السبت، 24 سبتمبر 2016

قصة قصيرة . حياة .

كل طلباتها مؤجلة، حتى أبسط حقوقها، آخر مرة شعرت بتعب قال لها : "تحملي وإذا اشتد الألم اتصلي بجارتك أو أختك، فلا أستطيع أن أترك مباشرة التوسعات التي أجريها بالمحل" ..
وحين كانت تطلب منه أن يجلس معها ويشرح لها ماذا يفعل؛ أو أن تشاركه الرأي، كانت يبتسم بتهكم شديد ثم يلوي عنقه يسارا شاخصا ببصره إلى أعلى وهو يعيدها سيرتها الأولى، وبنفس طويل يقول : "أعرف جيدا ماذا أفعل، اطمئني وما عليك سوى أن تتحملي ولا ترهقيني بالأسئلة والشكوى"..
ذات يوم سمعته يصرخ في الموبايل ويتوعد بصورة لم تره عليها من قبل، ولكنها كادت أن تضحك على صورته الغاضبة، ولكن سرعان ما شعرت تجاهه بالشفقة، فاقتربت منه تربت على كتفه وتسأله عن سبب غضبه لتهون عليه، قال لها : "المنافسون يتربصون بي في كل مكان، يخافون من مشروعي الذي سيطيح بهم" ، كادت أن تسأله من هم الذين ينافسونك، وأنت لم تبدأ بعد في مشروعك الجديد وقد منيت بخسائر في مشاريعك السابقة ؟!! ولكنه لم يتوقف عن الحديث مستطردا : "إنهم يسبقون خطواتي ويقفون لي بالمرصاد في كل مكان أذهب إليه لأقترض، ليثبطوا عزيمتي ويضعفوا همتي" ..
هالها ما سمعت.. فسألته بلطف شديد : "هل لم تكفيك قيمة بيع شبكتي ؟! ولا نصيبي في منزل والدي ؟! .. لقد استدنت لك من كل أخوتي مرات ومرات، وكل مرة كنت تطلب مني أن أتحمل وأصبر وتعدني أن قريبا جدا سنجني الثمار ! .. لقد تغاضيت عن كل وعودك وأحلامك في فترة الخطوبة، وأن بعد الزواج بعامين سنتتقل من السكن الضيق والمنطقة المزدحمة برائحتها الكريهة !!" ..
ولكنه ابتسم كعادته وغادر المنزل ..
هذا الصباح استيقظت حياة على طرقات شديدة على الباب وحين أيقظته، هب فزعا آمرها أن تفتح وتنكر وجوده، ثم بدأ في استبدال ملابسه ..
لكنها لم تبرح مكانها وتعالت أصواتها أنت إنسان فاشل .. فاشل !!
أنهى ملابسه متجها إلى الباب الخلفي قائلا لها بنفس ابتسامته : "بكره تشوفي العجب" !! ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق