الثلاثاء، 14 فبراير 2012

القطط بمجلس الشعب لا تأكل الخبز

http://www.almogaz.com/opinion/news/2012/02/14/187831 جريدة الموجز الاليكترونية

رابط الموجز على الفيس بوك http://www.facebook.com/AlmogazNews/posts/368286009866185

جريدة حديث العالم http://c4wr.com/?p=11358


لابد أن نقف أمام جلستي مجلس الشعب أمس واليوم اللتان ناقشتا بجدولهما رغيف الخبز ولجنة تقصي الحقائق رقم (21) في أحداث مباراة الأهلي والمصري ، فما أثارني من وسط العدد الهائل من الاستجوابات والإحاطات التي لا تقدم أي حل يدفع للأمام و(بدون تهكم ) ولكنه رصد مهم ودلالة عن فكر ، أن تجد نائباً محترماً اعتزم العزم وبَيَّتَ النية على الحضور للجلسة وانتظر طويلاً لكي يصور لنا عن مدى استيائه من رغيف العيش وأنها أزمة ضمير ويدعم ذلك بقصة طريفة حدثت معه أنه كانت بجواره قطة " تِنَوْنَوْ " فأعطاها قطعة من الخبز فرفضت وامتنعت عن أكلها ويستطرد : انظروا هذا الحيوان يمتنع عن أكل هذا العيش فما حال البني آدم !

ولكني أهمس بدون تهكم في أذن النائب الشيخ  ، هل هذا ما ينتظره منك أهل دائرتك ؟؟
لقد دنوت من الحقيقة  ، وسرعان ما أقحمت القطة فبعدت كثيرا عنها .
ربما لا تعرف أيهاالنائب المحترم أن القطط للأسف لا تأكل الخبز أصلاً ، ولا تأكل العدس ولا تأكل الفول المدمس ، فأرجوك بلاها قطط .
من المفترض في أعضاء مجلس الشعب الذين جاءوا بالأغلبية أن يكون الشعب اختار خيرة رجاله وارتأى فيهم أنهم خيرة العقول والفهم والإدراك والرؤية ، وأنهم سوف يكونوا عوناً لأداء الحكومة المتدني والذي لا يلاقي رغبات وطموحات الشعب وليس أن يكون فقط مجرد نقد للنقد ، وحتى لا يتهمني أحد بأني أمارس النقد للنقد أيضاً ، أدعو أن نستمع معاً لحديث د / حازم الببلاوي في حواره مع السيد / خيري رمضان بقناة cbc  ولنتجاوز  اختلاف آرائنا في السيد / خيري رمضان أو في القناة ، ولنُحَلِّل  ما جاء فيه من نقاط هامة لا يجب أن يَغفلها أعضاء مجلس الشعب وهم المنوط بهم إصدار التشريعات والرقابة على الأداء ثم بعد ذلك تقديم الاستجوابات والإحاطات ، فقد ركز د/ حازم الببلاوي ـ على نقاط هامة وأعتقد أنها من أساسيات الإصلاح إذا أردنا النهوض بمصر ولكن كيف يكون هذا ؟ لنفهم مابين السطور !!
يقول د/ حازم : هناك أشياء ترى أنها ( غلط ) وما تقدرش تعمل لها ( إصلاح ) مرة واحدة ، فأنا كتبت مرات عديدة ومن ( عشرات السنين ) عن ( الصناديق الخاصة ) وأنه لا يجوز الإنفاق من تلك الصناديق ، في غير الأغراض المنصوص عليها ولقيت ثورة عند ذلك من ( المحافظين ) ، قالوا لي دا إحنا كده المحافظة تقف ، أنا عندي عشرات بل آلاف الموظفين رواتبهم صغيرة ولو لم أعطهم مكافآت من هذه الصناديق ، العمل هيتوقف ، وأنت شايف ثورة في كل حتة !!
و يستكمل د/ حازم ، بعض الأشياء أنت مضطر السير فيها بحذر ، فمثلاً في اجتماع وزارة المالية مع رؤساء القطاعات سألت أحد رؤساء القطاعات وكان أعتقد قطاع الضرائب كم عدد الموظفين عندك فأجاب فوق الخمسين ألف موظف ، فإذا رأيت شيء صحيح وأردت أن تفعله وهذا الجهاز غير موافق يتعطل عليه أشياء كثيرة .. أما عن الاقتصاد المصري فهو تأثر ولكنه متماسك وتنقصه فقط التمويل أو السيولة ..
وحتى لا يتهمني أحداً ويفهمني خطأ أني أدافع عن الحكومة ، فما أعنيه
وما يجب أن يركز عليه أعضاء البرلمان المنتخب بأغلبية أن يضع يده على المشكلة من جذورها .. على إعادة هيكلة وتطهير الجهاز الإداري للدولة الذي عشش فيه الفساد وضرب فيه السوس وأصبح هناك جيش من الإداريين الذين تم إغواءهم من النظام على مدار سنوات طويلة استشرى الفساد في عظامهم ودمائهم ، هم أخطر ما يهدد الإصلاح بمصر .
وعلى كل نائب أن يأتي من محافظته ودائرته وهو مُحَمَّل بهموم مواطنيه ومشاكلهم والعمل على تذليلها أو على الأقل الحد منها ؟!  هل خلت هموم مواطنيهم ؟؟ هل انحصر دورهم في تحسين وضع مصر والدفع بها في أنبوبة البوتاجاز ورغيف العيش وهذا ليس تقليلاً لشأنهما بل هناك من المشاكل الأساسية والمزمنة أكبر بكثير من ذلك وإن بدأنا في حلها ستحل معها كثير من تلك الأمور الفرعية والحياتية ، وفي نفس المعنى تحدث النائب / علاء العزب ، و قال : كل يوم والتاني يطلعوا لنا بقضية جديدة لجنة تقصي حقائق جديدة ونتحول في مجلس الشعب إلى مخبرين حتى يشغلونا وننسى قضيتنا المهمة ، فهل يعلم السادة نواب الأغلبية أن هناك أولويات كبرى وتحديات لابد من العمل عليها وبسرعة ؟
وحتى لا ألقي اللوم عليهم جميعاً فيجب أن يغير المجلس من جدول أعماله ..
اليوم أعترف أنني عرفت معلومة جديدة كنت أجهلها أن جلسات مجلس الشعب لا يمكن أن تكون يومياً وهي حسب اللائحة الآن ثلاث مرات أسبوعياً وعند انعقاد مجلس الشورى سوف تكون كل أسبوعين ليتمكن الأعضاء من حضور المجلس هذا والمجلس ذاك .. وإذا توقفنا لحظات وسألنا أنفسنا بهدوء ماذا قدم المجلس حتى الآن سنسمع " غلوشة " علينا كالتي نسمعها في المجلس إذا ما تحدث عضو ما خارج الأغلبية  ويدعوننا بأننا ضد الأخوان .
فهل يعلمون كما أنه هناك آداب لدخول الحمام وآداب للطعام فهناك أيضاً آداب الاستماع حتى تستطيع أن نطلق عليه مجلس موقر ..
أم أنه يجب على شباب الثورة أن يقدموا لأعضاء الأغلبية كتاب يسمونه سلاح النائب فيه يتعرف النائب كيف يقدم استجوابه ومجموعة أمثلة من المشاكل التي تهم المواطن والتي تخدم مستقبل مصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق