الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

مقال : صبحوا على مصر برضعة .

بالأمس قرأت خبراً على موقع إعلام دوت أورج، عنوانه: (رشا نبيل عن “سبب تظاهرات اللبن”: محدش بيسمع كلام السيسي)، وفي داخل الخبر تحدثت رشا نبيل عن اندلاع عدة تظاهرات صباح الخميس في منطقة شبرا احتجاجاً على ارتفاع أسعار لبن الأطفال فضلاً عن اختفائها من الأسواق، قائلة: “الوضع الراهن يشير إلى أننا في عصر اللاحكومة!”، وأكدت نبيل، أن الحكومة الحالية لا تلتزم بتعليمات رأس السلطة التنفيذية الرئيس عبد الفتاح السيسي!، انتهى الخبر..
حددت لنا رشا نبيل مشكورة؛ رأيها في اندلاع التظاهرات، ولكنها لم تحدد أو تشرح لنا لماذا لا يلتزم المسؤلين بتعليمات الرئيس؟
هل تعليمات الرئيس خطأ ولا يستطيعون مواجهة الرئيس بذلك، وأن ما يقومون به غير مقتنعين به؟! أم أنهم خونة يريدون إفشال مسيرته؟ هل لديهم مشكلة شخصية في التواصل مع الناس خوفاً من الإنتقادات التي سوف تواجههم؟!..
ولأننا لا نكاد ننتهي من أزمة إلا وتبدأ أزمة أخرى، ولأن البعض أيضاً يرى أنه من الطبيعي طالما كانت الحياة مستمرة فالأزمات أيضا مستمرة، فقد تكون تلك النظرة مقبولة بعض الشىء، ولكن لم يتوقف أصحاب تلك النظرة إلى تحليل أسباب الأزمات أو مناقشة طرق حلولها التي أصبحت أشد سخفاً من الأزمة نفسها!..
مشكلة ألبان الأطفال الأخيرة؛ نالها الكثير من السخرية ولنكن أكثر دقة؛ فالمسئولين بالدولة نصيباً كبيراً منها، وخاصة حين تدخل الجيش لحلها، لا أعتقد أن المشكلة تكمن في تدخل الجيش في كل مناحي الحياة، ولكن السؤال الذي يسأله الكثيرون دائماً، ماذا يفعل الوزير؟! ماذا يفعل رئيس الوزراء؟!..
في الأيام القليلة الماضية، وعلى سبيل المثال مما يعلق بذاكرتي، فوَّض وزير التموين وزارة الإنتاج الحربي بإدارة ملف الخبز، وكذلك فعل وزير الأوقاف وفوضها في طرح بعض أراضي وزارة الأوقاف للبيع والاستثمار، ولا أحد يعلم لماذا!! ولكن يبدو من ظاهر الأمر أنها هي الأقدر على إدارة تلك الملفات بدون فساد ولا إهدار للمال العام، هكذا نفترض حسن النية، وإذا كان ذلك حقيقي، فلا يعني ذلك سوى فشل كل وزير ووزارة قامت بذلك، وقد يكون الفشل نابعاً من قصور الوزير وانعدام رؤيته، وكذلك أيضاً قد يكون نابعاً من مدى تغلغل الفساد بالقدر الذي لا يستطيع معه فعل شىء، إلا أننا في النهاية أمام فشل إداري وزاري..
وإذا كان الوزير فشل فلماذا يحتفظ الرئيس برئيس وزراء اختار وزراء فاشلين؟!
في ظل هذا العبث الحكومي الذي نعيشه لن تفيد أي دعوات لحلول إيجابية لإقامة مصانع ألبان للأطفال، ولكن مسايرة للعبث أستطيع أن أتقدم بحل مشكلة لبن الأطفال في الخطوات البسيطة التالية:
1. يقوم شيخ أزهري مشهود له بحب الوطن بتوجيه رسالة لكل أم مصرية عن وجوب الرضاعة الطبيعية ولا بأس لو يستشهد بحالات من أمهات المسلمين..
2. يدعو لعودة مهنة المرضعات ويحكي قصة حليمة السعدية، وكم نال تلك المهنة من تكريم، ولا بأس أيضاً أن يوجه رسالة لوزير الصحة بتلقي طلبات ترخيص لمزاولة المهنة بعد الكشف الصحي للمرضعة على أن يستعين بخبرة هشام قنديل في هذا المجال..
3. يدعو وزير المالية للتنسيق مع وزارة الصحة للربط الإليكتروني بينها وبين مصلحة الضرائب وبين الأطفال الرضع بجهاز وكارت كما هو في منظومة الخبز العظيمة..
4. تدعو وزارة المالية شركات البرمجة لتشغيل تلك الأجهزة على أن تراعي تحديد المدة القصوى للرضعة وتراعي الوقت الضائع لاحتمال قىء الأطفال مثلاً..
5. يتم تشكيل هيئة مستقلة بكل محافظة تتبع وزارة التموين لمراقبة جودة اللبن، وللأخيرة أن تفوض من تشاء عنها في إدارة العمل ولا بأس لو كانت وزارة الإنتاج الحربي..
6. يقوم بعض النشطاء المخلصين المحبين للوطن بتدشين حملة أو أكثر، باسم: (تبرعوا برضعة)، (رضعني شكراً)، ولا مانع أن تقوم منى عبد الغني بإضافة الرضعة لأوجه صرف الزكاة، طبعا بعد موافقة دار الإفتاء..
هذا الحل قابل لأي إضافة من المواطنين الشرفاء..

http://www.e3lam.org/2016/09/02/143005

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق