الأحد، 12 ديسمبر 2010

نصيحة للحبايب - جدة - 24/10/2010

اعتبرها سحابة أو طيف
أو الخريف جه قبل الصيف
شيء عادي تافه سخيف
لازم تكون إنسان لطيف
وسَّع صدرك خللي دمك خفيف
كل دي أوهام وتخاريف
كأنك بتتعاطى أو بتاخد كيف
قول نعم وحاضر تبقى ظريف
وتبقى إنسان عادل صالح شريف
بلاش مماطلة وتسويف
العمر مايتحملش مجادلة وتثقيف
عيش الحقيقة بدون تحريف
وإنسى البيت وانسى الرغيف
انسى الجامعة والتوظيف
إشتغل فنان .. مفسر أحلام
أو داعية في الإسلام
كله هيبقى تمام التمام
هتسيب دقنك ولا تعري الأكمام
هتقرأ كم كتاب وتقول شوية كلام
المهم تعرف بإيدك تطير حمام
وتعرف كم× كم = كام
ممكن تكون لاعب
وراعي وراك في الملاعب
برضة فيها مكاسب
ولما تكبر هتكون مذيع أو نائب
صوتك عالي مكشر وغاضب
ده لو كنت حابب
غير كده هتكون عبيط وشايب
يقولوا ضيع عمره الخايب
دي نصيحتي للحبايب.....

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

عصامي مش حرامي - 28/11/2010

بياع شاطر متميز
معاذ الله مش متحيز
بضاعته مطلوبة وبيتعزز
يبيع بمزاج ويمزمز
مين شرَّاي مين فاهم بيميز
مين ينقص يزود يرقص يهزهز
بياع شاطر متميز
أطلب تلاقي حاضر ومتجهز
الدفع كاش مأستك أو متفيز


أسعار غالية رخيصة باشتري
أخزن أبيع أكسب وأغتني
الناس تشكي تجوع إن شا الله تتهري
سوق مفتوح بِحُرْ مالي مش بافتري
بعت واشتريت في يِن ودولار
بنيت مصانع شيبسي وفشار
وزعت تكتك لامؤاخذة بدل الحمار


لعبت لعبة الفرد والجوز
رشحت نفسي وكان لازم أفوز
بفلوس كل شيء هاخده بدون ما اعوز
دخلت المجلس كأني عريس
معايا مفتاح غالي ونفيس
عندي عزة كريم في المجلس حسيس
عصامي مش حرامي شريف مش خسيس
دي قصتي لكل شاب تعيس

غير مقبول - جدة -19/11/2010

لم أكن أعرفه من قبل أن أرى ذلك البرنامج على قناة الجزيرة في أحد البرامج التي كانت عبارة عن لقاء مناظرة بين المعارضين والمؤيدين من الأحزاب لخوض انتخابات مجلس الشعب .. لكلا الفريقين كان وجهة النظر التي رآها ولم يستوقفني ذلك بل استوقفني وجه جديد كان يحرص أن يتكلم باللغة العربية وانتظرت حتى تعرفت على اسمه المكتوب في شريط أسفل الشاشة كتعريف له ومن يمثل .. ولأنه شاعر فقد تركت الشاشة واتجهت للكمبيوتر لأتعرف عليه أكثر من خلال النت .. وكما توقعت وجدت له أكثر من عنوان خاصة على موقع اليوتيوب .. وبالقدر الذي أعجبني فيه من قدرته الشعرية كأدب رفضت بذلك القدر ذلك الأسلوب الهجائي الغير مقبول .. فمهما اختلفنا في الرأي على أي مستوى كان لا يجب أن نصل إلى هذا الحد من الهجاء .. فاعترض كما تشاء ولكن هذا لا يرقى ولا يمت للحرية الذي يطالب بها الجميع .. وماذا يريد الجميع حرية أكثر من ذلك .. بل لنكن موضوعيين وإصلاحيين ولنسأل أنفسنا ماذا أضفنا للمجتمع الذي نعيشه ..أعتقد أن نوظف تلك الموهبة وتلك الطاقة لعمل خيري جيد يشحذ المجتمع لمستوى معيشة أفضل .. ذلك هو الجهاد.. ذلك هو النضال.. ذلك هو الكفاح الذي لا يختلف عليه أحد ..
قال تعالى : " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين "  سورة الأنفال - الآية 46

السبت، 20 نوفمبر 2010

كش ملك - جدة - 9/11/2010

ترددت كثيراً أن أذهب لمقابلة زوج ابنته ولكنه اتصل أكثر من مرة يطلب المقابلة .. وعدته بزيارة قريباً .. في أقرب فرصة أجدني قريب منه .. خاصة بعدما أخبرني أن حماه قد توفي إلى رحمة الله .. حمدت الله أنه أنهى عمله معي، فقد أصابني بكثير من التوتر لأنه لن ينتهي من اتفاقي معه، مما سبب لي ضغط نفسي .. ماذا أفعل بالورق الذي معي؟! من ينهي هذا العمل ؟! برغم أني كنت أعلم بمرضه منه ولكن كانت وفاته مفاجأة لي !! قابلته ثلاث مرات لأتفق معه على تنفيذ دولاب المطبخ .. كان أمهر نجار مطابخ .. محل صغير في زقاق ضيق .. منذ شبابه وهو في هذه المهنة ولكن ما زال يعمل بمفرده .. وجدتني مضطر للذهاب إليه فالكل رشحه لي، وفي نفس الوقت أخبروني بأنه لا يلتزم بالمواعيد لكنه الأحسن في صنعته .. اتفقنا على السعر وكل شيء، والتزمت معه بالدفعات .. كان قد انتهى من كتابة صيغة أشبه بالعقد من نسختين بالكربون.. الأصل معي ونسخة معه .. كتابة رديئة ولكنها مفهومة .. ارتضيت بها لأنها بخط يده .. يشير إلى زوج ابنته : ( حاجة صاقعة للأستاذ ) .. منذ اللقاء الأول لم يُضَيِّع فرصة ليشتكي لي مرضه وتعبه مع ابنه الذي رفض العمل بنفس مهنته .. ( أمه دلعته كثير لأنه الوحيد على بنتين، عايز يقلب الورشة لمحل موبايلات، من يوم ما اشتغل مع واحد صايع في الموبايلات وحاله اتقلب، بعد ما كان صنايعي معايا وشاطر ) .. نفس المواضيع في كل مقابلة، لا يتكلم عن المطبخ بنفس القدر الذي يشتكي فيه مرضه وخيبة ولده .. ( عشان كده أنا عايزك تساعدني وتدفع لي باقي الحساب مقدماً، لأني وعدت ابني إذا رجع الورشة معايا هاخطب له البنت اللي عايزها، والورشة كتبتها بإسم أمه علشان أضمن أنه يستمر في الصنعة بعدي، ووعد مني أسلمك الشغل في الميعاد ) .. سددت المبلغ واستلمه كالعادة بخط إيده .. وطلب الحاجة الصاقعة للأستاذ كالعادة .. سلم المطبخ في الميعاد لكن بدون الرخام .. اكتفيت أني استلمته وليس عندي بأجازتي وقت للمشاكل .. جمعت كل الأوراق وراجعتها مرة أخرى .. رتبت أفكاري وذهبت إلى زوج ابنته .. كعادته وجهه ضاحكاً دائماً .. ثرثاراً .. جُمَلَه غير مترابطة، توقعت أن يطالبني بباقي حساب .. كان في الورشة المقابلة له .. الحاج توفى وإحنا عارفين عمل معاك إيه .. ياريت تسامحه .. إحنا عارفين إنك راجل طيب ..
- وابنه عامل إيه دلوقت ؟!
- هز يديه قائلاً : ( لسه في محل الموبايلات ) ..
- والورشة أخبارها إيه ؟َ
-امتطَّ شفتيه ونظر بعينيه إلى أسفل ثم قال : ( الورشة باعِتها واتجوِّزِت ) ..
( تمت ) ..

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

أماني - جدة - 5/11/2010

لم يذهب للكلية ذلك الصباح فلم يستطع النوم ليلة أمس .. فاليوم موعده مع أماني، موعد طال انتظاره وكم تمناه .. فهي قد حددت علاقتها معه منذ اليوم الأول، لا انفراد يجمعنا، ولا أحاديث خاصة، فقط بين باقي الزملاء، ولكنها كانت الصدفة وحدها، أو هكذا شاءت الأقدار أن تلفظ بذلك أمامه، حينما ذكرت أنها يجب أن تذهب لمصلحة حكومية .. التقط سامح الكلام فكانت بمثابة فرصته الوحيدة لكي يلقاها خارج الكلية، سيسهل لها الأمر بواسطة والده الذي يعمل هناك .. ولكنه تردد أن يخبر والده لعلها لا تحضر، أو لأن والده دائماً ما يرفض الزيارة بعمله، فضَّل أن تكون الزيارة مفاجئة، الموعد في الثانية عشر ظهراً، لم يبقَ أمامه سوى دقائق معدودة، أسرع إلى الشارع .. استقل تاكسي سريعاً .. في الطريق كانت أفكاره وكلماته تتسابق وتتشابك لما سيدور في حديثه معها بعد الانتهاء في أثناء طريق عودتهم، ويتخيل ما سيبلغه لوالده وأمه، هل يحكي لهم عنها أم لا يتعجل؟ .. هوالآن في السنة النهائية للكلية .. العام الماضي والده رفض الخوض في أي نقاش معه أو مع والدته في اتخاذ أي خطوات للخطوبة .. لا ينسى كلمة والده حين أَخْبَره بحزم : ( لن أوافق على شيء حتى يتم التخرج ويكون لك وظيفة ودخل ثابت ) .. حينها سأله: ( حضرتك ممكن اشتغل معك حتى لو تعاقد؟، والرواتب عندكم جيدة والحمد لله ) .. أعتقد الآن لن يرفض أبي، بقي أشهر قليلة وتبدأ الاختبارات، سأذكرها بذلك أكيد بعد الخطوبة .. يحدث نفسه مبتسماً .. ثم سرعان ما تتلاشى البسمة وتطير جميع الخيالات من رأسه حين يسأله السائق : ( إيه رأيك يا كابتن في موضوع الأجور؟! ) لم يكد يرد .. حتى يستطرد السائق : ( أنا مثلاً مدرس تربية رياضية .. أزود دخلي إزاي ؟! .. اشتغلت في محل حلويات فترة ومشيت، مع إن دخلي كان كبير لكن كان بيغش الحلويات، تبقى من أسبوع وتنبيه عليك لازم وإجباري تكذب وتقول طازه، الحمد لله موضوع قروض البنك ده حل أزمتي واشتريت التاكسي ده، وأخذت أجازة بدون مرتب لغاية ما أسدد أقساطه وربنا يسهل علينا ) .. دق الموبايل .. كانت أماني .. أخبرها أن دقائق ويصل لكنه لاحظ نبرات صوتها غير عادية ربما كانت متضايقة لتأخيره .. لم يعد يستمع لصوت السائق .. حين وصل إلى المصلحة؛ صعد بسرعة إلى أعلى .. كانت في استقباله وعليها علامات الغيظ والغضب .. حاول أن يفهم منها .. أنصت إليها .. ( زي ما إنت شايف زحمة من ساعة ما وصلت، شوف الموظف اللي هناك ده .. ما بطلش أخذ فلوس .. كل واحد بيجي أدامه يحط الفلوس كأنها رسوم .. المهم لما الظهر أذَّن أخذ الفلوس بكل هدوء وحطها في الدرج، وقال للناس نصلي يا جماعة أول وبعدين نكمل .. شوف الوقاحة !! بذمتك تسمي ده إيه ؟! بذمتك ده مش بيتكسف يقف يصلي ؟! إزاي ده يقبل يدخل على أولاده أكل حرام ؟! أنا كنت هاعمل حاجة بس اترددت .. كنت هاسأل على والدك وأروح أقول له إزاي الموظف ده بيعمل كده ؟! بس خفت أسبب مشاكل ) .. تجمد الدم في عروق سامح وشعر بصداع شديد لكنه سرعان ما تمالك نفسه، انتظري لحظة .. سأعود حالاً .. ذهب لعامل البوفيه .. أرسله بالأوراق لوالده .. عادت الأوراق وقدمها لأماني .. صديق والدي ساعدني بإنهائها .. والدي في اجتماع مع المدير .. لم تكُف أماني عن الحديث .. لازم تبلغ والدك عن الموظف ده .. أثناء العودة كان المذياع ما زال يناقش حد الأجور .. كانت أماني تتحدث وتضحك وتشكره .. كانت صورة والده مازالت أمامه .. أدرك أنه لن يحدث والده وأمه عن أماني أبداً ..

الخميس، 18 نوفمبر 2010

اغتراب -جدة - 25/10/2010

أمضي عمراً في اغتراب
لا أرى إشارةً للاقتراب
أعيشُ أجنبياً في بلدِ الأعراب
لا محلَ لي فيها من إعراب
لا مستقبل لا عودة كلُها سراب
هجرتُ الأهلَ والأحباب
رفضتُ العيشَ في قهرٍ وعذاب
لأعيشَ واهماً مُرتاب
سجنٌ مفتوحٌ بهِ الأبواب
حَلَّت الأمراضُ وزادَت باكتئاب
أدفنُ في صدري الأسباب
تاهَ الخطأُ تاهَ الصواب
من أسأل لمن أُوَجِّهُ العتاب
أنظرُ للمِرآةِ أرى نفسي باستغراب
مضى العمرُ وضاعَ الشباب
فقدتُ الصديقَ والكتاب
ابحثُ عن شيخٍ عن دليلٍ عرَّاب
يكونُ لهُ الأجَر عني والثواب
يُرشِدُني لسماءٍ بلا سحاب
لبحرٍ هادئٍ خلاب
 لمكانٍ بلا شقاءٍ وخراب
لوجوهٍ مبتسمةٍ بلا أنياب
لن أختارَ فيها مكاناً تحتَ التراب

الجمعة، 5 نوفمبر 2010

رسالة حب - جدة- 6/10/1994

إلى من أحبها وأهواها
إلى من تمنى قلبي رضاها
إلى من أضاءت حياتي بسناها
إلى من غار القمر لصباها
إلى من اشتاقت عيناي لعيناها
إلى من دق قلبي لرؤياها
وجرى الدم في عروقي لمحياها
وهمست بحبي شفاها

أشتاق إليك أشتاق
ظمآنٌ ارويني عناق
كلمات مبعثرة وأوراق
لملميها دفتر حبٍ عقدٌ وميثاق

منتظر رسال منك
 يكون فيها عطرك
أرد عليها أقول بحبك
باتمنى قربك
باتعذب في بعدك
في قلبي صورتك

جميلة انت .. وللجمال مراتب
وجمالك نال أعلى المراتب
نورٌ ونورك فاق الكواكب
ودفءٌ كالشمس عند المغارب
حبيبة .. وأغلى الأقارب
قمرٌ .. وإن غاب ما عني بغائب

يا بنت الخال -جدة - 9/12/1994

باحبك ياللي شعرك سايب
وقلبي في هواكي دايب
نفسي أجيلك ومعايا جايب
كل ما في خيالك غايب
رمش عينك جرحه صايب
باحبك ياللي شعرك سايب
قولي لقلبك إني طالب
ما نفترق زي الغرايب
وماتبخلي عني بالخطايب
دَا إنتِ عندي أعز الحبايب
يا حلوة يا بنت الخال

يا أم العيون كحال
شغلتي والله البال
غيرتي حالي لحال
خفة دم ودلال
مش بس سحر وجمال
عشان بحبك وقلبِك لي مال
تتاقلي بروحي وعمري
مش كفاية المال

محطة الوصول - جدة - 5/11/2010

عربات القطار سارت
خمسون محطة الآن فاتت
مقابر من بعيد بانت
تخيلنا محطة الوصول لاحت
رائحة الموتى قد فاحت
الدموع من العيون سالت
المباني تهدمت والأسماء زالت
الترع جفت والأشجار مالت
قالوا أرواح الأموات عادت
تهتف أسعار اللحوم زادت
أجساد أحفادنا قد هانت
والضرائب علينا انهالت
زراعتنا قضوا عليها وانداست
الضمائر والأفعال اختفت وماتت
باقي الأحرف تجمعت وعانت
تُكَوِّن جملة من أجلها عاشت
عربات القطار من جديد سارت
الأحرف فجأة تبسمت كأنها نالت
قبل الوصول بمحطة طلع راجل أفندي بشنطة
وراه بنت وشيخ وست شايلة بطة
قال كلام غريب كأنه آكل شطة
حسيت إن القطر كله في ورطة
جه الكمسري والمفتش وعمل الضبطه
شعارات قديمة وألفاظ هابطة
انحراف وتغيير في الخارطة
لسان الأفندي أكلته القطة
كل الأفواه خارسة صامتة
اعتذر الأفندي كانت غلطة في غلطة
عربات القطار سارت
أعمدة النور تلاشت
النجوم من السماء غارت
الأموات في سُباتٍ نامت

الخميس، 4 نوفمبر 2010

يا أبيض يا أسود ياإبراهيم - جدة - 16/10/2010

يامواطن يا مصري يا ابن التخين
عليك تختار حاجة من اتنين
ياأبيض يا أسود مش اللونين
يا تعيش غلبان تعيس مسكين
يا تكون حرامي غني مستهين
تعاند تراوغ هتروح مننا فين
لا نعرف قتل ولا دبح بالسكاكين
في  مرض يخليك مستكين
و دروس وضرائب تكون مستدين
تسلِّم تبقى معانا أو تبقى سجين
ترفع قضايا تشتكي بالسنين
هتحلف هتقسم ميت يمين
نهايتك معانا أو مستشفى المجانين
هتسلم هتكسب وتشتهر وتربح
وكل مشاريعك الفاشلة هتنجح
والقوانين هتلين لك وتسمح
وتركب حصانك وفي عزبتنا ترمح
بس إياك في يوم تتنحنح
أو عقلك يفكر يوم يجمح
أو تقولي قابلت شيخ ولي بينصح
هنقول عليك عميل ولبلدك خنت
أو نخفيك ونغير معالمك ونقول تهت
أو وطني جميل حر وبثروتك اتبرعت
عليك تختار حاجة من الاتنين
ياأبيض يا أسود مش اللونين

الاثنين، 11 أكتوبر 2010

وصية - جدة - 1990

كعادتي كل ليلة حينما أعود إلى البيت متأخراً.. أشعل عود الثقاب وأتحسس على ضوئه مكان المفتاح بالباب .. وسرعان ما أديره ببطء حتى لا يستيقظ أبي ويسألني نفس الأسئلة ..
تسللت إلى الداخل ولم تمر ثوان حتى سمعت صوت أبي يناديني .. وقفت أحدد مصدر الصوت فلم يكن آتياً من ناحية غرفته .. لم يكن ذلك خوفٌ من أبي .. فلم يكن قاسياً كي أخافه .. ولكن أخجل من نفسي أن أراني أقف أمامه وأنا أعلم بمدى حزنه أن يرى حصيلة تعبه وتربيته تمر به الأيام وقد قاربت على العام؛ ولم يتحصَّل بعد على وظيفة .. لا أنسى تلك المرة التي زارنا فيها أحد أصدقائه القدامى، وكنت أجلس معهم؛ وفجأة كأنه تذكر شيء حينما علم أني لا أعمل وعرض علي عمل في قرية بأطراف المدينة كأمين مخزن .. وبغض النظر عن مدى علاقة دراستي بتلك الوظيفة.. إلا أنني سألته على الراتب، فقط من أجل أن أخفف من على والدي .. وسرعان ما ردَّ بحماس وفخر كالمنتصر موجهاً حديثه لأبي : ( بخمسة وثمانين جنيهاً، من السابعة صباحاً حتى الرابعة عصراً، وممكن أكلم لك المدير يرفعها لمائة ) .. فقلت : ( إيه ؟!! ) .. نظر أبي لأسفل وهز رأسه حيرة .. ثم قال : ( الرأي رأيه.. أنا لا أفرض شيء على أولادي ) .. لم أنتظر، فجدت نفسي أقول بغيظ وبصوت مرتفع قليلاً : ( بعد الدراسة دي كلها أشتغل أمين مخزن وبخمسة وثمانين جنيه ؟! دا أنا أنام في البيت أحسن ) ، ثم أخذت أضحك بهيستيرية حتى ضحك أبي وكأنه يوافقني أيضاً .. ولم أفق إلا حينما لمحت الابتسامة تختفي من على وجه أبي تدريجياً وترتسم عليه علامات الحزن التي أعرفها .. نظرت إلى صديقه فشعرت أنه في موقف حرج، ويبدو أنني تماديت، فليس معنى أن أبي يناقشنا في أية أمور وخاصة الخاصة بنا؛ ولا يفرض شيء علينا في النهاية، وأن أجلس معه ومع أصدقائه أن أسمح لنفسي بما حدث، ولو كان أبي على اتفاق معي .. لذا فقد حاولت أن أخفف من حدة الموقف موجهاً كلامي لأبي وصديقه كمن يشرح شيء خفي : ( أنا قصدي إنني برغم تلك الوظيفة فسأظل آخذ مصروفي، فلن تتوقف إمدادات أبي لي،  فهي لا تكفي قيمة مواصلات وحاجة آكلها طوال اليوم ) ..
نظر صديق أبي إليه وامتطَّ شفتيه قائلاً : ( فعلاً شيء يحزن !! ) ، كمن يقول أنا عملت اللي عليَّ .. ولم يكن مطلوب منه شيء .. قلت ضاحكاً محاولاً أن أبدد تلك الغُمة : ( أنا من باكر سأعمل رسَّام .. رسام موبيليا .. صديق لي قديم أسعده الحظ ولم يكمل تعليمه قابلته أمس صدفة، يعمل بدهان غرف النوم ويعرف موهبتي في الرسم؛ عرض عليَّ أن أعمل بالقطعة .. أقصد بالغرفة .. بيقول إن دخلها المادي كبير.. ) ، كان أبي يعرف أن كثيراً من زملاء دراستي عملوا في ذلك المجال من قبل ويعلم أني كنت أرفضه .. لذا نظر إليَّ وأحذ يحرك مسبحته ثم قال: ( المهم يا بني تكون مقتنع )، اتجهت إلى صوت أبي .. إذ كان يجلس في ركن مظلم في البلكونة المطلة على الشارع .. حينما نظر إليَّ تلك النظرة الحزينة؛ شعرت ما يدور برأسه .. كأنه يود أن يسألني إلى متى سأظل على هذا الحال .. كنت قد بدأت أعمل في رسم الموبيليا، استيقظ في العاشرة أو الحادية عشر ثم أعود لأتناول الغذاء في العصر، وكثيراً ما كنت أتناول غذائي خارج البيت .. فقد كثرت الجنيهات معي .. كان يود أن يقول الكثير وربما لاحظ أن أصدقائي كثروا أو بالأحرى تغيروا وتنوعوا، فلم يعد هناك من يؤانسني، فقد أصبحت من أرباب الحرف ومن الصعب أن أفصل نفسي عنهم .. كان يود أن يقول الكثير ولكن ربما لم يكن لديه الحل .. أشار لي بالجلوس وهو لا يزال يحرك مسبحته ويتمتم بشفتيه .. أطأطيء رأسي لأسفل، ثم أنظر إليه لأجده ما زال ينظر إليَّ .. حتى بادرني بقوله : ( إنتَ مرتاح يا بني ومقتنع بالشغل ده ؟! ) .. لم يجد مني إجابة .. لذا فقد استطرد قائلاً : ( هل طلبت منك شيء أو إنني أشكو من مصاريف ؟! الحمد لله مستورة، اعتبر نفسك ما زلت في الكلية ونظم يوم، اصحى الصبح بدري، صلي وافطر وانزل اشتري الجرايد واقرأ في كتبك وربنا هيفرجها إن شاء الله، وتابع الإعلانات واعمل اللي عليك، ومن يتقِّ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ..
مات أبي ومازلت أصحو مبكراً أنفذ وصيته .. ومازالت أمي تدعو لي كل صباح .. ربنا ينجيك ويفرحك بأولادك ويوسع رزقك .. ويقبل دعاء الناس ليك ..
انطلق إلى عملي .. أدعو لأبي رحمه الله .. لم أختر مهنتي .. ولم أختر الكتابة "هوايتي" .. لكنني اخترت أن أكون سعيداً في حياتي ..

الجمعة، 8 أكتوبر 2010

موعد مع الشيطان - جدة - 16/5/1992

لم أنتبه أن الوقت يمضي بي حتى كانت الساعة الرابعة والنصف عصراً .. تناولت كعادتي ساندويتش البيض المقلي بعد أن جفَّ تماماً .. ولكن لا يهم فأي شيء يملأ المعدة يهديء من آلام الجوع والسلام .. ما زال أمامي أكثر من ساعة ليبدأ عملي الإضافي في السادسة .. أديت صلاة العصر ثم ذهبت مسرعاً إلى غرفتي بالسكن لآخذ حماماً بارداً سريعاً يزيل آثار العرق، وليكن حداً فاصلاً بين فترتي العمل، فالأولى من الثامنة صباحاً حتى الخامسة بعد العصر، ومن المفترض أن يتخللها ساعة راحة من الثانية عشرة حتى الواحدة ظهراً .. والثانية تبدأ من السادسة حتى العاشرة مساءاً .. كان لابد لي من عمل إضافي لحاجتي لمزيد من الدخل، ورغبة مني في تقصير مدة غُربتي .. وأيضا وسيلة مفيدة لإشباع وقت الفراغ بعدما فشلت في ذلك القراءة .. هوايتي المحببة لنفسي .. وذلك لارتفاع أسعار الكتب بطريقة تحتاج إلى ميزانية شهرية كبيرة، أقتطعها من دخلي المحدود .. لم يبقَ أمامي سوى ربع ساعة .. استبدلت ملابسي بسرعة، ولم أجد للأسف جورباً نظيف .. فقد أجلت غسيلهم أكثر من مرة حتى لم يعد هناك سوى الرث والبالى .. لا أدري لماذا أحتفظ بهم، ولكن أحياناً ما ينفعون في مثل حالتي هذه .. تناولت أحدهم مضطراً .. أخذت الباص واتجهت للعمل .. لا أعلم هل بسبب الجوع أم بسبب الحمام البارد الذي أراح جسدي، وجدت نفسي أشعر برغبة شديدة في النوم كلما أرحت ظهري ورأسي إلى مؤخرة المقعد .. لذا فقد انتقلت إلى النافذة أتابع وأحصر السيارات، وأقارن بين ماركاتها وألوانها، وأُمني نفسي بإحداها .. حتى وجدت نفسي أقترب من وسط البلد .. حينها أعددت نفسي للنزول .. كان أمامي إشارة مرور، ثم عبور ثلاث شوارع متوازية متقاربة حتى أصل إلى عملي .. كنت أتمنى أن تكون المسافة أطول من ذلك لكي أعطي لنفسي قدراً أكبر من السير لتخف آلام ظهري بسبب طبيعة عملي التي تتطلب الجلوس لفترات طويلة .. كان صوت آذان المغرب بدأ يتعالى في المساجد، وأخذت المحال تغلق أبوابها لحين الانتهاء من أداء الصلاة .. هممت أن أتجه إلى أحد المساجد القريبة، ولكني تراجعت فجأة كمن تذكر شيء هام .. انعطفت يميناً بأحد الشوارع .. أتخلل الطرقات الضيقة منها كمن يتبعه أحد ويريد الفرار منه .. كان علي أن أسير حتى يتم قضاء الصلاة .. شعرت بخجل شديد .. فقد اُفترشت الأرض لإقامة الصلاة أمام المحال، ولم يبقَ في الطرقات غير بعض النساء والأطفال .. حتى جاءني ذلك الشيطان بهاجس مجنون .. يسألني لو لم يكن ممنوع غلق المحال لإقامة الصلاة هل كانت أُغلقت أم لا ؟! وربما أنا الذي أتحت له أن يتسلل إلى عقلي لذلك المانع الذي أراه مخجلاً ومانعاً لكي أذهب للصلاة .. ها أنذا أسير في الطرقات لا أصلي .. تذكرت أبي رحمه الله، لم يكن ليغضب منَّا في شيءٍ سوى عدم انتظام الصلاة .. كان يصحبنا معه للمسجد ونحن صغاراً .. وكم كان سعيداً أني سافرت للعمل هنا حتى أشبع نفسي وألتزم بالصلاة والعبادة .. ذات مرة سألني أبي : ( لمَ لم تعد تصلي الجمعة ؟! ) لم يكن أمامي إلا أن أجيبه كعادتي بصراحة  .. فحين تعلمنا الصلاة؛ كان لصلاة الجمعة بالذات هيبتها وأهميتها لكونها جماعة، ليلتقي الجيران والأهل ويتصالح المتخاصمون .. حتى كانت آخر صلاة جمعة لي، لم أعد أحتمل الإستماع إلى الخطبة، لأني لا أشعر أني استفدت شيء منها .. كلام مُستهلك لا يتعدَّاه خطباء المساجد .. كانت الخطبة عن بعض العلماء في الغرب الذين يدَّعون أن أصل الإنسان قرد .. وأخذ الخطيب يلعنهم ويكفرهم وكيف أن الله كرم الإنسان .. وفي " الزاوية " القريبة منا لم نعد نسمع صوت خطيبها منذ ذلك اليوم الذي تحدث فيه عن مذابح المسلمين، وأننا كلنا مساءلون ومحاسبون عن ذلك .. وأنه يجب أن نقوم بالجهاد .. شعرت فجأة بخجل شديد وصوت يهمس في آذاني .. يتعالى داخلي .. أنت منافق .. منافق .. عيون الناس كأنها سهام تصوب في صدري .. ترجمني، وتمتمة شفاههم كأنها تستعيذ مني بالله .. وجدت نفسي أهرول ناحية أقرب مسجد .. أخلع حذائي وأصلي .. لم أنتبه إذا ما رأى أحد جوربي الممزق أم لا ؟! ..

الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

ضميني -جدة - 23/3/1995

سامعه يا نور عـــينيا        
سامعة دق قلبي
بينادي اسمك يا عمري        
بيقولك خديني
في صدرك ضميني            
ضميني زي أمي
ضمي معايا سنيني          
سنيني اللي فاتت من عمري
فاتت قبلك يا عمري           
ضميني ... ضميني
رجعي تاني ابتسامتي        
رجعي ضحكة شفايفي
امسحي بايدك أحزاني        
اعلني للناس أفراحي 
ضميني .. ضميني
ضميني يا عمري

الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

أمنية زمن - جدة - 5/12/1994

زمــن طــال انـتـظاره .. تـــمـنى الفـــؤاد أن يــحــب
ما دق قلبي ولا نبض.. ما مـت ما عـشت حار الطـب
قــد صدَّ كل حــب..قـــد هجـر منه الحس للعقل لـلب
ماعاد قلبٌ حين يناديه يصدُقُه كحدوتة الراعي والذئب
صار يومي ليـــلاً.. أمــضي بين النــــاس في رعــب
أشق صدري لأنزعه.. أحـــاول معه فهماً أو عـــتب
يرتعد جـــســـدي.. ظـــلام دامـــس في كـــل درب
 أخــطــــو .. أبــحــث داخــله لابــد به من عطب
تتعثر قدماي بأكوامٍ من حــجــر ورماد حــطـــب
ألقــيـــت مـــا فـــيه فتـــلألأ معـــدنه الذهـــب
هــــالاتُ نـــورٍ تضـــوي .. تتراقـــص طرب
عـــادت لي ابتسامتي تــــلاشى كــل الغضب
يئـــس مني الحــــزن .. فَـــحَـــزَنَ فــذهــب
زمن طــــال انتظاره تمنى الفــــؤاد حـــباً
ها هو قلبي قد دق .. نبض .. عـــشت سعداً
هاهي أمــام عــيني وقد كانــت وهـــمـــاً
أصرخ .. لاأحب .. بل إني في هواها متيماً
أُقَـــــبِّلها .. أضـــمها في صــــدري ضـماً
أخـــــاف أن يكـــــــــن ذاك حــــلــمـــاً

حبيبتي انت - جدة -17/11/1994

مُـــــورِدٌ وجـــــــهكِ نــــديٌّ نــــــورٌ كله بريـــــــق
انظرُ لعينيكِ كأنـــها بحـــرٌ هــــاديءٌ عــمـــــيــــق
فيــها أســبـــــحُ..أغــــــوص لا أخـــاف الغـــريــق
أتأملُ وجنتيك الحُـمــــرُ أوقــــن أنــــــها العقـــــيق
وأنــــفٌ ســـبــــحــــانـــه أحـــســــنَ الخــلـــيــــق
كــأنــه الــدرُ فــاكِ يخبيءُ لــؤلؤاً حـــلواً دقـــيــــق
فـــــإذا تــبســمــتي فـــاحَ مـــنه ما أحـــلاهُ رحــيق
أنهـــل مـــن شـــفـــتيكِ كخـــمـــرِ جنـاتٍ عـــتيـــق
لا أرتــــوي .....لا أعــــــــــي ..... لا أفـــــــــيـــــق
تحــتضن يــداكِ يـــداي..أكـــرهُ أكــونَ حــرٌ طليـــق
أضــمـــك في صــدري تطفــئي مـا به من حــريـــق
روحي..لا تتمني زوجاً كالأخريات لا أحبُ لا أطيــق
بــل أخٌ..صــديــــــقٌ..حـــــبــيـــبٌ.. عـــــشـــيــــق
لــتمضي بنا الحـــياة.. لا نسـل يوماً أين الطريق !!



الاثنين، 4 أكتوبر 2010

صغيرتي - جدة - 8/11/1994

عاهدتها صغيرة
بثوب أبيض وضفيرة
غابت عني فترة
رأيتها صبية
حديثها عذب.. جذابة
دق قلبي بفرحة
تراجع عقلي بقوة
أحبها بكل شوق ولوْعة
عشت أيام عصيبة
أُمني نفسي بها محبوبة
ذات يوم وفجاة
اختارتها لي أمي عروسة
طار قلبي سعادة
إن لأباها خالي كأبي مَعَزَّة
وأُمها أُعزها أكثر من خالة
وجدتني أقول أحبها صراحة..

سامحيني - جدة - 7/4/1995

سامحيني في عمر مني راح
عشته من غيرك في ألم وجراح
سامحيني يا هالةً في سمائي كالصباح
إن لم أجهر بحبي صراح
كالبكر تخشى أمرها افتضاح
خلت حبي لك محال غير مباح
أحبك في صمتٍ تعصف بي الرياح
أخاف إن بحت يُظنُ بقولي مزاح
أو يكثر حولي حسادٌ نصاح
يغرن أن أعشق وجهك الوضاح
حين بزغت في سمائي كالقمر لي لاح
نبتةٌ زهرةٌ في قلبي عبيرها فاح
فدبت الحياة جسداً سكنه النواح
كمحاربٌ بالله منتصراً دون سلاح
طار قلبي دقاً يعلن الأفراح

لأنك عارفني - جدة - 4/5/1995

لأنك عارفني بحبك أد إيه
بتخاصم وتهجر
لأنك عارفني محتاج لك أد إيه
عالبعاد مش بأقدر اصبر
و ف كل مرة بتخاصم وتهجر
باجري وأصالح
تحضني أنسى وأفرح
لأنك عارفني..
لأنك عارفني..
صورتك معايا ما بتفارقني
طالب تشوفني.. 
 بتقول ندمان
لا يا حبيبي..
 قصدك نسيان
ولأنك عارفني..
لأنك عارفني..
مش كل مرة..
مش كل مرة..

حدثيني - جدة 5/1/1995

حدثيني لا تبخلي ببعض من الكلمات
قد تشفي قلب سقيم من الممات
قد تهبه من جديد الحياة
حدثيني لو بقليل من الحريفات
تمنح قلبي كثير من الدقات
كفاك بحبي الردود بالإيماءات
لا تقولي أنك لي تصغي بإنصات
لاأقصد منها الآهات واللآت
إن أردتي كثير من الزيارات
وتعلمي أنها لا تتعدى الساعات
لا تقصري حبك على النظرات
حدثيني عن حبنا والذكريات
حدثيني عن العلوم والرياضيات
حدثيني وكأني أعز الصديقات
حدثيني يا أحلى الجميلات
حتى لا تذرف من عيني الدمعات
وكأني أقف على عرفات
أبتهل إلى الله بالدعوات
أن يمنحني قلبك ولو صدقات
تهب حبي الإيمان والثبات
فلا أضل لا أهيم في طرقات
مليئة بسافرات مائلات
يدعين أنهن في الحب طبيبات
يعرضن العلاج والوصفات
يحسبهم المرضى مبهجات
لما فيهن من وَصفات وصِفات
حدثيني كحديثك في الخطابات
أم يزل قلبك موصد لحبي البوابات
أم تجدي معي شيء من التحرجات
حدثيني يا نفسي يا كل الذات
حدثيني لتزيلي تلك الهواجس واللحظات
لا أقول سؤالات أو عتابات
يكفيني أراكي يا صبحي يا كل الإشراقات
لحين أراكي يا كل الحبيبات
لكِ مني أحلى الأمنيات
وسلامي وأحر القبلات

من صغر سنك - 19/9/1994

من صغر سنــــك
عيني منــــــــــك
ساعة ما شفتــك
دقايــق كلمتـــك
حسيــت بحبـــك
خــفــت أقولـــك
ما يدق قلبـــك
تهربي أعاني في بعدك
دعيت ربي وربك
صليت لأجلك
لقيت نفسي جنبك
بانعم بقربك
زاد حبي لك حبك
عقلي طار بك
تهت في عينيك
عشت ضيك
من صغر سنك
عيني منك
باتمنى فرحك
باتمنى قربك
من صغر سنك
قلبي حبك
إسألي حتى قلبك

الأربعاء، 9 يونيو 2010

عائلة النكد - 9/6/2010

عائلتـك والحمد لله هم ونكــد
إذا اجتمعنا لا يفــــوقنا عــدد
إذاتفرقنا تملؤنا الغيبة والحسد
لا يعوزها مـن الحــزن مـــدد
لا تخاف فيها المرض بل الكمد
خطاؤون غير توابين عن عمد
 الأكــاذيـب فيها هي الســـند
الاحـترام فيها قد ولى وزهــــد
لا فرق بين عم خال بنت ولـد
الحق فيها بطول العمر والأمد
إذا تفوهت بالحقيقة فأحدٌ أحد
الحـل فيها الصــــــبر والجلد
ويلك إذا تبحرت في النســب
فاســــمع واصمت ولا عجب
مجدٌ من المحيط لبحر العرب
ثراءٌ وكرم ثم فقــرٌ بلا ســبب
لا ترفض لا تنكر هذا شـــجب
إن عاتبت فهذه منك قلة أدب
إن تماديت فانت تثير الشغب
والحياء عندك أنعدم و ذهب
عزيزها كل غريب فكلامه طرب
فيهم الكبر.. الله خلق ووهب
وأنت خُلقت للشقاء والتعب
إن تدعو فيهم يعني النصب
كدعاء أبي طالب وأبي لهب
لن يرفع ما حــل من غضب
تصريحٌ علي للزمن وجـب

الخميس، 27 مايو 2010

خود الجوف - جدة

لي خود ساكن بالجوفِ
من نسل جدي ولي الشرفِ
أغار عليها من نسمة الصيفِ
هيفاء لفاء حسناء بلا زيفِ
عذبٌ حديثها لكنها تحسن الحرفِ
حين رأيتها ابتسمت فابتسم الطرفِ
توقف ما بقلبي من نزفِ
كأني بدونها سأصاب بالخرفِ
خفت قلبها وحبي لا يأتلفِ
حين تتراءى مجرد طيفِ
تصير قوايا كلها ضعفِ
صرت في حبها عاشقٌ دنفِ
حباً ليس له من قلبي صرفِ
لا سهم أصابه بل سيفِ
زهرةُ يانعة ليس لها وصفِ
رحيقها فيه شفاء للفؤاد مختلفِ
عناقها حنو وعطفِ
سؤال له عندي وقفِ
أتراها يسعدها مني قطفِ

الأربعاء، 26 مايو 2010

باحبك ـــ جدة 3/6/1995


باحبك حقيقي باحبك صحيح
ياللي قبلك قلبي دامي جريح
باحبك ولأني دايماً صريح
باحبك بدفء الشمس وقوة الريح
باحبك يا فجري ويا نوري ..يا قمري
باحبك ياللي حبك في قلبي من زمن بعيد
بيدور عليكي بإصرار أكيد
باحبك وصورتك في العلم غيب
خايف أرسمها يقولوا شيء عجيب
باحبك وإسمك عنك غريب
في قلبي ساكن لا يغيب
باحبك وباحلم تكوني النصيب
أكون لك الزوج والأخ والحبيب
يا نهر حب صافي خصيب

هــالـــة ـــــ جدة 21/ 10 / 1994

يا هالة .. بددت ظلمة الفؤادِ
يا هالة برغم كل البعادِ
حبي لك كل يوم في ازديادِ
فبك حطمت راية الحدادِ
وحدك أنت ألنت ما بقلبي من عنادِ
فقبلك صادفت أعدادِ
ما لبث حبهم أن ذاق الؤادِ
حلمت بك .. فحبك غير عادِ
قابلتك فدب في قلبي الحب والودادِ
أردد اسمك كأنما أردد الأورادِ
أحبك .. أحبك .. أحبك
أحبك ربما قبل الميلادِ
أحبك قبل أن تعرفي في الحب الآحادِ
أضع الخريطة أقيس الأبعادِ
يصبرني عقلي .. يذكرني بقرب الميعادِ

الاثنين، 3 مايو 2010

نزوة - قصة قصيرة - جدة - 1993


 لقوة ما بي من عنادٍ وتحدٍ لم أكن أتوقع أن أضعف هكذا أمامها، وأهرع إليها بمجرد أن أراها وأتشبث بها كطفل بثدي أمه .. أحياناً كثيرة أحاسب نفسي وأصدر قراري بالابتعاد عنها .. وأراهن نفسي مُطَمْئِنَها أنها نزوة لا أكثر وسيأتي يوم وأنساها .. وفعلاً  أكاد أنساها وأسخر من نفسي حين ذلك .. خاصة حين أتذكر نفسي أيام بطولاتي الرياضية .. وكعادتها تأتي ثانية بصحبة صديق صامتة لا تتكلم .. يلح عليَّ لن تنساها .. لن تستطيع .. لكني أرفض وأرفض وهو يضحك ويؤكد ..
تطاردني حيثما ذهبت .. في الشارع .. في المكتب .. في حفلة .. في المحال .. تتشكل أمامي وتتلون برداءات مختلفة .. لكني أعرفها جيداً .. في كل مرة لم تيأس .. تمنيت كم ألقنها درساً لن تنساه ..ولتعرف أني أستطيع الاستغناء عنها، وما كانت علاقتي بها سوى لحظة تحدي أمام صديق، بأنها لن تؤثر على لياقتي البدنية التي في الحقيقة لم يبقَ منها شيء !!
لذا حين رأيتها لم يبدُ علي شيء .. اصطحبتها وأنا أختلس النظرات حولي كي لا يراني أحد .. صعدت درج السلم .. وسرعان ما كنت وهي وحدنا وجهاً لوجه .. وما زالت كعادتها صامتة .. بريقها يجذبني ورائحتها تثيرني .. تشجيني .. فجأة .. فكرت لو أطبقت عليها بكلتا يدي، وقذفت بها من أعلى دور .. لكن سرعان ما تحركت أناملي على ردائها الأبيض الذهبي .. ثم استدرتها أمامي .. وصعدت لأعلى بأناملي .. فحللت قيوده .. ونزعت برفق ذلك الغطاء الصغير بالأعلى .. ومددت يدي برفق .. أتحسس رداءها الأبيض الناعم الرشيق .. نفس الفكرة عادت تراودني لو أني أقطع جسدها .. ولكني وجدت نفسي أنزعها برفق من ذلك الرداء الضيق .. ولم أشعرسوى أني أعتصرها بفمي وأحرقها بأنفاسي وهي مستسلمة راضية ..كأنها تخبرني أني لن أنساها .. دمعت عيناي وأصابني الصداع .. فألقيت بها بعيداً عني .. ثم حملتها بين يدي .. وقذفت بها من النافذة وعدت لقراءة كتابي .. من حين لحين أشعر برائحتها بجانبي فتؤلمني ..

الأربعاء، 7 أبريل 2010

حلمان - 10/12/1992


حلمٌ أحلم به دوماً
أراها معي صحواً ونوماً
نضحك. نجري.نمرح سوياً
تبثني حناناً. حباً أنثوياً
تبدد ما بي من يئسٍ عتيٍ
حلمٌ أن تحلم بي يوماً
تعشقني طيفاً
تنتظرني لهفاً
أراني أحبها حلماً
حباً جماً
فما إن كانت..
حقيقة وليست وهماً
حلمان لا يفارقاني أبداً
حلمٌ أحلم به دوماً
حلمٌ أن تحلم بي يوماً

الثلاثاء، 6 أبريل 2010

صدقيني 8/4/1995


صدقـيني إنـت نوري إنـت القــمـــــر
لــــولاك ما بان حــبـــي ولا ظــهـــر
صدقيني قلبي لغيرك ماحب ولا صبر
نادتني عيناك عرفــت طــعم السهـــر
فكري عن الدنيا تـــاه وعنك ما هـجر
لــو ما أحبك يبـقى مــا عـندي نظـــر
تسوى إيه عينيا يســوى إيه البصــر
صدقيني يـا كل عمري يــا أحلى قــدر
صـــدقــيــنـــي .. صـــدقــيــنـــي ..



الاثنين، 5 أبريل 2010

سألقاكي - 3/2/1995



حينمــا غــادرتـك أمـسـى القــلـب جــزعـــاً
تــاهــــت فـرحــته .. لا أســـمع لــه دقـــــا
حـــرت فــي أمـــره لا أمـلـك لــه صنعــــــاً
سـوى أن أذكــره من ليــاليــنا ولـو يــومــاً
أُغمــض عـينـايـا لـم تعــد تــذرف دمــعـــاً
أؤكــد لــه مــا زال فــي الـلـــقــاء وصــــلٌ
فـمـا تباعـدت قـلـوبنـا عــمــداً أو قــصـــداً
تباعدت أجسادنا ليكون في اللقاء شــوقٌ
فــلمَ الحــزن؟ وحبـها لك ليـس لــه وصفــاً
لـمَ ذاك الفـكـر إنـه مـن الشيــطـان عمـــلاً
أستحلفـك بما تكن لهـا مـن حــب وشـــوق
تكتب لها .. لا تحكــي عــن حبـــها لأحـــد
فمــــــا أدراك ليـــــس بنفســـه حســـــــداً
سألقاكي .. نعم..لنجعل من اللحظات عمـراً
ألقاكي يا أحلى ما في بستاني من زهــــر
سألقاكي يا من زلت في حياتي حلمـــــــــاً