الثلاثاء، 17 يونيو 2014

التقشف الذي أعرفه .

رابط المقال على صحيفة الموجز 
http://almogaz.com/news/opinion/2014/06/17/1525742
زمان
مكنش في كل البيوت تليفزيونات سواء بسبب الحالة المادية أو بسبب عدم توفر الكهرباء كما كان الحال بالقرى وكان الميسورون بالقرية لديهم مولد كهرباء يسمونه ( ماكينة نور) ، وزمان كان محتوى البرامج مختلف عن الآن حتى الإعلانات كانت محدودة، أذكر منها إعلان معجون أسنان " جبس سار" و ( شهادات الاستثمار جوايزها معانا كتارالنهارده الوضع اختلف تماماً ، زمان كان كل البيوت فيها تليفزيون واحد (نصر) والغسالة والتلاجة نفس الصناعة (إيديال) ، وكان في الفصل الواحد ابن البواب وابن مدير الأمن، وزمان كان الكراسة نوع واحد وكانت المدرسة تشجعنا على الادخار وتفتح لنا دفاتر توفير ونشارك بأسهم في الكانتين ونحصل على أرباح في نهاية السنة، حتى لبس الناس كان شبه بعضه مفيش تفاوت كتير، وزمان كان ركوب العجلة عادي جداً بيركبها الطالب والعامل والمدرس والموظف والعسكري ، وزمان كانت الشوارع آمنة والعربيات محدودة حتى الموتوسيكلات كان معظمها لرجال المرور والشرطة ، الآن كل البيوت فيها تليفزيونات وفيها أجهزة استقبال ولم يعد اقتناء التليفزيون مقصوراً على الأغنياء ،وإذا ما ألغينا فارق النوع والحجم إلا أن المحتوى واحد ، الغني والفقير يتابعون نفس المسلسل ، والغني والفقير يشاهدون نفس كمية الإعلانات عن أنواع الأطعمة والمشروبات والعقارات ، و تزداد إعلانات الطعام في شهر رمضان ، الغني والفقير يذهب نفس المحلات الكبيرة والصغيرة  سواء السوبر ماركت أو الميني ماركت أو البقالات والتي تحتوى كلها على نفس الأطعمة والمأكولات والمشروبات والياميش ، الغني لا أستطيع أن أطلب منه ألا يلبي طلبات أولاده وهو يملك الثمن مهما ارتفع ومهما أضافت الدولة من جمارك ورسوم ، والفقير لا أستطيع أن أطلب منه أن يغض البصر ولا أستطيع أن أخصص أماكن محددة للأغنياء وأخرى للفقراء ، أو أطلب من بعض الأماكن البسيطة ألَّا تعرض أصناف ما من الأطعمة ، لن يموت أحد لو أغلقنا باب الاستيراد نهائياً لمدة خمس سنوات لبعض المأكولات ، والتي تعد مستفزة لقطاع كبير من المجتمع نستهين به وبمشاعره، ونوجه تلك المبالغ للتصنيع والإنتاج حتى نكون قد قلصنا من الفجوة الكبيرة بين الفقراء والأغنياء وأعدنا الطبقة المتوسطة لمكانها ودورها الذي خسرنا جميعاً بسبب غيابه ، هذا التقشف الذي أعرفه ، أما عن موضوع موافقة الرئيس على تشكيل بيت للزكاة برعاية الأزهر فللأسف لن أقدم زكاتي للأزهر لأنه تابع للحكومة ولا أثق في الحكومة ، قبل أن أعرف أين  أموال مصر الموقوفة والتي تُدار بمعرفة وزارة الأوقاف والتي تبلغ المليارات والتي تم نهب الكثير منها وبيع الكثير منها بما يُخالف اجراءات الوقف، ابحثوا عنها أين تُنفق واعرفوا لماذا ترك الشيخ الشعراوي رئاسة الوزارة وقدم استقالته ، وقبل أن أعرف أين ذهبت أموال التأمينات وقبل أن أعرف ما هو دور وزارة الشئون الاجتماعية ، وقبل أن أعرف ماذا أقول لقريبي الفقير وجاري المريض حين أتوقف عن مساعدتهم، لن أتنازل عن دعوة أرملة مسنة أو شيخ عاجز يدعو لى قائلاً ربنا يوسع رزقك ويحفظ أولادك ويصرف عنك كل سوء ..
 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق