عالية من الإستياء تجاه الأداء الحكومي، البعض يعاني ويصرخ من موجات الغلاء المستمرة والمتصاعدة في الأسعار، والبعض الآخر تحولت معاناته إلى دعوة لمزيد من الصبر واستدعاء بعض من أمثلة المعاناة التي كنا نعيشها أثناء حرب أكتوبر، ويسخر من الشباب الذي لا يقدر ذلك، وكيف يعرف عن أكتوبر وقنواتنا لا تذيع أفلام أكتوبر المعدودة إلا من عام لعام، والبرامج التلفزيونية الحكومي والخاص منها لا تستضيف أبطال أكتوبر إلا كل عام لدقائق معدودة، وهناك من الأبطال من مات مريضاً لايجد الدواء، والكلام كل عام عن أكتوبر أصبح معاداً ومملاً، وكما يقال ملء مساحة وفض مجالس ومطالبات بإنتاج أفلام لبطولات لم نعرفها إلا عن طريق الفيس بوك، ولم ندرسها لأولادنا في المدارس، كيف للشباب أن يشعر بأكتوبر، وقد أصبحنا ندمن إفساد كل ذكريات وطننا القليلة، فنشكك أنه نصر ونختلف حول من له الفضل فيه، هل كان ناصر أو السادات أو مبارك، أو سعد الشاذلي والجمسي وأحمد إسماعيل؟! ونواصل الردح والقذف!!
أي قدوة تلك التي يطلبونها من الشباب؟! وكأنهم هربوا بالحديث عن الماضي خوفاً ورعباً من الحديث عن الحاضر والمستقبل..

عزيزي جوجل، في الأيام القليلة الأخيرة، زادت حدة  انتقاد البعض لأداء الحكومة  خاصة ممن كان يدافع عن مبادرة "الفكة" ثم فوجيء بسفر النواب لشرم الشيخ للإحتفال بمرور مائة وخمسين عاماً على البرلمان في حفل تكلف الملايين، وقد كان من بين هؤلاء المدافعين ممن يقوم بجمع تبرعات لبناء معهد للأروام، قال لي بعدها لقد أصبحت أواجه صعوبة في جمع التبرعات، هؤلاء المنتقدون الآن كانوا من قبل يرددون أن الرئيس يعمل وحده، وكنت أندهش من هذا القول، والقليل منهم كان يسأل على استحياء لماذا يتمسك الرئيس بتلك الحكومة، ولا أشك أننا لم نواجه حكومة أفشل منها حتى الآن، ويكفي جدا لأي متابع أن يحكم بذلك من خلال قضايا الفساد الذي تفشى في عهدها، بدءا بقضية وزير الزراعة التي لم نعد نعلم عنها شيئاً، ومرورا باختلاسات وزارة التأمينات الاجتماعية، ورشوة مستشار وزير الصحة، وملايين القمح المنهوبة وأخيرا أزمة السكر والزيت والأرز، الذي صرحت بخصوصه الدكتورة بسنت فهمي أن البرلمان لديه مستندات تثبت تهريبه خارج البلاد، وهذا التصريح يدفعنا لنكرر نفس السؤال الذي تردد عن حادث غرق مركب رشيد، ماذا تحمل تلك المراكب إلى مصر قبل إقلاعها بالأرز؟! ومن المسئول عن ذلك؟!
لم أعد أقرأ عن دور للإخوان وراء هذه الأزمات، كما كانت تصرح الحكومة بذلك عند بداية أزمة الدولار، ولا أدري لماذا توقفت عن تلك التصريحات؟! هل لأنه ليس لهم فعلا دور؟! أم أن تلك التصريحات لم تعد تلقى نفس الصدى لدى شعب مصر العظيم؟ ولكن من المؤكد حتى الآن أنه لم يتم اتهام إخواني واحد ضمن المتهمين بقضايا الفساد الأخيرة، مما دعانى لأسأل نفسي هل نحن أمام حكومة فاشلة أم ناجحة ؟! وماهي معايير الحكومات الناجحة؟ أو ماهو معيار الحكم على أداء الحكومات؟..
وبحثت في موقعك عن مفهوم الحكومة الناجحة والفاشلة، ولم أجد إجابة مباشرة للسؤال، ولكن وجدت كثير من الدراسات والمقالات والأبحاث التي تشرح ذلك باستفاضة عن الحكومات الناجحة، وقرأت الكثير، وخرجت منه بملخص آمل أن أكون وُفقت فيه، فالحكومة الناجحة هي تلك الحكومة التي تستطيع تحقيق معدلات تنمية ملحوظة وسريعة يلمسها المواطن العادي البسيط أو كما يقال، رجل الشارع غير المسيس..
- هل نحن أمام حكومة ناجحة يعاني فيها كل المصريين على جميع المستويات من تدني جميع الخدمات الصحية والتعليمية وندرة فرص العمل؟!
- هل نحن أمام حكومة ناجحة لم تستطع جذب رؤوس أموال جديدة خارجية أو حتى تشجيع رأس المال الداخلي على الاستثمار؟!
- هل نحن أمام حكومة ناجحة تعدى فيها الدين العام أكثر من الناتج القومي؟!
- هل نحن أمام حكومة ناجحة تعمل جاهدة للحصول على قروض خارجية وداخلية لسد عجز الموازنة وليس حتى لمشاريع استثمارية تدر عائد على المدى القصير؟!
- هل نحن أمام حكومة ناجحة لم تستطع سياستها الاقتصادية الحفاظ على سعر صرف الجنيه، بل يكاد يكون تضاعف في عام واحد؟!
أما مقرأته على موقعك بخصوص تعريف للحكومة الفاشلة، هو الآتي :
- تكون الحكومة فاشلة إذا كان هناك، ضعف بأجهزة الدولة، الفساد وإهدار الموارد، غياب العدالة، الفوضى الأمنية، الانقسام المجتمعي، غضب شعبي يواجه باللامبالاة بل ويتمسك الفاشلون بمواقفهم، ويجهضون كل مسعى للحل، وبهذا أقر أننا أمام حكومة فاشلة..
ولكن اسمح لي عزيزي جوجل أن أسألك وأجد عندك الإجابة، هل يعلم الفاشلون بفشلهم ؟! هل الرئيس يستطيع أن يكتشف فشلهم؟!
هل لوعلم الرئيس بفشلهم هل يقيلهم؟! ومتى وكيف  يعلم الرئيس بفشلهم؟!
وكم يحتاج من وقت لكي يكتشف ذلك؟! وماذا لو كانوا في نظره ناجحين؟!
من أخيراً سيتحمل نتائج هذا الفشل؟ّ! الرئيس أم الوزارة؟!
أخيراً عزيزي جوجل، أرجو أن تبلغ الرئيس أن برنامج عمروالليثي على قناة الحياة أذاع فيديو لسائق توكتوك، وصلني عن طريق سبعة أصدقاء، خمسة منهم كانت مشاركتهم اليومية صورة الرئيس وهو يبتسم، ادعوه أن يشاهد هذا الفيديو..  
http://www.e3lam.org/2016/10/13/153613


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق