الجمعة، 17 فبراير 2012

أحمد سيف يكتب: نتنياهو في قبرص وغياب مصر .. ودور جديد لصديق قديم | الموجز

أحمد سيف يكتب: نتنياهو في قبرص وغياب مصر .. ودور جديد لصديق قديم | الموجز

******************* مقال جيد لكن للأسف لا يقرأه أحد ..هذا ماتقوم به إسرائيل ونحن نكتفي بتصريح من الازهر شئ مخزي .ثم بعد ذلك نقول اسرائيا تريد تقسيم مصر !! و إحنا قاعدين منبطحين نقولها افعلى ما شئت مصر هيئت لك *****************************

أحمد سيف يكتب: نتنياهو في قبرص وغياب مصر .. ودور جديد لصديق قديم

Thu, 02/16/2012 - 15:10

أحمد سيف يكتب: نتنياهو في قبرص وغياب مصر .. ودور جديد لصديق قديم
نتنياهو
يتوج وصول نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الى قبرص اليوم ،مرحلة جديدة في العلاقات القبرصية الاسرائيلية تتأسس على اقامة علاقات سياسيةوتجارية وامنية اصبحت هي الاقوي بين قبرص واي من جاراتها وتتخذ ابعاد استراتيجية ،إذ ترى قبرص في اسرائيل معينا في ازمتها مع الاتراك ومنقذا اقتصاديا ، وترى اسرائيل في قبرص موقع استراتيجيا و صديق نادر،يبعد اقل من مائة ميل ، وحيث يمكن للطرفان التعاون الوثيق في جالات عديدة واستثمار الكميات الهائلة من مصادر الطاقة في البحر المتوسط التي تشكل أيضا مصدر خلافات معقدة مع كل دول المنطقة بما حيث تسطو اسرائيل على مصادر الطاقة المقابلة للشاطئ الفلسطيني ولم يتم التوصل الى اتفاقات نهائية مع مصر ولبنان وتهدد تركيا بتعطيل استخراج الطاقة في حال عدم التوصل الى اتفاق بين القبارصة الاتراك واليونانيين.
حافظت قبرص في العقدين الأخيرين على نوع من التوازن في علاقاتها بين والعرب وإسرائيل . لكن نيقوسيا ، لا تجد فائدة كبيرة ،في الحفاظ على هذا التوازن مع تطورات العلاقة الإسرائيلية- التركية وانشغال العرب وخاصة مصر بأوضاعها و ما تعتقد انه بوادر تغييرفي الموقف العربي الإسلامي ، من "جمهورية قبرص التركية" المعلنة من طرف القبارصة الاتراك في الجزء الشمالي ولاتعترف بها الامم المتحده واسحقاق دخول قبرص الاتحاد الاوروبي والالتزام باتفاقات التعاون مع اسرائيل.
وكان على نيقوسيا ان تأخذ بالكثير من الاتفاقات الخاصة بين الاتحاد الاوروبي وإسرائيل في كافة المجالات الإمنية الاكاديمية والإجتماعية والعلمية والإقتصادية . إتفاقات في كافة المجالات ،تجعل من إسرائيل الشريك الخاص والمميزلأوروبا .
وهناك زيارات و ورشات عمل وندوات متواصلة لتفعيل وتطبيق البروتوكولات المتعدده. وصار الخبراء الإسرائيلييون ضيوف ندوات عديدة حول الشرق الاوسط في بعض الدوائر الأكاديمية مثل جامعة نيقوسيا التي يستثمر فيها اسرائيلييون عبر شراكة رسمية، وأصبحت وجهة النظر الإسرائيلية أكثر حضورا في وسائل الاعلام خاصة التجارية الناطقه بالإنجليزيه والتي تعتمد في تغطيتها الإعلامية على وكالات غربيه مؤيدة لوجهة النظر الإسرائيلية واصبحت تغطية القضايا الاسرائيلية والفلسطينية تخضع لرقابة ومفردات تقلل ذكر الاحتلال الاسرائيلي وجرائمه ومخالفاته وعرقلته لتسوية عادلة.
أيضا ساهم التواجد الروسي اليهودي الكثيف ذات الصلة المتينة باسرائيل ، الذي الصقت سابقا به والى الان، دعاوي غسل الاموال ، في تنشيط الحركةالتجارية بين قبرص واسرائيل التي أصبحت في السنوات الاخيرة، أكبرخامس مصدرتجاري لقبرص. وتضاعفت في السنتين الأخيرتين، الاستثمارات في مجالات السياحة والعقار و تشمل بالتعاون مع شركاء يهود و روس في أسرائيل ، بناء أبراج وأسواق ضخمة هي الأكبر على الساحل الشرقي في مدينة ليماسول ، وحسب تقارير غربية نشرتها صحيفة الجارديان قبل اسابيع، قررت موسكو دعم اقتصاد قبرص المتهالك بقرض قيمته بليوني يورو يسدد بفوائد بسيطة ويرتبط باستثمارات النفط واستخراجه من المتوسط . وذلك،وفق الجارديان ،خشية انهيار اقتصاد قبرص حيث الاستثمارات الروسية والروسية اليهودية، تمثل نسبة عالية من الناتج القومي اضافة الى استمرار استخدام قبرص كمركز لغسيل الاموال.
ويعد التعاون الراهن بين إسرائيل وقبرص لإستغلال حقول الغاز والنفط في البحر المتوسط التي تشمل وفق متخصصين، بعض الاحواض المائية الحيوية لمصر ،فلسطين ،مصر،لبنان و سوريا ، أحد المسائل التى تعول عليها قبرص أهمية اقتصادية إستراتيجية ، بسبب إرتفاع كلفة توفير الطاقة وإعتمادها في أستيراد جزء كبيرمنها، على دول مأزومة مثل سوريا .
أخضعت اسرائيل التعاون لاستغلال الطاقة وتقدم العمل فيها ، لحسابات إستراتيجيية، امنية على نحو خاص.و لم تلبي الى ما قبل إعتداء إسرائيل على "أسطول الحرية" وخضوع نيقوسيا للمطالب الاسرائيلية، الحاجات القبرصية الملحة للبدء في تنفيذ المشروع . ولاحقا ربطت التقدم وتوقيع اتفاقات بدء التنقيب ،باتفاقات للتعاون الامني وعسكري انجز بعضها قبل شهر تقريبا ،اثر زيارات متكررة قام بها الى قبرص ليبرمان وزير الخارجية الاسرائيلي الذي تربطه علاقات وثيقة ببعض المسؤولين القبارصة ورجال الاعمال الروس ، وبعض هذه الاتفاقات ينتظر المصادقة عليها خلال زيارة نتنياهو رغم ما يقال عن معارضة قبرصية لبعض الاتفاقات التي قد تضر علاقاتها العربية.
ولو نظرالمرئ الى الخارطة قليلا لرأى بدون عناء ،أن الجغرافيا وما تتعرض له أسرائيل من عزلة تتزايد أقليميا، تحتم على تل أبيب السعي إلى ما هوأكثر من موطئ قدم في قبرص، او ما كان القومييون السوريون يسمونها نجمة الهلال الخصيب و ليكتشف هؤلاء وغيرهم بعد عقود، أن اوروبا وسعت حدودها لتصبح على بعد أقل من مائة ميل عن السواحل العربية قبالة مصروسوريا، فلسطين ، ولتصبح قبرص موقعا أوروبيا استراتيجيا متقدما قباله منطقة تمتلئ بالتغييرات وربما لاحقا،إذا ما نجحت خطط إسرائيل، جزءا من طوق الأزمات الذي يحيط ويحاصرالمنطقة العربية .
تفكر قبرص في ما ستجنيه من علاقاتها القوية مع اسرائيل التى بدورها تغدق الوعود: تعد بالاستثمارات والسياحة والعلوم والخبرات الزراعية و العسكريه والامنيه. وبدعم واشنطن لقبرص في التعامل مع المشكلة القبرصيه، وسط مخاوف من تكريس الإنقسام بين الجاليتين في ظل ضغوط متزايدة وتهديدات متواصلة بعدم التجديد لقوات حفظ السلام الدولية الفاصلة بين الطرفين مسقبلا.
ولا يفوت القبارصة أيضا، رؤية موطئ القدم القوي الإسرائيلي في الجانب القبرصي التركي ، الذي حققته اسرائيل اثناء علاقاتها الجيدة الطويلة معتركيا ما قبل اوردغان ،والإسثمارات الكبيرة في قطاع السياحة والعقار وحيث قام مستثمرون يهود في السنوات الاخيرة، بشراء أراض واسعة ، تعود ملكيتها الى اللاجئين القبارصة في الجانب اليوناني وبدون إشتراط الحصول على شهادات تملك الارض .
جانب اخر، تتحسب الحكومة في نقوسيا، ما قد يصيب علاقاتها من تدهور مع المحيط العربي والعالم الإسلامي ،إذا ما قررت الذهاب بعيدا في بناءعلاقات متينه مع إسرائيل التي تغدق بالوعود المالية والأمنية ،التي تغري بعض الساسة ورجال الأعمال الجدد ، الذين يتبنون نهج يدفع لعلاقاتإستراتيجية مع إسرائيل . في الوقت نفسه ،لا يغيب عن بال الساسة المجربون في نيقوسيا الذين اقاموا علاقات جيده مع العرب في السابق، رؤية نتائجالسياسات الإسرائيلية في السنوات الاخيرة وأزماتها المتواصلة ، وكونها نتائج أعمق لأزمة الكيان الاسرائيلي ، الذي يواصل إحتلال الأراضيالفلسطينية وتحدي الشرعية الدولية وإهداركل فرص حل مقبول من الفلسطينيين والعرب.
تقف قبرص امام خيارات متصارعه وتتحسس المياه الساخنة والباردة حولها ، مختبرة تمركزها الجديد للتعامل مع سنوات قادمه حافلة بالتطورات الصعبة في الشرق الاوسط . تطورات لم تكن الجزيرة المقسمه، والتي يقيم البريطانييون فيها قواعد عسكريه ضخمه و ثابته ، واستخدمها الصليبيون في غزو مصر وبلاد الشام، في أى من العصور القديمة والحديثة بعيدة عنها .
في السابق رأى الرئيس القبرصي السابق المطران الشهير ماكاريوس رفيق زعيمي حركة عدم الانحياز، عبد الناصر وتيتو ، ان مصالح قبرص كانت في بناء علاقات قويه مع المحيط العربي ودول العالم الثالث . ولم تعترف أي دولة عربية الى الان، بجمهورية قبرص المعلنة في الجزء الشمالي.ألان تتغير المعادلات والتحالفات في المنطقة المحيطة بقبرص التي أصبحت اوروبيه بكل المقاييس والسياسات . وثمة قلق يتصاعد قبالة الشواطئالمقابلة لقبرص في مصر وفلسطين وسوريا ولبنان و تركيا بالطبع ،من مضاعفات سيسببها "مشروع صداقة" وتحالف غير أخلاقي بين قبرص التي تشكو ظلم "الاحتلال التركي" لجزء من أراضيها وبين إسرائيل، الكيان المحتل المتأزم و الغارق في الجرائم و العنصرية والتزييف والذي يقود بسياساته وعماه المنطقة نحو كارثة محققة تقترب.
ولا يتمنى المرئ لجار قديم وصديق تاريخي عانى ، لكنه نجح في شق طريق التقدم والتطوربنجاح باهر خلال العقود الثلاثة الماضية، ويقول ان أراضيه "محتلة" وشعبه مقسما ، أن يتورط مع المحتلين الاسرائيليين، شركاء السوء وصانعيه في المنطقة ،وفي استغلال انشغال العرب وخاصة مصر، بظروف التحول العسير،طمعا في الاغراءات والوعود الكاذبة والحسابات الخاطئة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق