الخميس، 4 ديسمبر 2014

لا لتطبيق الحد الأقصى للأجور .

رابط المقال على صحيفة الموجز الإليكترونية 
http://almogaz.com/news/opinion/2014/12/05/1757746

لعلك قرأت هذا الخبر،
تقدم عدد من المسئولين بالبنك المركزي والبنك الأهلي وبنك مصر، وبنك القاهرة، بالإستقالة، بعد إلزام الجهاز الإداري للدولة والهيئات الحكومية بقرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بتطبيق الحد الأقصى للأجور بواقع 42 ألف جنيه شهرياً..
بمناسبة هذا الخبر، أنا
ضد  تطبيق الحد الأقصى، ضد تطبيقه على قطاع البنوك والتخطيط و جميع  هيئات الإقتصاد و الإستثمار وسوق المال، لكن بشرط يقولولي على مدار 30 سنة كانوا بينفذوا سياستهم المالية والإقتصادية بناء على خبراتهم ودراستهم و ما نالوه من أعلى الشهادات و من أشهر وأعرق الجامعات، أم سياسة رجال مبارك الوطنيين ولجنة السياسات وأنهم كانوا مجرد أداة من أدواتهم ؟
ولابد أن يجيبوا عن : لماذا انخفضت القيمة الشرائية للجنيه وارتفع سعر الدولار من 85 قرش في بداية عصر مبارك إلى 7.6 في ديسمبر 2014 ؟
برغم بيع القطاع العام والخصخصة و برغم اختفاء دور الشؤون الاجتماعية، وبرغم ارتفاع سعر الخدمات المقدمة من الدولة، وبرغم ارتفاع الضرائب، وبرغم بيع أراضي المدن الجديدة بأعلى الأسعار، وبرغم عدم دخول مصر في حروب جديدة، وبرغم ارتفاع إيرادات قناة السويس والجمارك وازدهار نشاط السياحة، وبرغم ارتفاع حصيلة إيداعات المواطنين المصريين من داخل وخارج مصر بالعملة المحلية والأجنبية .
أنا ضد تحديد الحد الأقصى على قيادات وزارة الزراعة والتجارة الداخلية والتموين
والصناعة والتنمية المحلية ووزارة الرى، بشرط أيضاً أن يجيبوا عن :  لماذا هجر الفلاح الأرض الزراعية ؟ وأين ذهب القطن المصري الذي علمتمونا في المدارس أن اسمه الذهب الأبيض ؟ وما هي خططهم  وقراراتهم التى أدت لزيادة الرقعة الزراعية من القمح ؟ وما هي خططهم التى أدت إلى تشجيع الإستثمار في  مشاريع تسمين وتربية المواشي ؟ ومن هو العبقري الذي ألغى نظام الدورة الزراعية للمحاصيل، وهمش دور الجمعيات الزراعية ؟ وأين دور مراكز البحث الزراعي ؟ ومن المسئول الذي أدى إلى أن يروي فلاحينا أراضيهم بالصرف الصحي ؟
وما هي الصناعات الثقيلة الإستراتيجية والتكنولوجية العملاقة التى نفذت في مصر وبتسهيلات من البنوك لرجال الأعمال الشرفاء في مصر، باستثناء طبعاً مصانع الشيبسي واللبان، وقلعة أحمد عز لتصنيع الحديد الذي وصل في بعض السنوات إلى تسعة آلاف جنية للطن، ولا ننسى طبعاً مصانع الأسمنت والغزل والنسيج التى بيعت لشركات أجنبية .

أنا ضد تطبيق الحد الأقصى للأجور على وزارة العدل ، هيئة القضاء والنيابة لكن بشرط يقولوا لنا لماذا يظل الفصل في القضايا وتأخير الحقوق لعشرات السنين؟ وإذا كان بالقانون عوار، وإذا كانت إجراءات التقاضي تحتاج لتعديلات فماذا فعلوا ؟
قِس ما سبق على كل الوزرات وكل الهيئات وكل المناصب التى طُبق عليها الحد الأقصى، ماذا فعلوا وما أثره على مصر لمدة 30 سنة ؟ حصرياً وفي مصر تسمع أعظم وأروع كلام علمي عن تطوير (منظومة) الإقتصاد والزراعة والاستثمار والتعليم والصحة والسياحة فقط في البرامج التليفزيونية من الأفراد قبل المنصب وبعد الإقالة !!
انتقدت من قبل الرئيس حين قال "مفيش" ، وانتقدت أداء حكومته ، ولكن هذا التمسك بتطبيق الحد الأقصى بداية وأسلوب من أساليب محاربة الفساد، و بداية لتحقيق نوع من العدالة الإجتماعية ، كما أن قانون الخدمة المدنية الجديد الذي أعلن عنه وزير التخطيط د/ أشرف العربي ، إذا تم تطبيقه كما أعلن عنه بجميع بنوده
سيرتفع مستوى خدمة الموظف وتعامله مع المواطنين، وسيختفي الدرج المفتوح والدخان والإكرامية وستتوفر فرص الترقي للموظف الكُفُؤ، فقط دون التقيد بالأقدميات وهو ما أعتبره بادرة أمل لشباب مصر المستقبل ، لعله خير .

الخميس، 27 نوفمبر 2014

الثورة مستمرة

لأول مرة أذكر اسم ( وائل غنيم) ، ترددت أن أكتب اسمه ولكني وجدت نفسي مضطر والسبب كَمّ الدهشة التي أصابتني من ردود الأفعال على صفحات الفيس بوك بسبب عودة ظهوره وتصريحاته، بصرف النظر عن اختلاف و صحة التصريحات المتداولة و مهما كان نوعها أو لِنَقُل خطورتها، فعقلي لا يقبل أبداً أن نَصِف تلك التصريحات أو شخص وائل غنيم بأنه يملك كل تلك القوة في تحريك الشارع المصري، وقبل أن أستكمل كلامي ، لو حضرتك ممن يستمع للإعلامي المناضل أحمد موسى، و الأخ الإعلامي الوطنى عبدالرحيم علي ، و أمثالهما ، فلا بأس ولكن لو كنت مقتنع بما يَبُثُّوه من أخبار فربما لن نتقابل معاً في أي نقطة سوياً ، فمن العيب والإهانة أن نضع  شعب مصر رهن إشارة لتصريح من وائل غنيم أو البرادعي ، نعم وائل غنيم كان له دور في خروج الناس في 25 يناير ولكن أتحدى إذا كان هو نفسه أو أي شخص شريك معه كانا يتوقعان هذا التفاعل بهذا العدد، وأتحدى أيَّاً منهما إِن كان يتوقع خلع مبارك، ولعل من كان متابع جيداً في تلك الأيام يعلم أنه كان ممكن أن ينتهي الوضع بإقالة حبيب العادلي وحكومة أحمد نظيف وتعديل المادة 76 ، 77 وما كان مبارك ليسقط  لولا الأسباب التالية :
1- انضمام جميع الحركات في مصر .
2- انضمام جماعة الإخوان و قدرتهم على الحشد في جميع المحافظات بشكل منظم وفي وقت واحد مما شل حركة الشرطة في  قدرتها على المواجهة في أكثر من جبهة .
3- لعلنا نتذكر أيضاً أنه تم الإعلان قبل الخروج يوم 25 يناير بفترة طويلة كانت كافية لكي تمتص الحكومة ما حدث وتقطع عليهم الطريق بقرارات استباقية تخمد من حالة الغضب ولكن كالمعتاد تعاملت الحكومة والأجهزة الأمنية بنوع من الاستهتار والتعالي وطمأنت مبارك بأن الوضع مسيطر عليه تماماً .
4- اكتفت الشرطة بتنفيذ الخطط الأمنية في المواجهة بالتفريق والضرب مما أدى إلى انفجار حالة الغضب والإستياء الدفين من الجميع تجاه النظام و دفع من لم ينزل بعد إلى النزول .
5- نقطة أخيرة ومهمة جداً هي غباء مبارك و نظامه وبطء اتخاذ القرار كان سبب رئيسي، وباقي التفاصيل عشناها جميعاً .
نعود لقصة وائل غنيم ، اختفى ظهور وائل غنيم  تدريجياً بعد فوز مرسي، إلى أن بدا اختفاؤه نهائياً بعد 30 يونيو، فأين هي قوته هو ومن معه لكي يحركوا الشارع ضد 30 يونيو ؟ و أين هم أتباعه وأتباع البرادعي الذين تعولون عليهم بأنهم عملاء وخونة ؟
كم عدد من تتهمونهم بالخيانة والعمالة ولماذا لم يحركوا الشارع ضد 30 يونيو كما حركوه من قبل في 25 يناير كما تدعون بأنها كانت محاولة منهم لإسقاط مصر ؟!!
مصر لن تسقط بإذن الله بسبب هؤلاء ، ولكن الخطر الشديد الذي أخشاه على مصر

هو بث الجهل، بث  الخوف، الشعب خرج الشارع مرتين، الأولى بسبب الظلم والفساد الذي استشرى في كل مكان، والثانية كانت بسبب الإقصاء والتكفير وفرض الرأي، الشعب الآن نضج بما فيه الكفاية ولن يخرج  مرة أخرى إلا إذا تكرر ذلك، لماذا تقلقكم "جملة الثورة مستمرة " ؟! لماذا تفهمون كلمة الثورة بأنها إسقاط للدولة ؟! لنتفق أنها كذلك في مفهوم البعض و لنتفق أن هناك فعلاً خونة و هناك مؤامرات تحاك لنا من كل العالم لثورة تأتي على الأخضر واليابس في مصر، إذن فلنفسد عليهم نواياهم، و نردد نحن أيضاً شعار " الثورة مستمرة " بطريقتنا، نثور على الفساد في كل الوزارات والمصالح، ونشير إليه ونعلن عنه ونفضح الفاسدين، نحتاج ثورة في التعليم وثورة في الصحة وثورة في الإقتصاد والصناعة والزراعة، ثورة في الأزهر، لن ينقذ مصر أن نردد كل يوم " تحيا مصر " والدود ينخر فيها، ولن يدعم السيسي أن نعلن كل يوم حبنا له و ننشر صوره و نترك الفساد يلتف من حوله ..

أما عن الغد المدعو " 28 نوفمبر " فلست قلقاً أبداً بل ربما متفائل أن جهاز الفرز في مصر ما زال يعمل ويقوم بفصل الشوائب ..

استعيدوا حالة الشعور بالرضا التى عاشها الشارع بعد رحيل الإخوان، لا تجعلوا الإستياء يتسرب إلى نفوسكم ، انسوا وائل غنيم وغيره ولا تلتفتوا لهم كثيراً ، فإذا كان هو وغيره يريدون الهدم ، فجدير بنا إذا أردنا البناء أن نكتشف من شبابنا من  يقدر عليه ونمنحه الفرصة ..

الأحد، 23 نوفمبر 2014

بعيدا عن السياسة - (2) حصة التعبير .


كما بدا لنا بوضوح في مقالي السابق "بعيداً عن السياسة .. حصة الرسم" أن القائمين على التعليم وأعتقد جزء كبير من الأهل لم يدركوا أهمية حصة الرسم ( التربية الفنية ) في العملية التعليمية ودورها في بناء شخصية الطفل، أيضاً لم  يدركوا دور حصة التعبير وأهميتها ..
فإذا كان من فوائد تعلم الرسم و خاصة في الصغر تنمية الذوق والإحساس، وكذلك يُعد وسيلة لتفريغ الطاقات وكما يقول علماء النفس بأنه يمكن تحليل شخصية الطفل من خلال رسوماته واختياره للألوان ولا يتسع المجال هنا للحديث عنه ، إلا أنه يمكننا القول أن الرسم يعد أيضاً أسلوب من أساليب التعبير عن النفس ..

- كلنا نعرف أن هناك "تعبير تحريري" وربما لا يعرف الكثير منا أنه من المفترض أن يكون هناك أيضا ً "التعبير الشفهي" ، لذلك فأهمية حصة التعبير لا تنحصر فقط في كونها تنمي مهارة الكتابة واكتساب المفردات المناسبة و توظيفها في مكانها الصحيح، بل تتعدى ذلك بكثير وتؤثر مستقبلاً في حياتنا بشكل عام، وفي علاقتنا بجميع من حولنا سواء في البيت أو العمل، وتجعلك قادر على حرية التعبير عن مشاعرك تجاه الآخرين بشكل لائق لا يسبب حرج، وربما هذا ما يفسر لك ظاهرة وجود كثيرمن حملة أعلى الشهادات لا يجيدون الحوار أو التعبير مما يسبب لهم مشاكل كثيرة في حياتهم العملية والشخصية، بالإضافة طبعاً لدور حصة التعبير في تنمية اللغة من الناحية الإملائية والنحوية و الذي كان من نتائج إهمالها سبب رئيسي نراه الآن في الأخطاء اللغوية والإملائية عند كثير من خريجي الجامعات، وفي كثير من الأحيان تجد موظفاً لا يجيد صياغة تقرير عن عمله أو مديراً لا يجيد صياغة خطاب رد على جهة إدارية ما، وقد سمعنا على مدار سنوات طويلة عن أخبار تذكر أسماء كتاب وصحفيين كانوا يكتبون الخطب للرؤساء، وبرغم ذلك كان هناك  تباين واختلاف كبير بين قدرة كل رئيس في إلقاء خطابه، مما كان له الأثر في نفوس الجمهور بالإيجاب والسلب مهما كان المحتوى ولا ننسى جميعاً خطاب مرسي الشهير لصديقه العزيز "شيمون بيريز" ..

وعلى الرغم مما سبق، إلا أنه للأسف  لم تكن حصة التعبير أوفر حظاً من حصة الرسم، فلعلنا نتذكر أن معظم مواضيع التعبير كانت هي نفس مواضيع الرسم تقريباً، و طبعاً طبقاً للمناسبات كانت المواضيع الاعتيادية : حرب أكتوبر، وفضل صيام  شهر رمضان، عيد الأضحى المبارك، رحلة إلى الأهرامات، نزهة في القناطر الخيرية، وينتهي كالعادة بفصل الربيع وشم النسيم، ولا أتذكر مرة واحدة أن طلب منا مدرس التربية الفنية أو مدرس اللغة العربية أن نرسم أو نكتب مواضيع حرة وفقاً  لما يتراءى لخيالنا ..

هل تتذكر حضرتك مرة واحدة أن اختار مدرس اللغة العربية أي موضوع تعبير لأي طالب و طلب منه أن يقرأه أمام الفصل ثم ناقشه فيما كتب من جمل أو عبارات أو مفردات استخدمها أو وظفها في مكانها الصحيح بشكل جميل، أو وجه الطالب لتغيير مفردة ما لتكون أكثر دقة  في الوصف والتعبير وتلائم السياق الذي كُتبت فيه ؟!

من ذكرياتي في حصة التعبير في المرحلة الابتدائية، يوم أن طلب منا المدرس أن نكتب موضوعاً في حب مصر، ثم قام  بشرح عناصر الموضوع، قائلاً : "وطنك الذي ترعرعت تحت سماه وشمسه الدافئة، وشربت من نيله العذب" ، وطلب منا كتابة تلك العناصر لكي نستعين بها، هنا توقف تركيزي عند كلمة "ترعرعت" وأول شئ خطر ببالي حينها كلمة " ترعة " و شرعت في تأملها وما علاقتها بالأخرى، وهل لأن الترعة مجرى مائي تروي الأراضي، يكون لها علاقة بالنمو أو الرعاية ؟! ثم بعد ذلك وإجمالاً لم تعجبني عناصر الموضوع، ببساطة شديدة وجدت نفسي أردد في تلك السن الصغيرة، أحب بلدي لأنها بلدي بدون أسباب، وهل إذا لم يكن بها نيل كنت سأكرهها ؟! وأين يترعرع كل الناس ؟ أليس تحت سماء بلدانهم ؟ وأذكر يومها أني واجهت صعوبة شديدة في كتابة موضوع التعبير وحتى عندما استعنت بإخوانى الأكبر مني لم أقتنع بما قالوه لي من عبارات لكي أضيفها، واكتفيت أني كتبت ما أملاه علينا المدرس من عناصر وبطريقة مختصرة مقتضبة ..

كنت أود أن أسأل مدرسي الرسم والتعبير (اللغة العربية) هل أنتم راضون عن هذا الأسلوب التعليمي ؟!  وكم مرة اكتشفتم مشروع فنان أو كاتب أو شاعر من بين طلابكم بالمدارس ؟! هذا إذا كانوا مؤهلين فعلاً للاختيار والاكتشاف ؟! وهل فيكم من اعترض أو أبلغ ملاحظاته للموجهين ؟! مع ملاحظة طبعاً أنه لم نرَ مرة واحدة موجه للرسم يمر على الفصول كما كان يحدث مع المواد الأخرى وكذلك الحال بحصة التعبير، أما الآن أشفق عليهم وأعتقد أنه كان لديهم  العذر، خاصة مع العدد الكبير للطلبة الذي بلغ وقتها 48 طالباً والذي يصل أحياناً الآن إلى 60 طالب لا يمكن معه بأي حال من الأحوال أن أطلب من المدرس أن يمر على كل طالب لكي يشرح له كيف يرسم وجه، أو أتخيل أن بمقدوره أن يقرأ مواضيع التعبير قراءة الناقد الذي يُقَيِّم نصاً أدبياً، خاصة أنه كل منهما يدرس لأكثر من فصل وحصتي التعبير والرسم حصة أسبوعية وليست شهرية ..

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

بعيدا عن السياسة (1) - حصة الرسم .

فيلم إيشان، هو فيلم هندي، من إنتاج عام 2007 يحكي قصة طفل بالصف الإبتدائي يعاني من مشاكل في القراءة والكتابة " صعوبات التعلم "، ويرصد ذلك المؤلف في مشاهد عديدة، سواء مع المدرسين أو في البيت، وعلى الرغم من نجاح والده في عمله إلا أن القسوة الشديدة التي تعامل بها مع إيشان ومقارنته الدائمة بأخيه الأكبر كانت تزيد من الأمر سوءاً، وكذلك  عدم تفهم الأم  للمشكلة التي يعاني منها الإبن بالإضافة إلى التشخيص الخطأ الذي أدى في النهاية إلى أن الطفل زادت كراهيته للمدرسة والتعليم ، وكان قرار والده وبنصيحة من بعض المدرسين الذين أقروا بضرورة التحاقه بمدرسة داخلية في مدينة أخرى . وهناك في تلك المدرسة الداخلية، كادت مشكلته أن تتفاقم لتتحول إلى حالة من الإكتئاب لشعوره بفقدان العائلة، بالإضافة لتكرار نفس معاملة مدرسيه في المدرسة الأولى، فيما عدا مدرس الرسم الذي تم تعيينه جديداً بالمدرسة والدور الذي لعبه مع الطفل حين اطلَّع على بعض من رسوماته واستطاع من خلالها ومن ملاحظته لاختيار ايشان للألوان أن يكتشف الطريقة المثلى للتعامل معه ودفعه للتكيف واكتسابه لمهارات التعلم ، لن أحكي باقي القصة ولكن أدعوكم لمشاهدة الفيلم لتكتشفوا كيف أصبح ايشان طفل عبقري من خلال مجهود مدرس الرسم .

بعد أن تعرفنا على دور مدرس الرسم في حياة إيشان ، أسالكم كم منا ما زال يحتفظ في ذاكرته بدور لمدرس الرسم أو حصة الرسم ؟! بالنسبة لي ، كل ما أتذكره من حصص الرسم هو أن في بداية كل عام يطلب منا أن نرسم (انتصارات أكتوبر) والرسومات تقريبا كانت متشابهة ، قناة مائية يقابلها  ساتر ترابي وخراطيم مياه ، وتمضي الحصص حتى يأتي (عيد الفطر) ، فيطلب منا المدرس رسم مظاهر بهجة العيد وطبعاً الكحك والأفران ، ثم عيد (الأضحى المبارك) ونرسم الخرفان أو معها الجزار وفي يده سكين ،  أو رسم الحجيج حول الكعبة وأيضاً الرسومات كلها متشابهة ، ثم يأتي دور (المولد النبوي) في الرسم ، لنرسم الحصان والعروسة ، وأخيراً و دائماً  يأتي رسم ليوم (شم النسيم) وطبعاً نرسم البيض الملون والبصل وبعض الشخابيط التى تعبر عن كائنات في أماكن  نفترض أنها حدائق ومنتزهات عامة .



 لا أتذكر أن طلب منا مدرس مرة واحدة أن نرسم ما يتراءى لنا أو كما يصوره لنا خيالنا ، أو أن يصحبنا خارج الفصل ويطلب منا رسم ما نراه كلا من زاويته ، قصتان مازلت أذكرهما مع مدرسي الرسم ، الأولى كانت في الصف الأول الإعدادي ، كان مدرس جديد حل على المدرسة بعد بدء الدراسة بأسبوعين ، اسمه أستاذ/ أحمد ، طبيعي أن لا أذكر اسمه كاملاً لأنه لم يدخل فصلنا  سوى مرة واحدة ولا أدري أين رحل ، أما الحدث ، فلأول مرة يشرح لنا مدرس كيف تُرسم ورقة شجر وكان يمر على كل طالب ويشرح لنا كيف يكون الظل وعلاقة الظل بالضوء ، كانت حصة ممتعة لم تتكرر ، ومعها شعرت لأول مرة بالرغبة  في الرسم .

القصة الثانية حدثت معي في الصف الأول الثانوي ، المدرس كالعادة حضر بعد بداية العام الدراسي بقليل وعلمنا وقتها أنه عائدٌ من إحدى دول الخليج ، كان اسمه محمود عرفه ، سعدنا جداً به لأنه وعدنا في الحصة الأولى التي تعرف علينا فيها أن حصة الرسم التالية ، ستكون بغرفة الرسم، وكنا لأول مرة نعلم أن بالمدرسة غرفة للرسم ، وقد كان ، وذهبنا معه وبدأ يشرح الفرق  بين أنواع الألوان في الرسم ، ومتى تستخدم الألوان الشمعية والخشبية وأقلام الفحم ،  ثم بدأ يشرح لنا تاريخ الرسم وعلاقة الرسم مع الفراعنة وكيف كانوا بارعين في اختيارهم للألوان ، وهنا بدأت المشكلة ، طلبت السؤال وسمح لي ، فسألته وكنت جاداً جداً : من أين كانوا يأتون بالألوان ؟ فابتسم وأشار لي بالجلوس مجيباً بكل بساطة وهو ينظر لي : طبعاً من الأحجار الملونة ، وتأهب لكي يسترسل في شرح تاريخ الفراعنة مع الرسم، ولكني لم أمهله الحديث وقاطعته ثانية متسائلاً، وأيضاً أُقسم أني كنت جاداً في السؤال : كيف يحولونها إلى ألوان ؟ فقال : يكسرون الأحجار إلى قطع صغيرة ثم يطحنونها ، ويبدو أني لم أقتنع بالإجابة،( وهذه مشكلتي حتى الآن)، وعدت لأسأله:  حضرتك حتى تتحول لألوان ، لابد أن تخلط مع زيوت ولابد أن تتحول الأحجار إلى مسحوق ناعم جداً ، فكيف كان يتم ذلك ؟! ، فأجاب : الزيوت يحصلون عليها من النباتات وشحوم الحيوانات ، أما المسحوق فكانوا يقومون بصنع منخل مثل منخل الدقيق من جلود الأغنام ، وطبعاً لم أسكت ، فقد سألته : يا أستاذ/ محمود كيف يحولون جلود الغنم إلى دِقة ( منخل الدقيق ) ؟! والحقيقة كانت إجابته سريعة  قائلاً : يصنعون من الأحجار رؤوس مدببة جداً ، ابتسمت قائلاً : بصراحة أنا لست  مقتنع .. وهنا انتهت الحصة بتوبيخه لى وكانت آخر مرة يشرح لنا شيئاً، ولا أدري  سوى أنه كان من حقي أن تصلني إجابة مقنعة ومفيدة عن ما يقوم بتلقينه لنا، وإلا فلا داعي أن يقحم تلك المواضيع والتفاصيل التي لا تفيد كثيراً في تعلمنا للرسم ، حين أتذكر تلك الواقعة أتصور أنه كان بإمكانه أن يحتويني بأجابة سهلة ومقنعة إذا قال ك أن الفراعنة الذين بنوا الأهرامات وتلك المعابد واحتفظوا بتلك الجثث عبر آلاف السنين بالطبع كانوا قادرين أن يصنعوا ما يشاؤون بدون ، ما زلت أقابل استاذ / محمود،  وأحييه أنه حاول أنه كان له الفضل أن يفتح غرفة الرسم التي ظلت مغلقة لسنوات طويلة وحاول أن يقدم شئ جديدا .

الجمعة، 7 نوفمبر 2014

العبقرية المصرية

العبقرية المصرية .

‏4 نوفمبر، 2014‏، الساعة ‏10:07 مساءً‏
الدكتور سعد الجيوشى، رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري ، نموذج يحتذى به للعبقرية المصرية التى دحضت وفندت كل النظريات العلمية التى تعلمها عن الطرق وخرج لنا بنظرية جديدة لا أستبعد أن يتم تدريسها في الصومال وجزر القمر ، وربما تكون نظريته تلك هي نفس النظرية التي تتبعها الحكومة والتى تمنعهم من تطوير المستشفيات و المدارس خوفا من الازدحام و بالتالي تدني الخدمة المقدمة ، ولا أستبعد أن تكون نفس النظرية هي التى منعتهم من تطوير سكك حديد مصر خوفا من العودة مرة أخرى للازدحام الذي يدفع البعض في ( التسطيح ) وبالتالي تعرض المواطنين للسقوط ، بالإضافة لأسباب اجتماعية وأخرى اقتصادية لا تقل أهمية عما ذكر ، أما الاجتماعي فهو مراعاة أن أصحاب سيارات الأجرة فاتحين بيوت ولديهم أسر تحتاج لمصاريف ربما لا يقدرون عليها لتعرضهم لخسائر فادحة ، وأيضا فإن تيسير المواصلات و رفع المعاناة على المواطنين قد يشعرهم بالملل نتيجة لتوفير الوقت و الجهد مما يولد لديهم الشعور بالفراغ وقد يدفع البعض من أصحاب النفوس الضعيفة للإنتحار ، أو طرق غير مشروعة لتعويض النقص في الدخل ، كذلك فهناك بعد اقتصادي وهو فقد وزارة المالية لعائد كبير من ضريبة الدخل ، أعتقد أن تلك النظرية العبقرية الفذة فسرت لنا العديد من الظواهر التي كنا للأسف ننتقد الحكومة بسببها وهذا يفسر و يؤكد أمرين هامين ، الأول أننا على قدر كبير من الجهل والسطحية ، أما الثاني وهو الأهم أننا لابد ألا نعترض ولا ننتقد أي تصرف حكومي مهما كان وعلينا أن نثق في ولاة أمورنا فهم أعلم بشؤون دنيانا .ولنبدأ من الآن التجربة والتطبيق ، فإذا ما حدثك شخص ما أو سمعت بأحد البرامج أو رأيت بنفسك رؤي العين مواسير الصرف الصحي مثلا ( لا قدر الله ) تصب في النيل ، فابتسم واشعر بالسعادة وتأكد أن الله قد حباك بعباقرة زمانهم وأنه من المؤكد أن لديهم أسبابهم ونظرياتهم المقنعة التي تدعم مواقفهم ولا تقحم نفسك وعقلك في أمور استعصت على فهمك و ركز في أكل عيشك و لا تنسى الدعاء لهم في صلاتك و خلف الإمام يوم الجمعة .قبل ما أنسى ، طبعا هو نموذج لمن تحدث عنهم الرئيس السيسي في آخر خطاب له أمس وذلك أثناء حضوره تنفيذ تشكيلات من القوات الجوية للمناورة الاستراتيجية التعبوية «بدر 2014» قال : مصر تحتاج للأكفأ ، و قال : كل مسئول لايستطيع مواجهة التحديات والتغلب عليها والقيام بعمله على أكمل وجه و عليه أن يتحلى بالشجاعة ويقول “لا أستطيع أن أكمل معكم والسلام عليكم” ، وأضاف السيسس أقول لكل المسئولين المصريين بمعركة التحدى الحالية “أيها المسئول إن الوقت الحالى هو وقت العمل والإخلاص فإن لم تكن قادرا على تحمل المسئولية فقل السلام عليكم”,وأقول له أيضا “لو لم تكن قادرا على النهوض بالدولة بأفكار خلاقة وإمكانيات كبيرة فاترك مكانك”.

الاثنين، 3 نوفمبر 2014

كيف تكتب كتاب .

يحتاج الكثير منا إلى نصيحة مفيدة، أو معلومة ما عن شيء مهم، أو تعلم لغة تنير عقله. كل هذه الأمور نستمدها من الكتب، فالكتاب يعتبر المنارة التي نهتدي بها في أي طريق مظلم، لكن يجب أن يكون الكتاب مصدر ثقة. ولكن ماذا عليك أنت إذا أردت أن تمد الناس بالمعلومة وتؤلف كتاباً مفيداً لهم هل تستطيع أن تقوم بذلك؟
 لماذا تؤلف كتاباً
هناك عدة أسباب ودوافع يمكن أن تدفعك أحدهما أو أكثر إلى تأليف كتاب، منها: 
  • الحصول على المال
 وهذا أسوأ الدوافع، لأن كسب المال بالنسبة للمؤلف شيء غير مضمون ويحتاج إلى كثيراً من الصبر، فممكن أن تنشر كتاباً ولا يُباع منه إلا نسخاً قليلة، أو يستغرق الأمر وقتاً حتى يبدأ الكتاب في الانتشار بين الناس ويُقبلوا على شرائه. فإن كان هدفك فقط هو الحصول على المال أو الكسب السريع فسوف تُصاب بإحباط.
  • الضرورة المهنية
 وهنا يجب عليك أن تؤلف كتاباً كأحد متطلبات مهنتك أو كشرط لترقيك الوظيفي.
  • الاستمتاع الشخصي
 فأنت تحب الكتابة وتشعر بمتعة، وكلماتك تتدفق من عقلك إلى أصابعك، فتراها أمامك على الورق أو على شاشة "الكمبيوتر".
  • نشر العلم
 أي تشعر بداخلك بإحساس المسئولية نحو نفع الآخرين وحفظ الأفكار من الضياع، وهذا هو أنبل الدوافع على الإطلاق لأن دافعك يتجاوز نفعك ومتعتك الشخصية إلى منفعة الآخرين.
هل الكتابة موهبة فطرية أم مهارة مكتسبة?
الكتابة مزيج بين هذا وذاك، فالكتابة موهبة تولد بها، وهى أيضاً فن تتقنه عن طريق التدريب والكتابة المستمرة، وأيضاً عبر قراءة كتب كثيرة في المجالات التي تحبها، ولمختلف الكُتّاب.
تأليف كتاب خطوة بخطوة
قبل أن تشرع في الكتابة عليك أن تتأكد أولاً أنك تحب الكتابة، فاسأل نفسك: هل استمتع بالكتابة والتأليف؟ هل اشعر بالسعادة عندما يثني أحداً على كتاباتي؟ إن عملية تأليف كتاب تحتاج إلى مثابرة، والتزام، واجتهاد، وصبر. فهل أنتَ مستعد؟ إذن فلنبدأ:
أولاً: اختَر موضوع الكتاب وحدد هدفك من التأليف
 هناك بعض المعايير التي تساعدك على اختيار وتحديد موضوع الكتاب، منها
  • أن يكون موضوع الكتاب محبباً إلى نفسك، وتكون شغوفاً بالقراءة فيه، وتتلهف شوقاً للكتابة حوله. لا تنشغل بالجري وراء أحدث الصيحات السائدة في سوق الكتب.
  • أن يكون الكتاب متوافقاً مع رسالتك وأهدافك في الحياة بصفة عامة، فأنت لا تقدر أن تكتب جيداً في موضوع لا يجذب اهتمامك، أو يكون ضد قيمك ومبادئك.
  • أن يكون لديك خبرة حقيقية به من خلال المعايشة الحية للموضوع الذي تكتب فيه، مما يضفي عليه عمقاً وواقعية أكثر، والقراءة الكثيرة فيه، وكتابة بعض المقالات أو الخواطر عنه، والدخول في مناقشات حوله.
حدد هدفك من الكتابة في هذا الموضوع، واسأل نفسك تلك الأسئلة:
  •  هل تعرض شيئاً جديداً لم يسبقك أحداً إليه؟
  • هل ترى أن هناك ثغرة في فهم هذا الموضوع؟، قم بمسح السوق واعرف ما هو الموجود فيه، وما لم تخاطبه الكتب التي تم تأليفها من قبل في هذا الموضوع.
  • هل ترى أن به أمراً غامضاً على كثير من الناس فتتولى شرحه وتفصيله حتى يتضح لهم؟
  • هل تجد شيئاً طويلاً فتختصره دون إخلال؟
  • هل الموضوع مشتت في بطون الكتب فتجمعه وتبلوره وترتبه حتى يتسق؟
  • هل وقعت على رأي غير صحيح فتصححه بعد أن تتيقن من صواب ما أنت عليه؟
  • هل تتناول موضوعاً كُتِب فيه من قبل ولكنك تتناوله بطريقة أفضل وتعرضه بشكل جديد؟
ثانياً: اجمع كل المراجع الممكنة
لكي تؤلف كتاباً يجب أن تكون هاوياً للقراءة عاشقاً لها، لأنك ستحتاج إلى قراءة عشرات بل مئات الكتب حتى تستطيع أن تخرج كتاباً إلى الوجود، تماماً كالنحلة تظل تتنقل من زهرة إلى زهرة تمتص منها الرحيق، ثم تمزج كل هذا في بطنها لتخرج لنا عسلاً صافياً شافياً. يرى ستيفن كنجوهو أحد الكتاب الناجحين أنك لكي تكون كاتباً ناحجاً فعليك أن تقرأ على الأقل أربع ساعات يومياً.
اجمع أضعاف ما تحتاجه من المعلومات التي تتناول موضوع كتابك أو تتعلق به من مصادر المعلومات المتعددة كالكتب، والدوريات المتخصصة، والموسوعات، والصحف، والإنترنت (مع الاهتمام بالتأكد من صحة المعلومات وتوثيقها)، وسؤال الخبراء، باختصار "لا تترك جحراً يمكنك أن تعثر تحته على معلومات تهمك إلا قلبت فيه" كما يذكر المدون والمؤلف رؤوف شبايك.
ثالثاً: حدد فصول وأجزاء كتابك
  • بعد أن تقرأ كثيراً في موضوع كتابك وتكون الفكرة قد اكتملت في ذهنك، ضع الخطوط العريضة لكتابك محدداً أجزاءه وفصوله. ابدأ بكتابة الأفكار والعناصر الرئيسية، ثم اكتب العناصر الفرعية لكل منها، ثم العناصر الأخرى التي قد تراها تندرج تحت هذه العناصر الفرعية وهكذا، هذا التقسيم يمكن تغييره فيما بعد وهذا الشيء وارداً وطبيعياً جداً، ولكن وجود تصور مبدئي قبل الشروع في الكتابة سوف يساعدك كثيراً على تنظيم أفكارك وعدم الخروج عن الموضوع، وقياس مدى تقدمك وتحديد الفصول التي تتطلب منك مزيداً من القراءة والبحث أكثر من غيرها.
  • اكتب ملخصاً قصيراً لكل فصل في كتابك، ودوِّن أي أفكار لديك تخص عنصراً معيناً تحت هذا العنصر، أو أي أفكار أخرى ترى أنها قد تفيدك أو قد تستخدمها في الكتاب حتى وإن كنت لا تعلم في أي موضع تحديداً، قد ترى فيما بعد أنه من المناسب حذف بعض هذه الأفكار ولكن ذلك في مرحلة لاحقة. اترك لنفسك فرصة في البداية أن تكتب كل ما يخطر ببالك دون رقابة ذاتية، ولو كانت أفكاراً تافهة أو سخيفة حتى تفسح المجال للأفكار الجديدة، ثم يمكنك أن تقوم لاحقاً بتنقيح هذه الأفكار.
  • أثناء تنقيح أفكارك، إذا ظننت أن بعضها غير مناسب فلا تحذفها تماماً بل احتفظ بها في ملف آخر أو أوراق منفصلة لعلك تكتشف في وقت آخر أنها مفيدة.
  • اجعل حديثك مركزاً فقط على الموضوع الرئيسى للكتاب، لا تقع في فخ الرغبة في الكتابة بالتفصيل عن كل صغيرة وكبيرة تتصل بموضوع الكتاب من قريبٍ أو بعيدٍ، فهناك عناصر يمكن أن تكتب فيها بتفصيل أكثر من غيرها، وهناك عناصر يمكن أن تكتفي بالإشارة إليها، وذلك حسب مدى أهميتها بالنسبة للموضوع وتأثيرها على اكتماله ووضوحه.
رابعاً: ابدأ الكتابة ولا يهم أن تبدأ من البداية
  • في بعض الحالات من الضروري أن تبدأ لأن ما بعد البدايات لا يمكن توقعه، فبمجرد أن تشرع في الكتابة سيبدأ عقلك اللاوعي في العمل، وستجد أن الأفكار بدأت تتدفق إلى عقلك.
  • اكتب دون أن تتوقف بسبب الأخطاء اللغوية، اكتب بحرية تامة، وعندما يتعب عقلك ارجع وأنت ذهنك حاضراً لتقرأ ما كتبت فتصلحه وترتبه ولكن لا تحكم عليه في الحال بل ارجع إليه في وقت آخر.
  • إذا شعرت بأنك غير قادر على الكتابة فتوقف بعض الوقت (ولو لعدة أيام)، وقم بشيء آخر بعيداً عن الكتاب حتى تصفي ذهنك.
  • تقبل أن إنتاجك في الكتابة سيكون متفاوتاً، فلا يوجد كاتب يجلس يومياً فينتج عدداً محدداً وثابتاً من الصفحات ولكنك في يوم قد تكتب فقرة واحدة، وفي آخر تكتب خمس صفحات، وقد يمر أسبوع ولم تنجز شيئاً إلا أنك قد وجدت العنوان المناسب لأحد فصول كتابك!. بالطبع هناك كتّاب ينتجوا عدداً كبيراً وشبه ثابت من الصفحات يومياً ككتّاب الأعمدة في الصحف اليومية، ولكن هذا لأن هؤلاء قرأوا وكتبوا بما يسمح لهم بالقيام بذلك.
  • احتفظ بمفكرة صغيرة معك في كل مكان تسجل فيها أي خاطرة أو فكرة أو معلومة تحصل عليها من كتاب، أو نقاش، أو ندوة، أو تأمل، هذه الملاحظات يمكن أن تفيدك جداً في كتابك فتفتح ذهنك إلى أفكار وآفاق، وتلفت نظرك إلى موضوعات لم تكن منتبهاً لها، وإذا نسيت مفكرتك وقلمك فسجل على هاتفك المحمول، أو حاسبك المحمول (اللاب توب أو النوت بوك) حتى وإن وصل الأمر أن تستأذن أحداً أن يعطيك ورقة وقلماً.
خامساً: اختر عنوان الكتاب
قد يظن البعض أن اختيار عنوان الكتاب هو أول شيء يبدأ به الكاتب، ولكن هذا غير صحيح. فالعنوان هو آخر شيء تفكر فيه، وذلك حتى تستطيع اختيار العنوان الأكثر ملائمة ودقة وتعبيراً عن موضوع الكتاب. وإليك بعض الإرشادات التي تساعدك في اختيار العنوان المناسب لكتابك:
  • يزداد احتياجك إلى عنوان إيضاحي فقط إن لم يكن العنوان الرئيسي مبيناً لموضوع الكتاب، مثال:هناك كتاب يحمل عنوان "القواعد العشر"، هذا العنوان غير معبر عن موضوع الكتاب، لذا أضاف الكاتب عنواناً إيضاحياً هو "أهم القواعد في تربية الأبناء".
  • اختر عنواناً مناسباً للجمهور المستهدف، مثال: لو كان كتابك شعرياً أو رومانسياً فإن العنوان يجب أن يكون حالماً رقيقاً مناسباً لقراء هذه النوعية من الكتب.
  • ضع الاسم المباشر أولاً ثم الثانوي، مثال: "فلسطين .. التاريخ المصور"، فكلمة "فلسطين" هو العنوان الرئيسي، و"التاريخ المصور" هو العنوان الثانوي. السبب في ذلك هو أن يوضع الكتاب عند التصنيف ضمن كتب فلسطين وليس ضمن كتب التاريخ بصفة عامة فيتوه وسط الزحام.
  • الأفضل أن يتضمن العنوان أدوات الاستفهام (من، متى، أين، لماذا...الخ) إن أمكن ذلك، لأنها تستثير خيال القارئ ليجد الإجابة في مضمون الكتاب.
 سادساً: انقل أفكارك بأسلوب شيق ولغة حية وسليمة
اللغة وعاء الفكر، ولا يكفي أن يكون الفكر قيماً وسليماً بل يجب أن يكون محتواه شيقاً وسليماً أيضاً حتى لا تظلم المحتوى القيم بلغة ركيكة أو جافة، فيجب أن تراعي في كتابك ما يلي:
  • استخدم قصص وتجارب الآخرين: لأن الناس على اختلاف أعمارهم يحبوا القصص ويتأثروا بها، كما أن المثال العملي أكثر قدرة على التأثير من الأفكار المجردة.
  • كن عربي النزعة في لغتك وفكاهتك: أي استخدم الفصحى لا العامية واللهجات المحلية وذلك لسببين الأول الحفاظ على اللغة العربية، والثاني ليكون كتابك مفهوماً لكل القراء العرب وليس لأصحاب لهجة بعينها. والأمر ينسحب أيضاً على النكات، أي إذا استخدمت فكاهة فاحرص على ألا تكون خاصة بأصحاب بلد بعينها حتى يفهمها كل عربي يقرأ كتابك.
  • جرب خدمتي المعاجم والقواميس على بوابة  "عجيب" http://ajeeb.sakhr.com/ إذا استعصى عليك لفظ عربي أو أجنبي وأردت معرفة معناه بدقة.
  • تأكد من اتباعك لقواعد اللغة السليمة والهجاء الصحيح للكلمات لأن ذلك يؤثر على نظرة القارئ للكاتب، وإذا كنت تعاني من ضعف في هذا الجانب فيمكنك أن ترسل الكتاب إلى محرر ليراجعه لك لغوياً قبل نشره.
  • استخدم الصور البلاغية والتشبيهات لأنها توضح المعاني وتقريها إلى ذهن القارئ، واحرص أن تكون تشبيهاتك قريبة وتلقائية وذات دلالة واضحة فلا تضع تشبيه في غير موضعه.
  • المزيد من النصائح القيمة جداً في هذا الصدد يمكنك أن تجدها في مقال " كيف تكون كاتبا مؤثرا وفعالا؟" على موقعنا على الرابط التالى: http://ekayf.com/articles/effective-writing
سابعاً: نظم وقتك واختر مكاناً مريحاً للكتابة 
  • رتب أولوياتك: هل تستطيع أن تفرغ نفسك لتأليف كتابك؟ إذا كان ذلك ممكناً بالنسبة لك فافعل، أما إذا كان ذلك ممكناً وهو الأرجح بالنسبة لغالبيتنا، فعليك بتصفية حياتك من الأعمال والأشياء الأقل أهمية بالنسبة لك حتى تجد وقتاً أكبر للكتابة. فرتب أولوياتك وتخلص من بعض الأعمال الأقل أهمية لصالح ما هو أكثر أهمية.
  • خصص وقتاً للعمل في كتابك: لا تدع ذلك للظروف وإلا فإنك لن تجد هذا الوقت أبداً، خصص وقتاً ولو كان قليلاً فإن الجبال من الحصى، المهم أن يكون ذلك بانتظام فخير الأعمال أدومها وإن قلَّ.
  • قدّر الوقت المناسب لإنهاء كتابك: احسب الكمية التي تكتبها في الساعة، واحسب الوقت المتاح لك للكتابة يومياً أو أسبوعياً لتتمكن من وضع تصور للوقت الذي يمكنك أن تنتهي فيه من كتابك، وأضف إلى هذا الوقت من (30% : 50%) وقتاً زائداً تحسباً لأي ظروف طارقة، وبصفة عامة فإن الوقت الذي يستغرقه تأليف الكتاب يتوقف على عدة عوامل منها: اجتهادك، والوقت الذي تخصصه للعمل فيه، ومعدل إنجازك في هذا الوقت، وحجم الكتاب.
  • اختر مكاناً مريحاً للكتابة: يتميز بإضاءة مناسبة وتهوية جيدة، خالياً من المشتتات، واجلس جلسة يكون جسمك فيها مرتاحاً.

    ثامناً: راجع
    • اكتب مسودتك الأولى.
    • اترك هذه المسودة فترة كافية تستطيع بعدها عندما تراجعها أن تنظر إليها نظرة متجددة، ومن زاوية مختلفة اقرأها وراجعها وعدل فيها كما تشاء.
    • اتركها فترة وعد إليها مرة أخرى لتراجعها وتنقحها، كرر ذلك طالما مازلت تشعر أن هناك ضرورة لذلك.
    • اطلب من شخص تثق فيه أن يقرأ هذه المسودة، وانصت إلى تعليقاته، سوف يخبرك الحقيقة بشأن الأجزاء الجيدة في كتابك والأجزاء الأقل جودة، وبناءاً على ذلك قُم بالمراجعات والتعديلات اللازمة.
    • عندما تشعر أنك مستعد لنشر كتابك اتركه مرة أخرى أسبوعاً أو بضعة أسابيع بحيث ترجع إليه بنظرة متجددة.
    • هنئ نفسك لقد انتهيت من تأليف كتابك.
    وأخيراً، ثق بنفسك وقدراتك حتى تستطيع التغلب على الأفكار السلبية التي سوف تحدثك بها نفسك في كثير من الأحيان عن جدوى ما تقوم به ومدى جودته، وهل سيباع الكتاب أم لا؟ وعن تقصيرك في حق أهلك وأصدقائك وكأن انشغالك بالكتاب هو السبب الوحيد لذلك، وكأنك قبل الشروع في الكتاب لم تكن مقصراً. الصدق مع النفس والمثابرة من أهم الصفات التي يجب أن تتحلى بهما، كذلك حتى تستطيع أن تواجه التبريرات التي ستقدمها لنفسك حتى تتهرب من الكتابة.
    تأليف كتاب أمر في غاية السهولة، وما صعوبة الأمر إلا فكرة كونتها أذهاننا دون وعي منا. وبعد ما توقن بسهولة الأمر ستقبل على التأليف حتى تدمنه.

    نقلا عن موقع : http://www.ekayf.com/articles/write-book



الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

نقلا عن موقع مهذبون .

دخل رجل إلى مطعم وطلب الطعام وأكمل غدائه وطلب الفاتورة,
مدّ يده إلى جيبه فلم يجد المحفظة إصفّر وجهه وتذكر أنه قد نسيها في المكتب بعدما أخرج منها بطاقته, 
إحتار كيف سيخرج من هذا الموقف وظل يفتش جيوبه بهستيريا أملا في العثور على نقود حتى يأس 
وقرر أخيراً أن يذهب إلى صاحب المطعم ويرهن ساعته حتى يأتي بالمبلغ ويعود و ما إن همّ بالكلام 
حتى بادره صاحب المطعم بالقول :حسابك مدفوع يا أخي  ، تعجب الرجل وقال: من دفع حسابي؟ 
أجابه الرجل الذي خرج قبلك فقد لاحظ إضطرابك فدفع فاتورتك وخرج  ، تعجب الرجل وسأل وكيف سأردّ له المبلغ وأنا لاعرف من هو ؟
ضحك صاحب المطعم وقال لا عليك يمكنك أن تردها عن طريق دفع فاتورة شخص آخر في مكان آخر وهكذا يستمر المعروف بين الناس إلى ما لا نهاية.

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

رئيس مصر السابق ، عبدالفتاح السيسي .

السيد الرئيس ، عبدالفتاح السيسي ، رحل جمال عبدالناصر ورحل السادات ومازلنا نناقش ونتفق ونختلف حول عصر كل منهما بإيجابياته وسلبياته ، بنجاحاته وإخفاقاته ، ومازال مِنَّا من يعشق جمال ومن يكرهه ، وكذلك الحال مع السادات ، وننسى حين نناقش ما تم بِعَهْدِهما أن نذكر أو نشير إلى أي من رؤساء حكومتهما ، كل تقدم في مجال ما أو تأخر التصق بهما وحدهما ، ولم لا ؟ فالرئيس وحده في النهاية سيكون المسؤول ، لأن كل رخاء للبلاد والعباد سيضاف إليه ، فأيضاً كل سوء حال سَيُخْصَم من رصيده ، وستسجل في دفاتر حياة المصريين وستترك آثارها البالغة عليهم التي لا يمكن محوها ربما لأجيال قادمة ، إحصائيات وعلامات  الفقر والمرض والجهل لا تكذب ولا تتجمل ..

السيد/ عبدالفتاح السيسي ، رئيس مصر الحالي ، أذكرك بأنك سترحل بعد أربع سنوات أو بحد أقصى مهما أحبك الشعب ومهما أضفت له من سبل حياة أفضل ، سترحل بعد ثماني سنوات ، فهل أدركت حجم الفقر والمرض والجهل و تعرفت على أسبابه و وقررت أنه بعد الأربع سنوات الأولى أين ستكون تلك الإحصائيات فوضعت خطة العلاج و تتبعت تقدم أو تاخر الحالة أو وضعت جدول زمني لها ؟!

السيد الرئيس ، كثير من الناس ممن يحبونك ويؤيدونك وانتخبوك هم أيضاً من مؤيدي يناير ولكنهم مستاؤون من الأوضاع الحالية ، مستاؤؤن ممن يصفون يناير بالمؤامرة والنكسة، مستاؤؤن من جميع الأوضاع وعلى رأسها  وزارتك وتقريباً من جميع الوزراء ، ينتقدونهم كل يوم ، ينتقدون فقدانهم للأمن ، أمن الشارع ، ينتقدون الغلاء ، غلاء الغذاء والسكن ، ينتقدون حجم البطالة ، ونقص فرص العمل ، يشعرون باستمرارية التحيز للطبقات الغنية ،  ولكنهم  يتحملون لسببين ، الأول تأييدهم المطلق لكم ، والثاني ، نكاية في الإخوان .
السيد الرئيس ، إذا كنتم تؤمنون حقاً أنها ثورة وتؤمنون فعلاً بأن الدستور أقَرَّها عن يقين وليس مجاملة لبعض فئات الشعب ، فعليكم أن تلجموا ألسنة من يشوه يناير من الإعلاميين  لأن ذلك تعدى حرية الرأي في التعبير وتعدى وجهات النظر ، أما إذا كان الحال عكس ذلك ، فأعلنها صراحة وبكل وضوح وأصدر قراراً فورياً بالإفراج عن  الرئيس الأسبق المخلوع والرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ، مبارك ، وأعد الحقوق لأصحابها وليعود بكامل نظامه ولنبهر العالم للمرة الثالثة .

السيد الرئيس ، لا تدع الإعلام يُقَسِّم مؤيديك، كما فعل إعلام مرسي من قبل ، فلا أرى من مصلحة مصر وصف البعض منها بالينايرجية كما هو الحال بوصف البعض لليونيوجية بالإنقلابيين ..

السيد الرئيس ، جاء في كلمتكم بمناسبة افتتاح المرحلة الثالثة لتطوير المجمع الطبي للقوات المسلحة كوبري القبة يوم الخميس 16 أكتوبر والتي جاء فيها : (هنسلم البلد لأولادنا إزاي ؟!) ، أما ما استوقفني هو عبارتكم ( هو لسه في حد بيسرق ولا فيه فلوس تتسرق ) !! و ما فهمته والحمد لله من الجزء الأول من العبارة ، أنكم تعلمون جيداً أن مصر سُرِقت من قبل ، ولكن ما لا أعلمه هو ماذا فعلتم بمن سرقها بعد تقلدكم حكم مصر وأدائكم اليمين ؟! ، خاصة وأنه لديكم الجهاز المركزي للمحاسبات مليء بالمخالفات ، فقط ما عليك سوى أن تمد يدك وتختار أي ملف وللأسف سوف تجد ما لا يسرك ، هذا بالإضافة لحهاز الكسب غير المشروع الذي لم نسمع عنه سوى في مناسبتين ، كانت المناسبة الأولى بعد خلع مبارك ، والمناسبة الثانية بعد عزل مرسي ، وبعد ذلك اختفت أخباره ..

أما باقي العبارة (ولا فيه فلوس تتسرق ) فتعلمون جيداً أنه ليس بالضرورة أن تكون الفلوس نقداً وعَدَّاً ، ويكفي أن أحيل لكم ما يتم تداوله على صفحات الفيس بوك منذ أيام ولم نسمع عنه تأكيداً أو نفياً أو توضيحاً ، وهو بيع مزرعة مركز البحوث الزراعية بالمعمورة بالإسكندرية ( 57 فدان ) بالإضافة إلى ( خمسة فدان  ) بالمنتزة )  بمبلغ 30 مليون جنيه  لأخت رشيد محمد رشيد  وأتمنى أن يكون الخبر غير صحيح ..

السيد الرئيس ،  أشكر
الرئاسة أن تدخلت  بعد وصولها تلغراف شكوى ناظرة مدرسة لوران الثانوية بنات بالإسكندرية، و المفصولة بسبب شهادتها لصالح الطالبة التى سَجَّلت لمدرسها طلبه منها قائلاً : ( عايز حلاوتي ) ..
السيد الرئيس ، سيكون جميلٌ لو أعلنتم عن أرقام فاكس أو إيميل لتلقي شكاوي المواطنين ، وسيذكر لك  شعب مصر العظيم ذلك وينسبه لكم دائماً وخاصة حين يتحدث عنكم كرئيس مصر السابق ..