الجمعة، 29 نوفمبر 2013

الإرهاب الفكري .. من ليس معي فهو ضدي ..

رابط المقال على صحيفة الموجز الاليكترونية :http://almogaz.com/news/opinion/2013/11/29/1209712
حين قال بوش : من ليس معي فهو ضدي ، اتهمناه أنه يمارس الإرهاب ضد العالم ، نحن جميعاً نمارس الإرهاب ، حين قامت الثورة مارسنا الإرهاب ضد كل من أبدى مجرد تَحَفُّظ على الثورة وليس حتى رَفْضَها ، فوصفنا الجميع ( بالفلول والمتحولين والمتلونين ) ، مارسنا الإرهاب ضد كل من رفض التعرض بالنقد للمجلس العسكري في وقت توليه شؤون البلاد ، ضد كل من لم يوافقنا الرأي ، مارسنا الارهاب ضد كل مؤيدي شفيق ، ضد كل مؤيدي البرادعي ، فكانت النتيجة أن جاء مرسي .
.
لَمْ نمارس الحوار والجدل أبداً للوصول للحقيقة بل لهزيمة الطرف الآخر بكل السبل سواء كانت حقيقة أم مجرد شائعات وادعاءات ..
كل منا لا يريد من الآخر إلا أن يوافقه الرأي و يبصم ويقر بالموافقة وكأنه يريد إجابة نموذجية أعدها هو سلفاً ، وإن حدث واختلف في الرأي معك في جزئية مهما كانت بسيطة فأنت متهم بسيل من الاتهامات ..
مارسه الاخوان معنا بمقولة شهيرة ( موتوا بغيظكم ) ، ومارسناه مع الإخوان بوصفنا لهم ( الخرفان ) ، وما زلنا نمارسه حتى الآن ضد الإخوان ونصفهم ( بعبيد المرشد وخرفان رابعة ) ، وهم لم يتوانوا أن يصفونا ( بعبيد البيادة ) ..
ما زال الإخوان متماسكين ، لم يحدث بينهم انشقاق كما حدث بين الفريق الآخر من الشعب الذي نزل في 30 يونيه ، استأنفنا ممارستنا للإرهاب مبكراً ، فمن وافق على 30 يونيو واعترض على فض الميدان بالقوة فهو (عميل و خلايا نايمة ومغيب ) .. وقائمة طويلة من الاتهامات كان أبرزها الطابور الخامس الذي لا أدري أين ينتهي ؟!!


تمر مصر بأكثر من حالة  لا أستطيع وصفها تحديداً سواء بالغباء أو المرض النفسي أو بالإستبداد أو الإرهاب الفكري ، لكم أن تصفوها كما شئتم ولكن بدون حَجْر على الآراء ، ربما يُمكن إلصاق السبب بالكراسي والمناصب ؟؟


من تلك الحالات ، نذكر حين اتَّهَمْنَا الإخوان بعدم إعمال عقولهم ، وسخرنا من الكتاتني حين قال : ( أخبرني وزير الداخلية أنه لا يوجد خرطوش ) ، وتقبلناها اليوم بصدر رحب حين قالها وزير التعليم العالي / حسام عيسى ، سبحان الله نفس العبارة !!


من تلك الحالات ، حين رفضنا واستنكرنا تصريحات أحمد شفيق عندما قال : ( نعمل هايد بارك كبير للمتظاهرين ونوزع عليهم بونبوني ) ، والآن يصرح محافظ الجيزة بتخصيص 3.5 فدان على طريق المنصورية من أجل تنظيم التظاهرات !!
لم نسخر من ذلك أو نستنكره وكأن المحافظ أنهى كل مشاكل المحافظة من مياه وصرف صحي وعشوائيات ، هل تفكير المحافظ لم يهده إلى أن تلك المساحة البالغة 14.700 متر مربع تكفي لنقل سكان منطقة عشوائية ؟؟!!

من تلك الحالات ، محمود بدر ، مؤسس حركة تمرد ، رفعناه إلى السماء حين كان ضد مرسي والإخوان ، ثم سرعان ما تحول وصفنا له بالولد التافه العيل " محمود بانجو" ، حين يَعْتَرِض على مواد بالدستور ، وهنا لابد أن نتذكر ونسأل أنفسنا جميعاً : ( هل التوقيعات التي جمعتها تمرد كانت حقيقية فعلا أم  كان الإخوان على حق حين اتهموا الحركة بأن وراءها أجهزة المخابرات ) ؟؟


من تلك الحالات أيضاً ، حين رفضنا قانون التظاهر في حكومة قنديل ووصفناه بأنه تكميم للأفواه وقمع للحريات التي هي من حصاد ثورة يناير والتي أتت بهم للحكم والتي هي بفضل الشباب الذي نزل للميدان وزهقت أرواحهم ، وحينها لم يكن هؤلاء الشباب إلا أبطال الثورة ، فجأة نالتهم السخرية والاتهامات وعلت صرخات النداء بالقبض على نشطاء السبوبة وعملاء أمريكا ، لا أدافع عن أحد منهم بل على العكس أستنكر أراء وأفكار الكثير منهم ، لكن يجب ألا نعمم و علينا أن نسأل من
قدمهم للشعب وَوَصَفهم بالنشطاء السياسيين ؟ 

أخيراً كانت حالة  قانون التظاهر، الغريب والملفت للنظر أن كل من ينادي باحترام القانون والدولة يلعن أبو حكومة الببلاوي واللى جاب الببلاوي ، وكأن حكومة غيرها هي من وضعت القانون ، وفي نفس الوقت يردد : ( كلها شهرين و هيتعرض القانون على مجلس الشعب ) وهذا أراه مرفوضاً ، لأنه ببساطة شديدة  هناك فرق كبير بين الإعتراض على صدور القانون بالمرة ، وبين صيغة القانون نفسه التي صِيغَت بغباء ، وكأنهم يدفعونهم دفعاً للتظاهر، و حتى نكون منصفين : ألم نرفض هذا القانون في عهد مرسي ؟!!.. كان عندنا قانون الطوارئ ماذا فعلنا به ؟!!
قانون
لم نجن منه حتى الآن سوى سوء علاقة الشرطة بالشعب ، أنا لست مع التظاهر الآن ، ولكن هناك مشاكل لا يمكن حلها بالقوانين مثلها مثل الفتنة الطائفية .. 

البلد مليانة قوانين والمحاكم مليانة أحكام لم تنفذ ، هل احترمناها أو نفذناها ؟!!

حكومة لا تستطيع قياس رد فعل الشارع مثلها مثل حكومات مبارك ومرسي ، فكيف تستطيع إدارة مرحلة انتقالية حساسة وحرجة ؟؟

المؤسف جداً هو مقارن
ة كل شئ عندنا في مصر بأمريكا و أوروبا ، حين كان تقع  حادثة قطار أيام مبارك كان مبارك يعدد لنا الحوادث في العالم ، الآن كل يوم نقارن مظاهراتنا و سلوكيات الشرطة بما يحدث في أمريكا وأوروبا ، ولا أرى أي مجال للمقارنة ، حين يكون عندنا مستشفى و مدرسة وسكة حديد وطرق ومحاسبة مسئولين مثل  أمريكا والغرب ، نبقى نقارن ثمرة تفاحة بثمرة تفاحة مش نقارن ثمرة تفاحة بثمرة جميزة .. !!
أخيراً ، اِسأل نفسك لو كان لديك علاقات مع أصدقاء يدينون بديانة أخرى ، لماذا تقبل الإختلاف مع ديانتك ، ولا تقبل الإختلاف مع رأيك ؟!
..

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

فليتظاهر من يشاء ..

رابط المقال على صحيفة الموجز الاليكترونية : http://almogaz.com/news/opinion/2013/11/25/1203404

( إذا أردت أن تُطاع فَأْمُر بما يُستطاع ) ، مشكلتنا للأسف عمرها ما كانت في القوانين ، قوة القانون تكمن في القدرة على تنفيذه وتطبيقه ، كلنا عارفين أن هناك قانون يمنع البناء في الأراضي الزراعية ، اسأل نفسك كم حالة شفتها بنفسك أو في طريقك أُزيلت وكم حالة ارتفع فيها البناء ؟
 كلنا عارفين أن هناك قانون يمنع حيازة الأسلحة بدون ترخيص سواء كانت أسلحة بيضاء أو سوداء ، وبرغم وجود القانون إلا أننا رأينا و ربما فوجئنا بكم السلاح الموجود بمصر منذ الثورة وحتى الآن ، والذي ندرك جميعاً أنه للأسف في زيادة وليس في تناقص ، كلنا نعلم أن هناك أحكام قضائية بالآلاف منذ سنوات لم تستطع الداخلية تنفيذها ، فماذا فعلت القوانين ؟؟

الحكومات السابقة استغلت هذا الوضع كثيراً ، فتارة تغض البصر عنه لزوم الإنتخابات ، وتارة تقوم بحملات مجرد منظر أن هناك هيبة للقانون ، وللأسف لا تُنَفَذ إلا على الضعفاء الذين ليس لهم عضو مجلس شعب قريب ، أو ليس لديهم مقدرة على الدفع ، فماذا فعلت القوانين ؟ لا شئ !!..

 كالعادة الفاتورة في النهاية تتحملها الداخلية وحدها وتكون في مواجهة الشعب ، فتزداد الكراهية وتسوء العلاقة ، الداخلية ليست عندها الإمكانيات ولا الأفراد الكافيين لتحقيق الأمن ومُطَالبين بأكثر من إمكانياتهم ، قانون التظاهر لن يحل أو يحد من المظاهرات ، بالعكس ربما يُفسره البعض أنه مجرد مسوغ لتصرفات الداخلية التي قد تنشأ عند فض المظاهرات ، و طبعاً ستصنفني أنني ضده ، لست مع التظاهر الآن ، ولكن لماذا الإختيار دائما مع أو ضد ؟
 الحل ليس بالقانون وخاصة القانون المباشر والصريح ليس العلاج في هذه الحالة ، و قد شرحت لك أمثلة لم ينجح القانون في حلها ، الحل عندما يشعر المواطن بهيبة القانون سيلتزم ، حققوا الهيبة في باقي القوانين ، عدلوا قوانين ولوائح الجامعات وتغليظ العقوبة للمشاركين داخل الجامعات ، شددوا عقوبة تعطيل الدراسة لأي سبب من الأسباب ، هل يعقل أن تكون عقوبة حيازة السلاح داخل المظاهرات هي السجن المشدد سبع سنوات ولا تزل عقوبة حيازة السلاح في قانون العقوبات الخاص بالأسلحة والذخائر هي ثلاثة أشهر ؟؟

وَفِّرُوا الأمن لتعود السياحة و تعود الاستثمارات ، حِلوا مشاكل العمال بالمصانع ، حلوا مشاكل المرضى ، شجعوا على العمل والإنتاج ووفروا المناخ المناسب و اتركوا من يتظاهر ليتظاهر وحينها لن يلتفت إليه أحد ، حينها سيزداد الإنتماء للوطن وحب البلد و سيلفظهم المجتمع
، حتى لا يصبح القانون مجرد حبرعلى الورق   ..  

السبت، 23 نوفمبر 2013

نسيج وطني مسرطن ..

رابط المقال عى صحيفة الموجز الاليكترونية : http://almogaz.com/news/opinion/2013/11/23/1198863
الدم
سايل في الشوارع و الحزن عشش في البيوت ، ولا نملك غير عبارة أصبحنا نرددها  يومياً : ( الله يرحمهم ويصبر أهلهم ). .
للأسف حدث ما توقعته ولا زلت أسأل : هل سننتظر الحكومة المستحية  أن تتطور التفجيرات وتصل إلى الشوارع والمولات والمناطق المزدحمة ومواقف المواصلات ؟!!
هل
ترويج عودة الدولة البوليسية أرعب الحكومة والداخلية و منعها من القيام بحملة اعتقالات موسعة ؟!
هل تعلم الدولة أن  اغتيالات ضباط الداخلية والجيش ليس المقصود به انتقاماً فقط ، بقدر ما هو محاولة فاشلة وغبية لكسر الروح المعنوية والنفسية وطبعاً القتالية ..
كثير منا هاجم وانتقد عمر سليمان بل تهكمنا عليه حين تحدث أيام يناير عن الأجندات الخارجية ، ولكن للأسف فإن كراهيتنا لنظام مبارك ، جعلتنا لا نصدق حينها تصريحاته  التي اتضح حقيقتها الآن ، ولا مجال هنا لسرد أحاديثه مرة أخرى وعليكم أن تسمعوها جيداً ، ولا عيب أبداً أن نراجع أنفسنا كثيراً ..
ولكن لكي نكون منصفين فإن اعتراضي على ما قاله عمر سليمان هو أين كانت الدولة بأجهزتها الأمنية والمخابراتية من ذلك كله و حتى الآن ما زلت أسال أين الدولة ؟!
الارهاب
محتمل في كل وقت أن تتعرض له أي دولة ، ومصر تعرضت له سواء أيام مبارك أو أيام مرسي ، و باختلاف الأسباب يختلف أيضاً نوع التعامل معه ، أيام مبارك كان الإرهاب يستهدف السياح الأجانب تحديداً لكي تنهار السياحة و تخسر مصر دخل كبير منها ، بالإضافة إلى خلق حالة رعب وبطالة بين الشعب المصري فيتأثر الإقتصاد المصري ..
ولأن الإرهاب لا تقوم به أفراد بل تنظيمات دولية عصابية تقودها وتمولها في أغلب الأحيان أجهزة مخابرات دولية لتغيير أنظمة ، أو تهديد للحاكم كنوع من ممارسة الضغوط لتغيير سياسات ، أو الحصول على تأييد أو دعم من تلك الدول المستهدفة ، بمعنى أنه نوع من البلطجة الدولية ..

وحتى نكون منصفين مرة أخرى أيضاً ، علينا أن نتذكر أن مصر شجعت هؤلاء الجهاديين حين كانت مصلحة أمريكا محاربة الاتحاد السوفيتي من خلال  أفغانستان ، مصر كدولة شجعت على الإرهاب وشاركت فيه و الآن يجني أولادها  نصيب ما زرعته ..
 العمليات الإرهابية  حاليا
 حجمها أكبر بكثير من أي عمليات تمت من قبل إذا ما قارناها بالمدة الزمنية ، والمستهدف منها  ( الجيس والشرطة ) ، فلابد أن نجزم أنه له علاقة بمرسي والإخوان ، فهل نسينا تهديدات رابعة و الإفراج عن المعتقلين و جلب الآلاف منهم الى سيناء  ؟؟ ولعلنا نتذكر مقولة صفوت حجازي عن مد سوريا بالأسلحة ، ذكرت كل ما سبق  لكي أسأل أصدقاءنا البرادعاوية ، قد أتفق معهم أن البرادعي حذر من النتيجة الحالية لكن هل بعدما رأينا النتيجة فعلاً كان من الممكن أن نمد أيدينا لهم بالتفاوض وهم يضمرون لمصر كل هذا العداء ويستحلون دم الجنود والضباط ويرون أنهم مرتدون ؟
هل مازال هناك من يرى أنهم فصيل مصري و جزء من نسيج المجتمع والكلام المحفوظ الماسخ ؟ الجاسوس يعمل في خفاء وعلى المخابرات أن تكتشفه ، أما هؤلاء الذين يظهرون العداوة والبغضاء ويمارسون القتل فماذا تنتظر أجهزتنا الأمنية للقبض على كل من ينتمي إلى هذه العصابة ؟
هم فعلاً نسيج وطني ولكنه نسيج مُسرطن ومُتَلَيِّف ولا يحتاج سوى مشرط جراح ماهر ، و كما كنت على يقين من رحيلهم فأنا على يقين من استئصال كل البؤر المتليفة والمسرطنة و أراه حتمي و واجب على من يحب مصر ..

أتفق مع من يتحدث أن الفكر لا يهزمه إلا الفكر المضاد ، لكن هذا  حين يكون الفكر لم يَتَعدَ التطرف في إبداء الرأي ،  أما حين يتعدى حيز التنفيذ بالقتل فهل استمر في  تبني طريق الفكرة المضادة فقط ؟
هم يمارسون القتل ونحن نمارس الفكر والحوار ؟؟
أعتقد على الدولة
 أن تسير في الاتجاهين ، الأمن يؤدي دوره  و يتعامل مع العنف وأصحاب الفكر لهم دورهم أيضاً . .
الحل الآن كما أجبت صديقي البرادعاوي : ما تقوم به الدولة الآن بالضبط مثل لعبة الشطرنج ، النقل ( إجباري ) ، والطرف الارهابي هو من يدير اللعبة للأسف حتى الآن ، لو الدولة فعلاً تحولت إلى دولة بوليسية لما رأيت أحداً في الشارع بدقون .. على من بدأ العنف أن يتوقف عنه ..
السؤال للحكومة المُستحية : فيها حاجة لما تعمل عقوبة أشغال شاقة مؤبدة لحيازة السلاح بدون ترخيص ؟ وعقوبة الإعدام لتجارة السلاح أو تهريبه ؟! ..