الأربعاء، 7 مايو 2014

كرامة السيسي ..

رابط المقال على صحيفة الموجز الاليكترونية :
http://almogaz.com/news/opinion/2014/05/07/1459447https://www.facebook.com/AlmogazNews/posts/735159933192202

سؤال :
 كم واحد من الشعب المصري بيختار المرشح الرئاسي من خلال البرنامج أو من خلال الأحاديث التليفزيونية والمؤتمرات الشعبية ؟
جمال عبدالناصر حكم
مصر بدون برنامج ولا مؤتمرات و برغم مضي 44 عام على رحيله مازال في قلوب وعقول الملايين من المصريين ليس فقط الذين عاصروا فترة حكمه بل كثير من الشباب والأجيال التى جاءت بعده ..
ليس
فقط جمال ، حتى السادات مازال يتزايد محبوه ومؤيدوه ، وليس السادات فقط بل امتد حب البعض إلى عهد الملك فاروق ، و( على رأي السيسي : خللى بالك ) كل هؤلاء نالوا حب المصريين بدون برامج ولا مؤتمرات ولا انتخابات رئاسية كما يحدث الآن ، وبدون حملات انتخابية ولجان إلكترونية ، كل هؤلاء رحلوا ومازالوا يحتلون حيزاً كبيرا من نقاشنا .. 
حتى مبارك ، حتى الآن له جمهور كبير وشعبية ولو كان يصلح للترشح وبدون أي برامج لسمعنا أغنية : " اخترناك اخترناك " ، وربما ستجد كثير من نفس الوجوه من الإعلاميين والصحفيين ،  تفتكر
حضرتك ليه ؟!

الموضوع ببساطة أن الناس معذورة ، هِيَّ مِن إمتى اختارت رئيس غير مرة واحدة حزينة ؟! و طبعاً كانت تجربة مريرة والعذر الأكبر أنها ليس أمامها خيارات عديدة ، الناس بطبيعتها تحب أن تلتف خلف شخص الرئيس وتحب أن يكون لها رئيس زعيم ، لم يظهر هذا الزعيم كما تصور البعض بعد الثورة ، وانتظروا ووجدوا أنفسهم مضطرين لخوض تجربة لأول مرة وهي اختيار رئيس من بين عدة أشخاص ، تقريباً لا يعلمون عنهم شيئاً ، الإختبار كان صعب و جديد عليهم ، البرامج كانت عديدة وطويلة وكله في النهاية مجرد كلام في كلام ، البعض انحاز لرجل ظن أنه يخاف ربنا ، والبعض انحاز لرجل دولة ، والبعض انحاز لرجل يحقق حلم الثورة والنضال ( في نظره ) ، ومر عام أسود بكل المعايير حتى جاء المُنقذ الذي في 30 يونيو أزاح هذه الغشاوة وهذا الكابوس ، ومنح الأمل للمصريين ، فِلِمَاذا لا ينتخبونه ؟! وقد رأوا منه كرامة تمسكوا بها واستدلوا بها على مستقبل آمن وأفضل ، لا يهم البرنامج ولا أي شئ ، هم مغرمون به كبطل ، لا ألومهم وأتمنى أن تُحقق أحلامهم و أحلام كل المصريين ، و ( خللي بالك ) لو تكرر مشهد انتخابات 2012 وبكل مرشحيه السابقين لانحاز الناس أيضاً للسيسي لنفس السبب ..

أنصار السيسي يرون فيه شجاعة جمال عبدالناصر ، وأنصار السادات يرون فيه دهاءه السياسي ، حتى آسفين يا ريس للأسف يرون فيه أنه امتداد لصاحب الضربة الجوية الأولى ، هو لا يُسأل عن ذلك ، هو قالها أكثر من مرة : ( أنا أتعامل بوجه واحد مع الجميع ) .. ربما كانت تلك الصور كرامة أخرى قدمها السيسي للمصريين ، لا نملك معها غير أن نقول : صحيح الهوى غلَاب ..

 عن لقاء السيسي مع لميس وعيسى  فلو شئنا الحديث عنه ، سوف أتوقف عندما قال
: ( أنا جاي من مؤسسة لازم تنجح ) ، لا غبار على الكلام هذا حقه وهذه عقيدته تجاه القوات المسلحة التي نشأ فيها ، ولكن لي الحق أيضاً أن أسأل ، من أين جاء مبارك ؟ ولا يعني ذلك أني أدين المؤسسة العسكرية ، ولكن حين يكون مبارك منها فلا يعني ذلك أن كل من يخرج منها كفؤ للحكم ، أما تجربتنا مع السيسي والتي تنحصر حتى الآن في عزل مرسي فلا شك أنها تجربة كلنا نقدرها ، أما عن المستقبل فأرجو أن تلتمس لي العذر إن قلت أنه لا يمكن الحكم عليها الآن إلا بعد توليه الحكم ، ولا يمكن التنبؤ بها حتى من برنامجه و طبعاً بلا أدنى شك أتمنى نجاحه لأنه ببساطة نجاح لمصر كلها ..
طبعاً كل ما سبق ليس له معنى إذا كنت حضرتك ترى أن مبارك كان حاكم عادل صالح وبطل قومي  ..

أما بخصوص إجابات السيسي ، برغم أنها لن تؤثر ولن تغير في عقيدة أحد ، لأن
كل مستمع أو مشاهد هو شريك في الحوار ، ولأن كل مستمع أو مشاهد له الحق في تأويلها وتفسيرها ، و لأن كل محاور له الحق في طرح السؤال ، أيضاً لكل ضيف ( مرشح رئاسي ) له الحق في طريقة الإجابة ، و بناء عليه فإذا كنت حضرتك بتؤيد المرشح ومقتنع به لن تبذل أي عناء لتستخرج الإجابة الصحيحة التي تريد أن تسمعها ، و ستحيل أي غموض في الإجابة لدى مرشحك الرئاسي  لغموض وذكاء شخصيتة  ومدى دهائه ، ومما لا شك فيه ستصبر وتتحمل وتلتمس له كل الأعذار ، و طبعاً العكس صحيح ..

قبل
ما أنتهي (خللي بال حضرتك ) أن هذا الأسلوب كان نفس أسلوب مؤيدي ومعارضي مرسي على طول الخط ، اللهم لا لوم ولا اعتراض  ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق