الثلاثاء، 28 مايو 2013

مرسي: سنزيد مياه النيل بالدعاء

طبعا هو نسي الاحضان 
فى رده على سؤال مع المذيع شريف الوروارى حول نقص مياه النيل ، يؤكد أن مياه النيل ستزيد ولن تنقص وأنه على يقين بذلك وأن مياه الأمطار ستزيد وما لينا سوى رفع أكفنا بالدعاء ونقول "يارب".
وأشار أنه سيتعامل مع الجميع بالتساوى والحب ولا مجال لترفع أحد على الآخر والإحترام المتبادل ومن سيأتى من خارج حوض النيل ليس له مكان ولن يستطيع التفرقه بين دوله.

السبت، 18 مايو 2013

حزب الليكود .. المنبوذ في الماضي يمتلك زمام الأمور الآن


الشرح النفيس : اعتدنا فقط ان نلوم اسرائيل وسياستها ونصفها بالمتوحشة والقمعية حتى اصبح سمة غالبة علينا ولا نلوم انفسنا على ضعفنا كما هو الحال في اعتراضنا على الاخوان ولا نلوم انفسنا اننا او ان السادة المرشحون للرئاسة لم يستطيعوا التنازل لاحدهم ولم يحسبوا لذلك حساب ، مجرد خيبة كبييرة نعيشها ، لا انكر اني برغم كرهي لاسرائيل الا انني عندي من الشجاعة لاعترف اني احترمها ، ربما طبعا احترم وطنييتهم ، احترم حفاظهم على ما حققوه من لا شئ بعكسنا فقد فرطنا في كل شئ وأحترم طبعا وجدا تعليقاتكم .
نقلا عن موقع 
http://www.anaonline.net/news/default/view/id/125190/lang/ar?fb_comment_id=fbc_145523978967006_186169_145535202299217#.UZa3TKK9Az4

حزب الليكود .. المنبوذ في الماضي يمتلك زمام الأمور الآن

Bookmark and Shareأخر تحديث السبت 18/5/2013 , 12:04 ص (GMT +0200)PrintComments[0]Views[ 132]
إيه إن إيه – معتز محسن – القاهرة
حزب الليكود .. المنبوذ في الماضي يمتلك زمام الأمور الآن

بيجن يتزعم الليكود في انتخابات الكنيست 1977



تمر اليوم الذكرى السادسة و الثلاثون على فوز حزب الليكود (التكتل) بالانتخابات الإسرائيلية في الكنيست الإسرائيلي على حزب العمل منذ إقامة دولة إسرائيل عام 1948 حيث كان من المعتاد منذ قيام الدولة العبرية إعتلاء حزب (العمل) القمة في الفوز بمعظم مقاعد الكنيست الإسرائيلي ثم الفوز بتشكيل الحكومة الإسرائيلية و ظلت هذه العادة مستمرة إلى أن جاء حزب الليكود الذي كان منبوذًا في الماضي يجذب الإهتمام الإسرائيلي في الساحة السياسية و البرلمانية عبر زعيمه و معلمه (مناحم بيجن) الذي عرف باسم (الصقر الإسرائيلي) يغير من تقلص شعبية حزبه الذي أنتهج المعارضة إلى حزب رئيسي في إسرائيل مترجمًا اليمينية الإسرائيلية التي تدعو للحفاظ على الأرض بالتوراة و السيف.
منذ قيام دولة إسرائيل و التي أعلن عنها عبر خطاب الاستقلال للزعيم (ديفيد بن جوريون) زعيم حزب العمل الذي كان ينتهج الأفكار الإشتراكية كمغازلة للاتحاد السوفيتي ثم تحول للإمبريالية الأمريكية لكسب التأييد الأمريكي الذي تم في عام 1948 بتأييد الرئيس (هاري ترومان) و توقيعه على الإعتراف بدولة إسرائيل و كان هذا الحزب من المعروف مدى شعبيته لوجود معظم زعمائه الذين ساهموا في إقامة إسرائيل ك(جولدا مائير – شيمون بيريز – اسحق رابين – ليفي إشكول).
(بيجن و خلفه صورة أستاذه فلاديمير جابوتنسكي واضع قوام الليكود)
على الجانب الآخر كانت هناك المعارضة التي تواجدت عبر حزب (حيروت) أو (الحرية) و الذي تأسس عبر الزعيم الصهيوني ذو الإتجاه المعاكس لسياسة حزب (العمل) (مناحم بيجن) الذي عرف عنه الفاشية و النازية في تفكيره الذي ورثه عن مؤسس حركة (بيتار) الزعيم (فلاديمير جابوتنسكي) أو (حاييم زئيف) صاحب الفكرة المضادة لحزب (ماباي) بزعامة (ديفيد بن جوريون) و الذي جعل التوراة و السيف مفتاحا للوصول إلى فلسطين حتى و لو بالإبادة الجماعية و إراقة الدماء و هنا كان (مناحم بيجن) يسير على نهج أستاذه و هذا ما دفعه عام 1948 في أن يرفض ضم منظمة (الأرجون تيسفاي ليومي) أو (وحدة المعسكرات الوطنية) لجيش الدفاع الإسرائيلي الذي دمج كل الميلشيات الصهيونية ك(الهجاناة) و (ليحي بن شتيرن) إلا (الأرجون) التي رفضت الإنضمام عبر (بيجن) و هنا قام (ديفيد بن جوريون) أول رئيس وزراء لإسرائيل بإصدار أمر فوري للملازم ثاني (اسحق رابين) بتدمير الباخرة (ألتالينا) عام 1948 التي كانت تحمل أسلحة من الاتحاد السوفيتي للأرجون و كان بيجن على متن السفينة أثناء إلقاء أول صاروخ على الباخرة ليقفز ك(السوبرمان) في عرض البحر ناجيًا عبر تدابير الأقدار لإنتظار المستقبل الحافل له في سير التطورات الإسرائيلية  عبر تلك الأحداث المتلاحقة.
(بيجن زعيم حزب حيروت يهيج الرأي العام عام 1952 ضد اتفاقية لوكسمبورج)
شعر (بيجن) أن موقفه ضعيف و موقف حزبه (حيروت) أضعف فقرر الإنضمام لجيش الدفاع الإسرائيلي عام 1948 و أصدر بيانًا هامًا للأمة الإسرائيلية بهذا القرار كأداة توكيد على بيان الاستقلال و بدأ حزب (حيروت) يقترب من السلطة التشريعية من خلال انتخابات الكنيست ليفوز ب14 مقعد بالكنيست الإسرائيلي عام 1949 و يختار هذا الحزب نمط المعارضة كحائط صد لشعبية حزب (العمل) حيث صراع القط و الفأر بين (مناحم بيجن) و (ديفيد بن جوريون) و الذي بزغ عام 1952 في اتفاقية (لوكسمبورج) بين ألمانيا الغربية و إسرائيل حيث تلتزم ألمانيا الغربية بدفع تعويضات مالية لإسرائيل للناجين من مذبحة (الهولوكوست) و لدولة إسرائيل بإعتبارها الوريثة لحقوق ضحايا تلك المذبحة و التي قابلها حزب (حيروت) عبر مناحم بيجن بزئير المعارضة لأن هذه الاتفاقية تحقر من ذكرى ضحايا المذبحة و كان والد و والدة و شقيق (بيجن) من ضحايا الهولوكوست أما (ديفيد بن جوريون) رئيس الوزراء فبرر بأن تلك الاتفاقية طوق نجاة للأزمة الاقتصادية التي تعاني منها إسرائيل.
(بنيامين نتنياهو في متحف مناحم بيجن و من خلفه صورة بيجن كناية على أيقونيته في حزب الليكود)
أثناء تلك الأزمة قام (مناحم بيجن) بتنظيم عصيان مدني بالقدس الغربية حيث دعا لمقاطعة دفع الضرائب قائلاً:
(هذه الحكومة التي تبدأ المفاوضات مع القاتلين طامسي شعبنا سوف تكون حكومة شريرة تؤسس حكمها على السلاح).
بعد هذه الكلمة أحتشد المتظاهرين بالذهاب إلى الكنيست و وقعت إشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية أسفرت عن إصابة عضو واحد من الكنيست و مائة شرطي من الشرطة الإسرائيلية و عقب هذه المظاهرة قرر الكنيست معاقبة (مناحم بيجن) بحظر أداء مهامه كعضو بالكنيست لبضعة أشهر و تمت الاتفاقية رغم أنف حزب (حيروت) و زعيمه (مناحم بيجن).
(مناحم بيجن و زوجته أثناء انتخابات عام 1977 و إبتسامة ثقة بالفوز)
 ظل (مناحم بيجن) يسير نحو المعارضة من أجل إسرائيل لا تقهر عبر الفاشية و النازية حيث كان شعاره و هو قائدًا لمنظمة (الأرجون): (أنا أقتل إذن أنا موجود) و هذا ما دفع الجناح الليبرالي المعادي لحزب (العمل) ليساريته الشديدة في أن ينضم إلى حزب (حيروت) ذو الإتجاه اليميني ليتم تكوين الجبهة اليمينية الليبرالية تحت اسم (جاحال) عام 1965 ليقاتل مناحم بيجن في جعل (حيروت) ذو شعبية قوية تعتلي قمة السلطة الإسرائيلية و هذا ما جعل البداية لتحقيق هذا الحلم عن طريق حرب الأيام الست عام 1967 حينما قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي (ليفي إشكول) بتكوين حكومة وحدة وطنية و أختار معه بيجن حيث ولاه وزارة بلا حقيبة وزارية و أثناء الاحتلال الإسرائيلي لسيناء كان مناحم بيجن يزور مع إشكول الجبهة الإسرائيلية بسيناء لخلفيته العسكرية و التي كانت تنقص إشكول الذي عمل في شبابه عبر الأعمال التنظيمية عكس بيجن الذي أحتك بالمجال العسكري من خلال مجزرة (دير ياسين) عام 1948 و تفجير فندق (الملك داود) عام 1946 و قتله للدوك (برنادوت) ممثل الصليب الأحمر من العائلة الملكية السويدية عام 1948 و أثناء هذا المنصب الشرفي كان بيجن يعافر من أجل إقتناص السلطة لحيروت إلى أن جاءت جولدا مائير رئيسة لوزراء إسرائيل عام 1969 بعد وفاة (ليفي إشكول) المفاجئة و تولى (مناحم بيجن) وزارة الدولة في عهد (جولدا مائير).
(بيجن مستمر في المعارضة بالكنيست حتى و هو رئيسًا للوزراء)
عام 1970 وافقت (جولدا مائير) على مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار بشكل مؤقت و كان بيجن من أشد المعارضين لقبول تلك المبادرة و سبق الكنيست الإسرائيلي في إبداء المعارضة لينشق عن حكومة الوحدة الوطنية و يقرر مزاولة المعارضة حتى و لو خارج السلطة عبر المنبر التشريعي و عبر الكتابة في الصحف إلى أن جاء عام 1973 بهزيمة إسرائيل في حرب (يوم الغفران) يوم 6 أكتوبر من عام 1973 لتتقلص شعبية (جولدا مائير) و (موشيه ديان) وزير الدفاع مما شجع (مناحم بيجن) بالتخطيط مع (إرييل شارون) في ضم (حيروت) مع (جاحال) مع الأحزاب المعارضة ذات الكيانات الصغيرة لتكوين حزب كبير يجعل المعارضة في إتجاه واحد لكسر حزب العمل من خلال تكوين حزب (الليكود) أو (التكتل) لتأتي الانتخابات العاجلة في الكنيست الإسرائيلي في ديسمبر 1973 ليفوز حزب الليكود ب39 مقعد ليتحول من حزب منبوذ إلى حزب مطلوب.
تولى (اسحق رابين) رئاسة وزراء إسرائيل عام 1974 و ظل في المنصب حتى 1977 و خلال تلك السنوات الثلاثة دارت معركة حامية الوطيس من داخل الحزب ما بين (اسحق رابين) و (شيمون بيريز) حول رئاسة الحزب مما دفع (مناحم بيجن) للدخول في الانتخابات البرلمانية و هو موحد الصف في حزبه مع كشف عملية إستغلال (رابين) لنفوذه عبر زوجته و هو سفير بالولايات المتحدة و رئيس وزراء مما قلص من شعبيته لتأتي انتخابات الكنيست يوم 17/5/1977 و تعلن النتيجة بإحراز أول نصر لحزب الليكود أمام حزب العمل برئاسة (شيمون بيريز) و يساهم (مناحم بيجن) على الرغم من سيرته المليئة بالمعارضة و التحفز في نصر حزب (الليكود) بعد إحتكار دام تسعة و عشرون عامًا لحزب العمل في تولي السلطة و يبرز درسًا هامًا بأن مهما كانت الصعوبات فمن يصر على إتجاهه رغم الطوفان فسيصل للنهاية و ما أكد أيقونية (بيجن) أن حزب الليكود في جميع انتخابات الكنيست يضع صورته في الدعايا الانتخابية مع صورة (فلاديمير جابوتنسكي) حيث الرمزية في الإصرار و التي جعلت الليكود حتى الآن معتليًا السلطة برئيس وزرائه (بنيامين نتنياهو) ليتأكد الدليل بأن الليكود الذي يسعى لتهويد القدس منذ عهد بيجن عام 1980 لازال ينتهج نهج صقره لتكوين دولة إسرائيلية من النيل إلى الفرات.

الجمعة، 17 مايو 2013

دراسة للأستاذ جمال سعد محمد حول المجموعة القصصية الأولى للقاص / ايمن الأسمر

عرضت منذ فترة دراسة لم تنشر للأستاذ/ فتحي المالكي حول مجموعتي القصصية الأولى "الوقوف علي قدم واحدة" ، وأعرض اليوم لدراسة نشرت للأستاذ/ جمال سعد محمد حول نفس المجموعة القصصية ، يجدر الإشارة إلى أن قصص هذه المجموعة كتبت بين عامي 1984 و 1988 ، وتوقفت بعدها عن الكتابة لمدة 13 عاما كاملة.

تفاوت المستوى اللغوي ونمطية القص في (الوقوف على قدم واحدة)
جمال سعد محمد

إن اللغة أداة الكاتب في التعبير عن الحكاية ، وهو يوظفها من أجل وصف البيئة والشخصيات ، ونقل الخواطر والشحنات النفسية التي ينفعل بها أبطال القصص في موقفهم من الحياة وقضايا الإنسان ، ولذلك ينبغي أن يراعي الكاتب الدقة التامة في اختيار الكلمات ، والتراكيب التي تحمل الدلالات المناسبة للأحداث التي يعبر عنها ، ويبتعد بقدر الإمكان عن التعبيرات والدلالات العامة المهمومة التي لا تقع على وصف محدد مقنع.
وفي لغة مجموعة (الوقوف على قدم واحدة) لأيمن مصطفى الأسمر يلحظ القارئ تفاوت المستوى اللغوي وتنوعه ، فالكاتب قد جنت عليه ثقافته ولذلك لم يستطع التخلص منها في صياغته ، ففي قصة (التدمير الذاتي):
"في أرضها المختارة شيد ، وهي معه كل الأحلام ، جعلا منها بنيانا ، كانت جلستها الناعمة تغمره بالدفء ، ولأنها معه ظن أنه ملك الدنيا بين يديه ، وفي كل يوم ، وكل ساعة كان يستكتبها وعدا بالحب وآخر بالإخلاص وثالث بالأمان .."(1)
نجد أن أيمن الأسمر التزم أو ألزم نفسه بتسليط الضوء المناسب على الجانب الأخلاقي في حياتنا ، وجعل أغلب شخصيات قصصه ممتثلة لواقعها ، لا تألو جهدا من أجل تغييره ، كما أنه اضطر إلى اختيار معظم أبطاله وبطلاته من الشخصيات المثالية ، أو ذات الأحاسيس المرهفة وهي في الغالب شخصيات نمطية تكاد تحكي كلها نموذجا واحدا ، ابتكره القاص ، وتتحدد خصائص هذا النموذج في أنه أخلاقي المنحى ، مثالي السلوك ، وتسير حياته في خط مستقيم ، وإذا ما اعترضته صعاب يتغلب عليها بعزيمته وإرادته:
".. في جوف مدينتنا نمضي والنشوة تعصب أعيننا ، من أجل الهدف نعيش ونغمض أعيننا عما يتراءى في الأفق الساكن ، هدير مخبوء يعرف إلى أين يسير ..."(2)
وتقديم الكاتب لوجهة نظره على لسان أبطال قصصه شيء لا يعترض عليه فنيا إذا نجح أن يتوارى خلف شخصياته ويبدو محايدا ، ويجعل الأفكار تتفاعل من خلال الحوار الذي يعبر عن منطق الأحداث ، وقد نجح القاص أيمن الأسمر في ذلك:
"قال له صديق مقرب: في منامي رأيتك تموت.
نظر إليه مستغربا ثم ضحك ، وقال له: أرو لي بالتفصيل ، أجابه: رأيتك ممدا فوق محفة ، كنت أحملك وزميلان آخران ، سرنا طويلا ، إلى أن وصلنا منطقة مهجورة قد تكون المقابر ، أنزلناك من فوق المحفة ، ووضعناك على الأرض .."(3)
وبروز شخصية الكاتب على حساب شخصيات قصصه أدى بالضرورة إلى التأثير على مستوى اللغة في صياغة الأحداث ، ونسج الحوار مما يجعل القارئ يشعر بتفاوت المستوى اللغوي.
ومن مظاهر تفاوت المستوى اللغوي في المجموعة أن الكاتب يستخدم بجانب التراكيب التراثية تعبيرات قاموسية ، ثم تعبيرات دارجة يستخدمها الناس في حياتهم اليومية ، ومن مظاهر التنوع في اللغة إثراؤها بالمواقف التي تعتمد على (الديالوج الداخلي) حيث يسترجع الكاتب عن طريق شخصيات قصصه مواقف معينة ، ، ويجري حوارا بين الشخصية ونفسها ، وخاصة تلك الذكريات التي يختزلها في أعماقه ، وأيضا التعبير بلغة (تيار الوعي) الذي يعبر فيه الكاتب عن الأحداث بترتيبها في اللاشعور لا بترتيبها في الواقع الخارجي ، ويظهر في قصتي (الحادث) و (رؤى) وكلك قصة (لحظة عطاء).
ويلاحظ القارئ لمجموعة (الوقوف على قدم واحدة) للقاص أيمن الأسمر ضعف التبرير المنطقي مثلما في أول قصص المجموعة والتي تحمل عنوان المجموعة ، فالكاتب يدير الحوار بين شخصيات منتمية إلى (الموظفين) حيث يجلس أحد الموظفين على كرسي يقف على ثلاثة أرجل في ارتياح وتوازن تامين ، وتنتهي القصة بأن يبتسم ويقول للكاتب: الآن أصبحت منا.
ومادامت الشخصيات سوية الخلق ، فهي أيضا سوية الخلقة فلا يحفل الكاتب بإبراز صفات جسمية لتلك الشخوص ، فقط يذكرها بحكم انتمائها الأسري أو وظيفتها ، ففلان أب أو أخ أو حبيب أو زوج ، أو يشغل منصبا في شركة ما أو مصلحة حكومية ، ولا يعرج على الوصف الجسماني ، فتشابهت شخوصه جسميا وخلقيا ، لأن هناك خطا واحدا يراد التعبير عنه ، وهو المبادئ والمثل العليا والأخلاقيات ، ونحن نرى أن أيمن الأسمر في تركيزه على الجانب الأخلاقي اتجاها مرسوما لتوظيف الأدب نحو الفضائل والقيم الخلقية بمعنى أن يسلط الأدب الأضواء على هذا الخط وفي هذا تجنح القصص إلى المباشرة والتقريرية اللذين يجنيان على العمق الفني وأصالة الإبداع وفي هذا شاء أيمن الأسمر أن يتجه بقصصه اتجاها أخلاقيا.
وحين تقرأ هذه المجموعة ، تحس أنك صادقت كاتبا فاضلا لا يسئمك أو يضجرك ، ولا يطيل عليك قولا أنت في غنى عنه ، ولا يؤذي شعورك بحادث تنفر منه أو تمتعض لمجرد الإشارة إليه ، وحين تبدأ في القراءة تجد القصة تسير في تسلسل منطقي فلا كلمة زائدة أو فقرة دخيلة أو جنوح عن الفكرة ، وإنما كل شيء محسوب تماما وأحسبه يضع الإطار العام لقصته بكل تفاصيله قبل شروعه في الكتابة ولا يسمح لنفسه أن يكتب على سجيته وإنما كل شيء مرتب ومحدد سلفا.
إن مجموعة (الوقوف على قدم واحدة) لأيمن مصطفى الأسمر تعبر عن الواقع بما فيه من خير وشر ، وتصف العادات والتقاليد والقيم التي تسود بعض أوساط المثقفين وتصور بحق هموم إنسان مثقف إزاء ما يدور في واقعه من قضايا فكرية وسياسية واجتماعية.
وقد نجح أيمن الأسمر في إقناعنا بموهبته القصصية ورسوخ قدمه في مجال الإبداع ، وقدرته على تصوير هموم الإنسان المثقف واقترابه من بغضه الذاتي في علاقته بالمرأة وقضايا وطنه مما يبشر بمولد قاص له موقفه المميز ورؤيته المتفردة في النظر إلى قضايا الوجود الإنساني.
ومعايشة قصص هذا الكاتب تلفت نظر الدارس إلى عدد من الظواهر:
أولا: لا نجد من بين عناوين قصصه القصيرة ـ التي بين أيدينا ـ عنوانا واحدا يحمل اسم الشخصية الرئيسية فيها ، وإنما اختيرت العناوين بحذق ومهارة ، بحيث تدل على معنى أو ترمز إلى فكرة أو تلمح إلى موقف أو تشير إلى حالة مثال ذلك "طيور وحيوانات / عودة الحياة / لحظة عطاء / محاولة اغتيال / متتابعة القتل / التدمير الذاتي).
وتوحي عناوين قصص المجموعة بأن الشخصية المحورية رجل فإنا لا نعثر على ما قد يفهم منه أن الشخصية المحورية امرأة ـ لذلك قلنا اقترابه من بغضه للمرأة ـ حيث نلاحظ اختفاء صورة المرأة في معظم القصص ، إذا أن البطولة في الأغلب الأعم من القصص للرجل ، فالمرأة لا تتجسد ولا تتحرك ، ولا تؤدي دورا ، وإن ذكرت ، فبقدر ما يتصورها الرجل/البطل ، أو بقدر ما يريد لها أن تكون ، لكنا لا نراها ولا نسمعها ، ولا نستشعر أحاسيسها ومشاعرها ولا تتاح لنا فرصة معرفة أفكارها أو آرائها ومواقفها.
ولا نغالي إذ قلنا أن الإشارة العابرة لظل المرأة ، لم تتوافر إلا في أربع قصص هي (عودة الحياة / موجة / التدمير الذاتي / مسافر) وهكذا ينفرد الكاتب بهذه السمة التي يندر أن يشاركه أحد فيها.
ثانيا: يبتعد الكاتب ـ إلى حد كبير ـ عن العناوين المطولة ومعظم عناوين القصص عبارة عن كلمة واحدة والقليل جدا يتكون من صفة وموصوف (موجة / صحوة / الحادث / رؤى / مسافر).
ثالثا: إذا كانت اللغة تبدو قادرة حادة ، مدببة نحو الهدف فإنها تبلغ درجة الشعر المكثف المضغوط في قصته (التدمير الذاتي).
رابعا: الكاتب واحد ممن يستطيعون السيطرة التامة على لغتهم ، لما يملك من محصول لغوي وافر ، مفرداته لا تتكرر كثيرا ، يختار كلماته وألفاظه بعناية فائقة يحسن انتقاء كلمة الابتداء ، ليس في أول القصة فقط لكنه ينوع وينتخب الكلمة التي يبدأ بها الفقرة الواحدة ، فكل فقرة تبدأ بداية تختلف عن الفقرة التالية ، وهكذا بحيث لا نجد هذا التكرار الباعث على الملل لبدايات الفقرة.
وليس من شك في أن هذه القدرة لا تتأتى إلا لمن تعامل طويلا مع تراثنا اللغوي ، ولا أعتقد أن ثقافته اللغوية تكونت من طول تعامل مع النثر وحده ولكن الشعر يشكل جانبا كبيرا منها.
ومن الواضح أن أيمن مصطفى الأسمر استطاع أن يفصل فنه عن كل المؤثرات الخارجية ، ولعل استفادته الوحيدة هي نشر هذه المجموعة القصصية والتي كتب تاريخ كل قصة بعدها ليؤكد فترة توقفه عن الكتابة .. ومن ثم جاءت القصص بعيدة عن الإثارة والإغراب بعيدة عن التسطيح والابتذال تحترم اللغة وتعني بالكلمة الموحية الدالة والصورة المعبرة المجسدة ، تنتظم القصة وحدة فنية موضوعية ، ووحدة شعورية ، بحيث تبدو متماسكة شديدة الإحكام والترابط.

جمال سعد محمد
الزرقا - دمياط

هوامش:
(1) الوقوف على قدم واحدة. أيمن مصطفى الأسمر ، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، سلسلة إبداعات 123 أغسطس 2000 ، قصة التدمير الذاتي ص 65 ، مع العلم بأن هذه المجموعة هي أول مجموعة ينشرها القاص.
(2) السابق. قصة متتابعة القتل ص 40.
(3) السابق. قصة رؤى ص 75.

الخميس، 16 مايو 2013

أنا مش عارف الناس ساكتة عليهم ليه ؟

رابط المقال على صحيفة حديث العالم الاليكترونية : http://c4wr.com/58042/%D8%A3%D9%86%D8%A7-%D9%85%D8%B4-%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3-%D8%B3%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%85-%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%9F-%D8%A8%D9%82%D9%84

رابط المقال على جريدة الوطن العربي :
http://kenanaonline.com/users/ALWATANULARABY/posts/533831

ذكرتني تصريحات السيسي الأخيرة برأي عمر سليمان في السماح للإخوان بمباشرة الحياة السياسية وخوضهم انتخابات 2005 ،  ليس عيباً أن كثيراً منا لم يفهم تصريحات عمر سليمان ، وليس عيباً أن نعيد قراءتها مرة أخرى في ظل الأحداث الجارية ومستجداتها وبعيد عن انفعالات فرحتنا بالثورة التي غلبت على كثير منا في ذلك الوقت ، ففي لقائه مع قناة abc  في 6 فبراير  2011 كان مضمون إجاباته أن الإخوان المسلمين دعت لحوار مباشر بدون البرادعي ، وأن المخاوف المتعلقة برحيل مبارك هي أنه لا يريد ( اضطرابات في البلد )، فمن سيتولى السلطة عند رحيله ؟ و أنه في ظل هذه الأجواء سيقوم آخرون ممن لهم (أجندتهم الخاصة )بشكل من عدم الإستقرار ، وأن (التيار الإسلامي ) هو الذي يدفع هذا الشباب بالميدان ، لم نقتنع حينها بذلك ورفض عقلنا ذلك كله وبشده ، عمر سليمان كان يدرك جيداً أن الإخوان قادمون للحكم ، وتتساوى في ذلك الأسباب سواء بسبب أنهم الفصيل الأكثر تنظيماً ، أو أنهم أكثر تواجداً في الشارع الذي يغلبه الجهل والفقر والتأثير الديني ، أو حصولهم على دعم خارجي (أمريكي ) أراد أن يخرجهم للنور ليصَدِّر لنا بلاويهم فنحن أحق بها ، ناهيك عن كونهم أداة من ادواته في المنطقة يلوح لهم بالسلطة فيخروا لها سجداً ، وقد تحقق ما قاله تماماً عمر سليمان ،  نعم عمر سليمان جلس معهم وتفاوض معهم ولكني أعتقد أنه كما حضَّر العفريت كان باستطاعته أن يصرفه ولا أتخيل أنه لم يكن لديه سيناريو لذلك !!
حين نسمع تصريحات السيسي لابد أن نتفق بوجود رابط كبير بينهما ، فهناك فرق كبير بين من يطالب أو يراهن على نزول الجيش الآن أو نزول الجيش كما في 25 يناير .. وحتى لا يبدو   موقف السيسي محيراً لدى البعض ، يجب ان نوضح أنه كان مدير للمخابرات الحربية  ومن أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة يعني مفروض أنه مطلع على فكر عمر سليمان وما كان يدور في عقله أو يخطط له وما كان مخطط له من سيناريوهات من قبل المجلس العسكري للتعامل مع الإخوان في حال وصولهم للحكم .. لذلك فهو إما يسير على دربه ودرب المجلس العسكري وكلها مسألة وقت وينتظر أن يفيض الكيل بالشعب فيكون خروج الشارع على آخره ضد مرسي حتى يتحرك الجيش ولا يكون للإخوان رجعة أو أنه مال إليهم ولا يوجد إحتمال ثالث بانقلاب أبدا ، ولكني أرجح الإحتمال الأول لأنه لم يبد منه أي تصريحات تجزم أنه مال إلى الإخوان ولا يوجد ما يمنعه من ذلك وربما نتذكر الآن الجملة التي قالها طنطاوي وسخرنا منها حينها ، معلقا على أحداث مباراة بورسعيد : (أنا مش عارف الناس ساكتة عليهم ليه ؟ )  ويجب علينا فهم وصف السيسي نزول الجيش بالخطر (بدون قصد ) يعني شئ واحد وهو تأييده وإقراره  بأن الوضع الحالي لا يرضى عنه ويحتاج نزول وتحرك لكنه يجده (خطر على البلد) فليس من  المعقول أن يحدثنا السيسى صراحة قائلا : متناموش ومتريحوش ومتركنوش علينا إتحركوا أنتم وحينها سننزل في الوقت المناسب .. وأعتقد أن تصريح الجيش برفض تنفيذ مشروع أقليم السويس الآن هو بمثابة رسالة تأكيد على الجميع أن يفهما وأولهم الإخوان أن الجيش لن يسمح بأي شئ يهدد أمن مصر ..
المهم الآن حين يخرج الشارع مرة أخرى أتمنى حينها أن لا تتفكك جبهة الإنقاذ و تختلف على شخص الرئيس ولا أحب هذه المرة أن نسمع عبارة ثورة بلا رأس
!!

الخميس، 9 مايو 2013

قراءة نقدية في المجموعة القصصية"انتظار الرحلة الملغاة" للقاص محمد المنصور الشقحاء

قراءة نقدية في المجموعة القصصية"انتظار الرحلة الملغاة" للقاص محمد المنصور الشقحاء
د. ياسين فاعورنقلا عن موقع القصة العربية ..
أولاً: تقديم: "انتظار الرحلة الملغاة"، هي المجموعة القصصية الرابعة، للقاص السعودي محمد المنصور الشقحاء، بعد ثلاث مجموعات قصصية، ومجموعتين شعريتين "معاناة 1397" و"بقايا وجود 1398".تمتدُّ على مدى مائة وسبع وثلاثين صفحة من الحجم المتوسط، وتضم تسع عشرة قصة قصيرة، متفاوتة في عدد صفحاتها، أقصرها في ثلاث صفحات "أشياء صغيرة"، وأطولها في عشر صفحات "البحث عن عبير".وتحمل عنوان القصة الحادية عشرة "انتظار الرحلة الملغاة"، وتقع في ست صفحات، يوثِّق القاص تاريخ كتابة كلِّ قصة، فقد كتبت جميعها ما بين عامي "1396ه 1401ه)، وأغفل توثيق كتابة قصصه "الدوامة، الموت، الصراع، أشياء صغيرة" لغاية في نفس القاص، وذيِّل قصصه الثلاث الأولى بنجمتين، في حين ترك القصة الرابعة "أشياء صغيرة" طليقة بدون تقييد.غلاف المجموعة للفنان فهد الربيق، والرسوم التوضيحية للفنان أحمد خوجلي.يحفز عنوان المجموعة "انتظار الرحلة الملغاة"، وعنوان القصة الحادية عشرة، وصورة الغلاف في شرود شخوصها، وتأملاتهما، وخيال الثالث وظلِّه، والوردة الحمراء، وتمازج ألوان اللوحة قارئ المجموعة لتقليب صفحات المجموعة، والتعرف على محتوياتها، حيث يُقدِّم له الفهرس عناوين القصص التالية "النتائج المرتقبة، 24ساعة بدون هوية، الهدوء الممل، الرغبة، عبث الحياة، الضياع، يوم بدون ساعات، الوباء، الدوامة، انتظار الرحلة الملغاة، البحث عن عبير، الانتماء، الموت، الانفصال، أسطورة الحب، أوراق من مذكرات رجل في الخمسين، الصراع، أشياء صغيرة".عناوين مثيرة، تبدو للوهلة الأولى متباعدة، لا رابط بينها، وعندما يسارع إلى حلِّ لغز العنوان، وصورة الغلاف، تشدّه قصة العنوان "انتظار الرحلة الملغاة"، ليطالع فيها قصة حب، وقفت الأعراف والتقاليد حائلاً دون تتويجه بالزواج المأمول "فإذا بكل شيء ينهار بمقدم ابن عمها لتتزوج. وتسافر مع أسرتها إلى الرياض للإقامة هناك. لا شيء كان يشدها إلى ابن عمها سوى رابطة الدم، وإصرار والدها على أن يجازي أخاه الأكبر لقاء قيامه على شؤون الأسرة عندما غاب والدهم..." (ص76).تقلق أخبار الرحلة الملغاة راوي القصة وبطلها، كما يقلق عنوان المجموعة والقصة الحادية عشرة قارئ المجموعرأسي.دما يكشف الراوي سر الرحلة الملغاة، يتكشف سرُّ عنوان المجموعة وقصصها، فإذا بها لوحات فنية، وأحداث وأخبار تصوِّر حياة الإنسان في بيئة الطائف وجدة والرياض مرتحلاً ومقيماً، مشاعر وأحاسيس، وعواطف وتصرفات وعلاقات.ثانيا: المجموعة القصصية: تقع المجموعة القصصية في مائة وسبع وثلاثين صفحة من الحجم المتوسط، وتضم تسع عشرة قصة قصيرة متفاوتة في عدد صفحاتها، تقدِّم صوراً للإنسان العربي في منطقة محددة "الطائف" في حياته ومشاعره وعواطفه وسلوكه.تقدم القصة الأولى "النتائج المرتقبة" الإنسان وهو يواجه ظروف العمل الصعبة التي تثقل كاهله "أحسست بدوار في رأسي... وشعرت بشيء في قدمي... إذ خُيِّل إليَّ أنني أقف على أطراف أصابعي منذ مليون عام" (ص10).كما تصوّر القصة الثانية " 24ساعة بدون هوية" الحياة الاجتماعية ظروف العمل وقسوتها والحياة الأسرية ومتطلباتها وقسوة الحياة، وروتين الزمن القاسي فيها، الزمن ذلك السيف المسلَّط على رأس الإنسان، يتربص به، لينقض عليه "شعر بالحزن، ونهض من مكانه، واتجه في تخاذل إلى فراشه، باحثاً عن النوم، رغم أن الوقت مازال مبكراً، فأحاسيسه الداخلية المنهارة شلَّت كل شيء" (ص21).وتقدِّم القصة الثالثة الإنسان في حياته؛ اليتم والزواج والدراسة والبحث عن العمل، والزواج ودوره في اختيار الزوجة "لكنَّ الملل الذي تسرب إلى أعماقه، دفعه إلى هجر مقاعد الدراسة والبحث عن وظيفة، توّظف متنقلاً من دائرة إلى أخرى، وقبل أن يصل إلى هذه المحطة، قرر الزواج، ووجدها فتاة طيبة، كان لوالدته الأثر في اختيارها وتزوجها وتزوج هذا العمل" (ص25).وتقدِم القصة الرابعة الإنسان في مشاعر الشك القاتل، الشك في كلِّ ما يحيط به "البداية مجهولة، إما شيء في داخله، ارتاب من كلِّ ما حوله هناك، من يقول إنَّ الرائحة الكريهة تكشف عن نفسها وتدلُّ الباحث على مصدرها" (ص29).وتصوّر القصة الخامسة "عبث الحياة" الحسد الذي يتفشى في المجتمع، وينشب أظافره مهدماً الحياة والعلاقات "إنهم يتمنون قتل الفرح المزروع في عيني رغم أنه ساتر عجيب لما تعيشه أعماقي من قلق وحزن مردّه نظرة الآخرين نحوي" (ص37).وتقدم القصة السادسة "الضياع" الإنسان في بحثه عن حبيبته، وقد هجرته، فجاب البلاد جدة والرياض بحثاً عنها، في اليقظة والحلم، وتنكشف له حقيقة الحياة مُرة وأن الأمور تجري على عكس ما يتمنى.وتصوّر القصة السابعة "يوم بدون ساعات" مشاعر الإنسان حين يتعرض لصدمة خطف، وساعات الزمن الطويل التي تقتل الأعصاب والأحاسيس.وتوضِّح القصة الثامنة "الوباء" صورة الغيرة القاتلة، غيرة الزوجة على زوجها ومن تصرفاته، فتهزّ المشاعر، وترهق النفس "كانت ابتسام تغار من كل ما يدور حولي، ترسم الخطط لمواجهة ما يقوم به بنات الحي من رسومات وأمان لإيقاعي" (ص55).وتقدم القصة التاسعة "الوباء" صورة الإنسان في طموحه الذي يتجاوز قدراته ويتعب، ويتعب لتحقيق حلمه، وتمر الأيام، ويتغير كل شيء، ما عدا عواطفه ومشاعره الحالمة المسربلة برداء جديد هو التردد والخوف من الوقوع مرة ثانية ضحية الأيام" (ص61).وتصوّر القصة العاشرة "الدوامة" تيه الإنسان في خضم حياة متلاطم لا يجني من جدِّه إلا الضياع والتيه وزيف العلاقات "ولم أجد في داخلي قبولاً للمدعو محمد إذ أنه زرع في أعماقي دائرة ضخمة من النفور والاشمئزاز... وعلامات استفهام لا تحصى أخذت تشاركني خطواتي معلنة في قسوة عن بداية مرحلة جديدة من الصراع... ورغم ذلك رحبت به".وتبرز القصة الثانية عشرة "البحث عن عبير" بحث الإنسان عن ذاته ومشاعره وأحاسيسه، بحثه عمن يحب عندما تقف الأعراف والتقاليد حائلاً دون تحقيق حلمه "حدثتني عن زوج تقدم لها،ولكن كانت لا ترغب في الزواج، ليس هروباً من الزواج كمبدأ، ولكن لمشاعر أخرى، هي أحلام الفتاة الجميلة التي تبحث لها عن موقع قدم في الزحام" (ص89).وتصوّر القصة الثالثة عشرة "الانتماء" صورة أخرى للضياع والتيه، وتقاليد المجتمع القاسية التي تهمل القيم، وتتمسك بالمظاهر "إنه يريد العودة إلى أصوله، لكن ذلك يفقده هذا الجاه، وهذه الثروة" (ص92).وتقدم القصة الرابعة عشرة "الموت" صورة للحب الذي يحول المرض دون تتويجه بالنجاح "حيث تُمنِّي نفسها لو ثوان في ظل شجرة برية أو الضياع في طريق ضيق تحيط بها الأشجار تمرح فيه مع أحلامها وأمانيها" (ص104).وتوضح القصة الخامسة عشرة "الانفصال" صورة للحب الذي يدفع صاحبه لتخطِّي الصعاب وتعديل الواقع "الحب الذي يعيشه هو الطموح الذي جعله يواصل دراسته في المساء، والبحث عن كّلِّ ما فيه تحسين مستواه الثقافي والاجتماعي" (ص115)، وتقف علاقات القربى حائلاً دون تحقيق أحلام الحب.وتقدِّم القصة السادسة عشرة "اسطورة الحب" قصة حب عجيبة تكللت بالزواج، وفرقت أحداث الحياة بين الزوجين، فقد كانا أخوين في الرضاعة "يعني الآن أنا والد وخال رنا" (ص118).وتقدم القصة السابعة عشرة "أوراق من مذكرات رجل في الخمسين" صورة للضياع والشقاء، وتكرار ذلك من جيل إلى جيل، وانبعاث خيالات الماضي في ذاكرة الإنسان "إنها مرسومة في أعماقه لكن لا يدري من هي. تلفت حوله ثم لحق بها" (ص126).وتصوّر القصة الثامنة عشرة "الصراع" صورة للقدر الظالم الذي يحول دون سعادة الإنسان، وتحقيق أحلامه "خالد.. أنت لست الأول في....؟ ماذا..... صالح هل ....؟ وهزت رأسها موافقة" (ص132).وتقدِّم القصة التاسعة عشرة "أشياء صغيرة"، صورة القدر الذي يهدم أحلام الإنسان في حياة سعيدة "الورقة الصفراء التي كانت أشياء صغيرة تافهة، وتصرف أحمق، مهد لها الطريق، لتكون في يد فتى بائس، حرمه القدر نعمة الراحة النفسية، فأغرق نفسه في لجاج الحياة" (ص135).ثالثاً: الشكل وبنية السرد: قدَّم القاص تسع عشرة قصة قصيرة، أقصرها في ثلاث صفحات "أشياء صغيرة"، وأطولها في عشر صفحات "البحث عن عبير"، وتراوحت القصص الباقية ما بين أربع صفحات "يوم بدون ساعات" وخمس صفحات القصص "عبث الحياة، الهدوء الممل"، وست صفحات "النتائج المرتقبة، الوباء(1)، الوباء(2)، الرغبة، الموت، الانفصال"، وثماني صفحات "الضياع، الدوامة، الانتماء".وقرن القاص خمس عشرة قصة قصيرة بصور توضيحية جاءت على أشكال هندسية في ثلاث قصص "النتائج المرتقبة، الموت، الانفصال"، وشكل المرأة أو رأسها في سبع قصص "انتظار الرحلة الملغاة، 24ساعة بدون هوية، الرغبة، عبث الحياة، الضياع، الدوامة، الانتماء"، وشكل الرجل أو رأسه في أربع صور "الهدوء الممل، الوباء، الصورة الأولى)، البحث عن عبير، الصراع"، وجاءت أربع قصص بدون صور توضيحية "يوم بدون ساعات، الوباء (الصورة الثانية)، أسطورة حب، أشياء صغيرة". واقترنت قصة "مذكرات رجل في الخمسين" بصورتين لأشكال هندسية وصورة رجل.تكاملت الصورة التوضيحية مع النص في توضيح الصورة المنشورة، وجلاء الحدث، وقدَّم القاص قصة الوباء في نصين، حمل الأول عنوان الصورة الأولى، وحمل الثاني عنوان الصورة الثانية.وجاءت قصصه في شكلين؛ شكل قصة المقاطع المرمزة بثلاثة نجوم، وكانت في مقطعين "الانفصال"، وثلاثة مقاطع "انتظار الرحلة الملغاة، الانتماء، أسطورة حب"، وخمسة مقاطع "الوباء (الصورة الأولى)"، وسبعة مقاطع "أوراق من مذكرات رجل في الخمسين"، وبقية قصصه وعددها ثلاث عشرة جاءت في شكل القصة المألوف.وقد وثَّق القاص تاريخ كتابة أربع عشرة قصة قصيرة، كتبت على التوالي 1396/1ه، 1397/5ه، 1398ه، 1399ه، 1400/3ه، 1401/3ه"، وترك خمس قصص بدون توثيق "الوباء20)، الدوامة، الموت، الصراع، أشياء صغيرة".ومن حيث السرد، فقد جاءت القصص على لسان راو وعارف يتماهى من خلاله القاص، يلقنه أفكاره ومشاعره، وينطقه بها، يتحدث بضمير المتكلم في القصص "عبث الحياة، الوباء، (1)، الموت، أسطورة حب".وبضمير الغائب في القصص "النتائج المرتقبة، 24ساعة بدون هوية، الهدوء الممل، الرغبة، الضياع، يوم بدون ساعات، الوباء20)، انتظار الرحلة الملغاة، الدوامة، البحث عن عبير، الانتماء، الانفصال، أوراق من مذكرات رجل في الخمسين، الصراع، أشياء صغيرة".وفي الأسلوبين مزج القاص بين السرد والحوار والتداعي والمونولوج والديالوج، وأدار الحوار بين الراوي/ البطل، وبين ذاته، وبينه وبين الآخرين، وربما كان التداعي في كثير من الأحيان أسلوباً يربط أحداث الماضي بالحاضر، وقد يكون الحوار مرموزاً مهموساً به كما جاء في القصة "الوباء" الصورة الأولى.وجاءت شخوص قصصه بأسمائهم، وصفاتهم، المعروفة في بيئتهم، حتى أن بعض الأسماء قد تكررت في أكثر من قصة (صالح) في القصص "النتائج المرتقبة، 24ساعة بدون هوية، الهدوء الممل، الوباء(2)، أوراق من مذكرات رجل في الخمسين"، و(عادل) في القصص "الرغبة، يوم بدون ساعات، الوباء"(1)، و(نورة) في القصص "عبث الحياة، ويوم بدون ساعات، الوباء(1)"، و(منى) في القصص "الضياع، الانفصال"، و(عبد الرحمن) في القصص "الموت، أسطورة حب"، و(علي) في القصص "النتائج المرتبة، 24ساعة بدون هوية"، و(عبد الله) في القصص "يوم بدون ساعات الوباء(1)"، و(خالد) في القصص "النتائج المرتقبة، أوراق من مذكرات رجل في الخمسين".رابعاً: علامات مميزة للمجموعة: 1 الموضوعات: تعالج المجموعة القصصية موضوعاً محوراً، هو إنسان بيئة الطائف الذي يتنقل بين جدة والرياض بحثاً عن العمل، أو متنقلاً للترفيه والسياحة، وحول هذا الإنسان تتمحور مجموعة أمور، من مثبطات ومعززات، تبدو في قسوة ظروف العمل، والشك والغيرة والخطف والحب والزواج، وما يترتب عليه، وما ينجم عنه، وكلها موضوعات التقطها القاص من بيئة الطائف، بل قلّ من بيئة الجزيرة العربية، وإن بدت الطائف بطبيعتها الساحرة، وصفاء جوها، وطيب مناخها، تشرك إنسان هذه البيئة أتراحه وأفراحه، وتخفف عنه ما يعانيه.تبدو الحياة الاجتماعية، وعلاقات الأفراد في قصص المجموعة كلها، كذلك تبدو ظروف العمل، وقسوتها، في قصص "النتائج المرتقبة، أشياء صغيرة"، وتبدو موضوعات الحب والزواج من ابن العم في قصة "انتظار الرحلة الملغاة"، وأخوة الرضاعة في قصة "أسطورة حب"، وتكثف قصص المجموعة الضوء على كثير من الأمور التي تؤثر في العلاقات الاجتماعية والأسرية كالشك في قصة "الرغبة" والغيرة في قصة "الوباء" الصورة الثانية، والخطف والابتزاز في قصة "يوم بدون ساعات".كما تسبر أغوار النفس البشرية، وتبوح بمشاعرها وأحاسيسها، ويبدو ذلك في قصص "أوراق من مذكرات رجل في الخمسين، أسطورة حب، الانتماء، البحث عن عبير، الرغبة، عبث الحياة" ولقطة العاطفة سريعة محببة "وأسرعت فوجدتها كما هي، إنما هذه المرة طبعت قبلة خاطفة على خدي، وحاولت إصلاح غترتي التي وقعت من فوق رأسي" (ص88).وقد وفق القاص في اختيار عناوين قصصه التي تعبِّر عن المضمون، وتحفز القارئ للدخول في عوالمها، وكشف مكنونها، والقاص ناقد بارع للظواهر السلبية في مجتمعه يشير إليها ويهمس لتخطيها. 2 اللغة: لغة القاص سهلة مألوفة، تحاكي اللغة الدارجة والمحكية في الحياة اليومية، "عدت منذ أيام إلى مرتع صباي.... موطن أحلامي، ولم أكن قد حددت كيف سأتدبر أمور غدي" (ص99)، وفي أحيان كثيرة ترقى إلى مستوى اللغة الشعرية، لا سيما عندما يعبر عن المشاعر والأحاسيس "لم يقل شيئاً. إنما كان هناك حديث سري، دار بينهما خلال النظرات المتبادلة، والابتسامات الصغيرة التي رفت فوق العيون" (ص67) وهي تشبه صورة الخطاب في بيت الشعر:وتعطلت لغة الكلام وخاطبت عيني في لغة الهوى عيناك 3 الوصف: اللغة السهلة، ودقة الملاحظة تضافرتا في تمكين القاص من رسم الصورة "فأبعدت رأسه أول الأمر عن صدرها، ولكن وهي تتأمل عينيه المغرورقتين بالدموع، أعادته إلى مكانه فكان لطراوة جسمها وعبق الرائحة التي تنبعث منها أثرها عليه، فأخذت شفتاه المرتعشتان تزرع القبل في المكان المكشوف من الصدر في صمت وحذر" ص(124).ورصد الحركة "يحاول الهروب من واقعه، ومما حوله، لكن لم يستطع الفكاك فكل ما في الأرض من مسامير وحبال، ثبتته في مكانه، حتى البسمة الصغيرة الدائمة، كانت أحد هذه المسامير التي وخزته بقسوة وعناد، ولم يستطع الفكاك منها..." (ص127)، "وانطلق يسير في الشارع الطويل، وقد لفَّ رأسه بغترته، وأدخل يديه في جيب ثوبه، ومشى مترنحاً (كسكران) عائداً إلى داره" (134). 4 البيئة: يوازي القاص بين البيئة الاجتماعية والبيئة الطبيعية، وهو في رحاب بيئة الطائف الساحرة، وبيئة جدة والرياض العملية، يرصد الحياة الاجتماعية بكل ما فيها من علاقات ومؤثرات، مبتدئاً من الأسرة وعلاقة الزوج بالزوجة، والأولاد والأهل والجيران وزملاء العمل، متنقلاً إلى العلاقات العاطفية والعادات الاجتماعية، والأعراف والتقاليد، وهو في تناوله موضوع العلاقات ينقد ليصلح، ويغمز بطرفه ليشير إلى السلبي داعياً لتجنبه، والإيجابي داعياً لتعزيزه.وإن كان من كلمة أخيرة تقال في توصيف هذه المجموعة، فهي أنها تقدم كاتباً متمكناً من التقاط موضوعاته، وقاصاً بارعاً في تركيب صوره، وتحريك شخوصه، وتقديمها بأسلوب سهل، ولغة سليمة، وإن كان من همسة أخيرة نهمسها بإذنه الوردية أن يلتفت إلى علامات الترقيم في كتاباته، وتهنئة من القلب لمتابعة مسيرة الابداع0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة الرياض / الخميس 19 شوال 1422هـ ــ 3 يناير 2002م ــ العدد 12246 
السنة الثامنة والثلاثون0
ثقافة اليوم / ص 30 

برمجة الكتابة... نجيب محفوظ أنموذجا

برمجة الكتابة... نجيب محفوظ أنموذجا

برمجة الكتابة... نجيب محفوظ أنموذجا
الروائي والسينما والتليفزيون: تبادل منافع
لا يبدو غريبا الحديث عن المبدع بوصفه أحد تجليات الشخصية المتوهجة، أو الذوات التي تتأبط جمرها، وتعيش حالة من الاغتراب النوعي الذي قد يفصلها ـ حينا ـ عن التعايش مع مجاوراتها من ذوات ليست أقل قيمة إنسانيا، وإن كانت ـ مع بعض الاطمئنان إلى هذا الرأي الشخصي ـ أقل فاعلية ظاهريا في الحياة، باعتبارها، أي هذه الذوات المجاورة للذات المبدعة، تلعب أدوارا هامشية نوعا ما، وربما كان بعضها مجرد أدوات أو ( تروس ) في آلة الكون الضخمة، بعيداـ قطعا ـ عن أي تصور عنصري يحط من شأن هذه الذوات الهامشية.
لكن يبدو غريبا ـ حتما ـ ذلك الحديث الذي تتداوله الأوساط الأدبية في تناسلاتها الحوارية، أو إسهاماتها النقدية عن حال مائزة استأثر بها بنسبة بالغة السطوع أديب العرب الراحل الكبير نجيب محفوظ، حتى كادت ـ وبلغة التجاريين ـ تصبح ماركة مسجلة باسمه، وعلامة على سوق أدبية خاصة هو سيدها بلا منازع.
ما أعنيه هو ذلك الانضباط الصارم الذي أخضع له أديبنا الراحل عمره الأدبي، وربما الحياتي، لدرجة يمكن معها القول إنه رغم توهجه الذاتي كمبدع، لاخلاف على إبداعه وقدراته الفنية والأدبية بما تفرضه هذه القدرات من الاغتراب الذي أشرنا إليه، أصبح أنموذجا لحالة التباس توصيفي، حين ضرب مثلا لخروج الأديب من عزلته وأبراجه العاجيةـ على حد ما يشي به هذا الوصف المكرور والمتكلس ـ فاختلط بالناس، وتحدث إليهم واستمع، كتب عنهم، وعاش أحلامهم، وإحباطاتهم فيما طالت كتاباته ـ على الضفة الأخرى ـ المجتمع النخبوى وصراعاته ومقولاته، الزائف منها والأصيل، ومع ذلك ظل محتفظا بردائه البلاستيكي الشفاف ـ نوعا ما ـ يحيط به اسمه وشخصيته؛ فلا يكاد يذوب وسط طبقته الشعبية التي ظهرت في كثير من رواياته وسيناريوهاته، أو يمتزج بالتيارات الفكرية المصرية أو العالمية لدرجة يمكن معها أن تلصقه بإحدى الأيديولوجيات أو حتى التوجهات والبرامج الحزبية رغم توفر بعض الميول إلى هنا أو إلى هناك.
حقق محفوظ إذن المعادلة الصعبة التي فشل كثيرون في الوصول إلى اتزان ما بين طرفيها يتيح لهم حركة آمنة في المجتمع والحياة، بصرف النظر عما تعرض له الكاتب من محاولة اعتداء؛ فذلك فعل خارج السياق المجتمعي بكل تأكيد ؛ فقد تمكن الكاتب الكبير من صيانة اتزانه الشخصي في مواجهة الأحداث الوطنية والقومية، ولم يسقط في هوة الانسحاب الطوعي أو الكرهي بعد الانكسارات التي منيت بها البنية الاجتماعية والسياسية والعسكرية المصرية كما فعل بعض الكتاب والفنانين الذين افترسهم تنين الإحباط مثل صلاح جاهين، ود جمال حمدان ـ على حد تعبير الشاعر الراحل محمد يوسف في دراسة له عن كاتب هذه السطورـ بل واصل محفوظ مشواره الأدبي بكل الثقة والصرامة معا، حتى كاد البعض وربما كان الحق إلى جانبهم ـ يسخرون من صرامته بقسوة حين تساءلوا عن علاقة الإبداع بهذه الآلية الميكانيكية التي تردد أن الكاتب يعتمدها في استقباله واستدباره فعل الكتابة؛ فقد تهكم أحدهم بالقول إن محفوظ الذي كان يلزم نفسه بمواعيد محددة لممارسة فعل الكتابة، إن انتهى وقت هذا الفعل لديه وفي عقله جملة أو فكرة، توقف عن كتابتها مؤجلا إياها لموعد العمل عند افتتاح مصنع الكتابة في اليوم التالي.
لايخفى مافي هذه السخرية الحارقة من إشارة إلى أن الكاتب لم يكن يمارس الكتابة باعتبارها كما زائدا يمكن الارتكان إليه أو إزاحته حسب مزاجية الكاتب كما هو شائع لدينا جميعا ـ أو لدى معظمنا على الأقل ـ لكنها عملية مبرمجة وواجب ومسؤولية ووظيفة لابد أن تؤدى وفق آلياتها في وقت ومكان محددين، أي أن الكتابة تحولت ـ هكذا ـ إلى فعل أتوماتيكي، ويكفي أن يضغط الكاتب زري البدء والإيقاف ليتحكم في كم الإنتاج ونوعه كما يحدث مثلا عند إنتاج المنظفات أو علب الكريمات أو الجبن، الأمر الذي يثير الدهشة ويزرعها في كل رأس؛ إذ كيف مع هذه ( الأتمتة) تمكن محفوظ من استبطان شخوص أعماله، والتعبير ـ بمهارة فائقة ـ عن دواخلهم النفسية، فضلا عن الحيوز الزمكانية التي تتحرك فيها هذه الشخوص، وأن يقدم لنا، كما في كثير من أعماله، وفي مقدمتهاـ وفق هذه الأطر الاستبطانية التحليلية النفسية ـ الثلاثية والحرافيش شخصيات من لحم ودم ومشاعر، لا كائنات خرافية أوشخصيات كارتونية كما تتجلى لدى كثير من الروائيين أصحاب الرؤى المعلبة والأفكار سابقة التجهيز، والتي يمكن أن تكون هي الأقرب إلى هذه (الأتمتة) رغم مجافاة هؤلاء الروائيين لهذه الصرامة، وهذا التنظيم الكتابي كما شاع عن محفوظ وصرح به أكثر من مرة ، وأكده مقربون.
ولعل سؤالا ملحا يشخص في مواجهة الذات المبدعة وهي تتأمل الأنموذج المحفوظي في هذه المنظومة، مفاده ـ أي هذا السؤال ـ هو هل هذه ( الأتمتة ) كانت ضرورة ليتحول الكاتب كما هو الشأن في الحالة المحفوظية إلى مؤسسة إبداعية تنتج هذا الكم من الروايات والقصص والسيناريوهات وفق مستوى إنتاجي لايتمكن القائمون على تقويمه ـ مع الإنصاف ـ من تقديم مرحلة من مراحله على أختها من حيث الكم والنوع ؛ فمن المسلم به تباين مراحل الكتابة عند أي كاتب، بينما الأمر لدى محفوظ يأخذ شكلا آخر، فهو قد كتب الرواية التاريخية، أو ما اصطلح على وضعه تحت هذه اللافتة، أو تلك الاجتماعية الواقعية ـ إلى حد ما ـ والروايات الفلسفية الباحثة في سر الوجود وعلاقة الإنسان بالغيبي، لم يهتز قلمه ولم تتراجع إمكاناته في مرحلة من المراحل، وظل محافظا على هذا الوهج طوال الرحلة الكتابية الممتدة من 1932 حيث كانت «مصر القديمة» إلى «أحلام فترة النقاهة سنة 2005»، مرورا بـ«همس الجنون» و«عبث الأقدار» و«رادوبيس» التي فاز عنها بجائزة قوت القلوب سنة 1943، ثم «كفاح طيبة» عام 1944 والتي منحته وزارة المعارف المصرية جائزتها عنها في العام نفسه، ثم «القاهرة الجديدة» 1945 تلتها «خان الخليلي» التي أحرز بها جائزة مجمع اللغة العربية عام 1946، إلى آخر المشوار الطويل مع الأدب والجوائز ومنها جائزة «نوبل» التي توجته أديبا عالميا عام 1988 عن «أولا حارتنا» وروايات أخرى، رغم ما يعتري هذه الجائزة من تدخلات تخضع التقييم لشرطي السياسة والموقف من الصراع مع الصهيونية العالمية، فضلا عن النظرة العنصرية الواضحة، وسبقتها جائزتا الدولة في مصر: التشجيعية في 1957، والتقديرية في 1968، ووسام الجمهورية من الدرجة الأولى 1969، ثم قلادة النيل، ثم جائزة مبارك 1999.
ما قدمه محفوظ إنجاز مؤسسي بكل تأكيد، لكن هذه المؤسسة، شأنها شأن غيرها من المؤسسات الاجتماعية أو الفكرية ـ بافتراض وجود مثل هذه المؤسسات في عالمنا الثالث ـ ظلت محدودة التأثير في الجماعة الإنسانية رغم غزارة الإنتاج، وقد يفتح هذا مجالا لدراسات أراها مطلوبة للوقوف على أسباب هذا الخلل في التفاعل المجتمعي مع هذه المؤسسات بما يطرح أسئلة على المستويات الثقافية والسياسية،بل والأمنية كذلك، ويوقفنا أيضا ـ شئنا أم أبينا ـ على قوانين (السوق الثقافية) وآليات التسليع التي تتعامل مع المنتج الإبداعي وفق قوانين العرض والطلب، والاعتماد على الحملات الإعلامية الترويجية، رغم أن (محفوظ) ـ على سبيل المثال ـ قد أفاد من هذه التسليعية الإنتاجية عبر علاقة أدبه بالسينما ـ إذا جاز توصيفها كإحدى الآليات الترويجية خصوصا في هذا العالم الثالث الذي يصر المنتمون إليه على أن يظل ثالثا، ولا أدري لماذا؟!
إن بعض المقولات التي تجذرت داخل التربة الثقافية العربية بل والأجنبية معا، قد تجد نفسها في اختبار مصيري بعد أن حاولت نماذج إبداعية ومبدعون عالميون مثل ماركيز، ومحليون عالميون مثل محفوظ، اقتلاعها من جذورها لتعلق في هواء وتتأرجح على ماء، ومن هذه المقولات: العلاقة بين الأدب والإبداع من جهة، والمعاناة الاجتماعية ولوازمها من فقر وضنك وشظف العيش من جهة أخرى، حتى خلنا أن الفقر هو المولّد الحقيقي للإبداع، وحاول ماركيز إثبات أن هذه المقولة تحمل من جينات الكذب ما يعجز كل علماء الهندسة الوراثية عن تنحيته، وقد ناقش الكاتب الكولومبي الكبير هذه المقولة الزائفة أكثر من مرة وأكد أن الفقر عبء على الكتابة والإبداع لامحفز عليهما.
ومن المقولات كذلك.. ذلك الربط، وهو مايعنينا في الحالة المحفوظية، بين ماسمي بحالات الإلهام والوحي ـ على اختلاف درجاته ـ والكتابة ؛ فقد أثبت المتن المحفوظي أن الأدب والكتابة عملية إنتاجية صناعية مبرمجة، تخضع لآليات الإنتاج الصناعي من تنظيم مواعيد فتح وإغلاق المصنع، وتجهيز الخامات، ودراسة الجدوى، وتنوع البضائع، والبحث عن سوق، وباعةٍ بعضهم يستند إلى (فاترينات) ملونة وآخرون جائلون يجوبون الأزقة، فضلا عن ثقافة الإعلان والترويج بكل شروطها الرأسمالية.
كما لفتت التجربة إلى أن الكاتب ـ كما أكد ماركيز ومحفوظ ـ يستطيع بدء الإنتاج وقتما شاء دون الوقوع في مايردده عامة الأدباء الذين يركنون ـ في قناعة شبه مؤكدةـ إلى ضرورة توافر ظروف محددة، وطقوس معينة للجلوس إلى مكاتبهم لممارسة الفعل النبيل، فعل الكتابة، ورغم ميلي الشخصي إلى التشكيك في هذه الاصطناعية المحفوظية، فإن التجربة ذاتها تثير عددا من الأسئلة حول هذه القضية دون أن يدعي أحدنا أن لديه اليقين الصارم بإجابة حاسمة على السؤال الصعب.. سؤال الكتابة.
تبقى في هذه السياقات العلاقة بين الإعلام بمؤسساته المختلفة، وأدواته التي تتسارع تقدماتها بصورة مذهلة ومسألة الترويج اللازم حسبما يراه البعض، لكي يجد الأديب، حتى لو كان في قيمة محفوظ وأدبه، المساحة الضرورية للإطلالة من خلالها على جمهوره.
فما من شك أنه رغم الإفادة الواضحة لنجيب من أحد الفنون ذات الطابع الإعلامي، أعني بها السينما التي تعامل معها سواء أكان كاتبا للسيناريو، أم رئيسا لمؤسستها في مصر، أم عندما ترجمت أدبه إلى لغتها البصرية اعتمادا على تقنياتها المختلفة فجسدته أمام عيون المشاهدين المصريين والعرب نماذج من هذه الإبداعات ذات الطابع الإنتاجي المؤسساتي ـ إذا جاز التعبير ـ فضلا عما أتاحه الإعلام الصحافي من ترويج للمنتج الروائي بصورة وضعت (محفوظ) لأكثر من مرحلة في بؤرة المشهد الثقافي، على نحو ما كانت صحف قومية كبرى كالأهرام في مصر مثلا تنشر رواياته، كما حدث مع روايته التي أحدثت ضجة كبرى ولا تزال وهي «أولاد حارتنا».
يمكن القول إن نجيب رغم هذه الصرامة، والحرص على ميكنة الكتابة، تعامل بذكاء شديد مع الماكينة الإعلامية الترويجية فاستطاع أن يكسب شرائح مختلفة من الجماهير العربية عبر الوسائط متباينة الأشكال والتوجهات والآليات، وتمكن من أن يظل في الصورة محتلا ركنا مهما داخل إطار حالة التلقي الجماعي عبر السينما من ناحية، أو حتى التليفزيون بإحالة بعض أعماله إلى مسلسلات، أو عبر الكتاب ـ الوسيط الأثير بينه وبين جماهير القراء.
الذي لا شك فيه أن السينما كما أخذت من محفوظ قد أعطته الكثير، ويمكننا أن نؤكد ـ بضمير مرتاح ـ أنهما ـ محفوظ والسينما ـ قد تبادلا المنافع بصورة تكاد تكون متكافئة.
فقد قدمت السينما النماذج الروائية المحفوظية على كل المستويات الثقافية لشخصيات رواياته، فتعاملت مع الشخصية الشعبية، والمتأملة، والكادر السياسي، والفيلسوف الباحث عن الحقيقة، والمفتش عن صيغة الوجود، فضلا عما كان للبطل الرئيس في روايات محفوظ وأعني به المكان من حضور طاغ لم يكن ليقدم إلى جماهيرة العريضة بتفاصيله التي كان يصر محفوظ على تناولها إلا عبر وسيط مرئي كالسينما، بقدرتها الفذة على تقديم المكان بملامحه الواقعية أحيانا، أو حتى الرمزية في أحايين أخرى، المهم أن هذا الوسيط، كان ضلعا مهما في مثلث التلقي الشهير، وكان يثير سؤالا صعبا وملحا في آن، عن ضرورة السينما والتليفزيون للنص الروائي، فضلا عن ذلك المكتوب لهما أصلا، وهو ما فعله محفوظ للسينما مرات عديدة عبر سيناريوهاته السينمائية.


أفلام مستقاة من أعماله

1 الوحش (1954)
2 فتوات الحسينية (1954)
3 درب المهابيل (1955)
4 بين السماء والأرض (1959)
5 بداية ونهاية (1960)
6 اللص والكلاب (1962)
7 زقاق المدق (1963)
8 الطريق (1964)
9 بين القصرين (1964)
10 القاهرة 30 (1966)
11 خان الخليلي (1966)
12 السمان والخريف (1967)
13 قصر الشوق (1967)
14 ثلاث قصص (1968)
15 ميرامار (1969)
16 السراب (1970)
17 الاختيار (1971)
18 ثرثرة فوق
النيل (1971)
19 صور ممنوعة (1972)
20 السكرية (1973)
21 الشحات (1973)
22 الحب تحت المطر (1975)
23 الكرنك (1975)
24 المذنبون (1976)
25 المجرم (1978)
26 الشريدة (1980)
27 الشيطان يعظ (1981)
28 فتوات بولاق (1980)
29 أهل القمة (1981)
30 وكالة البلح (1982)
31 الخادمة (1984)
32 أيوب (1984)
33 المطارد (1985)
34 دنيا الله (1985)
35 شهد الملكة (1985)
36 التوت والنبوت (1986)
37 الحب فوق
38 هضبة الهرم (1986)
39 عصر الحب (1986)
40 الحرافيش (1986)
41 الجوع (1986)
42 وصمة عار (1986)
43 أصدقاء الشيطان (1988)
44 قلب الليل (1989)
45 ليل وخونة (1990)
46 نور العيون (1991)
47 سماره الأمير (1992)

الثلاثاء، 7 مايو 2013

التغيير الوزاري الثالث

الاسم رباعى: يحيى حامد عبدالسميع حامد 



وزير الاستثمار 
السن:- 35 سنة. 
الدرجات العلمية: 
-ليسانس ألسن 1999.
-ماجيستير إدارة عامة 2003.
-دبلوم فى إدارة مشروعات. 
-دبلوم فى المبيعات. 
-دراسات فى تطوير المؤسسات. 
الوظيفة الحالية: مستشار رئيس الجمهورية لإدارة المشروعات والمتابعة 
أهم الإنجازات:
-له خبرة فى الشركات متعددة الجنسيات فى مجال إعادة هيكلة الشركات، التسويق والمبيعات وإدارة المشروعات لمدة 13 سنة. 
-تفعيل الاستثمارات الأجنبية، خاصة المتعلقة بالزيارات الأخيرة للصين والسودان والهند.
-المساعدة فى ملف رجال الأعمال المتعثرين.


الاسم رباعي:- د. احمد محمد عمرو دُرَاج 



وزير التخطيط 
السن:- 54 سنة.
الدرجات العلمية: 
-دكتوراه الهندسة الجيوتقنية- جامعة بوردو – الولايات المتحدة 1987.
-ماجيستير الهندسة المدنية- ميكانيكا التربة والأساسات - كلية الهندسة- جامعة القاهرة 1984.
-بكالوريوس الهندسة المدنية كلية الهندسة- جامعة القاهرة 1980.
الوظيفة الحالية: 
أستاذ بكلية الهندسة - جامعة القاهرة. 
أهم الإنجازات:
-بالإضافة إلى عمله فى كلية الهندسة، فله خبرة لأكثر من 25 عاماً فى المؤسسات الاستشارية الهندسية الدولية، مع التركيز على أعمال التخطيط الإستراتيجى، وتنمية الأعمال والتطوير، وخاصة فى مجال المشروعات الكبرى الممولة من مؤسسات التمويل الدولية المختلفة، وغطى مجال خبراته مصر والدول العربية وأفريقيا، وبعض بلدان أوروبا وآسيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
-يشغل د.عمرو دراج حالياً منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، وكذلك يشرف على أمانة التخطيط والتنمية بالحزب، وهو عضو المكتب التنفيذى بالحزب منذ عام 2012.
-شغل د.عمرو دراج منصب أمين عام الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور المصرى الجديد، وهو حاليا رئيس اللجنة المشكلة لتوثيق أعمال الجمعية التأسيسية.
-شغل د.عمرو منصب نائب رئيس مجلس إدارة نادى أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة عام 1999-2007، وهو مؤسس حركة "جامعيون من أجل الإصلاح" عام 2002 المنتشرة حاليا فى الجامعات المصرية. 


الاسم رباعي:- د. علاء عبدالعزيز السيد عبدالفتاح 



وزير الثقافة 
السن:- 51 سنة.
الدرجات العلمية: 
-دكتوراه فى فنون السينما، عام 2008.
-ماجيستير فى فلسفة الفنون المعهد العالى للسينما 2002.
-بكالوريوس المعهد العالى للسينما 1985.
الوظيفة الحالية: 
أستاذ بالمعهد العالى للسينما. 
أهم الإنجازات:
عمل كمونتير سينمائى ومخرج منفذ فى العديد من الأفلام القصيرة بالمعهد العالى للسينما والمركز القومى للسينما.
ناقد سينمائى وعضو جمعية نقاد السينما المصريين، وله عدة مؤلفات وكتابات فنية وسياسية صدرت فى مصر والدول العربية فى مجال النقد السينمائى، أبرزها الفيلم بين اللغة والنص ومابعد الحداثة والسينما.
عضو فريق البحث الذى عمل على موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية مع الدكتور عبدالوهاب المسيرى.
عمل فى مجالات السينما والإخراج والإعداد والكتابة والمونتاج. 


الاسم رباعي:- شريف حسن رمضان هداره 



وزير البترول 
السن:- 60 سنة.
الدرجات العلمية: 
بكالوريوس هندسة الميكانيكا من جامعة القاهرة 1976
دورات إدارة من جامعة ميتشيجن الأمريكية
دورات موارد من جامعة فيرجينيا داردن بالولايات المتحدة الأمريكية
الوظيفة الحالية: 
رئيس هيئة البترول
أهم الإنجازات:
قام بالتدريس فى مجموعة دورات 1995 شملت دورات فى تصميم وبناء خزانات النفط أدكو - جاسكو أبوظبى شركة البترول الوطنية الكويتية - وشركة نفط الكويت والكويت السعودية تكساكومنذ 1994 - حتى الآن.

وأشرف على عدة مشروعات بالبكالوريوس، وقام بالتدريس فى مجموعة من الجامعات المصرية، بالإضافة إلى الأكاديمية العربية للتكنولوجيا والنقل البحرى.


وكان يشغل نائب رئيس والعضو المنتدب للشركة المصرية الألمانية لصناعة المضخات من 2008، حتى أختاره المهندس أسامة كمال وزير البترول ليتولى منصب الرئيس التنفيذى للهيئة المصرية العامة للبترول

والمعروف أن الشركة المصرية الألمانية لصناعة المضخات، هى التى صنعت فى مصر مضخات الطرد المركزى الـAPI لقطاع البترول.

كان قبل ذلك يعمل مهندسا بالشركة العربية لأنابيب البترول ( سوميد ) وتدرج بالمناصب القيادية، حتى وصل إلى منصب المدير العام للهندسة التقنية من عام 1976 إلى 2008.


الاسم رباعي:- حاتم حمد عبدالله بجاتو 



وزير الدولة لشئون المجالس النيابية 
السن:- 52 سنة 
الدرجات العلمية: 
ليسانس حقوق جامعة الإسكندرية مايو 1982، ودبلوم فى القانون العام أكتوبر 1989
الوظيفة الحالية: 
-رئيس هيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا منذ 27 ديسمبر بعد نفاذ الدستور.
أهم الإنجازات:
-نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا منذ 30 ديسمبر 2012
-رئيس هيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا منذ مارس 2008
-مستشار بهيئة مفوضى المحكمة الدستورية العليا فى 31 ديسمبر سنة 2005
-مستشار بمحكمة النقض فى 22 من يونيو سنة 2005
-مستشار بمحاكم الاستئناف فى 16 يونيو 2002
-رئيس محكمة بالمكتب الفنى لمحكمة النقض فى 8 أغسطس 1995
-رئيس محكمة جنح مستأنفة بالإسكندرية فى الأول من أكتوبر 1994
-قاضٍ بمحكمة دمنهور الابتدائية فى الأول من أكتوبر سنة 1991
-وكيل النائب العام منذ نوفمبر 1983
-أمين عام لجنة الانتخابات الرئاسية
-مقرر لجنة التعديلات الدستورية فى 14 فبراير 2011
-مستشار وزير العدل لشئون التشريع منذ سبتمبر 2006، وحتى ديسمبر 2010
-أمين عام مساعد لجنة الانتخابات الرئاسية فى يوليو 2005
-عضو لجنة الانتخابات الرئاسية 2012
-أحد المشاركين فى وضع سياسات قانون تجريم ختان الإناث 


الاسم رباعي:- أ.د/ أحمد محمود على الجيزاوى 



وزير الزراعة 
السن:- 64 سنة 
الدرجات العلمية: 
-الماجستير فى العلوم الزراعية 1973
-الدكتوراه فى العلوم الزراعية 1978 
-أستاذ بكلية الزراعة - جامعة عين شمس حتى 2008 
-عميد كليه الزراعة - جامعة عين شمس 2007 / 2008
-وكيل كلية الزراعة - جامعة عين شمس 2002 / 2007
الوظيفة الحالية: 
-أستاذ متفرغ بكلية الزراعة جامعة عين شمس 
-رئيس لجنة الزراعة بحزب الحرية والعدالة
أهم الإنجازات:
-إعداد الخطة الإستراتيجية للزراعة فى مصر حتى 2030.
-إعداد الخطة التنفيذية للنهوض بالزراعة فى مصر حتى 2017، بناء على خطة إستراتيجية محددة- حزب الحرية والعدالة.
-عضو لجنة الإنتاج النباتى للإشراف والمتابعة للجان القومية ومشروعات التطوير للمحاصيل الزراعية من 2002 حتى 2009.
-عضو لجنة تسجيل الأصناف والتقاوى بوزراة الزراعة من 2003 حتى 2010. 
-الإشراف والمتابعة لمزرعة كلية الزراعة جامعة عين شمس، 200 فدان فى القناطر الخيرية، و50 فدانا بالنوبارية. 

الاسم رباعي:- أحمد عيسى أحمد 



وزير الأثار 
السن:- 53 سنة
الدرجات العلمية: 
دكتوراه فى الآثار الإسلامية والقبطية جامعة جنوب الوادى
الوظيفة الحالية: عميد كلية الآثار جامعة جنوب الوادى 
أهم الإنجازات:
الأستاذ الدكتور أحمد عيسى أحمد أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة جنوب الوادى عمل فى هيئة الآثار مفتشا لأثار شمال القاهرة وسيناء ومصر الوسطى، وشارك فى العديد من الحفائر والترميم بالقاهرة وسيناء، وشارك فى ترميم قبة الحسين وله العديد من الأبحاث العلمية المنشورة، والتى تخص الآثار الإسلامية والقبطية.
شغل منصب أمين عام نادى هيئة تدريس جامعة جنوب الوادى من 2006 إلى 2011 


الاسم رباعي:- احمد محمد احمد سليمان 



وزير العدل 
السن:- 53 سنة
الدرجات العلمية: 
ليسانس الحقوق جامعة القاهرة عام 1972
ماجستير فى الشريعة والقانون عام 1977
الوظيفة الحالية: 
مساعد وزير العدل السابق لشئون الدراسات القضائية والرئيس بمحكمة الاستئناف .
أهم الإنجازات:
عين وكيلاً للنائب العام فى نيابات صدفا بأسيوط، ونيابة المنيا الكلية وبندر المنيا، والفقش ببنى سويف قبل أن يلتحق بسلك القضاء فى عام 1981.
وعمل مستشاراً بمحكمة استئناف بنى سويف، وقنا واستئناف القاهرة حتى عام 1992، قبل أن يعار للمرة الأولى كقاضٍ فى المحكمة الاتحادية بأبو ظبى بدولة الإمارات العربية المتحدة. 

تولى سليمان عقب عودته من الإعارة عام 1998 العمل منصب مستشار بمحكمة استئناف أسيوط، ومنها إلى محكمة استئناف القاهرة، وظل بها حتى تمت إعارته للمرة الثانية لأبو ظبى عام 2004 بمعهد القضاة والدراسات القضائية، ثم عين رئيساً لقسم التأهيل التخصصى والتأهيل المستمر بالمعهد.

تولى رئاسة نادى قضاة المنيا مرتين فى عام 2002، وحتى عام 2004، ومن يونيو 2011 حتى الآن.


الاسم رباعي:- فياض عبدالمنعم حسانين ابراهيم ادريس 



وزير المالية 
السن:- 56 سنة 
الدرجات العلمية: 
دكتوراه فى الاقتصاد- كلية التجارة- جامعة الأزهر 1999
ماجيستير فى الاقتصاد – كلية التجارة – جامعة الأزهر 1993
بكالوريوس تجارة – قسم اقتصاد 1980
الوظيفة الحالية: 
- أستاذ قسم الاقتصاد – كلية التجارة – جامعة الأزهر الشريف- بنات 
-أستاذ زائر بالدراسات العليا بجامعة زايد (الاقتصاد الإسلامى والوضعى) بدولة الإمارات العربية
-مستشار اقتصادى – دار الإفتاء المصرية
-عضو مجلس أمناء مركز دار الافتاء المصرية للتحكيم التجارى الدولى
-مستشار محفظة المرابحة الإسلامية- كايرو كابيتل جروب.
-مستشار اقتصادى لمركز الدراسات الفقهية والاقتصادية، القاهرة.
-عضو مجلس إدارة مركز الدراسات الإسلامية- كلية دار العلوم – جامعة القاهرة.
أهم الإنجازات:
-مؤسس جمعية نهضة مصر للتراث، والتى تهتم بالتراث الفقهى والقانونى والاقتصادى المقارن.
-إدارة العديد من المراكز الاقتصادية الاستشارية.
-أمين هيئة الرقابة الشرعية للمصرف الإسلامى الدولى 1993 إلى 2003
-تدريب البرلمانين حول مواضيع التحدى الاقتصادى والعدالة الاجتماعية.
-مدرب فى عدد مراكز البحوث فى مصر والدول العربية فى مجالات اقتصادية عديدة
-تخطيط وتنفيذ عدد من البرامج التدريبية للبنوك الإسلامية والبنوك التقليدية الراغبة فى تقديم خدمات مصرفية إسلامية
-قام بكتابة وتأليف العديد من البحوث والدراسات فى المالية العامة، ومبادئ الاقتصاد، والعقود والبنوك ومجالات اقتصادية متعددة.