الجمعة، 6 أبريل 2012

الشعب لن يعود لأحضانكم

رابط صحيفة الموجز الاليكترونية :http://www.almogaz.com/opinion/news/2012/04/7/242228

لقد أخطأ العسكري خطأً ذريعاً حين فضل مصلحة النظام وداس على مصر وعلى شعبها ، حين لم يقدر ثورتها ولم يقدر الحب الذي ناله منهم والذي عبر عنه الجمهور بالتقاط الصور مع جنود وضباط الجيش ولم يقدر مرة أخرى حالة التعاطف التى سادت الشعب المصري حين ألقى الفنجري التحية للشهداء بعد يومين من التنحي وأصر أن يلفظ الشعب وقد كان في يده بكل بساطة أن يقنع الشعب بفترة انتقالية ربما تمتد لسنة أو أكثر ولكنه فضل ولاءه للنظام السابق على حبه للوطن وشعبه ..
ربما نستطيع أن نتفهم وجهة نظر المجلس العسكري وموقفهم من الثورة وفهمهم لها الذي كان لا يتعدى إزاحة جمال مبارك فقط وقد بدا لنا ذلك واضحاً ، حين سمحوا للمخلوع بالإقامة في شرم الشيخ وتركوا أعوانه يعبثون في القصر وفي البلد لمدة شهرين كاملين ولم يحركوا ساكناً تجاههم إلا بضغط الميدان ، ولعلهم لم يكونوا الحاكمين فعلاً في تلك الأشهر ..  ما لا نستطيع فهمه لماذا كان ذلك الموقف من الإخوان الذين وافقوا على وضع يدهم في يد المجلس العسكري وبدت الآن واضحة وجلية أنها فعلاً كانت صفقة ضد الثورة والثوار .. لكن  لماذا هذا اللهاث السريع وراء السلطة ؟! ..
ما زلت متفائل ، برغم كل ما يحدث ، برغم أداء مجلس الشعب الكوميدي أحياناً والتمثيلي أحياناً والارتجالي أحياناً أخرى إلا إنني متفائل ، برغم اختيارات لجنة تأسيس الدستور وما شملته من أعضاء لا يمثلون كافة المجتمع المصري ، إلا إنني متفائل ، نعم أشعر بالدهشة والاستغراب وأحياناً الحيرة والمؤامرة على مصر والرجوع إلى الخلف بعشرات الخطوات حين نرى من بين أعضاء اللجنة السيدة الفاضلة ( أم أيمن ) والأخت الفاضلة / فاطمة أبو زيد وأننا على أعتاب حزب وطني جديد وأتذكر عائشة عبد الهادي ولكن تلك الدهشة والحيرة سرعان ما تزول حين أسمع حديث د/ كمال الهلباوي فأتيقن أننا على صواب ، وأننا ماضون بإذن الله في الطريق الصحيح وأن عقولنا ما زالت موجودة  وبخير..
لابد أن أتفاءل حين أرى أَنَّ الأزهر استفاق من سباته وانسحب من اللجنة الدستورية ونتمنى من الله أن يظل مُستفيقاً ..
متفائل أن الكنيسة انسحبت ومندوب المحكمة الدستورية انسحب ..
متفائل أن الشعب يكتشف مبكراً أن من ادعى سنوات طويلة زهده في المناصب الزائلة يهرع وينكب ويتكالب على جميع المناصب وينسى الشعارات التي طالما رددها ، الله والوطن بمجرد أن أشار له المجلس العسكري على " ميدان التحرير " ..

متفائل أننا اكتشفنا الآن أننا أصدق بكثير منهم وأننا كان لدينا حسن نية وشفافية أكثر منهم بكثير حين كنا نردد ونطالب بتسليم السلطة إلى مجلس الشعب  ولن ننخدع مرة أخرى..
ما زلت متفائل أنهم والمجلس العسكري أصابهم العمى والصمم والغرور فأنساهم الله أن هذا الشعب الذي أسقط نظاماً دام وجثم على صدور المصريين لمدة 30 عام استطاع أن يسقطه في 18 يوم فقط  ، ويستطيع أن يسقط أى نظام أو رئيس لا يحقق مطالب الثورة ..

متفائل أنهم راهنوا علينا وهم بإذن الله خاسرون .. لقد ظن المجلس أنه نجح واستطاع أن يجد ضالته ومن يقبل رشوته ويضحي ويبيع الثورة والميدان وكله منافع ، فلم لا ؟! وقد باعوا مبدأهم أكثر من مرة .. قد قبل الإخوان هذا الدور وأقنعوا شبابهم أنه من باب الوصول إلى الغاية الكبرى والأعظم وهي تطبيق شرع الله عند وصولهم للحكم ، ولأنهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، ونسوا أنه لن يقبل العسكري أن يلعبوا به ولن يقبل العسكري أن يكونوا أداة طيعة في يد الإخوان ، فلن يكون هناك وزير دفاع ولا رئيس أركان ولا وزير داخلية يعينه الإخوان وكانت الرسالة واضحة والإجابة واضحة حين تحول الضباط الملتحين للمحاكمة ..


سوف يتضح فيما بعد أن ما تمر به الجماعة الآن ما هو إلا المرحلة الأخيرة لتقليص دورها وفصلها تماماً عن الشارع بحيث لا تعود مرة أخرى في تلاحم مع الشعب المصري أو يعود إليها الشعب المصري وهذا ما حدث حين دعت لمليونية ولم تجد استجابة ليس فقط من الشعب المصري ولكن أيضاً من داخل الجماعة ومن بعض قياداتها وشبابها ..


لقد أدار المجلس العسكري الثورة مع الإخوان بالطريقة التي تجعله في نظره آمن وغانم ، مُراهناً و هو مخطئ أن يعود الشعب ويرتمى في أحضانه ..


نعم الرهان الآن فقط على الشعب وعلى مدى تمسكه بثورته وما تعلمه من دروس ، وهو ما لم يضعه أحد في الاعتبار ، حتى لو نَجَّحَ المجلس  الشاطر أو أحد الفلول ، ففي تقديري وكل شئ أصبح الآن ممكن وجائز أنه إذا كان ترشيح الشاطر يمثل صفقة مع العسكرى ، فإنه لن ينجح الا لكي يسقطه الميدان وسيقف العسكري حينها مع الميدان لكي يكفر عن خطيئته الأولى ويغفر له الميدان ، ويكون ذلك أفضل خروج آمن  ..

ولكن المؤكد أن الشعب حينها لن يترك الميدان حتى تتحقق طلباته  ولن يكون هناك دور للإخوان .. فما زلت متفائل ..

بعد أن أنتهيت من المقال ولأنه لم يكن تم النشر حتى اليوم الجمعة في منتصف الليل ، و جاء بالتلفزيون المصري خبر انسحاب الشاطر وشفيق لصالح عمر سليمان ، (فإذا صح الخبر) أقولها مرة أخرى ما زال الرهان على الشعب ورب ضارة أن تكون نافعة وتوحد الصف بين المرشحين على رئيس واحد ، فما زلت متفائل أن الله لن يخذل مصر وشعبها أبدا ..فإن لم يتعظوا بمن داخل طره ،

اذكرهم بقوله تعالى:(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) سورة الانفال الآية 30وأذكرهم بقوله تعالى : (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه) فاطر: 43.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق