الخميس، 8 يناير 2015

مقال : صديقي الغاضب الرافض .

لو حضرتك غاضب ورافض لعودة رموز نظام مبارك لمجلس الشعب اسمح لي  أؤكد لك أنك لست وحدك، وأن هناك قطاع كبير من الشعب ربما يكون غاضباً و رافضاً أكثر منك، وقطاع أكبر وأعرض يشترك معكم في غضبه ورفضه لعودة رموز الإخوان أيضاً لمجلس الشعب، بالإضافة أيضاً لرفض دخول أي من الرموز المحسوبة على التيارات الدينية بكل مسمياتها ..

وبرغم هذا الغضب والرفض الشديد لمجرد ترشح هؤلاء وأولئك حين أناقش الأمر معهم بهدوء، أجد نفسي في حيرة من أمرهم، وتلك الحيرة منبعها أن هذا القطاع الكبير والعريض الغاضب والرافض اكتفى فقط بإعلان غضبه ورفضه ولم ينتبه أنه لم يجتهد أو لم يبحث عن بديل ! نعم لم يبحثا عن بديل، ولكي لا أغضب منكم حاولت أن أجد لكم العذر وهو أنكم وقعتم فريسة سهلة وانشغلتم بالتركيز لعزل الإخوان والحزب الوطنى وسرتم في نفس مسيرة الأحزاب واكتفيتم بالهجوم المستمر على الفسدة واللصوص وأعداء الدين والوطن ولم يتقدم أحد منكم للترشح
.
هجوم يذكرنا بسياسة الشجب من الدول العربية تجاه سياسة إسرائيل وأمريكا دون تحريك ساكن .

أحد أصدقائي كتب " بوست " على صفحته بفيس بوك يسأل فيه أصدقاءه عن رأيهم في ترشحه لمجلس الشعب، وياللعجب من هول ما قرأت من تعليقات تنحصر كلها في معنى واحد، كلها تبدأ كالتالي : ( صديقي العزيز، أنت رجل طيب، أنت رجل محترم، أنت تستحقها والله، لكن أنت أذكى من ذلك، المرحلة حرجة ولا تورط نفسك، ربما يكون أفضل لك الدورة القادمة، ستتحمل فشل المرحلة، نحن نثق في قيادتنا ولن يكون هناك تأثير للنواب بمجلس الشعب، لا تبهدل نفسك ) .
انتهت التعليقات بتعليق صديقي على البوست يشكر فيه أصحاب التعليقات ويؤكد أنه كان مجرد استطلاع رأي ..
ربما تقول حضرتك أنه ليس كفؤ للترشح، لكن للأسف هذا الحال تكرر مع صديق آخر في جلسة خاصة ..
لو لم تصدق، جرب بنفسك واطرح على أصدقائك أي اسم تراه مناسباً في نظرك في محل دائرتك الإنتخابية، وسوف تسمع التعليقات وتتأكد أننا نتميز وبجدارة بِكَمْ هائل من التهكمات !
لو فعلاً  حضرتك تريد حقاً مجلس شعب قوي فيه من يمثلك، فعليك أن تعلم الآتي :
1- عدد الأحزاب في مصر قبل الثورة وبعدها ؟
2-  كم عدد الأحزاب التى خرجت من الوطنى ومن الإخوان ؟
3- ما هو دور مجلس الشعب ودور النائب ؟
4-  ما هو معيار كفاءة النائب في نظرك ؟
لا أفضل أن أذكر لك معلومات بعينها، ولا يُتاح ذلك في مقال، ولكنى أدعوك للتعرف عليها بنفسك  وناقش من حولك بشأنها .
وبعد ذلك ابحث عن الأنسب، و لا تقبل من يقدم رشاوى أو خدمات مجانية قبل الترشح، و لا تقبل من هو قابل للتهليل والتطبيل .
إبدأ الآن وفوراً، ابحث عن الشريف، حتى وإن كان موظفاً بسيطاً في دائرة أصدقائك أو معارفك أو أقاربك ترى أنه على درجة من الوعي والثقافة تؤهله ليمثلك، وشجعه على الترشح وادعمه .
ابحث عنه في نفسك، ربما تجدك قادراً على الترشح وأداء دور مهم لبلدك، لا تخجل أو تخف من الفشل، لا تتردد إذا كنت ترى في نفسك الكفاءة وترى أنك تستطيع أن تكسب أصوات تأييدك، على الأقل قد تنل شرف المحاولة، أما غير ذلك فنحن جميعاً ولا أستثني أحداً نضيع الوقت والجهد ونمنح الإخوان والحزب الوطنى فرصة العودة مرة أخرى، وحينها لا تلوم من انتخبوهم فلم يجدوا أمامهم البديل .

أخيراً صديقي الغاضب الرافض، لا تنسى أن هناك من شعب مصر العظيم من سينتخب هؤلاء الذين ترفضهم حضرتك، وجاهزون للتحرك إن لم يكونوا قد تحركوا بالفعل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق